محاسن الأزهار فی مناقب امام الابرار علی بن ابی طالب (ع ) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

محاسن الأزهار فی مناقب امام الابرار علی بن ابی طالب (ع ) - نسخه متنی

ابو عبدالله حمید بن أحمد محلی؛ محقق: محمد باقر المحمودی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


وكنّا قديماً لا نقرّ ظلامة++

إذا ما ثنوا صعر الخدود نقيمها

ونحمي حماها كلّ يوم كريهة++

ونضرب عن أحجارها من يرومها

بنا انتعش العود الذوي وإنّما++

بأكنافنا تندي وتنمي أرومها

___________________________________

القصيدة ذكرها أبوهفّان بزيادة واختلاف طفيف في بعض ألفاظها في المقطع "17" من ديوان أبي طالب: ص 71.

وأقام |أبوطالب| كذلك جادّاً مجدّاً في المحاماة عن رسول اللَّه صلى اللَّه وآله سلم.

ومن قصيدته اللاّميّة

___________________________________

وهي القصيدة الأولى من ديوان أبي طالب- جمع أبي هفّان- ولها مصادر كثيرة جدّاً. وهي طويلة- يذكر فيها قومه ويذكر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وأنّه غير مسلّم له إليهم- وهي مشهورة قال فيها وذكر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم:

كذبتم و بيت اللَّه نبزى محمّداً++

ولمّا نطاعن حوله ونناضل

ونسلمه حتّى نصرّع حوله++

ونذهل عن أبنائنا والحلائل

منها:

وأبيض يستسقي الغمام بوجهه++

ثمال اليتامى عصمة للأرامل

يلوذ به الهلاّك من آل هاشم++

فهم عنده في نعمة و فواضل

ومنها /271/:

لعمري لقد كلّفت وجداً بأحمد++

وإخوته دأب المحبّ المواصل

___________________________________

كذا في أصلي، و في الحديث: "386" من كتاب الطرائف: ج 1، ص 377، ط 2: وأحببته حبّ الحبيب المواهل.

فمن مثله في الناس أيّ مؤمّل++

إذا قاسه الحكام عندالتفاضل

عليم رشيد عادل غير طائش++

يوالي إلهاً ليس عنه بغافل

فو اللَّه لولا أن أجي ء بسبّه++

تجرّ على أشياخنا في المحافل

لكنّا اتّبعناه على كلّ حالة++

من الدهر جدّاً غير قول التهازل

لقد علموا أن ابننا لامكذّب++

لدينا ولايعنا بقول الأباطل؟

فأصبح فينا أحمد في أرومة++

يقصّر عنها سورة المتطاول

جديت بنفسى دونه وحميته++

ودافعت عنه بالذرى والكلاكل

وأقام أبوطالب كذلك حتّى اشتكي شكوة موته وبلغ ذلك قريشاً، فقالت بعضها بعضاً: إنّ حمزة وعمر قد أسلما وقد فشا أمر محمّد في قبائل قريش كلّها فانطلقوا |بنا| إلى أبي طالب فليأخذ لنا على ابن أخيه ولنعطيه منّا

___________________________________

كان في أصلي بعد قوله: "ولنعطيه" بياض بمقدار كلمتين عاديتين، ولفظة: 'منّا' رسم خطّها في أصلي لم يكن جليّاً.

وأنظر تفصيل القصّة في تاريخ الطبري ج 2 ص 323 تا 344، ط الحديث بمصر، بتحقيق محمّد أبوالفضل إبراهيم. فإنّا واللَّه ما نأمن أن يبتزّونا أمرنا، فمضوا إلى أبي طالب فكلّموه وهم أشراف قومه؟ عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبوجهل بن هشام، وأميّة بن خلف وأبوسفيان بن حرب في رجال من أشرافهم، فقالوا: يا |أ| باطالب إنك منّا حيث قد علمت، وقد حضرك ماترى وتخوّفنا عليك، وقد علمت الّذي بيننا وبين ابن أخيك، فادعه فخذ له منّا وخذ لنا منه ليكفّ عنّا ونكفّ عنه، وليدعنا وديننا وندعه ودينه.

فبعث إليه أبوطالب فجاءه فقال: يا ابن أخي هؤلاء أشراف قومك قد اجتمعوا إليك ليعطوك وليأخذوا منك. قال: فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'نعم كلمة واحدة تعطونيها تملكون بها العرب و يدين لكم بها العجم'.

قال: فقال أبوجهل: نعم و أبيك وعشر كلمات. قال: تقولون: 'لا إله إلّا اللَّه وتخلعون ما تعبدون من دونه'. قال: فصفقوا بأيديهم وقالوا: أتريد يا محمّد أن تجعل الآلهة إلهاً واحداً؟ إنّ أمرك لعجب. قال: ثمّ قال بعضهم لبعض: إنّه واللَّه ما هذا الرجل يعطيكم شيئاً مما تريدون، فانطلقوا وامضوا على دين آبائكم حتّى يحكم اللَّه بينكم وبينه، قال: ثمّ تفرّقوا. قال: فقال أبوطالب لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: يا ابن أخي ما رأيتك سألتهم شحطاً؟ قال: فلمّا قالها أبوطالب طمع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فيه، فجعل يقول: 'أي عمّ فأنت فقلها أستحلّ بها لك الشفاعة يوم القيامة'. قال: فلمّا رأى حرص رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: يا ابن أخي واللَّه لولا مخافة السبّة عليك وعلى بني أبيك من بعدي وأن تظنّ قريش انمّا قلتها جزعاً من الموت لقلتها لا أقولها إلّا لأسرّك بها.

فلمّا تقارب من أبي طالب الموت قال نظر /272/ العباس إليه |فرآه| يحرّك

شفتيه قال: فأصغى إليه أذنيه، قال: فقال: يا ابن أخي واللَّه لقد قال أخي الكلمة، واللَّه لقد قال أخي الكلمة الّتي أمرته أن يقولها؟ قال: فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'لم أسمع'

___________________________________

وها هنا في أصلي المخطوط هامش غير مقروء.

ثمّ توفّي أبوطالب وكانت وفاته قبل هجرة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم إلى المدينة بثلاث سنين، و هلكت خديجة في العام الّذي هلك فيه أبوطالب، ونالت قريش من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم من الأذى بعد وفاته ما لم تكن تطمع في حياته حتّى روي أنّه اعترضه سفيه من سفهائهم فنثر على رأسه تراباً فدخل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم والتراب على رأسه فقامت إليه إحدى بناته فجعلت تغسل عنه التراب وهي تبكي ورسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول لها: 'لا تبكي يا بنيّة فإن اللَّه مانع أباك'. قال: وبين ذلك يقول: 'ما نالت منّي قريش

___________________________________

كلمتا: 'نالت منّي' رسم خطّهما من أصلي المخطوط غير واضح. شيئاً أكرهه حتّى مات أبوطالب'.

|قال المؤلّف:| وقد بيّنا ما ذهب إليه متأخّروا العترة

___________________________________

أي متأخّروا العترة من أئمّة الزيدية فإنّ متقدّميهم من أجل التشريد وإنزوائهم إلى جلّ من كان معتقداً باعتقاد خصوم أهل البيت ماكان يمكنهم أن يواجهوا خصومهم بذكر صميم اعتقادهم.

وأمّا بقيّة العترة من غير الزيدية فيعدّون أبي طالب أول مؤمن باللَّه ورسوله من أول يومه. من تصحيح توبته وموته على الاسلام، وقد أكدّه ما رويناه عن العباس آنفاً وقد ذكرنا من شعره أيضاً مايدلّ على إسلامه وإقراره بنبوّة النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم وما ذكره بعضهم من الدلالة على إسلامه مانقل عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم من قوله في حديث الإستسقاء: 'للَّه درّ أبي طالب لوكان حيّاً لقرّت عيناه بي من ينشدنا قوله'. فقام أميرالمؤمنين عليه السلام قال: لعلّك يارسول اللَّه تعني قوله:

___________________________________

وللأبيات مصادر وأسانيد- منفردة عن رواية أبي هفّان جامع ديوان أبي طالب عليه السلام- ورواه الحافظ الطبراني في 'باب الدعاء في الاستسقاء' في أواخر الجزء العاشر في الحديث: "2180" من كتاب الدعاء: ج 3، ص 1775، وفي ط دارلكتب العلمية: ص 597 قال:

حدّثنا عليّ بن سعيد الرازي، حدّثنا أحمد بن رشد بن خثيم الهلالي، حدّثنا عمّي سعيد بن خثيم، حدّثنا مسلم الملائي، عن أنس بن مالك، قال:

جاء أعرابي إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم فقال: يارسول اللَّه لقد أتيناك ومالنا بعير يئطّ ولاصبي يصطبح وأنشده:

أتيناك والعذارء تدمي لبانها++

وقد شفلت أم الصبيّ عن الطفل

وألقى بكفّيه الفتى استكانة++

من الجوع ضعفاً مايمرّ وما يحلي

ولا شي ء مما يأكل الناس عندنا++

سوى الحنظل العامي والعلهز الفسل

وليس لنا إلّا إليك فرارنا++

وأين فرارالناس إلّا إلى الرسل

فقام رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يجرّ رداءه حتّى صعد المنبر ثمّ رفع يديه إلى السماء فقال: اللّهم اسقنا غيثاً مغيثاً مريا مريعاً غدقاً طبقاً عاجلاً غير رائث نافعاً غير ضارٍّ تملأ به الضرع، وتنبت به الرزع وتحيي به الأرض بعد موتها.

|قال أنس:| فواللَّه ماردّ يديه إلى نحره حتّى ألقت السماء........وجاء أهل البطاح يعجّون: يا رسول اللَّه الغرق. فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: |اللهمّ| حوالينا ولا علينا |قال:| فانجاب السحاب عن السماء حتّى أحدق بالمدينة كالإكليل، فضحك رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم حتّى بدت نواجده ثمّ قال: للَّه |درّ| أبي طالب لوكان حيّاً قرّت عيناه، من ينشدنا قوله؟ فقام عليّ بن أبي طالب فقال: يارسول اللَّه كأنّك أردت قوله:

وأبيض يستسقي الغماع بوجهه++

ثمال اليتامى عصمة للأرامل

يلوذ به الهلاّك من آل هاشم++

فهم عنده في نعمة و فواضل

كذبتم وبيت اللَّه يبزى محمّد++

ولمّا نقاتل دونه و نناضل

ونسلمه حتّى نصرّع حوله++

ونذهل عن أبنائناوالحلاحل

فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: أجل. فقام رجل من |بني| كنانة فقال:

لك الحمد والحمد ممن شكر++

سقينا بوجه النبي المطر

دعا اللَّه خالقه دعوة++

أجيبت وأشخص منه البصر

ولم يك إلّا كقلب الرداء++

وأسرع حتّى رأينا المطر

دفاق العزالى وجمّ البعاق++

أغاث به اللَّه عليا مضر

وكان كما قاله عمّه++

أبو طالب ذورداء غرر؟

ويسقىبك اللَّه صوب الغمام؟++

وهذاالعيان لذاك الخبر

فمن يشكر اللَّه يلقى المزيد++

ومن يكفر اللَّه يلف الغير

فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: إن يك شاعر قد أحسن فقد أحسنت.

وللحديث مصادر كثيرة جدّاً، وقريباً منه سنداً ومتناً رواه الشيخ المفيد في الحديث الثالث من الجزء "36" من أماليه ص 302. وعنه المجلسي رحمه اللَّه في بحارالأنوار: ج 19 ص 332. ورواه أيضاً البيهقي في كتاب دلائل النبوة: ج 6، ص 141. ورواه عنه ابن حجر بنحو الإيجاز في كتاب الاستسقاء من فتح الباري: ج 2 ص 495.

وكذلك رواه ابن كثير في البداية والنهاية: ج 6، ص 90.

ورواه أيضاً الماوردي أبوالحسن عليّ بن محمّد بن حبيب البصري البغدادي المتوفّى عام: "450" في صلاة الاستسقاء في آخر كتاب الصلاة من الأحكام السلطانية ص 106.

ورواه أيضاً الديار بكري في تاريخ الخميس : ج 2، ص 14.

ورواه أيضاً ابن دريد في الجزء الخامس من أماليه المطبوع بعنوان تعليق الأمالي ص 99 ط 1، قال: أخبرنا أبو حاتم، عن الأصمعي عن يونس قال:

جاء أعرابيّ إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم فقال: يارسول اللَّه واللَّه لقد أمسينا وما لنا بعير يئطّ ولا صبيّ يصطبح، ثمّ أنشده.

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه++

ثمال اليتامى عصمة للأرامل

فقال أجل:

قالوا: فقوله: 'للَّه درّه' لايكون إلّا و هو من أهل الخير لأنّ من كان من أهل النار لايقال فيه ذلك.

وقد ذكرالإمام المنصور باللَّه عليه السلام في قصيدته الميميه الّتي عارض فيها ابن المعتزّ على قصيدته الّتي يقول فيها:

بني عمّنا راجعوا ودّنا++

وسيروا على السنن الأقوم

لنا مفخر ولكم مفخر++

ومن يؤثر الحقّ لم يندم

فأنتم بنو بنته دوننا++

ونحن بنو عمّه المسلم

قال الإمام المنصور باللَّه عليه السلام |في جوابه|:

بني عمّنا إنّ يوم الغدير++

يشهد للفارس المعلم

أبونا عليّ وصىّ الرسول++

ومن خصّه باللوا الأعظم

لكم حرمة بانتساب إليه++

وها نحن من لحمه والدم

لئن كان يجمعنا هاشم++

فأين السنام من المنسم

وإن كنتم كنجوم السما++

فنحن الأهلّة للأنجم

ونحن بنو بنته دونكم++

ونحن بنو عمّه المسلم

حماه أبونا أبو طالب++

وأسلم والناس لم تسلم

وقد كان /273/ يكتم إيمانه++

فأمّا الولاء فلم يكتم

وأيّ الفضائل لم يحوها++

ببذل النوال وضرب الكميّ

قفونا محمّد في فعله++

وأنتم قفوتم أبامجرم

___________________________________

وهاهنا في أصلي- بخطّ الأصل-: 'يعني |من قوله: 'أبامجرم'| أبامسلم عبدالرحمان الخراساني القائم بالدعوة العباسي سنة سبع و عشرين ومائة، وقتل سنة سبع و ثلاثين'.

هدى لكم الملك هدى العروس++

وكافأتموه بسفك الدم

ورثنا الكتاب وأحكامه++

على مفصح الناس والأعجم

فإن تفزعوا نحو أوتاركم++

فزعنا إلى آية المحكم

أبشرب الخمور وفعل الفجور++

من شيم النفر الأكرم

قتلنم هذاة الورى الطاهرين++

كفعل يزيد الشقي العمي

فخرتم بملك لكم زائل++

يقصر عن ملكنا الأدوم

ولابدّ للملك من رجعة++

إلى سالك المنهج الأقوم

إلى النفر الشم أهل الكسا++

ومن طلب الحقّ لم يظلم

تغشون بالنور اقطارها++

وتنسل عن ثوبها الاسجم

ومتى تقرر إسلام أبي طالب وحميد غنائه وذبّه عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم بحيث لم يقم مقامه في ذلك سواه استقام افتخار أميرالمؤمنين عليه السلام فإنّه تميز على سائر الصحابة أجمعين بذلك فكان ذلك زياده في شرفه عليه السلام.

قال الإمام المنصور باللَّه عليه السلام: خير في حكمه خير الابات من يطول عنق ولده بذكره و يجرى السنة الأكثر بشكره.

الفائدة 33


قوله عليه السلام: 'هل فيكم أحد أقتل لمشركي قريش في حرب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم- واخراجه ناحرا عنه

___________________________________

جملة: 'واخراجه ناحرً عنه' رسم خطّها من أصلي المخطوط غير جلّي. عند كل شديده تنزل متّى؟'.

وقد بيّنا طرفاً من مواقفه عليه السلام بين يدي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم

ولا شبهه أنّ له في هذا الشأن المزيّة الظاهرة على كافة الصحابة، ويكفيك شهادة رضوان |له بقوله|:

لاسيف إلّا ذو الفقار++

ولافتى إلّا عليّ

فهذا شي ء تنقطع عنده الأمانّي إذ لم ينقل مثله لأحد من ولد آدم على كثرة المجاهدين، وذبّ الذّابين عن دين اللَّه تعالى وذلك زيادة في فضل عليّ عليه السلام، لأنّه أشرف الطاعات، قال اللَّه تعالى: 'وفضلّ اللَّه المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً درجات منه ومغفرة ورحمة وكان اللَّه غفوراً رحيماً' |95 تا 96/النساء: 4|.

ومتى تقرّر فضل المجاهدين على القاعدين فلاشبهة أنّ أفضل المجاهدين أكثرهم عناءاً في الدفع عن الموحّدين، وأثراً في الكافرين المعتدين، وعليّ عليه السلام في هذا الباب السابق الّذي لايبارى والمجلي الّذي لايجارى!!

وقد ذكره محمّد بن الحنفية عليه السلام في كلام له في بعض موافقه بصفّين وقد سمع قولهم: 'هذا ابن أبي تراب'، فقال عليه السلام: إخسؤا ذرّية النار- واخسؤا ذرّية النفاق؟ وحصب جهنّم أنتم لها واردون-

___________________________________

اقتباس من الآية: "98" من سورة الأنبياء: 21. عن الأسل النافد؟ والنجم الثاقب والقمر المنير ويعسوب المؤمنين من قبل أن نطمس وجوهاً فنردّها على أدبارها أونلعنهم كمالعنّا أصحاب السبت /274/ وكان أمراللَّه مفعولاً

___________________________________

اقتباس من الآية: "47" من سورة النساء: 4.

أولا تدرون أيّ عقبة تتسنّمون

___________________________________

أي تعلون وتركبون، وفي مناقب الخوارزمي: 'أوما ترون أيّ عقبة تقتحمون؟ وأيّ متيهة تتسنّمون؟ وأنّى تؤفكون؟ بل ينظرون إليك وهم لايبصرون...'. |وأنّى تؤفكون| بل ينظرون إليك وهم لايبصرون

___________________________________

اقتباس من الآية: "198" من سورة الأعراف: 7.

أصنو رسول اللَّه تستهدفون ضلة بكم؟ هيهات برزو اللَّه بسبق وفاز بخصل، محرزاً لقصبات سبقه فانحسرت عنه الأبصار، و تقطّعت دونه الرقاب، واحتقرت

دونه رجال فكرثهم السعي وفاتهم الطلب، وأنّى لهم التناوش من مكان بعيد

___________________________________

اقتباس من الآية: "52" من سورة السبأ: 34. فخفضاً |خفضاً|.

اقلوا |عليكم| لا أباً لأبيكم++

من اللؤم أو سدّوا المكان الّذي سدّوا

وأنّى تسدّون مسدّ أخي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله إذا شفعوا وشبيه هارون إذ منحوا؟ والبادي نبذر إذ بدروا؟ والمدعوّ إلى الخيبر اذ نكلوا؟ والصابر مع هاشم يوم هاشم إذ خضلوا، والخليفة على المهاد ومستودع الأسرار.

تلك المكارم لاقعبان من لبن++

شيسا بماء فعادا بعد أبوالا

وأنّى يبعد عن كلّ مكرمة وعلاء وقد يمتّه ورسول اللَّه أبوّة؟ وتفيّئا في ظلّ ودرجا فى سكن، وربّيا في حجر منتحبان مطهّران من الدنس؟ فرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم للنبوّة و أميرالمؤمنين للخلافة، لخلافة قد رفع اللَّه عنها سنّة الاستبداد، و طمس عنها وسم الذلّة، فقد حلاها عن شربها آخذاً بأكظامها يرحضها عن مال اللَّه حتّى غضّها فرض الكتاب، فجرجرت جرجرة العود فلفظته أفواهها ومجّته شفافها؟ ولم يزل على ذلك وكذلك؟ حتّى أقشع عنكم ريب الذلّة، واستنشقتم روح النصفة، وتطعّمتم قسمة السواء بسياسة مأمون الخرفة، مكتهل الحنكة، طبّ بأدوائكم قمن بداوئكم

___________________________________

هذا هو الظاهر المطابق لسائر المصادر، وفي أصلي المخطوط: 'يداويكم'. ثبت بالربوة كالياً لحوزتكم جامعاً لقاصيتكم يقتات الخشن ويلبس الهدم ويشرب الخمس؟ وأنتم تريدون أن تطفؤا نوراللَّه بأفواهكم ويأبي اللَّه إلّا أن يتمّ نوره ولوكره المشركون.

ثمّ إذا تكافح السيفان، وتنادت الأقران، وطاح الوشيح واستسلم الوسيط؟ وغمغمت الأبطال ودعيت نزال وعرّدت الكماة وقلصت الشفاه، وقامت الحرب على ساقٍ وسالت عن إبراق، ألفيت أميرالمؤمنين مثبتاً لقطبها مديراً لرحاها دلّافاً إلى البهم، ضرّاباً للمقل سلّاباً للمهج، تراكاً للمولّية؟ مثكل أمّهات ومؤيّم أزواج، و مؤتم أطفال، طامحاً في الغمرة، راكداً في الجولة يهتف أولاها فتنكف على أخراها فآونة يكفاها وفيئة يطويها طيّ الصحيفة، وتارة يفرّقها فرق الوفرة،

فبأيّ مناقب أميرالمؤمنين تكذّبون؟ و عن أيّ مثل حديثه تروون؟ وربّنا الرحمان المستعان على ما تصفون.

|قال المؤلف:| هذا آخر كلامه عليه السلام وقد نقلناه بتمامه لأنه يتعلق بما نحن بصدده وما أصدق وصفه وأحسن رصفها،

___________________________________

أقول: والكلام رواه الموفّق بن أحمد الخوارزمى- المتوفّى سنة: "568"- مشروحاً باختلاف لفظيّ في بعض الكلمات، فى الفصل الثالث من الفصل: "16" من مناقبه ص 210 ط الحديث، قال في أواسط ما ساقه في الحديث: "240":

وقال الأشتر لمحمّد بن الحنفيّة: تقدّم واخطب بين الصفّين- صفّ العراق وصفّ الشام- وامدح عليّاً أمير المؤمنين عليه السلام. فتقدّم محمد وقال لأهل الشام:

اخسؤا ذرّية النفاق وحشو النار، وحصب جهنّم، عن البدر الباهر، والنجم الثاقب، والسنان النافذ، والشهاب النيّر، والصراط المستقيم 'قبل أن نطمس وجوهاً فنردّها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنّا أصحاب السبت وكان أمر اللَّه مفعولاً'

أوما ترون أيّ عقبة تقتحمون؟ وأيّ متيهة تتسنّمون؟ وأنّى تؤفكون؟ بل 'ينظرون إليك وهم لا يبصرون'.

أصنو رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله تستهدفون؟ ويعسوب الدين تلمزون؟ فأيّ سبيل رشاد بعد ذلك تسلكون؟ وأيّ خرق بعد ذلك ترقعون؟

هيهات واللَّه برز في السبق، وفاز بالخصل، واستولى على الغاية، وأحرز الخطار فانحسرت عنه الأبصار، وانقطعت دونه الرقاب، وفرّع الذروة العليا، وبلغ الغاية القصوى فكرث من رام رتبته رتبته السعي وعنّاه الطلب، 'وأنّى لهم التناوش من مكان بعيد' فخفضاً خفضاً!! أقلّوا عليكم لا أباً لأبيكم من اللؤم أو سدّوا المكان الّذي سدّوا وأنّى تسدوّن؟ أم أيّ أخ لرسول اللَّه تثلبون؟ وأيّ ذي قوي أمرها تسبّون؟ هو شقيق نسبه إذ حصّلوا ونديد هارون إذ مثلّوا وذو قربى منه إذا امتحنوا والمصلّي القبلتين إذا انحرفوا والمشهود له بالإيمان إذ كفروا والمدعوّ بخيبر إذ نكلوا والمندوب لنبذ عهد المشركين إذ نكثوا والخليفة على المهاد ليلة الخطار، والمستودع للأسرار ساعة الوداع إذ حجبوا هذا المكارم لا قعبان من لبن شيبا بماء فعادا بعد أبوالا وأنّى يبعد من كلّ سناء وعلوّ، وثناء وسموّ،وقد نحلته ورسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله أبوّة، وأنجبت بينهما جدود، ورضعا بلبان، ودرجا في سكن، ومهدّا حجراً وتفيّئا بظلّ، فهما وشيجان نماهما فنن، |و|تفرّعا من أكرم جذم،فرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله للرسالة، وأمير المؤمنين عليه السلام للخلافة، فتق اللَّه به رتق الأسلام حتّى انجابت به طخية الريب، وقمع نخوة النفاق حتّى ارفأنّ جيشانه؟ وطمس رسم العلّة، وخلع ربقة الصغار والذلّة، وكفت أيدي الخيانة، ورفّق شربها وحلأّها عن وردها واطئاً كواهلها آخذاً بأكظامها، يقرع هاماتها وينكت نقيها؟ ويجمل شحومها ويرحضها عن مال اللَّه؟ حتّى كلمها الخشاش، وعضّته الشفاف، ونالها فرض الكتاب، فجرجرت جرجرة العود الموقع فزادها وقراً فلفظته أفواهها وأزلقته بأبصارها، ونبت عن ذكره أسماعها، فكان لها كالسمّ الممقر؟ والذعاف المرعف، لا تأخذه في اللَّه لومة لائم، ولايزيله عن الحقّ نهيب متهدّد؟ ولايحيله عن الصدق ترهيب متوعّد، فلم يزل كذلك حتّى انقشعت غيابة الشرك، وخنع طيخ الإفك؟ وزالت قحم الإشراك، حتّى تنسّمتم روح النصفة وتطعّمتم قسم السواء بعد أن كنتم لوكة الآكل ومذقة الشارب وقبسة العجلان- بسياسة مأمون الخرقة؟ مكتهل الحنكة، طبّ بأدوائكم قمن بدوائكم، يبيت بالربوة كالئاً لحوزتكم، حامياً لقاصيكم ودانيكم مثقّفاً لأودكم، يقتات الجبنة ويردّ الخمس ويلبس الهدم؟

ثمّ إذا سبرت الرجال فطاح الوشيظ، واستسلم المشيح؟ وغمغمت الأصوات، وقلّصت الشفاه، وقامت الحرب على ساق، وصرفت بأنياب وخطر فنيقها وهدرت شقاشقها وجمعت قطريها؟ فشالت بإبراق؟ ألفيت أمير المؤمنين عليه السلام هناك مثبتاً لقطبها مديراً لرحاها، قادحاً بزندها مؤرّباً لعقدتها مذكياً لجمرتها، دلاّفاً إلى البهم، ضرّاباً للقلل، غصّاباً للمهج، ترّاكاً للسلب، خوّاضاً لغمرات الموت، مثكّل أمهّات |مؤّيم أزواج| مؤتّم أطفال، مشتّت ألّاف، قطّاع أقران، طافياً عن الجولة، راكداً في الغمرة، يهتف بأولاها فتنكّفت أخراها؟ فتارةً يطويها طىّ الصحيفة، وآونةً يفرّقها فرق الوفرة، فبأيّ آلاء أمير المؤمنين تمترون؟ وعن أيّ أمر مثل حديثه تأثرون؟ وربّنا الرحمان المستعان على ما تصفون.

قال |الخوارزمي| رضي اللَّه عنه |في شرح الكلام|: الحصب: كلّ ما حصب به في النار أي رمي به |فيها| وقال ابن عباس في |تفسير الآية: "98" من سورة الأنبياء وهو| قوله تعالى: 'حصب جهنّم': وقودها. وقال مجاهد: حطبها.

|و| يقال طمس الأثر |على زنة ضرب ونصر وبابهما: درس وانمحى| وانطمس: |انمحى وذهب| وطمسته بالريح |: أذهبته وأزلته بها|.

وقال الخليل: الخصل في النضال اذا وقع السهم بلزق القرطاس؟ |وقال الجوهري: الخصل في النضال: الخطر الّذي يخاطر عليه| ويقال: أحرز فلان خصله: إذا غلب على الرهان في الرمي ذوغيره.

ويقال: تناوشوه: تناولوه. وناشه ينوشه نوشاً: طلبه. تناوله. وناوشوهم بالرماح وتناوشوهم: |تطاعنوا بها|.

ويقال: نجلت الشي ء نجلاً |على زنة ضرب وبابه|: رميت به، والناقة تنجل الحصى بمناسمها |إذا رمتها بها|، وقولهم: نجله أب كريم ونجل به |أي أنجبه أب كريم الطبع والأصل| وفحل ناجل: منجب، وهو نجل فلان مجاز ما ذكرناه.

|و| الطخية: شدّة الظلمة والسحابة الرقيقة.

|وقوله:| ارفأنّ: نفر ثمّ سكن. |و| جيشانه: غليانه.

|و| يقال: كفت المتاع: ضمّ بعضه الى بعض، |ومثله| كفت الفراش، وفي الحديث: 'اكفتوا صبيانكم بالليل' وكفت الرعاة مواشيهم: |جمعهم وضمّهم|. والأرض تكفت أهلها أحياءاً وأمواتاً: |تضمّهم|.

والأكظام: جمع كظم وهو مجرى النفس يقال: جمل الشحم واجتمله: أذابه، ويقال: اجتمل وتجمّل: أكل الجميل وهو الورك، وقالت أعرابيّة لبنتها: تجمّلي وتعفّفي أي كلي الجميل واشربي العفافة أي بقيّة اللبن في الضرع، ويقال: خذ الجميل وأعطني الجمالة أي الصهارة. والسكن: الدار. وسكّانها أيضاً. والثفاف: ما يسوّى بها الرماح.

ويقال: إنّه لموقع الظهر ووقعت الدابة بكثرة الركوب: سجحت فتخلّص عنه الشعر فنبت أبيض؟

ويقال: مرّ ممقر، وهو أمرّ من المقر وهو الصبر، وقد أمقر |أي صار مرّاً أو حامضاً| قال لبيد:

ممقر مرّ على أعدائه++

وعلى الأدنين حلو كالعسل

يقال: سمّ ذعاف: قاتل سريعاً، وموت ذعاف: سريع مرعف- من أرعفه-: قتله مكانه قتلاً وحيّاً.

وخنع وخضع وخشع أخوات.

وطاخ طيخاً: تلطّخ بقبيح، وطاخه غيره |لطّخه بالقبيح| وطاخ: تكبّر.

وقال ابن دريد: الطيخ: الإنهماك في الباطل.

ويقال: قتّه |على زنة وبابه| فاقتات، من القوت، كما يقال: رزقته فارتزق، واستقأته: سألته القوت.

والجبنّة: عامّة الشجر واللبن الحامض؟ ويقال: تهدّم الثوب: بلي |وتهدّم عليه|: هدم. خلق. وأهدام: أخلاق. وهو من تهدّم البناء واندهم.

وطاح يطوح ويطيح: سقط وتاه وهلك. والوشيظ: الخسيس. وقال يعقوب: الوشيظ: الرحيل.

وأشاح في الأمر: جدّ فيه، وعامل مشيح: جادّ مواظب على عمله. وأشاح: حذر.

و خطر فنيقها: |رفع| فحلها|ذنبه للوثبة|- والجمع: فنق وأفناق أيضاً- وهو قليل- كيتيم وأيتام، وشريف وأشراف- أي رفع ذنبه مرّةً ووضعه أخرى للصيال كأنّه يتهدّد، وتخاطرت الفحول بأذنابها: |رفعوها مرّةً ووضعوها أخرى| للتصاول.

يقال: أربّ العقدة: وثّقها فتأرّبت: فتوثّقت. والجولة: الهزيمة يقال: كانت لهم جولة أي هزيمة.

وطفا السمك طفواً وطفا الوخشيّ: علا الأكمة. وفرس طاف: شامخ برأسه. أي كان عليّ عليه السلام مرتفعاً بعيداً من الهزيمة؟ راكداً ثابتاً مستقرّاً في الغمرة في شدّة الحرب وهولها، يقال: قد انجلت غمرات الحرب أي أحوالها وشدائدها، وفلان في غمرات الموت وسكراته |أي شدائده|، والغمرة في الأصل: واحدة الغمار من الماء وهي معظمه، وغمرة كلّ شي ء: معظمه.

ورواه أيضاً سبط ابن الجوزي في ترجمة محمّد ابن الحنفيّة من تذكرة الخواص. وللَّه |درّ| القائل.

وقد وجدت مكان القول ذاسعة++

فإن وجدت لساناً قائلاً فقل

وقد /275/ اتّسع ميدان الكلام و وجد من يحسن النظام وقد قال بعضهم في بعض من مدح أميرالمؤمنين وقرّطه وأحسن، فقال: وجد آجرّاً وجصّاً فبنى.

وكيف يروم أحد الإحصاء لمناقبه عليه السلام مع ما:

أخبرنا به الفقيه العالم جمال الدين عمران بن الحسن بن ناصر أسعده اللَّه

___________________________________

عقد له أحمد بن أبي الرجال الزيدي ترجمة حسنة في حرف العين من كتاب مطلع البدور: ج 4 ص 209/ المخطوط. قال: أخبرنا الشيخ العالم عفيف الدين حنظلة بن الحسن بن شيبعان؟ رضى الله عنه قراءةً عليه بإسناده المتقدّم في أول الكتاب إلى الإمام محمّد بن أحمد بن عليّ بن الحسن بن شاذان

___________________________________

رواه أبوالحسن ابن شاذان محمّد بن أحمد بن عليّ بن الحسن في المنقبة "99" من كتاب مائة منقبة: ص 175.

ورواه الخوارزمي بسنده عنه و عن غيره في الحديث الأوّل من مناقبه ص 32.

ورواه أيضاً الحموئي في الحديث الأوّل من السمط الأول من فرائد السمطين: ج 1، ص 16. ورواه عنه الذهبي في ترجمته برقم: "7190" من كتاب ميزان الإعتدال: ج 3 ص 466 قال: محمّد بن أحمد بن عليّ بن الحسن بن شاذان روى عن المعافى بن زكريّا، عن محمّد بن أحمد بن أبي الثلج عن الحسن بن محمّد بن بهرام، عن يوسف بن موسى القطان، عن جرير، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس. قال: حدّثنا المعافى بن زكريّا أبوالفرج،عن محمّد بن أحمد بن أبي

الثلج، عن الحسن بن محمّد بن بهرام، عن يوسف بن موسى القطان، عن جرير، عن ليث، عن مجاهد:

رواية ابن عباس عن النبي: 'لو أنّ الفياض أقلام والبحر مداد والجنّ حسّاب والإنس كتّاب، ما أحصوا فضائل علي بن أبي طالب'


عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'لو أنّ الغياض أقلام والبحر مداد والجنّ حسّاب والإنس كتّاب ما أحصوا فضائل عليّ بن أبي طالب عليه السلام'.

ذكر الفائدة 34


فى احتجاج أميرالمؤمنين بثباته فى حرب الكفار فى يوم حين فر الآخرون، و فيه ذكره الجمل صاحب راية هوازن ثم قتله بيد رجل من الأنصار

قوله عليه السلام: 'هل فيكم من أحد وقف مع الملائكة يوم حنين غيري حين ذهب الناس؟' وقد بيّنا ماكان لأميرالمؤمنين عليه السلام في يوم حنين من العناء العظيم الّذي فاز فيه بالثناء العميم والخير الجسيم بعد انهزام المهاجرين والأنصار، إلّا نفر قليل من أهل بيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وأصحابه فيهم العباس بن عبدالمطلب وابن أخيه أبوسفيان بن الحارث وابنه جعفر، والفضل بن العباس وأبوبكر وعمر

___________________________________

كذا أورد المصنف القصّة، وينافيه نظم المؤرخ الخبير ابن أبي الحديد في شأن عمر، حيث قال:

وليس بنكر في حنين فراره++

وفي أحد قد فرّ قبل وخيبرا

. وربيعة بن الحارث وأسامة بن زيد وأيمن بن أم أيمن بن عبيد |و| قتل يومئذ.

قال العباس: إنّي لمَعَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم آخذ بحكمة بغلته البيضاء قد شجرتها بها؟ قال: وكنت امرءاً جسيماً شديد الصوت، قال: ورسول اللَّه يقول حين رآى ما رآى من الناس: أين الناس؟ فلم أرى الناس يلوون على شي ء فقال: ياعباس اصرخ: يا معشر الأنصار، يا معشر أصحاب السمرة؟ قال: |فصرخت بهم| فأجابوا: لبّيك لبّيك. قال: فيذهب الرجل لينثني بعيره فلايقدر على ذلك؟ فيأخذ درعه فيقذفها في عنقه ويأخذ سيفه وترسه ويقتحم عن بعيره ويخلّي سبيله فيؤمّ الصوت حتّى ينتهي إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم حتّى إذا اجتمع إليه منهم مائة استقبلوا الناس فاقتتلوا فكانت الدعوى أوّل ما كان للأنصار ثمّ خلصت أخيراً بالخزرج؟ وكانوا صبّراً عند الحرب، فأشرف رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم في ركابته؟ فنظر إلى مجتلد القوم وهم يجتلدون فقال: 'الآن حمي الوطيس'، وأميرالمؤمنين عليه السلام يكرّ على أعداء اللَّه تعالى

/ 65