محاسن الأزهار فی مناقب امام الابرار علی بن ابی طالب (ع ) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

محاسن الأزهار فی مناقب امام الابرار علی بن ابی طالب (ع ) - نسخه متنی

ابو عبدالله حمید بن أحمد محلی؛ محقق: محمد باقر المحمودی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


عمرالدنيا- ثمّ أتى اللَّه عزّ وجلّ ببغض عليّ بن أبي طالب عليه السلام جاحداً لحقّه ناكثاً لولايته لأتعس اللَّه جدّه وجدّع أنفه.

قال |المؤلف| أيّده اللَّه: و قد جمع معاوية بن أبي سفيان و من شايعه من أتباعه بين قبائح الخصال التي أوعد عليها رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فإنّه كما بيّنا شرع سبّ علي عليه السلام على فروق المنابر فكان في المعنى سابّاً لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم بل اللَّه ربّ العالمين كما نصّ عليه النبي الأمين و ذلك هو الضلال المبين عند جميع المنصفين.

وكذلك فقد جحد حقه لمحاربته و مناصبته و نكث ولايته الّتي فرضها اللَّه تعالى فيبعث يوم القيامة ناعس الخدّ مجذوع الأنف زيادة في تنكيله، و هو جدير بذلك لتعدّيه والشروع فيما ليس له بأهل، والاستيلاء على مقامات أولي الفضل.

ولاعجب منه فقد طلب الدنيا بكل حيلة، وإنّما العجب ممن يجعل له من وداده نصيباً مفروضاً ويروم عمارة هدي- بزعمه- قد صيّره منقوضاً، و هو يزعم أنّه قد سلك السبيل الواضح واستنهج الطريق اللائحة |و| تلك في الحقيقة أمانيّ خائبة، وظنون كاذبة لم يرتو صاحبها من السلسل المعين ولا انتقع من برد اليقين ولا وافق المتقين ولا كان مع الصادقين، قال تعالى: 'يا أيّها الذين آمنوا اتقوا اللَّه وكونوا مع الصادقين' |119/التوبة: 9| قال الباقر محمد بن علي عليهماالسلام: /119/ الصادقون هم أهل البيت عليهم السلام.

فكيف يكون منهم من يجعلهم أو أباهم- البرّ الصادق العدل السابق- غرضاً |لسبابه| أليس قد نبذ آي الكتاب

___________________________________

الظاهر أنّ هذا هو الصواب، ورسم الخطّ من أصلي في قوله: "غرضاً" غير واضح وربما يقرأ "عوضاً". حيث يقول ربّ الأرباب: 'قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القربى' |23/الشورى: 42|: لمّا نزلت هذه الآية قيل: يا رسول اللَّه من قرابتك |هؤلاء الّذين سألنا اللَّه مودّتهم؟|

___________________________________

هذا هو الظاهر، وما وضعناه بين المعقوفين زيادة منّا يقتضيها سياق الحديث، وما جاء مستفيضاً في تفسير الآية الكريمة، كما في الحديث: "822 تا 845" وتعليقاتها من شواهد التنزيل: ج 2 ص 189 تا 212 ط 2.

وفي أصلي المخطوط: "قيل يارسول اللَّه من قرابتك لمّا نزلت هذه الآية. قال عليّ وفاطمة وأولادهما".

والحديث رواه الواحدي أيضاً في تفسير الآية الكريمة في تفسيره الوسيط: ج 4 ص 51 ط دار الكتب العلمية ببيروت، قال:

أخبرنا أبوحسّان المزكّي |محمد بن أحمد بن جعفر- المتوفى عام: "432" المترجم في شذرات الذهب: ج 3 ص 250|- أنبأنا أبوالعبّاس محمد بن إسحاق- |المتوفى "354" المترجم في كتاب اللباب و ميزان الإعتدال: ج 3 ص 428|- أنبأنا الحسن بن عليّ بن زياد السدّي- المسري 'خ'- أنبأنا يحيى بن عبدالحميد الحمّاني أنبأنا حسين الأشقر، أنبأنا قيس، أنبأنا الأعمش، عن سعيد بن جبير:

عن ابن عباس قال: لمّا نزلت 'قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القربى' قالوا: يا رسول اللَّه من هؤلاء الذين أمرنا |يأمرنا'خ'| اللَّه تعالى بمودّتهم؟ قال: عليّ وفاطمة وولديهما |وولدهما 'خ'|.

ورواه أيضاً شمس الدين محمد بن عبدالرحمان السخاوي- المتوفى سنة: "902" في كتابه: استجلاب ارتقاء الغرف الورق 18 /ب/، وفي ط 1: ص 67 قال:

وأخرج الطبراني في معجمه الكبير وابن أبي حاتم في تفسيره والحاكم في مناقب الشافعي والواحدي في الوسيط، وآخرون منهم أحمد في المناقب، كلّهم من رواية حسين الأشقر، عن قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير:

عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال: لمّا نزلت هذه الآية: 'قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القربى' قالوا: يارسول اللَّه من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودّتهم؟ قال: عليّ وفاطمة وابناهما.

أقول: وروايات جميع من أشار اليهم السخاوي- مع الزيادة- يجدها الباحث في تفسير الآية الكريمة في شواهد التنزيل فليراجع البتّة.

وروى ابن الجوزي المتوفى سنة: "597" في أواخر فضائل عليّ عليه السلام من كتاب التبصرة ص 453 قال:

وكان أحمد بن حنبل إذا سئل عن عليّ وأهل بيته قال: |هم| أهل بيت لا يقاس بهم أحد. |ثمّ قال ابن الجوزيّ|:

يا بني بنت النبيّ المصطفى++

حبّكم ينفي عن المرء الظنن

إنّ للَّه علينا منناً++

حبّكم شكر لهاتيك المنن

أنتم من لم يرد معطي الهدى++

غير ودّ الناس إيّاكم ثمن

أنا عبدالحقّ لا عبدالهوى++

لعن اللَّه الهوى فيمن لعن

وقال السمهوديّ في آخر القسم الثاني من جواهر العقدين الورق 191 /أ/ قال:

لا غرو في بثّي محاسن معشري++

بالواضح التبيان والبرهان

نصحاً لهم ولأمّة فرضت مودّتها++

لهم في منزل القرآن فالنصح

أوجبه علينا ربّنا++

للكلّ في سرّ وفي إعلان

هذا ومااستقصيت منقبةً لهم++

بالمنطق الأقصى من التبيان

إلاّ وعندي أنّ ماقد فاتني++

أضعاف ما قد قلت في أزمان

فمحاسن الآل الكرام كثيرة++

لا يحصها أحد سوى المنّان

من أجل أنّ نباعهامن أحمد++

خير الخليقة سيّد الأكوان

صلّى عليه إلهناوعليهم++

والصحب ما اخضرّت رُبى الأفنان

. قال: 'عليّ و فاطمة

وأولادهما'.

من ظلم أجيراً أجرته

___________________________________

هذا هو الظاهر، وفي أصلي "من ظلم الأجير أجرته...". فهو من العاطبين فما حال من ظلم الرسول الأمين أجره في وداد عترته الأكرمين؟ انّه لأقمن بأن يكون من حطب الجحيم وأجدر بأن يصير إلى العذاب الأليم الدائم المقيم في دارشرّها عتيد و مقامع أهلها حديد، و شرابهم صديد وعقابهم يدوم ولايبيد سرورهم مفقود وحبورهم غير موجود قدانقطع عنهم الرجاء و تواتر إليهم البلاء فإيّاك أيّها السامع أن تصير إلى هذه الدار برفض عترة النبي المختار، عوّل عليهم كلّ المعوّل وانظر في قول الأوّل:

شيئان من يعذلني فيهما++

يبوء بالإثم و بالعدل

حبّ علي بن أبي طالب++

والقول بالتوحيد والعدل

طوبى لمن أسلس لهم قياده وجعل حبّهم عتاده والاعتصام بهم لمعاد زاده، لقد فاز فوزاً عظيماً وادّخر غنماً جسيماً |فقد| قال النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'ما أحبّنا أهل البيت أحد فزلّت به قدم إلاّ ثبّته قدم حتى ينجيه اللَّه تعالى يوم القيامة'.

ماأحوج من استحكمت في خلقه أناشيط التكليف، وقرع سمعه النبأ العظيم بالتخويف- أن يّتخذ ولاءهم جنّة من أهوال الخطوب وزادهم عصمة من مفظعات الكروب، نسأل اللَّه تعالى الثبات على منهاجهم والاستضاءة بنور سراجهم والصلاة على محمد وآله.

في أنّ اللَّه تعالى مدح عليّاً بأنّه مؤمن ووسم مخالفه بأنّه فاسق


رجعنا الى |شرح البيت: "24" من| القصيدة، قال |الإمام المنصور باللَّه| عليه السلام:

ومن سماه اللَّه في ذكره المؤ++

من والزّارى عليه الشّقيّ

سماه بمعنى سمّاه وإنّما حذف التضعيف للضرورة وذلك مأخوذ من الاسم |يقال: فلان| سمّي تسميّهً فهم مسمّ؟ و سمّاه إسماً وتسمية كلّه بمعنى واحد.

والأسماء على ضربين مفيدة وغير مفيدة، فالتي ليست مفيدة هي الألقاب الّتي هي أسماء الأعلام وهي ما لايفيد في المسمىّ صفة ولاحكماً وذلك نحو قولنا: زيد وعمرو وغيرهما من أسماء الأعلام، و هذا لا وجود له في أسماءاللَّه تعالى وذلك لأنّه إنمّا وضع على المسميّ ليكون عند غيبته قائماً مقام الاشارة إليه عند حضوره ألاترى أنك إذا رأيت كتابة فقلت: من كتبها؟ وكان حاضراً اكتفى المسؤل بأن يشير لك إليه بأنّه هذا، فلمّا كان يغيب احتيح إلى اسم ينبئ عنه

___________________________________

هذا هو الظاهر، وفي أصلي: "فلمّا كان يغيب احتيج الى الإسم ينبى ء عنه...". في حال مغيبه فكنت إذا قلت: من كتبها؟ |و| قيل لك: زيد. قامت هذه العبارة عند غيبته مقام الإشاره إليه عند حضوره فإذا كان بدلاً عنها، و |إذا| كان الحضور والمغيب لايجوز في الحقيقة

___________________________________

هذا هو الظاهر، وفي أصلي المخطوط: "وكان الحضور والمغيب لا يجوز عليه في الحقيقة...". إلاّ على الأجسام- واللَّه تعالى ليس بجسمٍ- فلم يجز عليه الاشارة فلا يجوز /120/ عليه ما هو بدل عنها وقائم مقامها.

وأمّا الأسماء المفيدة فهي ما يفيد صفة أوحكماً في المسّمى بها نحو قولنا: قادر وعالم وحيّ وأسود وأبيض.

وحكم الأوّل أنّه يجوز تغييره و تبديله، واللغة بحالها لأنّ من سمّى ولده زيداً جاز أن يسمّيه عمرواً ولايكون خارجاً عن لغة العرب.

وحكم الثاني انّه لايجوز تغييره و تبديله واللغة بحالها، لأنّ القادر لايجوز تسمّيه بأنّه عاجز، ولا الحيّ بأنّه ميّت، وهذا وجه ثان في التفرقة بين المفيد وغيرالمفيد.

وقد بيّنا معنى قولنا: اللَّه وانّه الذي يميل القلوب إليه، وتصفوا إلى مودّته وذكرنا وجهاً سوى هذا

___________________________________

تقدّم في شرح البيت الأوّل من هذه المخطوطة: ص 9.

والذكر هاهنا القرآن قال اللَّه تعالى: 'مايأيتيهم من ذكر من ربّهم محدث الا استمعوه وهم يلعبون' |2/الأنبياء: 21| أراد القرآن الكريم و قال تعالى 'إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون' |9/الحجر: 15|. والذكر أيضاً الشرف قال تعالى: 'وأنّه لذكرلك ولقومك' |44/الزخرف: 43| قيل معناه لشرف لك ولهم. والذكر أيضاً الوعظ. والذكر أيضاً خلاف النسيان و هو حضور الشى ء في النفس و هو راجع إلى العلم و قوله تعالى: 'فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون' |43/النحل: 16|. قيل: |هم| أهل العلم.

وقيل: |هم| أهل البيت عليهم السلام

___________________________________

والأخبار الصحيحة الدالة على ذلك مستفيضة، كما تتجلّى ذلك لكلّ من يراجع تفسير الآية الكريمة من شواهد التنزيل: ج 1 ص 432 تا 437 ط 2، وكذلك تفسير الآية الكريمة من تفسير البرهان: ج 2 ص 370 تا 372 ط 3. لأنّ اللَّه تعالى قد سمّى الرسول ذكراً فقال سبحانه وتعالى: 'قد أنزل اللَّه إليكم ذكراً رسولاً' |10/الطلاق: 65| فسمّاه اللَّه ذكراً.

والمؤمن يستعمل في أصل اللغة في معنيين: أحدهما المصدّق قال تعالى حاكياً عن إخوة يوسف: 'وما أنت بمؤمن لنا ولو كنّا صادقين' |17/يوسف: 12| أي بمصدّق يخاطبون أباهم يعقوب صلى اللَّه عليه حيث زعموا أن الذئب أكل يوسف.

وثانيهما من يؤمّن غيره من المخاوف، و هواسم اشتقاقي من قبله الأمان أمنه فهو مؤمن

___________________________________

كذا في أصلي غير أنّ في هامشه بخطّ الأصل: 'فعله'، ولعلّ الصواب أن يكون هكذا: 'وهو اسم اشتقاقي فعله الأمان أمنه فهو مومن'.

واللَّه تعالى يوصف بأنّه المؤمن على الوجهين جميعاً: أحدهما أنّه صدق أنبياءه صلوات اللَّه عليهم في دعوى النبوة بالمعجزات الّتي أظهرها على أيديهم لأنّها تجري مجري القول.

وثانيهما أنّه يؤمّن أولياءه من عقابه الذي جعله لأعدائه كما قال تعالى: 'يا

عباد لاخوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون' |68/الزخرف: 43|.

فأمّاالمؤمن في الشرع فإنّه قد نقل إلى من يفعل الطاعات ويعفّ عن المحرمات ولهذا يحسن توسّطه بين أوصاف المدح فيقال: فلان صالح مؤمن تقيّ فلو كان يبقى على أصل الوضع ويجري بطريقة الإشتقاق لم يتوسط بين أوصاف المدح ومعلوم خلافه، وقد قال تعالى: 'إنّما المؤمنون الذين آمنواباللَّه ورسوله و إذا كانو معه على أمر جامع لم يذ هبوا حتى يستأذنوه' |62/النور: 24| فذكر وقوفهم على أمره في صفاتهم و قد قال تعالى: 'قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون' الآيات الى آخرها |1 تا 4/المؤمنون: 23|.

و في هذا ما يقتضي أنّ الإيمان منقول من اللغة إلى لشرع وكذلك قوله صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'الإيمان بضع وسبعون باباً أعلاها: 'لا إله إلاّ اللَّه' وأدناها إماطة الأذى عن الطريق'

___________________________________

للحديث- أو ما هو في معناه- أسانيد ومصادر يجدها الطالب في الحديث الأول وما بعده وتعليقاته من كتاب شعب الإيمان- تأليف البيهقي-: ج 1، ص 31 تا 34 ط 1.

و هذا تصريح بأنّه يفيد الأفعال كما يفيد الأقوال.

وأمّا الزاري فهو فاعل الإزراء، والإزراء التهاون /121/ بالشي ء يقال: أزرى به أي صغر به و منه الحديث: 'أزرى بنفسه من استشعر الطمع'

___________________________________

هذه جملة من المختار الثاني من الباب الثالث من نهج البلاغة. يعني انّه صغر نفسه و وضع منها. والشقيّ ذوالشقوة، و هي خلاف السعادة قال تعالى حاكياً عن أهل النار 'ربّنا غلبت علينا شقوتنا' |106/المؤمنون: 23| قرى ء 'شقاوتنا' وقرئ 'شقوتنا' و هما بمعني واحد

___________________________________

قال أمين الإسلام الطبرسي رفع اللَّه مقامه- في تفسير الآية الكريمة في مجمع البيان: ج 7 ص 118-: قرأ أهل الكوفة- غير عاصم-: 'شقاوتنا' بالألف وفتح الشين، و|قرأ|الباقون: 'شقوتنا' بكسر الشين من غير ألف...

قال أبوعليّ: "الشقوة" كالرقّة والفطنة. و "الشقاوة" |بفتح الشين وعلى زنة ضدّها السعادة| فالقراءة بهما جميعاً سائغة. والشقاوة أسباب البلاء يقال: رجل شقيّ بيّن الشقاء والشقوة والشقاوة. والمشاقاة: المعاناة والممارسة لأنّه شقي بالشي ء؟ والسعادة: قوة أسباب النعمة. والشقوة التي حكاها اللَّه عن أهل

النار المراد بها ما اكتسبوه بأعمالهم و هي معاصيهم التي بها وصلوا إلى الشقاوة، فلمّا كان ذلك سبب شقاوتهم سمّاه شقاوة توسّعاً باسم ما يؤّدي إليها كما قال تعالى: 'إنّ الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنّما يأكلون في بطونهم ناراً' |10/النساء: 4| فسمّى أكلهم ناراً لأنّه يؤدّي إلى النار، وتستحقّ به.

والمقصود من البيت هو الإشارة إلى تقريض ربّ العالمين لأميرالمؤمنين وذلك هو ما رويناه بالإسناد المتقدم إلى القاضي العدل الخطيب المعروف بابن المغازلي الشافعي رحمه الله

___________________________________

الحديث رواه ابن المغازلي بما رواه عنه المصنف ها هنا في الحديث: "370" مناقبه ص 323 ثمّ قال:

أخبرنا أحمد بن محمد بن عبدالوهّاب إذناً، أخبرنا عمر بن عبداللَّه بن شوذب، حدثنا محمد بن جعفر العسكري حدثنا محمد بن عثمان، حدثنا عبادة بن زياد، حدثنا عمرو بن ثابت، عن محمد بن السائب، عن أبي صالح:

عن ابن عباس قال: وقع بين عليّ بن أبي طالب وبين الوليد بن عقبة كلام فقال له عليّ: |أسكت| يا فاسق! فردّ عليه؟ فأنزل اللَّه: 'أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون' |18/السجدة: 32|.

وللحديث مصادر وأسانيد، ورواه أيضاً أبوالفرج الإصبهاني في عنوان: 'ذكر باقي خبر الوليد بن عقبة' من كتاب الأغاني: ج 5 ص 153، ط دار الفكر، قال:

حدّثني إسحاق بن بنان الأنماطي قال: حدثنا مبّشر، قال: حدثنا عبيداللَّه بن موسى قال: حدثنا ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن سعيد بن جبير:

عن ابن عباس قال: قال الوليد بن عقبة لعليّ بن أبي طالب رضي اللَّه تعالى عنه: أنا أحدّ منك سناناً وأبسط منك لساناً وأملأ للكتيبة طعاناً. فقال له عليّ رضي اللَّه تعالى عنه: اسكت فإنّما أنت فاسق. فنزل القرآن: 'أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لايستوون'.

ومن أراد المزيد فعليه بما رواه الحافظ الحسكاني في تفسير الآية الكريمة في الحديث: "610" وما بعده من شواهد التنزيل: ج 1، ص 572 تا 581 ط 2.

ورواه أيضاً عبدالكريم الرافعي- المتوفى سنة: "623"- في ترجمة عبدالرحمان بن محمد أبي نزار. قال:

أخبرنا أبونصر أحمد بن محمد بن الطحان الواسطي إجازة عن القاضي أبي الفرج الخيّوطي قال: حدّثنا إسحاق بن ميمون، حدثنا عفان، عن حمّاد بن سلمة، عن الكلبي، عن أبي صالح:

عن ابن عباس أنّ الوليد بن عقبة قال لعليّ بن أبي طالب: 'أنا أبسط منك لساناً وأحدّ منك سناناً و أملأ للكتيبة منك' . فقال عليّ: 'اسكت يا فاسق'، فنزل القرآن: 'أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لايستوون' |18/السجدة: 22|.

قال |المؤلّف| أّده اللَّه: وهذا هو الشرف الأكبر والحظّ الصالح الأوفر، إذ فيه ما يقتضي القطع بإيمان عليّ عليه السلام و أنّ ظاهره كباطنه لأنّ اللَّه تعالى حكم بإيمانه مطلقاً ولم يفصل؟ وهذا لايحصل في غيره ممن ليس بمعصوم فإنّه لابمكن القطع على أنّ باطنه كظاهره لفقد العصمة، فإذا كان إيمان علي عليه السلام ظاهراً وباطناً على سواء كان أفضل ممن ليس كذلك، وأحقّ بالإمامة ممن تقدم عليه، ثمّ زاده تعالى فضلا و عزّاً و نبلاً فقال: 'أمّا الذين آمنوا و عملوا الصالحات فلهم جنّات المأوى نزلاً بما كانو يعملون' |19/السجدة: 22| ولا شبهة في أنّ ذلك يتناول أميرالمؤمنين، وإن تناول غيره ممن اختص بهذه الصفة التي هي الإيمان، لأنّه وإن وقع إختلاف بين أهل العلم في أنّ الخطاب هل يقتصر على سببه أم لا؟ فلم يختلفوا في أنّ الخطاب يتناول السبب الوارد عليه فيجب القضاء بأنّ أميرالمؤمنين من أهل الجنّة قطعاً فيكون فضله مقطوعاً عليه، وكما زاده اللَّه تعالى شرفاً ونبلاً فقد زاد الوليد |فضاحة وخزياً|- بعد تفسيقه أوّلاً- بما عقبّه من قوله: 'وأمّا الذين فسقوا فمأواهم النار' |20/السجدة: 22|فصرّح بأنّ مأواه النار.

وروينا في بعض مقامات الحسن بن علي عليهماالسلام عند معاوية و قد جمع له الغوغاء فقلّد هم عليه السلام عاراً يبقى و خزياً في الدنيا /22/ ولعذاب الآخرة أخزى وهم لاينصرون، |فإنّ الإمام الحسن لمّا اجتمع معهم فنّد جميع ما تعلّقوا به وردّ كيدهم في نحورهم إلى أن| قال للوليد:

وأما أنت يا وليد فلا ألومك أن تسبّ عليّاً و قد جلدك في الخمر وقد قتل أباك بيده صبراً عن أمر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم؟

وكيف تسبّه و قد سمّاه اللَّه تعالى في عشر آيات مؤمناً و سمّاك فاسقاً؟!

وكيف تسبه و أنت علج صفورية؟!

وأمّا زعمك أنا قتلنا عثمان فو اللَّه ما استطاع طلحة والزبير أن يقولا ذلك لعلي ولواستطاعا لقالا، وكأنّك قد نسيت قول شاعرك حيث يقول:

أنزل اللَّه في كتاب عزيزٍ++

في عليّ وفي وليدٍ قرآناً

القصيدة والقصة طويلة و قد ذكرناها تامّة في كتاب الحدائق الوردية في مناقب أئمّة الزيدية في مناقب الحسن بن علي عليهماالسلام

___________________________________

ذكرها المؤلّف في سيرة الإمام الحسن عليه السلام من كتاب الحدائق الوردية: ج 1، ص 91 ط 2.

وبعض فقراتها ذكرها أيضاً الطبري.

وبعض فقراتها رواه ابن عساكر بسندين في ترجمة الشقي أبي الأعور السلمي عمرو بن سفيان من تاريخ دمشق: ج 46 ص 59 وفي ط دار الفكر: ج 46 ص 59.

ورواه أيضاً الباعوني في الباب: "71" من كتاب جواهر المطالب: ج 2 ص 317 ط 1.

وذكرها تفصيلاً ابن أبي الحديد- نقلاً عن كتاب المفاخرات للزبير بن بكّار، كما-في شرح المختار: "83" من نهج البلاغة: ج 6 ص 285 ط الحديث بمصر.

وعلقناه حرفيّاً على الباب: "71" من جواهر المطالب: ج 2 ص 217 وما بعدها فليراجع.

والوليد هو الوليد بن عقبة بن أبي معيط وكان فاسقاً متهتّكاً، قال: صاحب المحيط بالإمامة- و هو الشيخ العالم أبوالحسن علي بن الحسن بن محمد رضى الله عنه-

___________________________________

كذا في أصلي المخطوط من محاسن الأزهار، وعقد بعض معاصرينا- من إخوتنا الزيدية وهو عبدالسلام عباس الوجيه- ترجمة له في حرف العين تحت الرقم: "717" من كتابه أعلام المؤلّفين الزيدية: ج 1، ص 429 قال:

عليّ بن الحسين بن محمد الديلمي أبوالحسن الزيدي المعروف بشاة سريحان، من كبار علماء الزيدية في العراق. قال ابن أبي الرجال |في شأنه: هو| العلاّمة الكبير رئيس العراق حجّة الزيدية....

روى عن أبيه، عن أبي يعلى حمزة بن سليمان، عن شيخ الزيدية عبدالعزيز بن الإسحاق البقال. وعن أبيه، عن القاضي عبدالجبار بن أحمد، عن زيد بن اسماعيل بن محمد الحسني، عن السيد أبى العباس الحسني.

ومن مؤلّفاته كتاب المحيط بالإمامة كتاب حافل في مجلّدين ضخمين، وهو كالشرح لكتاب الدعامة للإمام أبي طالب الهاروني وإن كان في غير ترتيبه، يشتمل على ذكر شبه المخالفين، وذكر بعض الفضائل في أدلّة اثبات إمامة أمير المؤمنين عليه السلام.

مصادر ترجمته طبقات الزيدية خ، الجواهر المضيئة ص 66 خ. لوامع الأنوار: ص 232، مؤلفات الزيدية: ج 2 ص 426، المستطاب "خ" مطلع البدور "خ". |قال|:

وروى الواقدي أن الوليد بن عقبة لمّا دخل الكوفة وكان الوالي بها سعد بن أبي

وقاص قال للوليد بن عقبة: |أجئت| أميراً أوزائراً. قال: 'بل |أنا| أمير'. قال سعد: ما أدري أحمقت بعدك أوكيسست بعدي؟ قال: ما حمقت بعدي ولا كيسست بعدك، ولكن القوم ملكوا فاستاًثروا؟ فقال: ما أراك إلاّ صادقاً.

قال: وروى أبومخنف لوط بن يحيى أن الوليد لمّا دخل الكوفة مرّ على مجلس عمرو بن زرارة النخعي فوقف فقال عمرو: يا معشر بني أسد،

___________________________________

كلمة: 'أسد' رسم خطّها غير جليّ في أصلي وكتبناها على الظنّ. ما استقبلنا أخوكم ابن عفان من عدله أنّه عزل عنّاابن أبي وقاص الهيّن السهل القريب، وبعث علينا أخاه الوليد الأحمق الماجن الفاجر قديماً و حديثاً!!!

فاستعظم الناس مقدمه وعزل ابن أبي وقاص به و قالوا: أراد عثمان كرامة أخيه بهوان أمة محمد صلى اللَّه عليه وآله وسلم!!

وروى بعد ذلك شربه الخمر في الكوفه حتّى دخل عليه من دخل و أخذ خاتمه و هو لايعلم و شرع فى الصلاة فقال: أزيدكم؟ فقالوا: 'لا قد قضينا صلاتنا'، حتّى قال الحطيئة في ذلك:

تكلّم في الصلاة وزاد فيها++

علانيةً وجاهر بالنفاق

___________________________________

انظر تفصيل القصّة فيما أورده العلاّمة الأميني رفع اللَّه مقامه في كتابه القيّم الغدير: ج 8 ص 125 وما حولها من ط 1.

|ومجّ الخمر في سنن المصلّى++

ونادى والجميع إلى افتراق|

أزيدكم على أن تحمدوني++

فما لكم وما لي من خلاق

ثمّ روى بعد ذلك إقامة الحدّ عليه باجتهاد أميرالمؤمنين عليه السلام بعد مدافعة عثمان بن عفان عنه حتّى روي أن عثمان لمّا جاء الشهود يشهدون عليه بشرب الخمر أوعدهم و تهدّدهم

وأمّا أبوه عقبة فإنّه أسر يوم بدر ثمّ قتله علي عليه السلام بعد ذلك صبراً |بأمر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم|.

وأمّا الآيات التي ذكر |الإمام| الحسن بن عليّ عليهماالسلام أنّ اللَّه تبارك وتعالى سمّى أمير المؤمنين فيها مؤمناً ف |الأولى منها| هي ما ذكرناه آنفاً من قوله تعالى: 'أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً' الآية.

|و| الآية الثانية قوله تعالى: 'إنّما وليّكم اللَّه و رسوله والذين آمنوا' |55/ المائدة: 5| وقد بيّنا أنها واردة في علي عليه السلام

___________________________________

تقدّم كلام المصنّف حول الآية الكريمة في شرح البيت: "23" من هذا المخطوط.

والثالثة قوله تعالى: 'أجعلتم سقاية الحاجّ و عمارة المسجد الحرام كمن آمن باللَّه واليوم الآخر و جاهد في سبيل اللَّه لايستوون عنداللَّه، واللَّه لايهدي القوم الظالمين' |19/ التوبة: 9|.

وقد روينا بالإسناد المتقدم إلى القاضي المعروف بابن المغازلي

___________________________________

رواه ابن المغازلي في الحديث: "367" من كتابه مناقب أميرالمؤمنين عليه السلام ص 123/ 321/ قال: أخبرنا أبوطالب محمد بن أحمد بن عثمان، قال: أخبرنا أبوعمر محمد بن العباس بن حيّويه الخزّاز إذناً، قال: حدّثنا محمد بن حمدويه المروزيّ قال: حدّثنا أبوالمرخ، قال: حدّثنا عبدان بن حمزة

___________________________________

كذا في أصلي المخطوط، و في المطبوع من مناقب ابن المغازلي: 'حدّثنا محمد بن حمدويه المروزي قال: حدّثنا أبوالموجّه، حدثنا عبدان، عن أبي حمزة...'. عن إسماعيل عن عامر |الشعبي| قال: نزلت هذه الآية: 'أجعلتم سقاية الحاجّ و عمارة المسجدالحرام' |19/ التوبة: 9| في عليّ والعباس.

وبه إليه رضى الله عنه

___________________________________

وهذا هو الحديث: "368" من مناقب ابن المغازلي ص 322 وللحديثان- أوما قاربهما- مصادر كثيرة جدّاً يجد الباحث شطراً كبيراً منها في الحديث "328" و ما يعده وتعليقاتها في تفسير الآية الكريمة في شواهد التنزيل: ج 1، ص 32 تا 330. قال: أخبرنا أبوغالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي رحمه الله قال: أخبرنا أبوعبداللَّه محمد بن عليّ السّقطيّ قال: حدّثنا أبومحمد يوسف بن سهل بن الحسين القاضي |قال: حدثنا الحضرمي|

___________________________________

جملة: 'حدثنا الحضرمي' لم تكن موجودة في أصلي المخطوط من محاسن الأزهار، وأخذناها من الحديث: "368" من المناقب لابن المغازلي: ص 322. قال: حدّثنا هنّاد بن أبي زياد قال: أخبرنا أبوموسى بن عبيدة الربذي، عن عبداللَّه بن عبيدة الّربذي

___________________________________

كذا في المطبوع من المناقب لابن المغازلي والظاهر أنّه الصواب، وفي أصلي المخطوط من محاسن الأزهار: 'أبوموسى بن عبيدة الزيدي عن عبيداللَّه بن عبيدة الربذي...'. قال:

قال عليّ للعباس: ياعمّ لو هاجرت إلى المدينة؟ قال: أولست في أفضل من

/ 65