رسالة السعدیة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

رسالة السعدیة - جلد 2

العلامة الحلی، اخراج و تحقیق و تعلیق: عبدالحسین محمد علی بقال

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



المسألة
الثالثة في: ان الله تعالى يستحيل رؤيته(10)

اختلف
المسلمون في هذه المسالة على قولين: فذهب الاكثر
منهم: إلى انه تمتنع رؤيته، وهو مذهب الاوايل(11).
وقالت
الاشاعرة:(12) ان الله تعالى يصح عليه الرؤية(13).

__________________


(10) ينظر:
قواعد المرام: ص 74، وكتاب النافع يوم الحشر: ص 39.
(11) ينظر:
الملل والنحل: 1 / 90 - 91.
(12) وفي
النسخة المرعشية: ورقة 26، لوحة ب، سطر 5: (قالت
الاشاعرة)، بدون واو العطف.
الاشاعرة
والاشعرية: نسبة تمثل رواد مذهب كلامي في اصول
الدين.
مؤسسه:
ابوالحسن على بن اسماعيل الاشعري، المنتسب إلى ابي
موسى الاشعري، في اواخر القرن الرابع الهجري.
من جملة
مبادئه: ان الباري عالم بعلم، قادر بقدرة، حي
بحياة، مريد بارادة، متكلم بكلام، سميع بسمع، بصير
ببصر.
من ابرز
اقطابه: القاضي ابوبكر محمد بن الطيب الباقلاني.
وابوالمعالي
عبدالملك بن عبدالله الجويني وابواسحاق ابراهيم بن
محمد الاسفراييني.
وابوالحسن
مقاتل بن سليمان الخراساني.
ينظر:
الملل والنحل: 1 / 85 - 94، الابانة عن اصول الديانة: 1 / 1
- 17، مقالات الاسلاميين: 1/ 1 - 688.
(13) وقال
الآمدي - وهو منهم -: اجتمعت الائمة من اصحابنا على:
ان رؤيته في الدنيا والآخرة جائزة عقلا.
واختلفوا
في جوازهما سمعا.

[38]

قال فخر
الدين الرازي(14) - وهو منهم -: ان اصحابنا خالفوا جميع
العقلاء في ذالك.
واما
المعتزلة(15) والفلاسفة: فظاهر، لانهم ينكرون ذالك
انكارا ظاهرا(16).
واما
الباقون من المسلمين، وهم المشبهة والمجسمة، فانهم
وان اثبتوا الرؤية، لكن لاعلى الوجه الذي قلناه(17).
لانهم
اعتقدوا ان الله تعالى جسم، فلهذا اثبتوا رؤيته،
ولو قالوا: بانه مجرد لا في جهة، امتنع عندهم رؤيته.

__________________


فاثبته
بعضهم، ونفاه آخرون، ينظر: المواقف: ص 115.
وللتوسع
ينظر: الفصل في الملل: 3 / 2، اصول الدين: ص 99، نهاية
الاقدام: ص 367، الاباة عن اصول الديانة: ص 16، بستان
العارفين: ص 59 - 60، وعوالي اللئالي: 1 / 48، 1 / 52 - 53،
وهامش رقم(7) من المسألة الاولى.
(14) محمد بن
عمر الرازي: الامام المفسر، وهو قرشي النسب.
اصله من
طبرستان، ومولده في الري واليها نسبته، توفي في
هراة عام 606 ه.
اقبل الناس
على كتبه في حياته يتدارسونها، وكان يحسن الفارسية.
من
تصانيفه: مفاتيح الغيب - ط، ثمانية مجلدات في تفسير
القرآن الكريم، الاعلام: 7 / 203 - باختصار.
وينظر:
التفسير الكبير، آية 144، من سورة الاعراف، وهنا منه
(رحمة الله: تعريض بهم.
(15)
الاعتزال: مذهب كلامة في اصول الدين.
مؤسسه واصل
بن عطاء، في مطلع القرن الثاني الهجري، ويسمى
رواده: باصحاب العدل والتوحيد.
من جملة
مبادئه: ان الله تعالى قديم، وان الحكيم لايفعل الا
الصلاح والخير، وان العبد قادر خالق لافعاله.
هذا، وهو
ذو مدارس متعددة، منها: الهذيلية: اصحاب ابي الهذيل
محمد بن الهذيل، والجبائية: جماعة ابي علي محمد بن
عبدالوهاب، وابنه ابي هاشم عبدالسلام، ينظر: الملل
والنحل: 1 / 57 - 112، المعتزلة: 1 / 1 - 267، امالي المرتضى: 1
/ 163 - 169.
هذا، وفي
المخطوطة المرعشية: ورقة 26، لوحة ب، سطر 7: (اما
المعتزلة والفلاسفة)، بدون واو العطف.
(16) ينظر:
امالي المرتضى: ج 1 ص 28.
(17)
المعتزلة اجمعوا على انكار رؤية الله تعالى
بالابصار في دار القرار، واختلفوا في الرؤية
بالقلوب، فقال اكثرهم: نرى الله بقلوبنا، بمعنى:
انا نعلمه بقولبنا، ينظر: مقالات الاسلاميين: 1 / 157 و
216 بتصرف.

[39]

والدليل
على المذهب الاول: العقل، والنقل.
اما العقل:
فان الضرورة قاضية: بان كل مرئي(18)، فانه لابد وان
يكون(19) مقابلا للرائي او في حكم المقابل، كالمرئي
في المرايا.
وكل مقابل
او في حكمه فهو في جهة، والله تعالى ليس في جهة، فلا
يكونمرئيا(20) ولانه لو كان مرئيا، لرأيناه الآن،
لوجود العلة المقتضية للرؤية، وهي حصول الشرايط
وانتفاء الموانع وسلامة الحاسة.
واما النقل
فقوله تعالى: * (لن تراني) *(21)، ولو كانت صحيحة، ويراه
بعض المؤمنين، لكان موسى عليه السلام اولى بالرؤية.
وقوله
تعالى: * (لاتدركه الابصار وهو يدرك الابصار) *(22)،
تمدح بنفيالرؤية، فيكون ثبوتها نقصا، والنقص على
الله تعالى محال.
ولان الخصم
يسلم(23): ان معرفة الله تعالى، ليست حاصلة الا
بصفاته وآثاره دون حقيقته، فكيف تصح: رؤيته
والاحاطة بكنه حقيقته؟ ! تعالى الله عن ذالك.

__________________


(18) وفي
المخطوطة المرعشية: ورقة 26، لوحة ب، سطر 13: (لان كل
مرئي).
(19) وفي نفس
السطر: (وان يكن مقابلا للرائي)، بدلا من (يكون).
(20) ينظر:
نهاية الاقدام: ص 356، والفصل في الملل: 3 / 2، والفرق
بين الفرق: 152.
(21) سورة
الاعراف، الآية 144.
(22) سورة
الانعام، الآية 104.
(23) وفي
المخطوطة المرعشية: ورقة 26، لوحة أ، سطر 7: ولان
الخصم سلم).

[40]

واذا تحقق
هذا، كان القول بنفي الرؤية اليق وانسب بالكمال،
وثبوتها انسببالنقص، فتعين الاول(24)، لوجوب تنزيه
الله تعالى عن كل النقائص.

__________________


(24) وفي
المخطوطة المرعشية: ورقة 27، لوحة أ، سطر 11: (فيتعين
الاول).

[41]

تنبيه
ذهبت(25) الاشاعرة باعتبار مقالتهم هذه: إلى ان علة
الرؤية هي الوجود.
وكل موجود
على الاطلاق عندهم يصح ان يرى(26).
ولم
يشترطوا المقابلة ولا حكمها(27)، ولا الشرايط التي
اعتبرها غيرهم، من: سلامة الحاسة، وعدم البعد
المفرط، وقرب المفرط(28)، ووقوع الضوء على المرئي،
وعدم الحجاب، وعدم الشفافية.
ولم يوجبوا
الرؤية عند حصول هذه الشرايط، ولاغيرها من
الادراكات عندحصول شرايطها، فلزمهم محالات(29)
لامعدل لهم عنها(30) فالتزموها وارتكبوا بسببها مذهب
السوفسطائية(31):

__________________


(25) وفي
المخطوطة المرعشية: ورقة 27، لوحة أ، سطر 12: (ذهب
الاشاعرة).
(26) الابانة
عن اصول الديانة: ص 16(27) كالمرئي في المرآة: (هامش
المخطوطة المرعشية: ورقة 27، لوحة ب، سطر 1 - اعلاه -).
(28) هكذا في
النسخة الخطية المجلسية المعتمدة: ورقة 4 لوحة أ سطر
11 وفي المخطوطة المرعشية: ورقة 27، لوحة ب، سطر 2:
(والقرب المفرط).وهو الصحيح.
(29) وفي
المخطوطة المرعشية: ورقة 27، لوحة ب، سطر 4: (من
المحالات).
(30)اي: لا
يكون لهم مع العدول، (المخطوطة المرعشية: ورقة 27،
لوحة ب، سطر 5 - الهامش الايمن ـ).
(31)
السفسطة: قياس مركب من الوهميات، والغرض منه افحام
الخصم واسكاته (من اليونانية).
السوفسطائية:
فرقة ينكرون الحسيات والبديهيات، وغيرها، الواحد:
سوفسطائي.
(المعجم
الوسيط: 1 / 433) و (هم القائلون: بان لايحصل العلم بشئ
من الاشياء البته)، المخطوطة المرعشية: ورقة 27،
لوحة ب، سطر 13 - الهامش الايسر).

[42]

منها، انهم
جوزوارؤية كل موجود، سواء كان جسمانيا او مجردا،
فجوزوا: رؤية الشهوة، والنفرة، والارداة، والقدرة،
والحياة، والادراك، والبقاء، وغير ذالك من الاعراض
التي لايمكننا ان نراها، لوجود علة الرؤية وهي
الوجود عندهم.
ومنها،
انهم جوزوا ان يرى الاعمى، الذي لم يخلق الله تعالى
له بصرا في اول وقته وهو في المشرق، نملة صغيرة وهي
بالمغرب.
وهذا عين
السفسطة.
ومنها،
انهم جوزوا ان يكون بين ايدينا جبال شاهقة، من
الارض إلى عنان السماء، مشرقة بالالوان النيرة،
مضيئة بوقوع شعاع الشمس عليها وقت الظهيرة ولا حاجب
بيننا وبينها، ولا نشاهدها، وهذا مكابرة للحس.
ومنها،
انهم جوزوا حصول اصوات هايلة تزعج العالم،
ولايسمعها القريبمنها الصحيح السمع، ويسمع
الاطروش(32) الذي لم يخلق له سمع من مبدأ خلقه وهو
بالمشرق، اخفى صوت بالمغرب.
ومنها،
انهم جوزوا ان يحصل في بلدة عظيمة كبغداد عساكر
مختلفة متحاربة بانواع آلات الحرب، والناس بينهم
يختلفون في التردد بينهم، والذهاب والعود اليهم(33)،
ويماس بعضهم بعضا، ولايسمعون اصواتهم، ولايرون
صورهم(34).

__________________


(32) بمعنى:
الاطرش، والمأنوس: استعماله اليوم هو كلمة:
(الاطرش).
(33) وفي
المخطوطة المرعشية: ورقة 38، لوحة أ، سطر 6 - 7: (في
الذهاب والعود..).
(34) وفي
المخطوطة المرعشية: ورقة 28، لوحة أ، سطر 8: (ولايرون
صورهم، ولايحسون مساسهم).

[43]

ومنها.
انهم جوزوا
ان يرمى الانسان في تنور قد سبك فيه الرصاص
المذابوالحديد، تنفصل اعضاؤه ولا يحس بحرارته(35):
بل، ربما ادرك غاية البرد.
واذا رمي
في الثلج من فوقه إلى قدمه في ابرد وقت، لايحس
برودته(36)، بل ربما ادرك غاية الحر والتسخن(37).
واي انكار
السوفسطائية(38) للمحسوسات ابلغ من هذا القول؟ ! فهل
يجوز لعاقل او لمن له ادنى فطانة المصير إلى هذه
المقالة؟ وباي شئ يستدل على صحة المقالات وفسادها
مع هذه الاعتقادات الممتنعة، فانه لا مقدمة ولا
قضية اجلى ولا اوضح من المحسوسات، وهي مبادئ
الضروريات، فاذا وقع الشك فيها، كيف يبقى والكذب
نوع منه -، جاز ان كون الخبر الذي اخبرنا به كاذبا.
ومع هذا
الامان بغيرها من القضايا.

__________________


(35) وفي
المخطوطة المرعشية: ورقة 28، لوحة أ، سطر 9: (وينفصل
اعضاؤه)، بزيادة واو العطف.
(36) وفي
المخطوطة المرعشية: ورقة 28، لوحة أ، سطر 11: (لايحس
ببرودته).
(37) ان معظم
مضامين هذا التنبيه، بمفرداته وجمله، وردت في كتاب
نهج الحق، ينظر: دلائل الصدق: ج 1 ص 2.
(38) وفي
المخطوطة المرعشية: ورقة 28، لوحة أ، سطر 12: (واي
انكار سوفسطائية).

[44]

/ 17