رسالة السعدیة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

رسالة السعدیة - جلد 2

العلامة الحلی، اخراج و تحقیق و تعلیق: عبدالحسین محمد علی بقال

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



القسم
الثاني: الرسالة السعدية

العلامة
الحلي أبومنصور جمال الدين الحسن بن يوسف 648 ه. 726
ه.
اخراج
وتعليق وتحقيق
عبدالحسين
محمد علي بقال

[2]


بسم الله
الرحمن الرحيم

وبه
نستعين. الحمد لله، المتفضل بجعل الانبياء واسطة
بينه وبين عباده، المنعم بارداف الاوصياء لتهذيب
طرق هدايته وارشاده، المحسن بنصب العلماء،
الوارثين للانبياء لايضاح مراده(1)، مرشد الانسان
إلى طريقي شقوته واسعاده(2)، فالسعيد(3) من اكثر من
زاده وادخر ليوم معاده، والشقي من اهمل امر آخرته
ولم يستوثق ليوم ميعاده(4).
والصلاة
على اكرم انبيائه، واشرف رسله وامنائه، محمد
المصطفى، الشافع لمنشهد برسالته، يوم لقاء ربه
مخالفا لمراده.
وعلى آله
المعصومين عن الزلل، البالغين في تقويم المكلف
وسداده.

__________________


(1) في
المخطوطة المجلسية المعتمدة، كثيرا ماترد الاسماء
الممدودة، مقصورة خالية مما يسمى بالهمزة
المتطرفة، من قبيل: العلماء، فترد: علما، وهي
صحيحة، وان لم تكن اليوم - كتابة - مألوفة.
(2) يبدو،
فيه اشارة إلى الآية الكريمة: (وهدينا النجدين .. )،
في سورة البلد آية 9.
هذا،
والاشارة نفسها وردت في كل من: (المجلسية: ورقة 18،
لوحة أ، بين سطري 5 - 6)، و (المرعشية: ورقة 18، لوحة أ،
بين سطري 5 - 6 كذالك).
(3) يبدو ان
لفظ السعيد هنا، هو ايضا تضمين واشارة من العلامة،
إلى من كتبت الرسالة من اجله، وسميت على اسمه.
(4) وفي
المخطوطة المرعشية: ورقة 18، لوحة أ، سطر 7: (معاده)،
بدون ياء بعد الميم.

[3]

اما بعد،
فإن الله تعالى لم يخلق العالم عبثا، بل، لغاية
مقصودة، وحكمة متحققةموجودة، كما قال تعالى(5): *
(افحسبتم انما خلقناكم عبثا؟(6)) *، وقال تعالى: *
(وماخلقنا السماء والارض وما بينهما لاعبين) *(7).
ثم انه
تعالى نص على الغاية بالتعيين، فقال: * (وما خلقت
الجن والانس، الا ليعبدون) *(8).
فيجب على
كل مكلف من انسان(9)، السعي في تحصيل المطلوب منه
بقدر الامكان(10)، ولما كان ذالك محالا، الا بعد
معرفته تعالى، والنظر في ذاته ووصفه(11)، بما يستحق
من جلال صفاته، واتباع اوامره وامتثال مراضيه،
واجتناب مايكرهه، والامتناع عن معاصيه، وقد حرم
الله تعالى على جميع العبيد سلوك طريق التقليد، بل،
اوجب البحث في اصول العقايد اليقينية، وتحصيلها
باستعمال البراهين القطعية.

__________________


(5) وفي
المخطوطة المرعشية: ورقة 18، لوحة أ، سطر 12: (كما قال
الله تعالى)، بزيادة لفظ الجلالة (الله).
(6) سورة
المؤمنون، الآية 115.
(7) سورة
الانبياء، الآية 16.
(8) سورة
الذاريات، الآية 56.
وفي النسخة
المجلسية المعتمدة، ورقة 1، لوحة أ، سطر 9: (وما
خلقنا .. )، يبدو: انه اشتباه من الناسخ.
(9) في
المخطوطة المرعشية: ورقة 18، لوحة ب، سطر 3: (من
الانسان) ثم بين سطر 3 - 4، توجد أسفل عبارة: (من
الانسان)، جملة: (وكذا الجن خ)، اي: في نسخة بدل.
(10)
المطلوب: ماطلبه الله سبحانه من العبد، وما نهى من
المعاصي، (هامش المرعشية: ورقة 18، لوحة ب، مقابل
الاسطر 4 - 6، الجانب الايسر).
(11) في
المخطوطة المرعشية: ورقة 18، لوحة ب، سطر 5: (وصفته).
ثم جاء في
الهامش الايسر من نفس اللوحة: (النظر: ترتيب امور
ذهنية، ليتوصل بها إلى امور اخر)

[4]

فقد اوضحت
في هذه (الرسالة السعدية)، مايجب على كل حال،
اعتمادهفي الاصول والفروع على الاجمال، ولا يحل
لاحد تركه ولا مخالفته في كل حال، فيمسايل معدودة
ومطالب محدودة، من غير تطويل ممل، ولا ايجاز مخل.
برسم
المولى: المخدوم الاعظم، الصاحب الكبير المعظم،
صاحب ديوان الممالك شرقا وغربا، بعدا وقربا، مالك
السيف والقلم، ملجأ العرب والعجم، ملاذ جميع طوايف
الامم، محيي رفات المكارم والرمم(12)، مميت البدع
ودافع النقم.
المؤيد
بالالطاف الربانية، المظفر بالعنايات الالهية.
خواجه سعد
الملة والدين(13)، اعزالله بدوام دولته الاسلام
والمسلمين، وشيد قواعد الدين ببقاء ايامه الزاهرة
إلى يوم الدين، وقرن اعقابه بالنصر والظفر
والتمكين وختم اعماله بالصالحات، واسبغ عليه
جلابيب المسرات وكساه حلل السعادات وافاض عليه من
عظيم البركات، ووفقه لجميع الخيرات، بمحمد وآله
الطاهرين صلوات الله عليهم اجمعين.
وقبل الخوض
في المقصود، لابد فيه من تقديم .. !

__________________


(12) الرفات:
صيغة فعال، من مادة (رفت)، وتعني: الحطام، وتعني: كل
ماتكسر وبلي، ينظر: المنجد في اللغة: ص 270.
والرمم:
جمع رمة، كما في المنجد في اللغة ص 278.
والرمة هنا
فيما يبدو: كناية عن آثار الشريعة الدوارس، بفعل
الظلم والتحريف.
(13) اسمه:
محمد بن علي الساوجي.
وللتوسع في
معرفة بعض اخباره، يراجع من مثل: الدرر الكامنة: 4 /
101، ومقدمة جامع التواريخ للهمذاني: م 2 ص 15 - 29،
وناسم الاسحار: ص 114، وآثار الوزارء: ص 283.

[6]


المقدمة
الاولى

في: الغرض من وضع هذه الرسالة(1) لما كان
الغرض من وضع هذا الكتاب معرفة طريق الحق، وسلوك
نهج الصدق.
وقد اوجب
الله تعالى على العلماء، اظهار نواهيه واوامره،
وايضاح مكنون سرايره.
حيث قال عز
من قائل: * (ان الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات
والهدى، من بعد مابيناه للناس في الكتاب، اولئك
يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون) *(2).
وقال
تعالى: * (ان الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب،
ويشترون به ثمنا قليلا، اولئك ما يأكلون في بطونهم
الا النار .. )*(3).
وقال رسول
الله صلى الله عليه وآله: (من علم علما وكتمه الجمه
الله(4) يوم القيامة بلجام من النار)(5).

__________________


(1) جريا على
عادة المؤلفين، حيث يذكرون الغرض من مؤلفهم اولا
وقبل كل شئ، ليكون السير معه، والتشوق اليه، اكثر
وقعا وانجع فائدة.
(2) سورة
البقرة، الآية 159.
(3) سورة
البقرة، الآية 175.
(4) في
المخطوطة المرعشية: ورقة 19، لوحة ب، سطر 7: (الجمه
الله تعالى .. ).
(5) ينظر:
لآلئ الاخبار: 2 / 285.
واخرجه
احمد في مسنده: 2 / 499، بلفظ: (من كتم علما يعلمه جاء
يوم القيامة ملجما بلجام من نار)، (الطبعة الاولى).

[7]

وجب على كل
عاقل(6)، ارشاد الناس إلى طريق الصواب، لئلا
يدخلوا(7) تحت اللعن، الذي توعد الله تعالى به كاتم
علم، وبالخصوص، قد قال صلى الله عليه وآله(8): ان
الله لم يأخذ على المتعلمين ان يتعلموا، حتى اخذ
على العلماء ان يعلموا(9).
فوجب علينا
وضع هذه الرسالة، الدالة على تصحيح اكثر العقايد
اليقينية، وتحقيق طرق صالح(10) من المطالب القطعية،
في المسايل الاصولية، المشتملة على كيفية اتباع
المسايل(11)، المجمع عليها من العبادة(12)، التي هي
الصلاة والصوم، عند كل المسلمين، لتحصل براءة
الذمة للمكلف بالقطع واليقين، ويخلص من
الظنوالتخمين.

__________________


(6) في
المخطوطة المرعشية: ورقة 19، لوحة ب، سطر 8: (وجب على
كل عالم).
(7) في
المخطوطة نفسها: ورقة 19، لوحة ب، سطر 8: (لئلا يدخل).
(8) في
المخطوطة نفسها: ورقة 19، لوحة ب، سطر 9 - 10: ( .. كاتم
العلم بالخصوص)، وقد قال (عليه السلام): (ان الله
تعالى .. )، وهذا هو الصحيح.
(9) ينظر:
نهج البلاغة: 4 / 110 شرح محمد عبده، وبحار الانوار: 2 /
78، وفيهما: لفظ الجهال، بدلا ن المتعلمين، كما ان
النقل فيهما: عن امير المؤمنين علي عليه السلام، في
حين ان الذي تعورف عليه، من عبارة صلى الله عليه
وآله، ان مابعدها هو مما ينقل عن الرسول محمد،
والامر هنا جد بسيط، ذالك، ان قول الامام - المعصوم -
ماهو الا قول الرسول، وليس في ذالك شك.
والذي في
النسخة الحكيمية - ص 24 -: (يوعد الله به كاتم العلم
بالخصوص، وقد قال عليه السلام .. )، ويبدو ان الاصح:
بخصوص كاتم العلم.
(10) المأنوس
اكثر في هذا اليوم ان يقال: طرق صالحة.
(11) في
المخطوطة المرعشية: ورقة 20، لوحة أ، سطر 1: ( .. آتباع
المجمع عليها .. )، ويبدو كلمة (المسايل) اقطة.
(12) في نفس
المخطوطة: ورقة 20، لوحة أ، سطر 1: ( .. العبادات .. ).

[8]

فوضعت
للمخدوم الاعظم، خواجه سعد الدين(13)، هذه الرسالة،
حسبة لله تعالى وطاعته(14)، لما افترضه الله حيث قال
عز من قائل: * ( . فولا نفر من كل فرقة منهم طائفة
ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم
لعلهم يحذرون) *(15).
وقال رسول
الله صلى الله عليه وآله: ( .. العلماء ورثة الانبياء
.. (16)).
ولما كان
من شأن الانبياء عليهم السلام: الانذار، كذا، يجب
على وارثهم بحسب الامكان والاقتدار.
وجعلت
ثوابها واصلا اليه، اسبغ الله تعالى نعمته اليه(17).

__________________


(13) في
اللغة الفارسية: كثيرا ماتكتب الواو، بين الخاء
والالف، وفي كثير من الاسماء، تكتب لتدل على ان ركة
الحرف قبلها، هي بين الضم والفتح، او مزيج منهما،
كما في خواجة، وخواهر، وغيرهما.
وعليه فلا
يقال: خواجه، وخواهر، بفتح الواو، وانما الواو
ساكنة داخلة في حركة الفتحة قبلها، مذابة فيها ان
صح مثل هذا التعبير.
وقال
الدكتور محمد التونجي: حيثما وجدت واوا وقعت بين
خاء والف، او بين خاء وياء، فان الواو لاتلفظ مطلقا.
وتسمى هذه
الواو: الواو المعدولة، مثال: خواب، خوار، فانها
تلفظ: خاب وخار.
كما في
المعجم الذهبي - فارسي عربي -: ص 13.
هذا، وفي
المخطوطة المرعشية: ورقة 20، لوحة أ، سطر 4: ( .. سعد
الملة والحق والدين).
(14) وفي
المخطوطة المرعشية: ورقة 20، لوحة أ، سطر 5: (وطاعة
لما افترضه الله تعالى، .. ).
(15) سورة
التوبة، الآية 123.
(16) الكافي:
1 / 329.
كتاب العلم
باب صفة العلم وفضله وفضل العلماء، ج 2.
(17) في
المخطوطة المرعشية: ورقة 20، لوحة أ، سطر 11: ( .. اسبغ
الله تعالى نعمه عليه)، ويبدو: انه هو الاصح.

[9]


المقدمة
الثانية

في: تحريم التقليد(18) طلب الله تعالى من
المكلف: اعتقادا جازما يقينيا ماخوذا من الحجج
والادلة، وذالك في المسائل الاصولية(19)، واعتقادا
مستفادا اما من الحجة او من التقليد، في المسائل
الفروعية(20).

__________________


(18) ينظر:
كتاب النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر: ص 8 -
1.
وفي
المخطوطة المرعشية: ورقة 20، لوحة أ، الهامش الاسفل:
(التقليد: قبول قول الغير من غير حجة، ويسمى تقليدا،
لان المقلد يجعل مايعتقد، من حق او باطل، قلادة في
عنق من قلد).
(19) قال ابن
ابي الحديد: انما قال عليه السلام: (اول الدين
معرفته)، لان التقليد باطل، واول الواجبات الدينية
.. : المعرفة، كما في شرح نهج البلاغة: 1 / 73.
هذا، وفي
المخطوطة المرعشية: ورقة 20، لوحة أ، سطر 13: (من
المسائل الاصولية).
(20) وهنا
ينبغي ملاحظة مايلي: أ هكذا ورد في المخطوطتين
المعتمدتين.
والصحيح -
فيما يبدو - ان يقال: المسائل الفرعية، لانه لاتجوز
النسبة إلى الجمع، الا اذا نزل منزلة العلم فيتساهل
فيه، كما يقال في دول: دولي، والفروعية هنا لم تنزل
بعد.
وربما كانت
في وقتها كذالك، ولعل هناك تفسيرا وتوجيه آخر.

[10]

(ا) ويدل
على الاول: العقل، والنقل(21) اما النقل.
(1) - فقوله
تعالى: * (قل انظروا..(22)) *.

__________________


ب قال
الغزالي: ان الاجماع منعقد على ان العامي مكلف
بالاحكام، وتكليفه طلب رتبة الاجتهاد محال، لانه
يودي إلى ان ينقطع الحرث والنسل، وتتعطل الحرف
والصنائع، ويؤدي إلى خراب الدنيا، لو اشتغل الناس
بجملتهم بطلب العلم، وذالك يرد العلماء إلى طلب
المعايش، ويؤدي إلى اندراس العلم، بل، إلى اهلاك
العلماء وخراب العالم، واذا استحال هذا لم يبق الا
سؤال العلماء.
وعلق السيد
الحكيم على ذالك بقوله: وهذا الدليل - على خطابيته -
سليم في اثبات اصل جواز التقليد، ثم اورد على نفسه،
ودفعه بقوله: (فان قيل: فقد ابطلتم التقليد، وهذا
عين التقليد؟ ! قلنا: التقليد قبول قول بلا حجة،
وهؤلاء وجب عليهم ما أفتى به المفتي، بدليل
الاجماع.
وختم
التعقيب بعد ذالك بقوله: (وبهذا ندرك ان الاختلاف
بين الغزالي وغيره، في مفهوم التقليد، لايتجاوز
الشكلية، وهو متحد المبنى مع القائلين بجواز
التقليد، اقصاه انه لم يسمه تقليدا، وانما عبر
بقوله: العامي يجب عليه الاستفتاء واتباع العلماء.
والاخذ
برأي الغير من دون حجة، موضع حظر الجميع، باستثناء
مامر من الحشوية، ان صح نسبة مثل ذالك الرأي اليهم).
ينظر:
المستصفى: 2 / 123، 124، والاصول العامة للفقه المقارن:
ص 646.
(21) وفي
المخطوطة المرعشية: ورقة 20، لوحة ب، سطر 2: (النقل
والعقل).
(22) سورة
يونس، الآية 101.

[11]

(2) - * (اولم
يتفكروا .. (23)) *.
(3) - * ( .. انا
وجدنا آباءنا على امة وانا على آثارهم مقتدون(24)) *.
(4) - * ( .. ان
يتبعون الا الظن .. (25)) *.
(5) - * ( .. وان
الظن لايغني من الحق شيئا(26)) *.
(6) - * (واذا
قيل لهم تعالوا إلى ما انزل الله والى الرسول قالوا
حسبنا ماوجدنا عليه آباءنا..(27))*.
(7) - *
(وقالوا .. ربنا ارنا الذين اضلانا من الجن والانس
نجعلهما تحت اقدامنا ليكونا من الاسفلين(28)) *.
(8) - * (..
ليتني لم اتخذ فلانا خليلا، لقد اضلني عن الذكر بعد
اذجاءني..(29)) *.
(9) - * (..وما
كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي
فلاتلوموني ولوموا انفسكم..(30)) *.

__________________


(23) سورة
الاعراف، الآية 184.
(24) سورة
الزخرف، الآية 23.
(25) سورة
الانعام، الآية 116.
(26) سورة
النجم، الآية 28.
(27) سورة
المائدة، الآية 104.
(28) سورة
فصلت، الآية 29.
(29) سورة
الفرقان، الآية 28 - 29.
وفي
المجلسية: ورقة 1، لوحة ب، سطر 21: (ياليتني..)،
والصحيح: (ياويلتا، ليتني لم اتخذ..).
(30) سورة
ابراهيم: الآية 22.

[12]

(10) - * (اذ
تبرا الذين اتبعوا من الذين اتبعوا وراوا العذاب
وتقطعت بهمالاسباب(31)) *.
(11) - وغير
ذالك من الآيات والآثار.
واما العقل
فإن الضرورة قاضية: بقبح تقليد من كان من الناس، لان
الخطأ واقع منهم، فلا يأمن المقلد من ارتكاب الخطأ،
بل، لابد وان يقلد من يعتقد صدقه، واعتقادالصدق ليس
ضروريا بل كسبيا من النظر.
فيجب النظر
على كل مكلف في المسائل الاصولية.
واليه اشار
مولانا اميرالمؤمنين (عليه السلام): (من اخذ علمه من
افواه(32)، ازالته الرجال، ومن اخذ علمه من الكتاب
والسنة، زالت الجبال ولم يزل(33)).

__________________


(31) سورة
البقرة، الآية 166.
(32) هكذا في
المخطوطة المجلسية: ورقة 2، لوحة أ، سطر 5.
والذي في
المخطوطة المرعشية: ورقة 21، لوحة أ، سطر 5 - 6: (افواه
الرجال .. ).
(33) وروى
الكليني - مرسلا - في خطبة كتابه مايلي: (قال عليه
السلام: من اخذ دينه من كتاب الله وسنة نبيه صلوات
الله عليه وآله، زالت الجبال قبل ان يزول، ومن اخذ
دينه من افواه الرجال، ردته الرجال)، ينظر: الكافي: 1
/ 7.
وروى
الفتال النيسابوري مرسلا قال: وقال اميرالمؤمنين
عليه السلام: من اخذ دينه من افواه الرجال، ازالته
الرجال، ومن اخذ دينه من الكتاب والسنة، زالت
الجبال ولم يزل.
وقال ايضا:
وهذا الخبر مروي عن الصادق، عن امير المؤمنين
عليهما السلام، ينظر: روضة الواعظين: 1 22 والوسائل
للحر العاملي: 18 / 95.
وروى الشيخ
الجليل محمد بن ابراهيم النعماني - في كتاب الغيبة -
قال: روي عن أبي عبدالله (عليه السلام): من دخل في هذا
الدين بالرجال، اخرجه منه الرجال كما ادخلوه فيه،
ومن دخل فيه بالكتاب والسنة، زالت الجبال قبل ان
يزول، ورواه الكليني مرسلا، (اثباة الهداة للحر
العاملي: ج 1 ص 71).

[13]

فلينظر
العاقل من نفسه، هل يجوز لاحد ان يجعل بينه وبين
الله تعالى واسطة في اعتقاده؟ لم يعلم الحق
باليقين(34) ولا يجزم به؟ فان اكثر المسلمين لما
ذهبوا إلى: ان الله تعالى هو المتصرف المالك
لخلقهيعذب من يشاء ويرحم من يشاء، وان الطاعة
والمعصية، لا اثر لهما في استحقاق الثواب والعقاب،
امتنع منهم الجزم بالخلاص.
ومن قلد من
لايجزم خلاص نفسه(35)، كيف يحصل له الجزم بسلامته؟
وهل يقبل الله تعالى عذر المكلف غدا لو اعتذر؟ وقال:
اني قلدت فلانا منغير ان اعلم صدقه، ولا يعلم فلان
صدق نفسه ايضا؟ ويكون جوابه: ماقال تعالى: * (..اولم
نعمركم مايتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير؟..(36)) *.
وهل يعذر
المكلف بعد سماع هذه الآية على رؤوس الاشهاد(37)،
باتباع منلا يعلم بالقطع واليقين صدقه من الانبياء
والمعصومين؟ ثم كيف يجوز التقليد والنفاق لم يزل
ولا ارتفع؟ فينطق الانسان اعتقادا في نفسه(38) ويظهر
غيره؟ حتى ان الله تعالى حكم ذالك(39)، عن جماعة
كانوا في زمن النبي (صلى الله عليه وآله)، وهم من
جملة أتباعه.

__________________


(34) في
المخطوطة المرعشية: ورقة 21، لوحة أ، سطر 8 - 9: (ممن
لايعلم الحق باليقين).
(35) في
المخطوطة المرعشية: ورقة 21، لوحة أ، سطر 13: (ومن قلد
ممن لايجزم بخلاص نفسه).
(36) سورة
فاطر، الآية 37.
(37) في هامش
المخطوطة االمرعشية ورقة 21، لوحة ب، مقابل الاسطر 6
- 12: (الاشهاد: هو النبي (عليه السلام)، والملائكة،
وبعض المؤمنين).
(38) هكذا في
المخطوطة المجلسية: ورقة 2، لوحة أ، سطر 12.
والذي في
المخطوطة المرعشية: ورقة 21، لوحة ب، سطر 7: (فيبطن
الانسان اعتقادا في نفسه)، وهو الصحيح.
(39) هكذا في
المخطوطة المجلسية: ورقة 2، لوحة أ، سطر 13.
والذي في
المخطوطة المرعشية: ورقة 21، لوحة ب، سطر 8: (حكى)، وهو
الصحيح.

[14]

فقال
تعالى: * (ولو نشاء لاريناكهم فلعرفتهم بسيماهم
ولتعرفنهم في لحن القول..) *(40).
وقال
تعالى: * (ومنهم من يلمزك في الصدقات .. ) *(41).
إلى غير
ذالك من الآيات.
روى
الحميدي(42) في الجمع بن الصحيحين عن سهل بن سعد(43)
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: (انا
فرطكم على الحوض منورد شرب، ومن شرب لم يظمأ(44)
ابدا، وليردن علي الحوض اقوام اعرفهم ويعرفونني،
ثم يحال بيني وبينهم، فأقول: انهم من امتي، فيقال:
انك لاتدري ما احدثوا بعدك، فأقول سحقا سحقا لمن
بدل بعدي(45)).

__________________


(40) سورة
محمد، الآية 30.
وفي
المخطوطة المجلسية ورقة 2 لوحة أ سطر 14: لعرفتهم،
بدون فاء قبلها، ويبدو انه: آشتباه من الناسخ.
(41) سورة
التوبة: الآية 58(42) محمد بن فتوح بن عبدالله الازدي
الميورقي الحميدي: مؤرخ محدث، اندلسي، من اهل جزيرة
ميورقة، اصله من قرطبة، كان ظاهري المذهب، وهو صاحب
ابن حزم وتلميذه.
رحل إلى
مصر ودمشق ومكة، واقام ببغداد فتوفي عام 488 ه، من
كتبه: الجمع بين الصحيحين - خ، الاعلام: 7 / 218 - 219
باختصار.
(43) سهل بن
سعد الخزرجي الانصاري، من بني ساعدة: صحابي، من
مشاهيرهم. من اهل المدينة، عاش نحو مائة سنة. توفي
عام 91 ه. له في الصحيحين 188 حديثا، الاعلام: 3 / 210.
(44) هكذا في
المجلسية: ورقة 2 لوحة أ، سطر 16.
والصحيح:
يظمأ، بهمزة على الالف، لا متطرفة بعدها.
وبالمناسبة،
فمن خلال تتبعي لكتابات الاخوة الايرانيين
العربية، وجدت عند الغالبية من كتابهم المعاصرين،
فضلا عن القدماء منهم، وجدتهم يكتبون الكلمات
المهموزة الآخر، بألف بعدها همزة متطرفة، وهي في
الشيوع والكثرة، مما يلفت النظر.
(45) ينظر:
صحيح مسلم: ج 4 ص 1793. و.. عن ابي حازم قال: سمعت سهلا
يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: انا
فرطكم على الحوض، من ورد شرب ومن شرب لم يظمأ ابدا،
وليردن علي اقوام اعرفهم ويعرفوني، ثم يحال بيني
وبينهم.

[15]

وفي الجمع
بين الصحيحين من مسند عبدالله بن عباس(46) قال: ان
النبي (صلى الله عليه وآله) قال: (الا انه سيجاء
برجال من امتي، فيؤخذ بهم ذات الشمال.
فاقول:
يارب أصحابي أصحابي، فيقال: انك لاتدري مااحدثوا
بعدك.
فاقول: كما
قال العبد الصالح(47): * (وكنت عليهم شهيدا مادمت فيهم
فلما توفيتني كنت انت الرقيب عليهم، وانت على كل شئ
شهيد، ان تعذبهم فانهم عبادك، وان تغفر لهم فانك
انت العزيز الحكيم(48)) * فيقال لي: انهم لم يزالوا
مرتدين على اعقابهم منذ فارقتهم(49).

__________________


قال
ابوحازم: فسمع النعمان بن ابي عياش وانا احدثهم هذا
الحديث فقال: هكذا سمعت سهلا يقول؟ قال: فقلت: نعم.
قال: وانا
اشهد على ابي سعيد الخدري: لسمعته يزيد فيقول: انهم
مني فيقال: انك لاتدري ماعملوا بعدك، فاقول: سحقا
سحقا لمن بدل بعدي.
ينظر:
الجمع بين الصحيحين: مصورة مكتبة الامام الحكيم
العامة، رقم 123، ج 1، ورقة 204، وصحيح مسلم: ج 4 ص 1793،
كتاب الفضائل حديث 26، وصحيح البخاري: 8 / 120.
وفي طبعة
اخرى: 2 / 974، 1045.
والذي في
المخطوطتين مختصر، حيث الجمل المعترضة مختزلة.
(46) عبدالله
بن عباس بن عبدالمطلب القرشي الهاشمي: حبر الامة،
الصحابي الجليل. ولد بمكة. ونشأ في بدء عصر النبوة،
فلازم رسول الله ( صلى الله عليه وآله )، وروى عنه
الاحاديث الصحيحة. وشهد مع علي الجمل وصفين، وكف
بصره في آخر عمره. فسكن الطائف، وتوفي بها عام 68 ه.
له في الصحيحين 1660 حديثا. وينسب اليه كتاب في تفسير
القرآن - ط، جمعه بعض اهل العلم، من مرويات
المفسرين، عنه.
الاعلام: 4 /
228 - 229 باختصار.
(47) يريد
بالعبد الصالح: عيسى عليه السلام، كما في: مجمع
البيان في تفسير القرآن: م 2 ص 269.
(48) سورة
المائدة، آية 117 - 118.
(49) ينظر:
صحيح مسلم: ج 4 ص 2194 - 2195، كتاب الجنة وصفة نعيمها
واهلها، حديث 58، وصحيح البخاري - طبعة الهند -: 2 / 693،
وعوالي اللئالي: 1 / 59.

[16]

وفي الجمع
بين الصحيحين من مسند انس بن مالك(50) قال: قال النبي
(صلى الله عليه وآله): ليردن علي الحوض رجال ممن
صاحبني، حتى اذا رايتهم، ورفعوا الي رؤوسهم،
اختلجوا، فأقول: اي رب ! اصحابي اصحابي، فليقالن لي:
انك لاتدريما احدثوا بعدك(51)).
واذا كان
حال الصحابة، مع انهم صدر الاول في الاسلام ولهم
السابقة فيهفكيف حال غيرهم؟ ! (ب) واما المسائل
الفروعية(52): فقد خفف الله تعالى عن عباده فيها
بقبول التقليد للحق، فقال عز من قائل: * (فلولا نفر
من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا
قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون(53)) *.

__________________


(50) انس بن
مالك بن النضر النجاري الخزرجي الانصاري: صاحب رسول
الله ( صلى الله عليه وآله ) خادمه. روى عنه البخاري
ومسلم 2286 حديثا. مولده بالمدينة، ثم رحل إلى دمشق،
ومنها إلى البصرة. فمات فيها عام 93 ه.
الاعلام: 1 /
365 - 366.
(51) ينظر:
صحيح مسلم: ج 4 ص 1800، كتاب الفضائل، حديث 40، وصحيح
البخاري - طبعة الهند -: 2 / 976.
(52) الامر
هنا كالذي قلناه في ص 9.
(53) سورة
التوبة، الآية 122.

[17]


المقدمة
الثالثة

في: وجوب اتباعه المعلوم وترك المظنون
عند التعارض العقل والنقل متطابقان(54): على انه اذا
تعارض حكمان، احدهما مجمع عليه يحصل به(55) يقين
براءة الذمة، والآخر مظنون لايحصل معه يقين
البراءة(56)، بل، ظنها، فانه يجب المصير إلى الاول
دون الثاني.
وقد نص
الله تعالى على ذالك(57)، في كتابه العزيز، فقال
تعالى: * ( .. فبشر عباد(58)، الذين يستمعون القول
فيتبعون احسنه اولئك الذين هداهم الله واولئك هم
اولو الالباب(59)) *.

__________________


(54) وفي
النسخة المرعشية: ورقة 22، لوحة ب، سطر 8، وكذا في
النسخة المجلسية المعتمدة ورقة 2 لوحة ب سطر 6:
مطابقان، والظاهر، انه آشتباه من الناسخين، حيث
النص لايستقيم الا بمتطابقان.
(55) وفي
النسخة المرعشية: ورقة 22، لوحة ب، سطر 9: (يحصل معه).
(56) وفي
النسخة المرعشية: ورقة 22، لوحة ب، سطر 10: (يقين
البراءة الذمة).
(57) اي: اخذ
المعلوم، وترك المظنون، (المخطوطة المرعشية: ورقة
22، لوحة ب، سطر 12 - 13، الهامش الايسر).
(58) في
النسختين: عبادي، غير ان مافي القرآن، في الطبعة
الشعبية:، عباد بحذف الياء، ويبدو ان الحذف مرده
إلى اعتبارات قرائتية تجويدية.
(59) سورة
الزمر، الآية 17 - 18.

[18]

دلت هذه
الآية بمفهومها(60): على ان من لم يتبع احسن القولين،
واجود الاعتقادين، فانه لايندرج تحت الذين هداهم
الله تعالى.
وقد اجمع
العقلاء كافة على: هذا الحكم(61)، وانه اذا تعارض
حكمان أو دليلان أو قولان، وكان أحدهما معلوما
والآخر مظنونا، وجب ترك المظنون والعمل بالمعلوم.

__________________


(60) اي:
معانيها، (النسخة الخطية المرعشية: ورقة 23، لوحة أ،
سطر 1).
(61) هذه
الآية الكريمة، قد تناولها البعض دليلا، على
اعتبار الاستحسان أصلا، في مقابل الكتاب والسنة..
وللتوسع، ينظر: قول السيد الحكيم: (وقد سبق ان قلنا:
ان ترجيح دليل لفظي على دليل..، الاصول العامة للفقه
المقارن: 374).
وقوله
أيضا: والخلاصة، ان كان المراد بالاستحسان..)،
(الاصول العامة للفقه المقارن: ص 377).

[19]


المقدمة
الرابعة

في: ان الاجماع انما يتحقق مع موافقة
الامامية(62) والادلة الدالة على وجوب اتباع
الاجماع(63)، من الكتاب والسنة(64)، انما تدل: لو اجتمع
على قول واحد(65)، جميع امة محمد (عليه السلام).

__________________


(62)
الامامية نسبة إلى الامام او الامامة: تقوم عقيدتهم
- في اهم ما تقوم عليه - على ان الامامة صل من اصول
الدين، فهي: منصب الا هي كالنبوة، يختار الله
الامام، ويأمر نبيه ان ينص عليه، ثم ينص كل امام على
الذي يليه، اولهم علي وآخرهم محمد المهدي بن الحسن
العسكري.
والامام،
في الوقت الذي يتفق فيه مع الرسول، في اشتراط
العصمة في كل منهما، غير انهما يفترقان بعد ذالك،
في تلقي الوحي، حيث النبي صلى الله عليه وآله، وحده
المخول بالتلقي فقط، ينظر من مثل المعجم الكبير: 1 /
488، والملل والنحل: 1 / 144 - 154.
(63) الذي في
النسخة المجلسية ورقة 2 لوحة ب سطر 12 - 13: المقدمة
الرابعة: في ان الاجماع من الكتاب والسنة انما تدل ..
فقط. بدلا مما اثبتناه اعلاه للضرورة المنهجية
والاخراجية.
هذا، ومافي
المرعشية: ورقة 23، لوحة أ، سطر 6 - 7، كذالك.
(64) قال
الشيخ الطوسي: (ذهب المتكلمون بأجمعهم، والفقهاء
باسرهم، على اختلاف مذاهبهم، إلى ان الاجماع حجة.
وحكي عن
النظام، وجعفر بن حرب، وجعفر بن مبشر، انهم قالوا:
الاجماع ليس بحجة.
واختلف من
قال انه حجة: فمنهم من قال انه حجة من جهة العقل، وهم
الشذاذ، وذهب الجمهور الاعظم والسواد الاكثر، إلى
ان طريق كونه حجة، السمع دون العقل)، عدة الاصول: ص
232.
وللتوسع
يراجع: سلم الوصول: ص 272، اصول الفقه للخضري: ص 279،
مصادر التشريع الاسلامي: ص 106، كشف القناع عن وجوه
حجية الاجماع: ص 6: رسالة الطوفي: ص 105، الدراسات
للسيد الخوئي: ص 88، الاصول العامة للفقه المقارن: 255
- 275، وغيرها..
(65) وفي
النسخة المرعشية: ورقة 23، لوحة أ، سطر 8: (لو اجتمع عن
القول الواحد).

[20]

والامامية
من اكبر امة محمد عليه السلام.
لانهم
اخذوا مذهبهم عمن وصفهم الله تعالى، بصفات الشرف
والكمال(66) والزهد.
وانهم
ابرار، فقال تعالى في حقهم: * (ان الابرار يشربون من
كأس كان مزاجها كافورا) *(67)، إلى آخر آيات(68) * (هل
اتى(69)) *.
وقال: *
(انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون
الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون(70)) *.
وقال
تعالى: * ( .. انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل
البيت ويطهركمتطهيرا(71)) *.
وقال
تعالى: * (الذين ينفقون اموالهم بالليل والنهار سرا
وعلانية .. (72)) *.
وكان
أميرالمؤمنين عليه السلام تصدق: بدرهم ليلا،
وبدرهم نهارا، وبدرهمسرا، وبدرهم علانية(73)).

__________________


(66) وفي
النسخة المرعشية: ورقة 23، لوحة أ، سطر 10: ( .. والكمال
والصلاح).
(67) سورة
الانسان - الدهر -، الآية 5.
(68) وفي
النسخة المرعشية: ورقة 23، لوحة أ، سطر 12: (آية)، وهو
اشتباه.
(69) سورة
الانسان، من القرآن الكريم.
(70) سورة
المائدة، الآية 55.
(71) سورة
الاحزاب، الآية 33.
(72) سورة
البقرة، الآية 274.
(73) ينظر:
شواهد التنزيل في قواعد التفضيل، للحاكم الحسكاني
الحنفي، ورقة 26، من حديث 151 - 159، في سورة البقرة، من
مخطوطة جامعة - دانشكاه تهران - طهران، كلية الآداب،
برقم 75347.

[21]

وامرالله
تعالى نبيه بالاستعانة بدعائهم على نصارى نجران(74)،
فقال تعالى: * ( .. فقل تعالوا ندع ابناءنا
وابناءكم ونساءنا ونساءكم وانفسنا وانفسكم ثم
نبتهل) *، الآية(75)، والمراد بالابناء: الحسن
والحسين، وبالنساء: فاطمة، وبالنفس: علي بن أبي
طالب عليهم السلام(76)، ولو كان غيرهم أقرب عندالله
تعالى واصلح، لكان الامر بالاستعانة بهم في الدعاء
اولى(77).

__________________


(74) قال ابن
الاعرابي: .. ونجران في عدة مواضع، منها: نجران في
مخاليف اليمن من ناحية مكة.، وفد على النبي صلى الله
عليه وسلم وفد نجران، وفيهم: السيد وآسمه وهب،
والعاقب واسمه عبد المسيح، والاسقف وهو ابو حارثة،
واراد رسول الله ( صلى الله عليه وآله )، مباهلتهم،
فامتنعوا وصالحوا النبي ( صلى الله عليه وآله )،
فكتب لهم كتابا، فلما ولي ابوبكر ( رضي الله عنه )
انفذ ذالك لهم، فلما ولي عمر ( رضي الله عنه ) اجلاهم
واشترى منهم اموالهم..، معجم البلدان: م 5 266 - 271
باختصار.
(75) سورة آل
عمران، الآية 61.
وفي
المخطوطة المرعشية: ورقة 23، لوحة ب، سطر 7 - 8: (..ثم
نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين).
(76) وفي
المخطوطة المرعشية: ورقة 23، لوحة ب، سطر 9: (عليهما
السلام).
(77) ينظر:
شواهد التنزيل: ورقة 28 - 30، من حديث 164 - 171، في سورة آل
عمران.
والكامل في
التاريخ: 2 / 112، وتاريخ اليعقوبي: 2 / 66، وفتوح
البلدان: ص 75، واعلام الورى: ص 79، والسيرة الحلبية: 3
/ 240، وسيرة زيني دحلان - هامش الحلبية -: 3 / 6، والسيرة
لابن هشام: 2 / 204، واسد الغابة: 4 / 26، وشرح الشفا لملا
علي القاري: 2 / 83، والكشاف: 1 / 307، والجمهرة: 1 / 76،
وثمار القلوب - المنسوب للثعالبي -: ص 483، وتفسير
الفخر الرازي: 2 / 699، والدر المنثور: 2 / 38، والسنن
الكبرى: 7 / 63، وتاريخ الخلفاء للسيوطي: ص 169، ونور
الابصار للشبلنجي: ص 111، والفصول المهمة: ص 6 - 7،
وينابيع المودة: ص 7، وجواهر العقدين ودرر السمطين:
ص 202، 234، والبداية والنهاية: 5 / 4، وكفاية الطالب
للكنجي الشافعي: ص 12، 155، وبحار الانوار: 6 / 9،
وغيرها.
غير ان
السيرة الحلبية: 3 / 240، ادخلت من ليس بداخل، واخرجت
من ليسبخارج، حيث اوردت عن عمر (رضي الله عنه) انه
قال للنبي (صلى الله عليه وآله): لو لاعنتهم؟ بيد من
كنت تأخذ؟ ! قال: آخذ بيد علي وفاطمة والحسن والحسين
وعائشة وحفصة.
ترى، هل
هذه الزيادة، من عائشة إلى حفصة؟ هي مما يدل عليه
قوله تعالى: (ونساءنا ونساءكم)؟ ! الامر الذي جعل
الحلبي هنا، ان يختار هذه الرواية، وبالتالي،
يرجحها على الرواية المتواترة الثابتة.
ثم، ليجيئ
بعده ابن كثير، فيذكر القصة في بدايته ونهايته، ومن
ثم ليخرج منها عليا (عليه السلام).

[22]

وجعل
مودتهم اجر الرسالة، فقال تعالى: * (..قال لا اسألكم
عليه(78) اجرا الا المودة في القربى..(79)) *.
قال
الزمخشري(80) في الكشاف: (اجتمع المشركون في مجمع
لهم، فقال بعضهم لبعض: اترون محمدا يسال على
مايتعاطاه اجرا؟ فنزلت الآية.
فقيل: يا
رسول الله ! من قرابتك هؤلاء الذين وجب علينا
مودتهم؟ قال: علي وفاطمة، وابناهما، حرمت الجنة على
من ظلم اهل بيتي وآذاني في عترتي.
الا ومن
مات على حب آل محمد مات شهيدا، الا ومن مات على حب
آلمحمد مات مغفورا له، الا ومن مات على حب آل محمد
مات تائبا، الا ومن مات على حب آل محمد مات مؤمنا
مستكملا للايمان، الا ومن مات على حب آل محمد بشره
ملك الموت بالجنة. ثم منكر ونكير.

__________________


بل، وجاء
بعدهما: السيوطي، ليذكر في دره المنثور، في تفسير
الآية، عن ابن عساكر عن الصادق (عليه السلام): ان
رسول الله بعد نزول الآية، دعا عمرا وولده..إلى
آخره، وهذا من اعجب العجب.
ولكن، اما
كان الاجدر بالحلبي ان يسائل نفسه: لم ترك المتواتر
الثابت، وعمل بخبر الواحد.
ثم، لو
سلمنا، وقلنا: بان الآية دلت على صحة مانقله، من
دخول السيدتين عائشة وحفصة.
ترى، لم
استثنى؟ ! ولم يدخل معهما سائر امهات المؤمنين (رضي
الله عنهن)؟ !(78) اي: اداء رسالة، (النسخة المرعشية:
ورقة 23، لوحة ب، مقابل سطر 12 - 13 من الجهة اليمنى)،
والصحيح ان يقال: اداء الرسالة.
(79) سورة
الشورى، الآية 23.
(80) محمود
بن عمر الخوارزمي الزمخشري من ائمة العلم بالدين
والتفسير واللغة والآداب، ولد في زمخشر من قرى
خوارزم، وسافر إلى مكة فجاور بها زمنا، فلقب بجار
الله.
وتنقل في
البلدان، ثم عاد إلى الجرجانية من قرى خوارزم فتوفي
فيها.
اشهر كتبه
الكشاف - ط في تفسير القرآن..، ينظر: الاعلام: 8 / 55
باختصار.

[23]

الا ومن
مات على حب آل محمد يزف إلى الجنة كما تزف العروس
إلى بيت زوجها، الا ومن مات على حب آل محمد فتح له
بابان في قبره إلى الجنة(81) الا ومن مات على حب آل
محمد جعل الله قبره مزار ملائكة الرحمة، الا ومن
مات على حب آل محمد مات على السنة والجماعة.
الا ومن
مات على بعض آل محمد

[ جاء يوم القيامة مكتوب بين
عينيه آيس منرحمة الله، الا ومن مات على بغض آل محمد
مات كافرا، الا ومن مات على بغض آل محمد(82) ]

لم يشم
رائحة الجنة(83).
وجعل
الصلاة عليهم شرطا في صحة الصلاة عند اكثر
المسلمين، ومستحبة عند الباقين، والصلاة على غيرهم
مبطلة لها(84).
واقسم
بخيله في قوله تعالى: * (والعاديات ضبحا(85)) *.
وقال رسوله
الله صلى الله عليه وآله: (لو اجتمع الناس على حب علي
لما خلق الله النار(86)).

__________________


(81) وفي
النسخة المرعشية: ورقة 24، لوحة أ، سطر 10: (فتح له في
قبره بابان: باب إلى الجنة، وباب إلى الحساب).
(82) مابين
القوسين، ورد في المخطوطة المرعشية: ورقة 24، لوحة
ب، سطر 1 - 3.
(83) تفسير
الكشاف: 2 / 339، كذالك ينظر: ارجح المطالب: ص 320،
وفرائد السمطين: 2 / 49، ومقام امير المؤمنين: ص 44 - 45.
(84) ينظر:
الصواعق المحرقة: ص 139، وشرح المواهب: 7 / 7، ومسند ابن
حنبل: 6 / 323، وتفسير لرازي: 7 / 391، وذخائر العقبى: ص 19،
وشرح الشفا: 3 / 500 - 506، وشفاء السقام: ص 81 - 187، ومجمع
الزوايد: 10 / 160 - 163، والغدير: 2 / 302 - 304.
(85) سورة
العاديات، الآية 1.
(86) ينظر:
ينابيع المودة: ص 251، وتأريخ مقتل الحسين: 1 / 38،
والكوكب الدري: ص 122 طبع باكستان، ومقام
اميرالمؤمنين: ص 39.

[24]

وقال رسول
الله صلى الله عليه وآله: (سباق الامة ثلاثة - لم
يكفروا بالله طرفة عين فهم الصديقون -: حبيب النجار
مؤمن آل يسين، وحزقيل(87) مؤمن آلفرعون، وعلي بن ابي
طالب وهو افضلهم(88)).
وتواتر:
خبر الغدير(89)، والمنزلة(90)، والطاير(91)،
والمؤاخاة(92)، وسد الابواب غير بابه(93) وكثرة بلائه
في الجهاد حتى نزل جبريل يقول: (لاسيف الا ذوالفقار
ولا فتى الا علي(94)).

__________________


(87) وفي
النسخة المرعشية: ورقة 24، لوحة ب، سطر 9: (حزبيل).
(88) ينظر:
الرياض النضرة: 2 / 154، والكفاية: ص 47، وجمع الجوامع: 6
/ 152، والصواعق المحرقة: ص 74 - 75، والغدير 2 / 312 - 313،
وينابيع المودة: ص 124 - عن مسند احمد وغيره -.
(89) ينظر:
الرياض النضرة: 2 / 244، والبداية والنهاية: 8 / 349،
وغاية المرام: ص 79، 80 وللتوسع ! يراجع الغدير، للشيخ
الحجة عبدالحسين الاميني (قدس الله سره)(90) ينظر:
الرياض النضرة: 2 / 163، وذخائر العقبى: ص 58، ومناقب
الخطيب الحنفي: ص 32، ووفيات الاعيان: 2 / 104، وكنز
العمال: 6 / 395، ومقام اميرالمؤمنين: ص 13 - 14، وخصائص
اميرالمؤمنين: ص 48، 50، 76، 78، والغدير: 3 / 199.
(91) ينظر:
كفاية الطالب: 56 - 62 طبعة الحيدرية، وتذكرة خواص
الامة: ص 38، والبداية والنهاية: 7 / 353، وخصائص امير
المؤمنين: ص 5، 52، وسنن الترمذي: 13 / 170، واسد الغابة: 4
/ 30، ومستدرك الحاكم: 3 / 130 - 131، ومجمع الزوائد: 9 / 125 -
126، وتأريخ بغداد: 3 / 171، 9 / 369، والرياض النضرة: 2 / 161،
وكنز العمال: 6 / 406، وشرح نهج البلاغة: 1 / 47، 3 / 170،
وغاية المرام: ص 471.
(92) ينظر:
الكوكب الدري: ص 134، وينابيع المودة: ص 251 ومقام
اميرالمؤمنين: ص 22، والغدير: 3 / 112 - 125.
(93) ينظر:
الرياض النضرة: 2 / 24، وكنز العمال: 6 / 391.
وصحيح
الترمذي: 2 / 461، ومسند ابن حنبل: 1 / 175، وذخائر العقبى:
ص 76، وينابيع المودة: ص 87، والدر المنثور: 6 / 123، طبع
مصر سنة 1314 ه، ومقام اميرالمؤمنين: ص 37، وخصائص
اميرالمؤمنين: ص 64، والغدير: 3 / 202.
(94) ينظر:
تاريخ الطبري: 3 / 17، والروض الانف: 2 / 143، وشرح نهج
البلاغة: 1 / 9، 2 / 236، 3 / 281، ومناقب الخوارزمي: ص 101 -
104، وتذكرة الخواص: 6، وكفاية الكنجي: ص 144، والرياض
النضرة: ص 190، وذخائر العقبى: ص 74، وصفين: 257،
والغدير: 2 / 59 - 61.

[25]

ورجع اليه
جميع الصحابة(95) في الاحكام(96)، وقال عمر في عدة
مواطن: (لولا علي لهلك عمر)(97)، وقال: (قضية ولا أبا
حسن لها(98)).

__________________


(95) في
المخطوطة المرعشية: ورقة 59، لوحة ب، سطر 12: (جمع).
(96) وللتوسع
! يراجع كتاب الغدير للشيخ عبدالحسين الاميني،
وكتاب علي والخلفاء، تأليف نجم الدين العسكري، في
طبعته الاولى، بمطبعة الآداب، في النجف الاشرف.
وكتاب
فضائل الخمسة، الجزء الثاني، للفيروز آبادي.
(97) ينظر:
الاستيعاب: 3 / 39، والرياض النضرة: 2 / 194، ومناقب
الخوارزمي: ص 48، وشرح الجامع لصغير للشيخ محمد
الحنفي: ص 417 هامش السراج المنير، وتذكرة الخواص: ص
87، ومطالب السؤول في مناقب آل الرسول: ص 13، وفيض
القدير: 4 / 357، والغدير: 3 / 97، وشرح نهج البلاغة: 1 / 141.
(98) وفي
النسخة المرعشية: ورقة 25، لوحة أ، سطر 1: (..ولا ابا
حسن فيها).
وفي حدود
اطلاعي، لم اهتد إلى مثل هذا النص بمثل هذه الالفاظ
مجتمعة، ولمثل الخليفة عمر (رضي الله عنه).
غير اني
وجدت نصا ونصا آخر، بالفاظ اخر، ولمعنى يقارب معنى
ذالك النص ان لم يكن يطابقه، وهما: (أ) روى ابن سعد في
طبقاته: ج 2 ق 2 ص 102: بسنده عن سعيد بن المسيب قال: كان
عمر يتعوذ بالله من معضلة ليس فيها ابوحسن، وذكره
ابن الاثير في اسد الغابة: 4 / 22، وابن عبدالبر في
استيعابه: 2 / 461، 484، والمتقي في كنز العمال: 3 / 53، 5 /
241، وذخائر العقبى: ص 82.
وابن
قزاغلي في تذكرة خواص الائمة: ص 87، وتاريخ الخلفاء
للسيوطي: ص 171.
(ب) ومنه
حديث معاوية - وقد جاءته مسالة مشكلة - فقال: معضلة
ولا ابا حسن.
ابوحسن،
معرفة وضعت موضع النكرة، كانه قال: ولا رجل لها كابي
حسن، لان لا النافية: انما تدخل على النكرات، دون
المعارف.
ينظر:
النهاية لابن الاثير: ج 3 ص 105، شرح نهج البلاغة: ج 1 ص
6، اسد الغابة: م 4 ص 220.
كما ينظر:
اسمى المناقب في تهذيب اسنى المطالب - طبعة 1983 م -: ص
106، وفيه: (حديث القضاة خلفا عن سلفهم، عن اقضى الامة
امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام..).
والوسائل:
18 / 381، باب 16 - حديث 7.

[26]

ورجع اليه
جميع العلماء في علومهم(99).

__________________


(99) ينظر:
شرح نهج البلاغة: 1 / 17 - 30.
كذالك قال
محمد بن محمد بن محمد الجزري الدمشقي الشافعي: ( ..
فانتهت إلى امير المؤمنين علي - رضوان الله تعالى
عليه - : جميع الفضائل من انواع العلوم، وجميع
المحاسن وكرم الشمائل، من: القرآن، والحديث،
والفقه، والقضاء، والتصوف، والشجاعة، والولاية،
والكرم، والزهد، والورع، وحسن الخلق، والعقل،
والتقوى، واصابة الرأي.
فلذالك،
اجمعت القلوب السليمة على محبته، والفطر المستقيمة
على سلوك طريقته.
فكان حبه
علامة السعادة والايمان، وبغضه محض الشقاء والنفاق
والخذلان، كما تقدم في الاحاديث الصحيحة، وظهر
بالادلة الصريحة.
ولكن،
علامة صدق المحبة: طاعة المحبوب، وحب من يحبه
الحبيبان المحب لمن يحب مطيع)، اسمى المناقب في
تهذيب اسنى المطالب: ص 173 - 174.
أ.
وبشأن علم
القراءة، فقد قال الجزري في سلسلة اتصال قراءته
وانتهائها إلى الامام اميرالمؤمنين علي ابن أبي
طالب صلوات الله وسلامه عليه: (واما ما يتعلق بتلاوة
القرآن العظيم، فوقع بيننا وبينه ثلاثة عشر رجلا،
من غير طريق الامام جعفر الصادق عليه السلام.
واما من
طريقه، فبيننا وبينه عشرة رجال.
وذالك: اني
قرأت القرآن من اوله إلى آخره، مجودا مرتلا، على
جماعة من الشيوخ، بمصر والشام وغيرهما، منهم: الشيخ
الامام العلامة شمس الدين ابوعبدالله محمد بن
عبدالرحمن بن علي الحنفي، بالديار المصرية، في سنة
تسع وتين وسبعمائة رحمه الله، وقرأ هو..
واما من
طريق الامام جعفر

[ الصادق عليه السلام ]

، فقرأت
القرآن العظيم كله، من اوله إلى آخره، بالتجويد
والتحقيق والترتيل، على الشيخ الامام شيخ الاقراء،
امين الدين، عبدالوهاب بن يوسف بن ابراهيم بن
السلار، بدمشق المحروسة، سنة سبع وستين وسبعمائة،
وقرأ هو القرآن كذالك..، وقرأ حمزة كذالك على الامام
ابي عبدالله جعفر الصادق، وقرأ الصادق كذالك على
ابيه الامام ابي جعفر محمد الباقر، وقرأ الباقر
كذالك على ابيه الامام زين العابدين علي، وقرأ زين
العابدين كذالك على ابيه الامام السيد الشهيد سيد
شباب اهل الجنة ابي عبدالله الحسين، وقرأ الحسين
كذالك على ابيه الامام اميرالمؤمنين علي بن ابي
طالب كرم الله وجهه، وقرأ علي كذالك على رسول الله
صلى الله عليه وسلم، عن جبرئيل، عن رب العالمين
تبارك وتعالى)، اسمى المناقب في تهذيب اسنى
المطالب: ص 171 - 172 .
ب.
وبشأن علم
النحو: الشعر والشعراء للدينوري: ص 280، وطبقات
القراء لابن الجزري: ص 345، وشذرات الذهب في اخبار من
ذهب: 1 / 76، وتاريخ الخلفاء للسيوطي: ص 181.

[27]

وخرقة
الصوفية مستندة اليه(100).
والفتوة
راجعة اليه(101).
وظهرت عنه
معجزات وكرامات(102)، نقلها المخالف والموالف(103).

__________________


ح.
وبشأن
الخط: الخطاط البغدادي علي بن هلال: ص 78 علما، بان
الاستاذ عزيز سامي، قد شكك في منحى الدكتور سهيل
انور، حين رسم لمسيرة الخط شجرة: (ابتداها بعلي بن
ابي طالب - رضي الله عنه -، فالحسن البصري، فاسحاق بن
حماد، فابراهيم السجزي..، فابن مقلة، فالحسن بن
بهزاد المرزباني، فابن البواب المتوفى سنة 413 ه..).
نعم،
الاستاذ عزيز، اقام شكه، على ان: الحسن البصري، لم
يصح له سماع من علي بن ابي طالب، وانه لم يلقه وهذا
التشكيك، يبدو انه قديم، وليس وليد اليوم بالذات.
حيث ان
جلال الدين السيوطي - وهو من اعلام الحديث -: عقد
فصلا، اثبت فيه سماع البصري من علي.
بل، اتى
على الروايات المعارضة، ففندها، ينظر: الحاوي
للفتاوي: 2 / 191 - 195 كذالك، فان الاستاذ محمد بهجة
الاثري، هو الآخر اكد ذالك الانتساب، بقوله: (تنتهي
الشجرة التي في حيازتنا إلى علي بن ابي طالب، ومنه
اخذ الحسن البصري الخط..)، كما في كتابه: تحقيقات
وتعليقات على كتاب الخطاط البغدادي علي بن هلال: ص
20.
(100) المصدر
نفسه: 1 / 19.
وفي هامش
الصفحة: فصل السهروردي في الباب الثاني عشر من
كتابه (عوارف المعارف): 4 / 191 وما بعدها، على هامش
الاحياء، إلى الكلام في شرح خرقة المشايخ الصوفية
ولبسها.
وللتوسع:
يراجع كذالك كتاب: (علي بن ابي طالب امام العارفين،
او البرهان الجلي في تحقيق انتساب الصوفية إلى
الامام علي) تأليف المحدث الحجة احمد بن الصديق
العماري الحسني.
(101) شرح نهج
البلاغة: 1 / 29.
وقال ابن
المعمار البغدادي الحنبلي: فاما مبدأ الفتوة
ومنشؤها، فابراهيم الخليل، خليل الله الرحمان، وهو
ابوالفتيان..، ولم تزل الفتوة عنه تتصل بالانبيا

[ ء
]

والصديقين، حتى وصلت إلى نبينا - عليه السلام -،
وهو افتى الفتيان، ومنه - عليه السلام - فتوة علي -
رضي الله عنه - ومن فضيلة فتوته

[ التي ]

هتف بها
الهاتف، وجاد بنفسه على فراش النبي - صلى الله عليه
وسلم -..، كتاب الفتوة: ص 140 - 142 باختصار.
(102) وفي
النسخة المرعشية: ورقة 25، لوحة أ، سطر 2: (وظهر عنه).
(103) ينظر:
الخصائص للنسائي، وينابيع المودة للقندوزي، وكشف
الغمة للاربلي، والمسترشد لابي جعفر الطبري،
ومدينة المعاجز للبحراني، والمناقب لابن طاووس.

[28]

وغير ذالك
من الآيات القرآنية(104)، والروايات المسطورة في
صحاح أخبار السنة، وهي أكثر من ان تحصى.
فكيف يتحقق
الاجماع مع مخالفتهم؟ ! والامامية اعرف بمذاهب اهل
البيت(105)، كما ان مذهب الشافعي(106)، اعرف عند
الشافعية(107)، والحنفية(108) اعرف الناس بمذهب ابي
حنيفة(109)، فان كل من التزم بمذهب شخص كان اعرف من
غيره بمذهب ذالك الشخص.

__________________


(104) في
المخطوطة المرعشية: رقة 25، لوحة أ، سطر 3: (في غير
ذالك من الآيات القرآنية).
(105) المراد:
الامامية اعرف بالاحكام والسنن، المروية
والمفسرة، من طرق اهل البيت، نقلا عن الرسول الكريم
(صلى الله عليه وآله)، عن الله عزوجل.
عليه فان
استعمال المذاهب هنا، لا يتعدى هذا المعنى. والا،
فان الاسلام ليس فيه مذاهب متعددة - ولا بأس ان يقال:
مدارس -، وانما هو دين واحد سماوي لا شخصي، له عالمه
قبال بقية الاديان. وهو شرعة الاهية متكاملة، قبال
كل القوانين البشرية الارضية.
(106) محمد بن
ادريس بن العباس بن عثمان بن شافع الهاشمي القرشي
المطلبي، ابوعبدالله احد الائمة الاربعة عند اهل
السنة، واليه نسبة الشافعية كافة.
ولد في غزة
بفلسطين سنة 150 ه، وتوفي في القاهرة، سنة 204 ه.
له تصانيف
كثيرة، اشهرها: كتاب الام - ط في الفقه، والرسالة - ط
في اصول الفقه، اعلام الزركلي 6 / 249 - 250 بتصرف
واختصار.
(107) نسبة
تمثل رواد مدرسة فقهية، في فروع الدين، تعتمد
الحديث في استنباط الاحكام.
مؤسسها
محمد بن ادريس، المعروف بالشافعي، في اواخر القرن
الثاني الهجري، وبداية القرن الثالث منه، المنجد
في اللغة: ص 283، وغيره من المصادر.
(108) نسبة
تمثل رواد مدرسة فقهية، في فروع الدين، تعتمد الرأي
في استنباط الاحكام.
مؤسسها
ابوحنيفة في مطالع النصف الثاني من القرن الثاني
الهجري.
ينظر:
روضات الجنات: ص 732، المنجد في اللغة: ص 168، وغيرهما
من المصادر.
(10) النعمان
بن ثابت، التيمي بالولاء، امام الحنفية.
احد الائمة
الاربعة عند اهل السنة، قيل: اصله من ابناء فارس.
ولد سنة 80
ه، الاعلام للزركلي: 9 / 4 - 5 بتصرف واختصار.

[29]

اذا تقرر
هذا فنقول: اذا حصل فعل او اعتقاد يتفق عليه
الامامية والسنة باجمعهم، وجب المصير اليه، وتعين
التعويل عليه، ولايجوز مخالفته اجماعا، لان يقين
البراءة يحصل به.
ولايجوز
العدول(110) عنه، إلى مايخالف مذهب الامامية، لانه
يكون قطعيا(111)، لانتفاء الاجماع حينئذ، فيكون
دليلا ظنيا، والظن لايجوز العمل به عند القدرة على
اليقين والقطع، بلا خلاف بين الامة في ذالك.

__________________


(110) في
النسخة المرعشية: ورقة 25، لوحة ا، سطر 11: (ولا يجوز
عدول عنه).
(111) هكذا في
النسخة المجلسية ورقة 3 لوحة أ سطر 21، بدون لا،
والصحيح: (لانه لايكون قطعيا)، كما في النسخة
المرعشية: ورقة 25، لوحة أ، سطر 12.

[30]


المقدمة
الخامسة

في: ان الامة اذا اختلفت على قولين
متنافيين وقال احدهما بقول، والآخر بقول آخر، وكان
احد القوليناحسن واليق او ارجح من الآخر، تعين
العمل بالراجح منهما(112).
وبيان
ذالك: انه لايمكن العمل بالقولين معا، لتنافيهما.
ولاترك
العمل بالقولين معا، لاستلزامه الخلو عن النقيضين،
وهو محال، ولانه خلاف الاجماع فيكون باطلا.
ولا العمل
بالمرجوح(113)، لمنافاة العقل ذالك(114)، ولانه خلاف
الاجماع.
فتعين
العمل بالراجح، وهو المطلوب.
واذ قد
تمهدت هذه القواعد، فلنشرع في المطلوب، وهو يشتمل
على فصول(115):

__________________


(112) وفي
المخطوطة المرعشية: ورقة 25، لوحة ب، سطر 4: (بالراجح
فيهما).
(113) وفي
المخطوطة المرعشية: ورقة 25، لوحة ب، سطر 6: (والعمل
بالمرجوح).
(114) وفي
المخطوطة المرعشية: ورقة 25، لوحة ب، سطر 7:
(المنافات)، وهو اشتباه، حيث الصحيح: بالتاء
المدورة، لان الكلمة هنا: مصدر من نافى، وليست جمع
مؤنث سالم.
(115) الظاهر
ان الاشتمال على الفصول، انما هو بلحاظ مجموع مافي
الكتاب، والا فما بين المقدمات والخاتمة، لايوجد
منها سوى فصل واحد فقط.

[31]

/ 17