أنا ترجمة ذاتیّة للإمام أمیر المؤمنین علیه‏السلام طبقا للنصوص الموثوقة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أنا ترجمة ذاتیّة للإمام أمیر المؤمنین علیه‏السلام طبقا للنصوص الموثوقة - نسخه متنی

السید علی قاضی عسکر

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


الشهادة


"316" أَنَا إِذا حانَ أَجَليْ انْبَعَثَ أَشْقاها.

عن التيمي قال: بينما عليّ بن أبي طالب عليه السلام يعبّى ءُ الكتائب يوم صفّين؛ ومعاوية مستقبلهُ على فَرَسٍ له يتآكَلُ تحتَه تآكُلاً، وعليٌّ عليه السلام على فَرَسِ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله المُرْتَجز؛ وبيده حربةُ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وآله وهو متقلّدٌ سيفه ذا الفَقار؛ فقال رجلٌ من أصحابه: احترسْ يا أمير المؤمنين! فإِنّا نخشى أنْ يغتالَكَ هذا الملعونُ.

فقال عليه السلام: 'لَئِنْ قُلْتَ ذلك؛ إِنَّهُ غَيْرُ مَأْمُوْنٍ عَلى دِيْنِه، وَإِنَّهُ لأَشْقَى القاسِطِيْنَ، وَأَلْعَنَ الخارِجِيْنَ عَلَى الأئمّةِ المُهْتَدِيْنَ؛ وَلكِنْ كَفى بِالأَجَلِ حارِساً، إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنَ الناسِ إِلّا وَمَعَهُ مَلائِكَةٌ حَفَظَةٌ يَحْفَظُوْنَهُ مِنْ أَنْ يَتَردَّى في بِئْرٍ أَوْ يَقَعُ عَلَيْهِ حائِطٌ أَوْ يُصِيْبُهُ سُوْءٌ؛ فَإِذا حانَ أَجَلُهُ خَلُّوْا بَيْنَهُ وَبَيْنَ ما يُصِيْبُهُ؛ وَكَذلك أَنَا إِذا حانَ أَجَليْ انْبَعَثَ أَشْقاها فَخَضبَ هذِه مِنْ هذا - وأشار إلى لحيته ورأسه - عَهْداً مَعْهُوْداً وَوَعْداً غَيْرَ مَكْذُوْبٍ. التوحيد، للصدوق ص 368 ح "5" باب القضاء والقدر.

"317" أَنَا بِالأَمْسِ صَاحِبُكُمْ، وَأَنَا اليَوْمَ عِبْرَةٌ لَكُمْ، وغداً مُفارِقُكُم!.

ومن كلامه قبل موته عليه السلام: أَيُّهَا الناسُ، كُلُّ امْرِى ءٍ لاَقٍ بِمَا يَفِرُّ مِنْهُ في فِرَارِهِ، وَالاَْجَلُ مَسَاقُ النفْسِ، وَالْهَرَبُ مِنْهُ مُوَافَاتُهُ. كَمْ أَطْرَدْتُ الاَيَّامَ أَبْحَثُهَا عَنْ مَكْنُونِ هذَا الاَمْرِ، فَأَبَى اللَّه إِلاَّ إِخْفَاءَهُ، هَيْهَاتَ! عِلْمٌ مَخْزُونٌ!.

أَمَّا وَصِيَّتِي:

فَاللَّه لاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً، وَمُحَمَّداً فَلاَ تُضَيِّعُوا سُنَّتَهُ، أَقِيمُوا هذَيْن الْعَمُودَيْنِ، وَأَوْقِدُوا هذَيْنِ الْمِصْبَاحَيْنِ، وَخَلاَكُمْ ذَمٌّ، مَالَمْ تَشْرُدُوا، حُمِّلَ كُلُّ امْرِى ءٍ مَجْهُودَهُ، وَخُفِّفَ عَنِ الْجَهَلَةِ، رَبٌّ رَحِيمٌ، وَدِينٌ قَوِيمٌ، وَإِمَامٌ عَلِيمٌ.

أَنَا بِالاَْمْسِ صَاحِبُكُمْ، وَأَنَا الْيَوْمَ عِبْرَةٌ لَكُمْ، وَغَداً مُفَارِقُكُمْ! غَفَرَ اللَّه لي وَلَكُمْ! إِنْ تَثْبُتِ الْوَطْأَةُ في هذِهِ المَزَلَّةِ فَذَاكَ، وَإِنْ تَدْحَضِ القَدَمُ فَإِنّا كُنَّا في أَفْيَاءِ أَغْصَان، وَمَهَابِّ رِيَاح، وَتَحْتَ ظِلِّ غَمَام، اضْمَحَلَّ في الجَوِّ مُتَلَفَّقُهَا، وَعَفَا في الأرْضِ مَخَطُّهَا. وَإِنَّمَا كُنْتُ جَاراً جَاوَرَكُمْ بَدَنِي أَيَّاماً، وَسَتُعْقَبُونَ مِنِّي جُثَّةً خَلاَءً: سَاكِنَةً بَعْدَ حِرَاك، وَصَامِتَةً بَعْدَ نُطْق، لِيَعِظْكُمْ هُدُوئي، وَخُفُوتُ إِطْرَاقِي، وَسُكُونُ أَطْرَافي، فَإِنَّهُ أَوْعَظُ لَلْمُعْتَبِرِينَ مِنَ الْمَنْطِقِ البَلِيغِ وَالقَوْلِ المَسْمُوعِ.

وَدَاعِي لَكُم وَدَاعُ امْرِئٍ مُرْصِد لِلتلاَقِي!.

غَداً تَرَوْنَ أَيَّامِي، وَيُكْشَفُ لَكُمْ عَنْ سَرَائِرِي، وَتَعْرِفُونَنِي بَعْدَ خُلُوِّ مَكَانِي وَقِيَامِ غَيْرِي مَقَامِي. نهج البلاغة "ص 208 -207" الخطبة 149.

ومن كلام له عليه السلام قاله قُبَيْلَ موته لمّا ضربه ابن ملجم على سبيل الوصية:

وَصِيَّتِي لَكُمْ أَنْ لاَ تُشْرِكُوا بِاللَّه شَيْئاً، وَمُحَمَّدٌ صلى الله عليه وآله فَلاَ تُضَيِّعُوا سُنَّتَهُ، أَقِيمُوا هذَيْنِ الْعَمُودَينِ، وَخَلاَ كُمْ ذَمٌّ.

أَنَا بالأَمْسِ صَاحِبُكُمْ، وَاليَوْمَ عِبْرَةٌ لَكُمْ، وَغَداً مُفَارِقُكُمْ، إِنْ أَبْقَ فَأَنَا وَلِيُّ دَمِي، وَإِنْ أَفْنَ فَالفَنَاءُ مِيعَادِي، وَإِنْ أَعْفُ فَالعَفْوُ لِي قُرْبَةٌ، وَهُوَ لَكُمْ حَسَنَةٌ.

فَاعْفُوا 'أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّه لَكُمْ' - واللَّه - مَا فَجَأَنِي مِنَ الْمَوْتِ وَارِدٌ كَرِهْتُهُ، وَلاَ طَالِعٌ أَنْكَرْتُهُ، وَمَا كُنْتُ إِلاَّ كَقَارِب وَرَدَ، وَطَالِب وَجَدَ 'وَمَا عِنْدَ اللَّه خَيْرٌ لِلاَْبْرَارِ'. نهج البلاغة "ص379-378" الكتاب 23وشرح نهج البلاغة "116/9".

"318" أَنَا خَمِيْصُ البَطْنِ.

كان عليه السلام يُفطر في رمضان الذي قتل فيه عند الحسن عليه السلام ليلةً، وعند الحسين عليه السلام ليلةً، وعند عبداللَّه بن جعفر ليلةً، لايزيد على اللقمتين أو الثلاث، فيُقال له! فيقول: إنّما هي ليالٍ قلائلُ، حتّى يأتي أمرُ اللَّه و أَنَا خَمِيْصُ البَطْنِ، فَضَرَبَهُ ابنُ ملجِم لعنه اللَّه.

ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة "187/19".

"319" أَنَا "إنْ" مُتُّ مِنْ ضَرْبَتِهِ هَذِه.

ومن وصية له للحسن والحسين عليهما السلام لما ضربه ابن ملجِم لعنه اللَّه:أُوصِيكُمَا بِتَقْوَى اللَّه، وَأنْ لاَ تَبْغِيَا الدنْيَا وَإِنْ بَغَتْكُمَا، وَلاَ تَأْسَفَا عَلَى شَيْ ءٍ مِنْهَا زُوِيَ عَنْكُمَا، وَقُولاَ بِالحَقِّ، وَاعْمَلاَ لِلآَخِرةِ، وَكُونَا لِلظالِمِ خَصْماً، وَلِلْمَظْلُومِ عَوْناً. أُوصِيكُمَا، وَجَمِيعَ وَلَدِي وَأَهْلِي وَمَنْ بَلَغَهُ كِتَابِي، بِتَقْوَى اللَّه، وَنَظْمِ أَمْرِكُمْ، وَصَلاَحِ ذَاتِ بَيْنِكُمْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ جَدَّكُمَا صلى الله عليه وآله يَقُولُ: صَلاَحُ ذَاتِ البَيْنِ أَفْضَلُ مِنْ عَامَّةِ الصلاَةِ والصيَامِ.

اللَّه! اللَّه! في الأَيْتَامِ، فَلاَ تُغِبُّوا أَفْوَاهَهُمْ، وَلاَيَضِيعُوا بِحَضْرَتِكُمْ.

واللَّه! اللَّه! في جِيرَانِكُمْ، فَإِنَّهُمْ وَصِيَّةُ نَبِيِّكُمْ، مَازَالَ يُوصِي بِهِمْ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُمْ.

واللَّه! اللَّه! في القُرْآنِ، لاَ يَسْبِقْكُمْ بِالْعَمَلِ بِهِ غَيْرُكُمْ.

واللَّه! اللَّه! في الصلاَةِ، فَإِنَّهَا عَمُودُ دِينِكُمْ.

واللَّه! اللَّه! في بَيْتِ رَبِّكُمْ، لاَ تُخْلُوهُ مَا بَقِيتُمْ، فَإِنَّهُ إِنْ تُرِك لَمْ تُنَاظَرُوا.

واللَّه! اللَّه! في الجِهَادِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَأَلْسِنَتِكُمْ في سَبِيلِ اللَّه.

وَعَلَيْكُمْ بِالتوَاصُلِ وَالتبَاذُلِ، وَإِيَّاكُمْ وَالتدَابُرَ وَالتقَاطُعَ.

لاَ تَتْرُكُوا الأَمْرَ بِالمَعْرُوفِ وَالنهْيَ عَنِ المُنْكَرِ فَيُوَلَّى عَلَيْكُمْ أَشْرَارُكُمْ، ثُمَّ تَدْعُونَ فَلاَ يُسْتَجَابُ لَكُمْ.

ثمّ قال: يَا بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ، لاَ أُلْفِيَنَّكُمْ تَخُوضُونَ دِمَاءَ المُسْلِمِينَ خَوْضاً، تَقُولُونَ: قُتِلَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ. أَلاَ لاَ تَقْتُلُنَّ بِي إِلاَّ قَاتِلِي. انْظُرُوا إِذَا أَنَا مُتُّ مِنْ ضَرْبَتِهِ هذِهِ، فَاضْرِبُوهُ ضَرْبَةً بِضَرْبَة، وَلاَ يُمَثَّلُ بِالرجُلِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وآله يَقُولُ: إِيَّاكُمْ وَالْمُثْلَةَ وَلَوْ بَالكَلْبِ العَقُورِ.

نهج البلاغة "ص 422 - 421" الوصية 47 و شرح نهج البلاغة "6/17".

"320" أَنَا الشهِيدُ أَبُو الشُّهَداء. عُيُون المواعِظِ والحِكَم.

"321" أَنَا وَابْنايَ هذانِ.

زاد الفرات على عهد أمير المؤمنين عليه السلام فركب هو وابناه الحسن والحسين؛ فقالوا: قد جاء عليٌّ بردُّ الماء!!

فقال عليّ عليه السلام: 'أَما - واللَّه - لأُقْتَلُنَّ أَنَا وَابْنايَ هذانِ، وَلَيَبْعَثَنَّ اللَّهُ رَجُلاً مِنْ وُلْدِي في آخِرِ الزمانِ يُطالِبُ بِدِمائِنا؛ وَلَيَغْيَبَنَّ عَنْهُمْ تَمْيِيْزاً لأَهْلِ الضلالَةَ حَتّى يَقُوْلَ الجاهِلُ: ما للَّهِ في آلِ مُحمَّدٍ مِنْ حاجَةٍ'!! الغيبة للنعماني "ص 141" ح1باب10.

"322" أَنَا بَقِيتُ لَكَ أَوْ فَنِيتُ.

ومن وصيّته عليه السلام للحسن ابنه عليه السلام كتبها إليه بحاضرين، عند انصرافه من صِفِّيْن: مِنَ الوَالِدِ الفَانِ، المُقِرِّ لِلزمَانِ، المُدْبِرِ العُمُرِ، المُسْتَسْلِمِ لِلدهْرِ، الذامِّ لِلدنْيَا، الساكِنِ مَسَاكِنَ المَوْتَى، الظاعِنِ عَنْهَا غَداً، إِلَى المَوْلُودِ المُؤَمِّلِ مَا لاَ يُدْرَكُ، السالك سَبِيلَ مَنْ قَدْ هَلَكَ، غَرَضِ الأَسْقَامِ، رَهِينَةِ الأَيَّامِ، وَرَمِيَّةِ المَصَائِبِ، وَعَبْدِ الدنْيَا، وَتَاجِرِ الغُرُورِ، وَغَرِيمِ المَنَايَا، وَأَسِيرِالمَوْتِ، وَحَلِيفِ الهُمُومِ، قَرِينِ الأَحْزَانِ، وَنُصْبِ الاْفَاتِ، وَصَرِيعِ الشهَوَاتِ، وَخَلِيفَةِ الأَمْوَاتِ.

أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ فِي ما تَبَيَّنْتُ مِنْ إِدْبَارِ الدنْيَا عَنِّي، وَجُمُوحِ الدهْرِ عَلَيَّ، وَإِقْبَالِ الآخِرَةِ إِلَيَّ، مَايَزَعُنِي عَنْ ذِكْرِ مَنْ سِوَايَ، وَالاهْتَِمامِ بِمَا وَرَائِي، غَيْرَ أَنِّي حَيْثُ تَفَرَّدَ بِي دُونَ هُمُومِ الناسِ هَمُّ نَفْسِي، فَصَدَفَنِي رَأْيِي، وَصَرَفَنِي عَنْ هَوَايَ، وَصَرَّحَ لِي مَحْضُ أَمْرِي، فَأَفْضَى بِي إِلَى جِدٍّ لاَ يَكُونُ فِيهِ لَعِبٌ، وَصِدْقٍ لاَ يَشُوبُهُ كَذِبٌ. وَوَجَدْتُك بَعْضِي، بَلْ وَجَدْتُك كُلِّي، حَتَّى كَأَنَّ شَيْئاً لَوْ أَصَابَكَ أَصَابَنِي، وَكَأَنَّ المَوْتَ لَوْ أَتَاك أَتَانِي، فَعَنَانِي مِنْ أَمْرِك مَا يَعْنِيني مِنْ أَمْرِ نَفْسِي، فَكَتَبْتُ إِليْك كِتَابِي هَذا، مُسْتظْهِراً بِهِ إِنْ أَنَا بَقِيتُ لك أَوْ فَنِيتُ. فَإِنِّي أُوصِيك بِتَقْوَى اللَّه - أَيْ بُنيَّ - وَلُزُومِ أَمْرِهِ، وَعِمَارَةِ قَلْبِك بِذِكْرِهِ، وَالاعْتِصَامِ بِحَبْلِهِ، وَأَيُّ سَبَب أَوْثقُ مِنْ سَبَب بَيْنك وَبَيْنَ اللَّه عَزَّ وجَلَّ؛ إِنْ أَنْتَ أَخَذْتَ بِهِ! أَحْيِ قَلْبَك بِالمَوْعِظَةِ، وَأَمِتْهُ بِالزهَادَةِ، وَقَوِّهِ بِالْيَقِينِ، وَنَوِّرْهُ بِالحِكْمَةِ، وَذَلّلهُ بِذِكْرِ المَوْتِ، وَقَرِّرْهُ بِالفَنَاءِ، وَبَصِّرْهُ فَجَائِعَ الدُّنْيَا، وَحَذِّرْهُ صَوْلَةَ الدهْرِ وَفُحْشَ تَقَلُّبِ الليَالِي وَالأَيَّامِ، وَاعْرِضْ عَلَيْهِ أَخْبَارَ المَاضِينَ، وَذَكِّرْهُ بِمَا أَصَابَ مَنْ كَانَ قَبْلَك مِنَ الأَوَّلِينَ، وَسِرْ في دِيَارِهِمْ وَآثَارِهِمْ، فَانْظُرْ مَا فَعَلُوا عَمَّا انْتَقَلُوا، وَأَيْنَ حَلُّوا وَنَزَلُوا!؟ فَإِنَّك تَجِدُهُمْ انْتَقَلُوا عَنِ الأَحِبَّةِ، وَحَلُّوا دَارَ الغُرْبَةِ، وَكَأَنَّك عَنْ قَلِيل قَدْ صِرْتَ كَأَحَدِهِمْ. فَأَصْلِحْ مَثْوَاكَ، وَلاَ تَبِعْ آخِرَتَك بِدُنْيَاكَ، وَدَعِ القَوْلَ فِي ما لاَ تَعْرِفُ، وَالخِطَابَ فِي ما لَمْ تُكَلَّفْ، وَأَمْسِك عَنْ طَرِيق إِذَا خِفْتَ ضَلاَلَتَهُ، فَإِنَّ الكَفَّ عِنْدَ حَيْرَةِ الضلاَلِ خَيْرٌ مِنْ رُكُوبِ الأَهْوَالِ، وَأْمُرْ بالمَعْرُوفِ تَكُنْ مِنْ أَهْلِهِ، وَأَنْكِرِ المُنكَرَ بِيَدِك وَلِسَانِكَ، وَبَايِنْ مَنْ فَعَلَهُ بِجُهْدِكَ، وَجَاهِدْ في اللَّه حَقَّ جَهَادِهِ، وَلاَ تَأْخُذْك في اللَّه لَوْمَةُ لاَئم، وَخُضِ الغَمَرَاتِ إلَى الحَقِّ حَيْثُ كَانَ، وَتَفَقَّهْ في الدينِ، وَعَوِّدْ نَفْسَك الصَبْرَ عَلَى المَكْرُوهِ، وَنِعْمَ الخُلُقُ التصَبُّرُ، وَأَلْجِى ءْ نَفْسَكَ في الأُمُورِ كُلِّهَا إِلَى إِلهِكَ، فَإِنَّك تُلجِئُهَا إِلَى كَهْفٍ حَرِيزٍ، وَ مَانِع عَزِيز، وَأَخْلِصْ في المَسْأَلَةِ لِرَبِكَ، فَإِنَّ بِيَدِهِ العَطَاءَ وَالحِرْمَانَ، وَأَكْثِرِ الاسْتِخَارَةَ، وَتَفَهَّمْ وَصِيَّتِي، وَلاَ تَذْهَبَنَّ عَنْك صَفْحاً، فَإِنَّ خَيْرَ القَوْلِ مَا نَفَعَ.

وَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ خَيْرَ في عِلْم لاَ يَنْفَعُ، وَلاَ يُنْتَفَعُ بِعِلْم لاَ يَحِقُّ تَعَلُّمُهُ. أَيْ بُنَيَّ، إِنِّي لَمَّا رَأَيْتُنِي قَدْ بَلَغْتُ سِنّاً، وَرَأَيْتُنِي أَزْدَادُ وَهْناً، بَادَرْتُ بِوَصِيَّتِي إِلَيْكَ، وَأَوْرَدْتُ خِصَالاً مِنْهَا قَبْلَ أَنْ يَعْجَلَ بِي أَجَلِي دُونَ أَنْ أُفْضِيَ إِلَيْك بِمَا في نَفْسِي، أَوْ أَنْ أَنْقُصَ في رَأْيِي كَمَا نُقِصْتُ في جِسْمِي، أَوْ يَسْبِقَنِي إِلَيْك بَعْضُ غَلَبَاتِ الهَوَى وَفِتَنِ الدنْيَا، فَتَكُونَ كَالصعْبِ النفُورِ، وَإِنَّمَا قَلْبُ الْحَدَثِ كَالاَْرْضِ الخَالِيَةِ مَا ألْقِيَ فِيهَا مِنْ شَي ء قَبِلَتْهُ، فَبَادَرْتُك بِالاَْدَبِ قَبْلَ أَنْ يَقْسُو قَلْبُكَ، وَيَشْتَغِلَ لُبُّكَ، لِتَسْتَقْبِلَ بِجِدِّ رَأْيك مِنَ الأَمْرِ مَا قَدْ كَفَاكَ أَهْلُ التجَارِبِ بُغْيَتَهُ وَتَجْرِبَتَهُ، فَتَكُونَ قَدْ كُفِيتَ مَؤُونَةَ الطلَبِ، وَعُوفِيتَ مِنْ عِلاَجِ التجْرِبَةِ، فَأَتَاك مِنْ ذلك مَا قَدْ كُنَّا نَأْتِيهِ، وَاسْتَبَانَ لك مَا رُبَّمَا أَظْلَمَ عَلَيْنَا مِنْهُ. أَيْ بُنَيَّ، إِنِّي وَإِنْ لَمْ أَكُنْ عُمِّرْتُ عُمُرَ مَنْ كَانَ قَبْلِي، فَقَدْ نَظَرْتُ في أَعْمَالِهِمْ، وَفَكَّرْتُ في أَخْبَارِهِمْ، وَسِرْتُ في آثَارِهِمْ، حَتَّى عُدْتُ كَأَحَدِهِمْ، بَلْ كَأَنِّي بِمَا انْتَهَى إِلَيَّ مِنْ أُمُورِهِمْ قَدْ عُمِّرْتُ مَعَ أَوَّلِهِمْ إِلَى آخِرِهِمْ، فَعَرَفْتُ صَفْوَ ذلك مِنْ كَدَرِهِ، وَنَفْعَهُ مِنْ ضَرَرِهِ، فَاسْتَخْلَصْتُ لك مِنْ كُلِّ أَمْر نَخِيلَتَهُ، تَوَخَّيْتُ لك جَمِيلَهُ، وَصَرَفْتُ عَنْك مَجْهُولَهُ، وَرَأَيْتُ حَيْثُ عَنَانِي مِنْ أَمْرِك مَا يَعْنِي الوَالِدَ الشفِيقَ، وَأَجْمَعْتُ عَلَيْهِ مِنْ أَدَبِك أَنْ يَكُونَ ذلك وَأَنْتَ مُقْبِلُ الْعُمُرِ، مُقْتَبَلُ الدهْرِ، ذُونِيَّة سَلِيمَة، وَنَفْس صَافِيَة، وَأَنْ أَبْتَدِئَك بِتَعْلِيمِ كِتَابِ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ وَتَأْوِيلِهِ، وَشَرَائِعِ الإِسْلاَمِ وَأَحْكَامِهِ، وَحَلاَلِهِ وَحَرَامِهِ، لاَ أُجَاوِزُ ذلك بِك إِلَى غَيْرِهِ. ثُمَّ أَشْفَقْتُ أَنْ يَلْتَبِسَ عَلَيْك مَا اخْتَلَفَ الناسُ فِيهِ مِنْ أَهْوَائِهِمْ وَآرَائِهِمْ مِثْلَ الذي التَبَسَ عَلَيْهِمْ، فَكَانَ إِحْكَامُ ذلك عَلَى مَا كَرِهْتُ مِنْ تَنْبِيهِك لَهُ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ إِسْلاَمِك إِلَى أَمْر لاَ آمَنُ عَلَيْك بِهِ الْهَلَكَةَ، وَرَجَوْتُ أَنْ يُوَفِّقَك اللَّه فِيهِ لِرُشْدِكَ، وَأَنْ يَهْدِيك لِقَصْدِكَ، فَعَهِدْتُ إِلَيْك وَصِيَّتِي هذِهِ.

نهج البلاغة "ص 406 - 391" الوصية 31.

"323" أَنَا مُتُّ فاقتُلُوهُ كما قتلني.

قال الراوي: أدخل ابن ملجِم على عَلِيٍّ عليه السلام ودخلت عليه في من دخل، فسمعتُ عليّاً عليه السلام يقول: النفس بالنفس، إن أَنَا مُتُّ فاقتُلُوهُ كما قَتَلَني، وإن سلمت رأيت فيه رأيي. ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة "118/6".

فزت و رب الکعبة


خبر هذه الكلمة مشهورٌ، ذكره أرباب المقاتل والتاريخ، عندما ضربه ابن ملجِم المرادي "لعنه اللَّه" قالها الإمام عليه السلام: 'فُزْتُ ورَبِّ الكَعْبَةِ' ذكرها في البحار "249/42" عن محمّد بن عبداللَّه الأَزْديّ قال: أقبل أميرُ المؤمنين عليه السلام يُنادي: 'الصلاة الصلاة' فإذا هو مضروبٌ وسمعت قائلاً يقول: الحكْمُ للَّه ياعليُّ لا لَكَ ولا لأصْحابك، وسمعت عليّاًعليه السلام يقول: 'فُزْتُ ورَبّ الكَعْبَةِ'.

وانظر: شرح الأخبار للقاضي النُعمان المصري "442/2" ومناقب ابن شهر آشوب "385/1" و "95/3" وأُسد الغابة "38/4" وفي تأريخ ابن عساكر: "367/3" ح1424. وأضاف قول الإمام عليّ عليه السلام عند ما ضربه ابن مُلجِم: 'فُزْتُ وربِّ الكعبةِ'،

واُنظرالصواعق المحرقة لابن حجر المكّيّ: "ص80" الأربعون حديثاً للشهيد الأوّل: "ص3" ونظم درر السمطين: "ص137" ونضد القواعد الفقهيّة للمقداد السيوري الحليّ: "ص 72" وخصائص الأئمة للشريف الرضيّ: "ص63".

/ 25