• عدد المراجعات :
  • 1129
  • 8/4/2010
  • تاريخ :

الفكر الأصيل - الحكومة الإسلامية في ظل ولاية الفقيه (7)

الورد

أما بالنسبة للحكم فللناس دورهم في انتخاب مجموعة لنظام كامل، كما أن للقيم دورها، وللأحكام الإلهية دورها أيضاً. وهذا هو النظام النبوي. ذلك أننا عندما ندرس تاريخ الأنبياء نجد أن أهم عمل قاموا به هو التعليم والتزكية وإدارة شؤون المجتمع. هذه هي الأعمال الثلاثة التي كان الأنبياء يضطلعون بها تعليم الناس المعارف الإلهية، والمنظور الإسلامي، والأحكام الإلهية، وتربيتهم، وتزكيتهم، ورعاية مواهبهم، وإعداد الناس لكي يديروا شؤونهم بأنفسهم، ومن ثم إدارة شؤون المجتمع الذي تكون إدارته من شؤون الأنبياء، ما دام فيهم نبي، بحسب الحكم الإلهي.

إن لدينا اليوم هذا النموذج، ولكن كما قلت هنالك بون بين هذا النموذج وما يمكن أن يكونه النموذج الثالث، إلا أن هذا البون ينبغي أن يتضاءل يوماً بعد يوم، وأن تردم الهوة التي تفصل بينهما حتى يتطابقا معاً.

لقد كنا نعلم بالطبع أن مجرد وجود نظام كهذا سيؤلب علينا القوى العظمى والسلطات الإستكبارية، وكنا ننتظر حملاتها، وما زلنا ننتظرها حتى الآن. لم يخطر لنا ببال أن القوى العظمى في العالم سوف ترفع أيديها الأثيمة بسرعة عن هذا النموذج الإسلامي الحي، ولا نحن نتوقع ذلك منها، بل الذي نتوقعه هو استمرارها في التهجم والهجوم،بمثلما كان الحال في صدر الإسلام كما جاء في القرآن الكريم «ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصَدَق الله ورسوله..» (الأحزاب، 22).

ونحن اليوم كذلك، فكلما ازدادت حساسيةالإستكبار الشرقي والغربي من جهتنا وازداد تكالبه علينا، زاد إيماننا بحقانيتنا وبأننا خطر حقيقي على الإستكبار العالمي، ولذلك راح يلقي بثقله ضدنا.

فهم لم يستغربوا حشود الأحزاب لأنهم كانوا يتوقعونها. ونحن اليوم كذلك، فكلما ازدادت حساسيةالإستكبار الشرقي والغربي من جهتنا وازداد تكالبه علينا، زاد إيماننا بحقانيتنا وبأننا خطر حقيقي على الإستكبار العالمي، ولذلك راح يلقي بثقله ضدنا.

واليوم وبعد أن وصل تكالبالإستكبار علينا الى أقصى درجاته، فقد وصل إيماننا بفضل الله الى أقصى درجاته أيضاً.

ها أنتم اليوم أمام هذا النموذج العيني القائم لنظام حكومة إسلامية يمكن تحليلها،وها هي مسألة مهمة يمكن فيهاللإخوة والأخوات المشاركين والمشاركات في هذا المحفل، والعلماء الأجلاء المحترمين في الجلسة، أن تتظافر مساعيهم لتحليل هذه المسألة على أحسن وجه، ففي ذلك عون لنا على إيصال نظامنا الى الكمال، وستكون حصيلة هذه التحليلات موضع التطبيق عندنا، كما أن فيه أيضاً تنويراً لسائر الأمم.

إنني أطلب وأرجو من العلماء المحترمين والخطباء والمتنورين في الدول الإسلامية في العالم أن يتناولوا موضوع الحكومة الإسلامية بالشرح والتوضيح للناس، فهذا من أهم المواضيع التي يجب أن تُدرس وتُبلّغ لعموم الناس. عليهم أن يبيّنوا للناس مدى المسافة التي تفصل واقع الحياة حولهم عن الحقيقة التي يريدها الإسلام ويريدها الله.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

آية الله العظمى السيد علي الخامنئي


الفكر الأصيل- الحكومة الإسلامية في ظل ولاية الفقيه (6)

الفكر الأصيل- الحكومة الإسلامية في ظل ولاية الفقيه (5)

الفكر الأصيل- الحكومة الإسلامية في ظل ولاية الفقيه (4)

الفكر الأصيل - الحكومة الإسلامية في ظل ولاية الفقيه (3)

الفكر الأصيل- الحكومة الإسلامية في ظل ولاية الفقيه (2)

الفكر الأصيل- الحكومة الإسلامية في ظل ولاية الفقيه (1)

 

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)