محاسن الأزهار فی مناقب امام الابرار علی بن ابی طالب (ع ) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

محاسن الأزهار فی مناقب امام الابرار علی بن ابی طالب (ع ) - نسخه متنی

ابو عبدالله حمید بن أحمد محلی؛ محقق: محمد باقر المحمودی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


وبهذا الإسناد إلى القاضي أبي عليّ الحسن بن عليّ الصفّار رحمه الله قال: أخبرنا أبوالعباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبدالرحمان ابن عقدةالحافظ قال:أخبرناالحسين بن عبدالرحمان بن محمد الأزدي قال: أخبرنا أبي قال: أخبرنا عبدالنور بن عبداللَّه بن سنان قال: حدثني سليمان بن قرم قال: حدثني أبوالجحّاف، وسالم بن أبي حفصة، عن نفيع أبي داود:

عن أبي الحمراء قال: شهدت النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم أربعين صباحاً يجي ء إلى باب عليّ وفاطمة فيأخذ بعضادتي الباب ويقول: السلام عليكم أهل البيت ورحمة اللَّه، الصلاة يرحمكم اللَّه 'أنّما يريد اللَّه ليذهب عنكم الرجس أهل

البيت ويطهّركم تطهيراً'

___________________________________

ولحديث أبي الحمراء هذا أيضاً مصادر وأسانيد، يجد الطالب كثيراً منها في الحديث: "694" وما بعده وتعليقاتها من شواهد التنزيل: ج 2 ص 74 تا 82 ط 2.

قال |المؤلف| أيّده اللَّه: وقد روي خبرالكساء بطرق عدّة سوى ما ذكرناه

___________________________________

والمشترك بين طرق الحديث وأسانيده متواتر كما يتجلّى ذلك لكلّ من يراجع تفسير آية التطهير من كتاب شواهد التنزيل: ج 2 ص 18 تا 141. وإنّما ملنا إلى الإختصار

___________________________________

والمشترك بين طرق الحديث متواتر رواه جماعة من الصحابة والصحابيات، فليلاحظ أهل الثقافة طرق الحديث برقم: "637 تا 775" من شواهد التنزيل: ج 2 ص 18 تا 141، ط 2. وفيه أوفى دلالة على فضل أهل البيت عليهم السلام وعلى عصمتهم لأنّ اللَّه تعالى طهّرهم وأذهب عنهم الرجس، فلو جاز اتّفاقهم على الخطأ لما كان الرجس ذاهباً عنهم ولا كانت الطهارة عامّةً لهم، وفيما رويناه /71/ تصريح بأنّ أهل البيت ليس هنّ أزواج النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم لأنّه لم يدخل أحداً منهنّ تحت الكساء في جميع الروايات المنقولة، وفي بعض الأسانيد المنقولة إلى أمّ سلمة؟ أنّها جاءت لتدخل معهم فقال صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'لست منهم وإنّك لعلى خير، أو إلى خير' فسمّيت بعد ذلك أمّ سلمة الخير

___________________________________

لا عهد لي بما يدلّ على أنّها سلام اللَّه عليها سمّيت بذلك بعد نزول آية التطهير.

وبعد فإنّ خطاب المؤنّنث يرد بصيغة تخالف خطاب المذكّر، فلو أراد |اللَّه| تعالى |من الآية الكريمة| النساء لقال: 'إنّما يريد اللَّه ليذهب عنكنّ الرجس أهل البيت ويطهّركنّ تطهيراً' لأنّه لا خلاف أنّ خطاب المؤنّث على الخصوص لا يرد بصيغة خطاب المذكّر، وإن قيل: إنّ الخطاب اذا عمّ الذكور والإناث جاز أن يرد بلفظ التذكير، فأمّا إذا كان مقصوراً على المؤنّث |خاصّةً| فلا يجوز |ذلك| في لغة العرب.

ثمّ في مجيئه صلى اللَّه عليه وآله وسلم إلى باب عليّ وفاطمة أربعين صباحاً أوفى دلالة على تعظيمهم وبلوغ الغاية في ذلك حيث قصدهم إلى باب منزلهم، ومثل هذا إذا وقع ممن له خطر أفاد تعظيم المقصود اليهم فكيف بخيرة اللَّه تعالى من

الخلق ثمّ حبيبه وصفوته

___________________________________

لفظة: 'حبيبه' رسم خطّها غير واضح في أصلي. ثمّ السلام عليهم بكماله نوع تعظيم.

ثم |في| قوله: 'يرحمكم اللَّه' على تكراره دلالة واضحة على أنهم من أهل الجنّة لأنّ دعاءه صلى اللَّه عليه وآله وسلم مجاب.

ثمّ فيه أدلّ دليل على أنّ أهل بيته عليهم السلام هم من ذكرنا من عترته دون أزواجه، وأنّه أراد بيان من تناولته الآية لأمّته ليعترفوا بحقّ عترته، وهذا يشهد بشرفهم على الأنام، وفضلهم على الخاصّ والعامّ وأنّهم الصفوة من أهل الإسلام والأئمّة الهادون إلى دار السلام.

فالعجب ممن تنكّب عن ادراجهم؟ ويسلك غير فجاجهم؟ وانحاز إلى أضدادهم وكثّر سواد حسّادهم يا ويله في المعاد ويا خزيه يوم التناد |وقد| قال صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'حرمت الجنّة على من ظلم أهل بيتي وقاتلهم، وعلى المعين عليهم، أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمّهم اللَّه عزّ وجلّ يوم القيامة ولا يزكّيهم ولهم عذاب أليم'

___________________________________

وللحديث مصادر وأسانيد، ورواه السيّد أبوطالب في أماليه- كما في الحديث: "26" من الباب: "8" من تيسيرالمطالب، ص 121، ط 1، قال:

أخبرنا أبوالحسين يحيى بن الحسين بن محمد بن عبيداللَّه الحسني قال: حدثنا عليّ بن محمد بن مهرويه القزويني قال: حدثنا داود بن سليمان العلاف؟ قال: حدثني عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه موسى، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب عليهم السلام قال:

قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: حرّمت الجنّة على من ظلم أهل بيتي و |على من| قاتلهم وعلى المعين عليهم أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلّمهم اللَّه يوم القيامة ولايزكّيهم ولهم عذاب عظيم.

ورواه أيضاً أبوجعفر محمد بن عليّ بن الحسين الفقيه- المتوفّى سنة: "382"- في الحديث: "65" من الباب: "31" من كتاب عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 33 قال:

حدّثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقّاق، ومحمد بن أحمد السناني والحسين بن ابراهيم بن أحمد المكّتب رحمهم اللَّه، قالوا: حدثنا أبوالحسين محمد بن أبي عبداللَّه الكوفي عن سهل بن زياد الآدمي عن عبدالعظيم بن عبداللَّه الحسني:

عن محمود بن أبي البلاد، قال: سمعت الرضا عليه السلام قال: |قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم:| حرّمت الجنة على من ظلم أهل بيتي وعلى من قاتلهم وعلى المعين عليهم وعلى من سبّهم، أولئك لا خلاق لهم في الآخرة، ولا يكلمّهم اللَّه ولا ينظر اليهم يوم القيامة ولا يزكّيهم ولهم عذاب أليم.

وقريباً منه رواه الحمّوئي بسندين آخرين في الحديث: "542" وتاليه في الباب: "56" من السمط الثاني من فرائد السمطين: ج 2 ص 278 تا 279 ط 1، بتحقيق المحمودي. وفي أهل الكساء يقول الشاعر:

بأبي خمسة هم جنّبواالرجس++

كرام وطهّروا تطهيراً

أحمدالمصطفى و فاطم أعني++

وعليّاً وشبّراً وشبيراً

من تولاّهم تولاّه ذوالعرش++

ولقّاه نضرةً وسروراً

وعلى مبغضيهم لعنة اللَّه واص++

لاً ولقّاهم المليك سعيراً

وقال آخر:

أعاذل إنّ كساء التُقى++

كساني حبّي لأهل الكسا

سفينة نوح ومن يعتصم++

بحبلهم يعتلق بالنجا

وقال آخر:

إن كان قد عظمت ذنوبي كثرةً++

لا يأس لي إنّي لجدّ طامع

فاللَّه جلّ جلاله لي راحم++

ورسوله صلّى عليه شافع

أهل الكساء /72/ محبتي إيّاهم++

والعدل والتوحيد دين جامع

وإذا تكاملت الديانة لامرئ++

لا شكّ في جنّات عدن راتع

و الاستدلال بحديث البساط على أفضليّة علي وتعيّنه لزعامة المسلمين، وفيه قصّة أصحاب الكهف، وفي ذيله بعض فضائل علي بن موسى الرضا


رجعنا إلى |شرح البيت "13" من| القصيدة، قال |المنصور باللَّه| عليه السلام:

وَمن بساط جاء من خندف++

زار به الكهف وصبحاً ثنى

'مَن' هاهنا من أدوات الاستفهام والمراد بها التقرير كما قال تعالى: 'وما تلك بيمينك يا موسى؟' |17/طه: 20| أراد التقرير على أنّها عصىً لما تصير إليه من الآية الكبرى.

والبساط- بكسر الباء- معروف و سمّي بذلك لانبساطه و سعته، مأخوذ من البسط وهو نقيض القبض، والمراد به السعة ومنه سمّيت الأرضن بسيطة لسعتها يقال: فلان اعلم من على البسيطة أي على الأرض.

والبسطة: الطول قال تعالى: 'وزاده بسطة في العلم والجسم' |247/البقرة: 2| أي فضلاً وطولا، والبسطة أن يمدّ الرجل باعه يقال: هذا الحائط قامة وبسطة يريد الباع وسمّيت الأرض بساطاً لسعتها، قال اللَّه تعالى: 'واللَّه جعل لكم الأرض بساطا' |19/نوح: 71|.

والبساط- بفتح الباء-: الصحراء الواسعه قال الشاعر:

ودون يد الحجّاج من أن تنالني++

بساط لأيدي الناعحان عريض؟

وجاء نقيض ذهب، وحقيقة المجي ء: الانفصال من جهة إلى أخرى، ويستعمل المجي ء في غير هذا المعنى بطريقه المجاز كما قال تعالى: 'وجاء ربّك' |22/الفجر: 89|واللَّه تعالى لايجوز عليه المجي ء وانما أراد حصول أمره ومجيئه؟ وقال تعالى: 'اذا جاء نصراللَّه والفتح' |1/النصر: 110| ويقال: جاءت العافية وجاء الموت، والمراد بذلك حصول ذلك أو مجي ء حاصله وموصله كما يقال: جاءتنا أخبار فلان وأشعاره وخطبه، والمراد بذلك مجي ء متحمله به الينا؟

وخندف: اسم امراة وقد يجري على القبيلة الذين هم منها؟ قال الشاعر: وخندف هامة هذا العالم؟

وفي قوله: 'ومن بساط جاء من خندف' حذف وتقديره: جاء من أرض خندف، ومثل هذا شائع في اللغة العربية قال اللَّه تعالى: 'واسأل القرية التي كنّا فيها والعير التي أقبلنا فيها' |82/يوسف: 12| أراد أهل القرية وأرباب العير وقوله عليه السلام: 'زار به' يعني قصد به من نذكره؟ ووصل به اليهم؟

والزائر هو الواصل المحبوب لأن الذي يصل إلى غيره بما يكرهه لا يسمّى زائراً على التحقيق.

والضمير في 'به' يرجع إلى البساط. و 'الكهف': الغار في الجبل وجمعه كهوف، وفي الكلام مضمر ومعناه زاربه أهل الكهف.

والصبح: أوّل النهار وسمّي صبحاً لحمرته، ومنه سمّي المصباح مصباحاً لحمرته أيضاً، وكذلك يقال:"وجه صبيح" لتوّقده، والصبوح: شرب الغذاة، والغبوق: شرب العشّي، والجاشرية: الشرب مع الصبح، من قولهم: جشر الصبح اذا أنار. وقوله: 'ثنى' أي عاد ورجع.

والكهف الذي أراده الامام عليه السلام هو الكهف /73/ الذي ذكره اللَّه سبحانه وتعالى بقوله: 'أم حسبت أنّ أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجباً' |9/الكهف: 18|.

وكانت قصّتهم من العجائب الواقعة في العالم وفيها طول ونحن نذكر منها نكتةً على قدر احتمال ما نحن فيه |فنقول|:

قيل إنّهم كانوا فتية على دين عيسى عليه السلام و بعده؟

و قيل: بل كانوا قبله. و قيل |كانوا| قبل موسى صلى اللَّه عليه، لأنّ قصّتهم مذكورة في التوراة، و كان لهم ملك يقال له: دقيانوس يعبد الأصنام ويدعو إليها و يقتل من خالفه فأخبر بمكانهم فأوعدهم ودعاهم وقال: إمّا أن تعبدوا آلهتنا أو أقتلكم. فقال كبيرهم: إن لنا إلهاً ملأت السّماوات والأرض عظمته لن ندعو من دونه إلهاً ولن نقرّ بما تدعونا إليه، ولكن نعبداللَّه، وإيّاه نسأل النجاة والخير، فقال كلّهم كما قال "مثل ما قال 'خ'" |كبيركم هذا؟ قالوا: نعم.|، فأمر بنزع ثيابهم وأن يؤجّلوا فإن أطاعوا وإلاّ قتلوا.

وانطلق دقيانوس إلى مدينة أخرى فلما غاب ائتمروا بينهم وعلموا أنّه إن رجع قتلهم فأخذوا نفقة وخرجوا وتبعهم كلب حتى أتوا الكهف وآووا إليه يصلّون ويعبدون اللَّه، ودفعوا نفقاتهم إلى فتى منهم يسمّى تمليخا فكان يدخل البلد على زيّ مسكين يشتري |لهم| طعاماً ويخرجه إليهم فعاد يوماً فأخبرهم أنّ دقيانوس رجع |إلى| البلد وأخذ الناس بدينه فخافوا وجلسوايتحادثون

ويتذاكرون أمرهم وذاك عند غروب الشمس، فضرب اللَّه على آذانهم في الكهف وكلبهم باسط ذراعيه بباب الكهف.

وتفقّدهم دقيانوس فلم يجدهم وطالب آباءهم بهم ثمّ أخبر بمكانهم، فأمر بالكهف أن يسدّ ليكون قبراً لهم ليموتون جوعاً وعطشاً، وأراد اللَّه أن يجعلهم آية للنّاس.

وكان مع دقيانوس رجلان صالحان فكتبا أسماءهم وقصصهم في لوح من رصاص وجعلاها في تابوت، وجعل في البنيان.

ومات دقيانوس وانقرض قرنه وقرون بعده كثيرة، وخلفت الملوك بعد الملوك.

وأقاموا كذلك على ما حكاه اللَّه تعالى ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعاً ينامون وينقلبون على أيمانهم وشمائلهم كما قال تعالى: 'ونقلّبهم ذات اليمين وذات الشمال' |18/الكهف: 18|.

هذا طرف ما ذكره بعضهم؟ في أحوالهم إلى أن انتبهوا على خلاف أيضاً. وأمّا حالهم بعد الانتباه فقد روي أنّ راعياً أدركه المطر ففتح الباب ليدخل هو وغنمه وانتبهوا في غير ذلك اليوم عن وهب

___________________________________

كلم: 'غير ذلك اليوم عن وهب'، رسم خطّها غير جليّ في أصلي.

وقيل: لمّا استيقظوا سلّم بعضهم على بعض وكانوا كأنّما استيقظوا من ساعتهم ثمّ قاموا إلى الصلاة وهم يرون أنّ الملك دقيانوس في طلبهم فلمّا قضوا صلاتهم وخيّل اليهم أنّ نومهم كان أطول.

وقيل: اشتبه عليهم |الأمر| لأنّهم لمّا انتبهوا لم |يك| يتغيّر شي ء في أحوالهم فظنّوا أنّهم رقدوا كما كانوا يرقدون فقال بعضهم لبعض: كم لبثتم؟ قالوا: لبثنا يوماً أو بعض يوم، ثمّ أرسلوا تمليخا /74/ ليأتي بالخبر ويأتيهم بالطعام، فلمّا مرّ بباب الكهف رآى الحجارة منزوعة فتعجّب من ذلك، ومضى حتّى أتى باب المدينة فرأى على الباب علامة أهل الايمان!! فتحوّل إلى باب آخر فرأى عليه مثل ذلك حتّى دار بالابواب |كلّها فرأى على الجميع علامة الايمان| فظنّ أنّه

حيران فقال في نفسه ليت شعري أما عشيّة أمس كانوا يخفون هذه العلامة؟ وانّها اليوم ظاهرة لعلّي نائم!! فرأى ناساً يحلفون باسم عيسى فقال: هذه |المدينة|ليست بأقسوس؟ فسأل عنها فأخبر أنّها أقسوس؟ فتعجّب وإذاً الناس غير ما شاهد |هم قبل ذلك| وإذاً الأحوال قد تغيّرت، وأخرج الورق؟ ودفعه إلى خبّاز فنظر |الخبّاز| فيه دفعة وطرحه إلى غيره؟ ثمّ نظروا |فيه| فقال بعضهم لبعض: إنّ هذا وجد كنزاً فطالبوه بالكنز فتحيّر؟ ثمّ أخذوه وجرّوه |إلى والي المدينة| واجتمع الناس وقالوا: ما نعرفه وليس |الرجل| من البلد. وهو حيران ساكت لعلّه يرى أباه أو أخاه أو بعض أقاربه، وذهبوا به إلى مدبّري البلد وهما رجلان صالحان أحدهما يقال له: ريوس؟ والآخر يقال له اسطبوس؟ وهو يظنّ أنّه يذهب به إلى دقيانوس، فجعل يلتفت يميناً وشمالاً والناس يسخرون منه كأنّه مجنون، وهو في خلال ذلك يدعواللَّه تعالى ويذكر أصحابه، فلمّا انتهى إلى الرجلين، وعلم أنّه لم يذهب به إلى دقيانوس، سكن روعه، فسألوه عن حاله فأخبرهم باسمه واسم أبيه وأحوال البلد، فلم يعرفوه ولم يصدّقوه أنّه لم يجد كنزاً.

فلمّا كثر الكلام |بينهم وبينه| قال: اصدقوني عن شيئين: أين الملك دقيانوس؟ قالوا: هلك منذ ثلاث مائة سنة. فلمّا أخبروه بذلك تعجّب وحكى لهم قصّة الفتية وأنّهم خرجوا إلى الكهف، ثمّ قال لهم: انطلقوا معي أريكم أصحابي.

فلمّا سمعوا |منه| ذلك قال أريوس: لعلّ هذه آية من آيات اللَّه، فانطلق هو وأهل البلد نحو الكهف، ولمّا رآى أصحاب تمليخا أنّه قد احتبس عنهم ظنّوا أنّه أخذ وذهب به إلى دقيانوس وخافوا، فبيناهم كذلك إذ سمعوا الجلبة والناس متوجّهين إليهم فظنّوا أنّهم رسل دقيانوس فقامواإلى الصلاة وأوصى بعضهم إلى بعض وقالوا: انطلقوا إلى أخينا تمليخا فإنّه الآن بين يدي الجبّار دقيانوس، فبيناهم كذلك إذ أقبل أريوس والناس، وسبقهم تمليخا ودخل عليهم- فسألوه عن شأنه فأخبرهم بخبره، فعند ذلك عرفوا أنّهم كانوا نياماً منذ زمان وإنّما بعثوا آيةً للناس- ودخل على أثره أريوس فإذاً تابوت من نحاس ففتح فإذاً |فيه|لوح فيه أسماؤهم وقصصهم، فلمّا قرأوا |اللوح| حمدوا اللَّه ورفعوا أصواتهم بالتهليل والتسبيح والتحميد، وخرّ أريوس وأصحابه سجوداً للَّه تعالى لما رأوا من آية

البعث، ثمّ كلّم بعضهم بعضاً وكلّم الفتية بما لقوا من دقيانوس، وكتب أريوس إلى ملكهم الصالح بيدوبيس؟ بخبرهم فلمّا بلغه الخبر قام وحمد اللَّه وأثنى عليه وركب ومعه أصحابه حتى أتى باب الكهف وفرح به أصحاب الكهف وسجدوا |للَّه تعالى| واعتنق بعضهم بعضاً فبكوا وجلسوابين يديه /75/ يسبّحون اللَّه، ثمّ ودّعوه ورجعوا إلى مضاجعهم فناموا وحجبهم اللَّه بالرعب!!!

وأمر الملك فجعل على باب الكهف مسجداً وجعل ذلك اليوم عيداً وأمر أن يؤتى |الكهف| كلّ سنة.

وقيل: لمّا قربوا من باب الكهف قال تمليخا: دعوني |أن| أدخل على أصحابي وأبشّرهم فإنّهم إن رأوكم خافوا. فتقدّم وأخبرهم وقبض اللَّه أرواحهم فسدّ باب الكهف وبني عليه مسجداً.

وقيل: كانوا ثمانية أنفس وهم: مكتلمينا- وهو أكبرهم- ومجسلمينا وتمليخا ومرطوقس وكشبوطوقس ونيورس وتكرتوس وبطياوس |على ما روي| عن محمد بن اسحاق

___________________________________

كذا في أصلي من مخطوطة محاسن الأزهار، ولكن رسم خطّها غير جليّ.

ومن أجل احتمال الخطأ فيما استفدناه من ظاهر رسم الخطّ من أصلي المخطوط، نوصي القراّء بمراجعة مصدر وثيق مأمون عن الخطأ، ولأجل تقريب بعض المسافة على القرّاء نذكر أسماء أصحاب الكهف برواية ابن إسحاق، عن مصدر آخر فنقول:

وقد ذكر قصّتهم تفصيلاً- نقلاً عن محمد بن اسحاق- حسين بن مسعود أبومحمد البغوي الشافعي- المتوفّى سنة 516- في تفسير الآية التاسعة من سورة الكهف، من تفسيره معالم التنزيل: ج 3 ص 145 تا 151 وساق الكلام إلى أن قال:

ففتحوا التابوت |الذي كان على باب الكهف| فوجدوا فيه لوحين من رصاص مكتوباً فيهما: إنّ مكسلمينا ومخشلمينا وتمليخا ومرطونس وكشطونس ويبرونس وديموس وبيوس- والكلب واسمه قطمير؟- كانوا فتيةً هربوا من ملكهم دقيانوس الجبّار مخافة أن يفتنهم عن دينهم فدخلوا هذا الكهف، فلمّا أخبر |دقيانوس| بمكانهم أمر بالكهف فسدّ عليهم بالحجارة.

وقيل: كانوا سبعة: مكسلمينا وتمليخا ومكتلمينا وأوطاليس وقالبوس وبالبوس ومرطوطوقس، واسم كلبهم قطمير.

|قال المؤلّف:| فهذه نكتة مّما تضمّن البيت من ذكر أهل الكهف، والمقصود فيه هو أمير المؤمنين، والكشف عن منقبته التي فاز بها على النظراء وتميّز على الفضلاء؟ وذلك ثابت فيما رويناه بالإسناد المتقدّم إلى القاضي العدل المعروف بابن المغازلي الشافعي |في الحديث: "280" من مناقبه ص 232| قال:

أخبرنا أبوطاهر محمد بن عليّ بن محمد البيّع البغدادي

___________________________________

هذا هو الظاهر الموافق لمناقب ابن المغازلي، وفي أصلي المخطوط من محاسن الأزهار: 'أخبرنا ابن طاهر محمد بن عليّ بن البيّع...'. قدم علينا واسطاً، قال: أخبرنا أبوعبداللَّه أحمد بن محمد بن عبداللَّه بن خالد الكاتب، قال: أخبرنا أبوبكر أحمد بن جعفر بن محمد بن سلام الجيلي

___________________________________

كذا في أصلي من محاسن الأزهار، وفي المطبوع من مناقب ابن المغازلي: 'محمد بن سلم الختلي...'. قال: حدثني عمر بن أحمد قال: حدّثنا الحسن بن إدريس بن أبي الربيع الجرجاني؟

___________________________________

كذا في أصلي من محاسن الأزهار، ولكن لفظة: 'بن' من قوله: "ادريس بن أبي الربيع" غير واضحة، وتساعد أن تقرأ: "عن أبي الربيع...".

وفي مناقب ابن المغازلي المطبوع: "حدّثنا الحسن بن يحيى أبي الربيع بن الجرجاني؟...". قال: حدّثنا عبدالرزّاق بن همّام الصنعاني قال: حدثنا معمر |بن راشد|، عن أبان:

___________________________________

هذا هو الصواب المذكور في المناقب لابن المغازلي، وفي أصلي من محاسن الازهار: 'معمر بن أبان...'.

عن أنس بن مالك قال: أهدي لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم بساط من خندف

___________________________________

كذا في أصلي، وفي بعض المصادر: 'من بِهَنْدَف' وليراجع ما جاء في تعليق الحديث من المناقب لابن المغازلي: ص 232. فقال لي: 'يا أنس ابسطه'. فبسطته ثمّ قال لي: 'ادع عشرة من أصحابي'.

___________________________________

الظاهر أنّ هذا هو الصواب، وفي أصلي: "ثمّ قال لي ادع العشرة...". |قال أنس:| فدعوتهم، فلمّا دخلوا أمرهم بالجلوس على البساط، ثمّ دعا عليّاً فناجاه طويلاً ثمّ رجع عليّ فجلس على البساط ثمّ قال: 'يا ريح احملينا'. فحملتنا الريح قال: فإذاً البساط يدفّ بنا دفّاً، ثمّ قال |عليّ|: 'يا ريح ضعينا'. ثمّ قال: 'أتدرون في أيّ مكان أنتم'؟ قلنا: لا. قال: 'هذا موضع أهل

/ 65