أنا ترجمة ذاتیّة للإمام أمیر المؤمنین علیه‏السلام طبقا للنصوص الموثوقة نسخه متنی

This is a Digital Library

With over 100,000 free electronic resource in Persian, Arabic and English

أنا ترجمة ذاتیّة للإمام أمیر المؤمنین علیه‏السلام طبقا للنصوص الموثوقة - نسخه متنی

السید علی قاضی عسکر

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




سيرته في الحكم



"233" أَنَا غيرُ مَسُْروْرٍ بِذلِكَ، ولا جَذْلٍ.


قال عليه السلام: الحمد للَّه على كلّ أمر وحال، في الغدوّ والآصال، وأشهد أنّ لا إله إلا اللَّه، وأنّ محمّداً عبده ورسوله، ابتعثه رحمةً للعباد، وحياةً للبلاد، حين امتلأت الأرض فتنةً، واضطرب حبلها، وعبد الشيطان في أكنافها، واشتمل عدوّ اللَّه إبليس على عقائد أهلها، فكان محمّد بن عبداللَّه بن عبد المطّلب، الذي أطفأاللَّه به نيرانها، وأخمد به شرارها، ونزع به أوتادها، وأقام به ميلها، إمام الهدى، والنَبِيّ المصطفىصلى الله عليه وآله فلقد صدعَ بما أُمرَ به، وبلّغَ رسالات ربّه، فأصلح اللَّه به ذات البين، وآمن به السبلَ، وحقن به الدماءَ، وألّفَ به بين ذوي الضغائن الواغِرة في الصدور، حتى أتاه اليقينُ، ثمّ قبضه اللَّه إليه حميداً. ثمّ استخلف الناسُ أبابكر، فلم يألُ جهده ثم استخلف أَبُو بكر عمرَ فلم يألُ جهده، ثم استخلف الناسُ عثمانَ، فنالَ منكم ونلتم منه، حتى إذا كان من أمره ما كان أتيتموني لتبايعوني، فقلت: لا حاجةَ لي في ذلك، ودخلتُ منزلي، فاستخرجتموني فقبضتُ يديَ فبسطتموها، وتداكَكْتُم عليَّ، حتى ظننتُ أنكم قاتليَّ، وأن بعضكم قاتل بعض، فبايعتموني وأَنَا غيرُ مَسْرُورٍ بِذلِك ولا جَذلٍ. وقد علم اللَّه سبحانه أني كنتُ كارها للحكومة، بين أُمّة محمّدٍ صلى الله عليه وآله.


ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة "1/ 309-310".


"234" أَنَا آخُذُها على أَنْ أَسِيْرَ في الأُمّة بِسِيْرةِ رسُولِ اللَّه صلى الله عليه وآله جُهْدِيَ وطَوْقِيَ. وأستعينُ على ذلك بربّي. قاله لعبد الرضي بن عوف في السقيفة:


بحار الأنوار "31/ 369-370".


"235" أَنَا أَعْلَمُ بِنَفْسِي مِنْهُمْ.


وقال عليه السلام وقد مدحه قومٌ في وجهه: اللهُمَّ إِنَّك أَعْلَمُ بِي مِنْ نَفْسِي، وَأَنَا أَعْلَمُ بِنَفْسِي مِنْهُمْ، اللهُمَّ اجْعَلْنَا خَيْراً مِمَّا يَظُنُّونَ، وَاغْفِرْ لَنَا مَا لاَ يَعْلَمُونَ.


نهج البلاغة "ص 485" حكمة 100. ورواه البلاذري في أنساب الأشراف.ورواه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة "256/18".


"236" أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ.


لمّا انهزم الناس يوم الجَمَل اجتمعَ معه طائفةٌ من قريش فيهم مروان بن الحكم فقال بعضهم لبعض: - واللَّه - لقد ظَلَمنا هذا الرجلَ - يعنون أميرَ المؤمنين عليه السلام - ونَكَثْنا بيعتَه من غير حَدَثٍ، - واللَّه - لَقَدْ ظَهَرَ علينا فَما رَأَيْنا قَطُّ أكرمَ سيرةً منهُ، ولا أَحْسَنَ عَفْواً بعْدَ رسُول اللَّه صلى الله عليه وآله تَعَالَوا حتّى نَدْخُلَ عليه ونَعْتَذِرَ إليه في ما صَنَعْناهُ.


قال الراوي: فصِرنا إلى بابِهِ فاستأْذَنّاه، فَأَذِنَ لنا، فلمّا مثُلنا بينَ يديه، جَعَلَ مُتكلّمُنا يتكلّمُ، فقال عليه السلام: أَنْصِتُوا أَكْفِكم، إنّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُم فإنْ قلتُ حقّاً فصدّقوني وإن قلتُ باطلاً فردّوا عليّ، أنشدكم اللَّه أتعلمون أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله قُبِضَ و أَنَا أولى الناس به وبالناس من بعده؟ قلنا: اللهم: نعم. قال: فعدلتم عنّي وبايعتم أبابكر فأمسكتُ ولم أحبَّ أن أشقَّ عصا المسلمين وأفرّق بين جماعاتهم، ثم إن أبابكر جعلها لعمر من بعده فكففتُ ولم أهج الناس وقد علمتُ إنّي كنتُ أولى الناس باللَّه وبرسوله وبمقامه فصبرتُ حتى قتل، وجعلني سادس سِتّةٍ، فكففتُ ولم أُحِبّ أن أفرّق بين المسلمين، ثم بايعتم عثمان فطغيتُم عليه وقتلتمُوه، و أَنَا جالسٌ في بيتى وأتيتموني وبايعتموني كما بايعتم أبابكر وعمر، وفيتم لهما ولم تفوا لي، وما الذي منعكم من نكث بيعتهما ودعاكم إلى نكث بيعتي؟ فقلنا له: كُنْ يا أمير المؤمنين كالعبد الصالح يوسف إذْ قال: }لا تثريب عليكم اليوم يغفر اللَّه لكم وهو ارحم الراحمين{.


فقال عليه السلام: لا تثريب عليكم اليوم، وإنّ فيكم رجلاً لو بايعني بيده لنكثَ باسته؛ يعني مروان بن الحكم. الجمل ص:222 للمفيد قال: وروى أَبُو مخنف.


"237" أَنَا بَيْنَ أَظْهُرِ الجَيْشِ.


ومن كتاب له عليه السلام: مِنْ عَبْدِ اللَّه عَلِىٍّ أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ إِلَى مَنْ مَرَّ بِهِ الجَيْشُ مِنْ جُبَاةِ الْخَرَاجِ وَعُمَّالِ البِلاَدِ. أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي قَدْ سَيَّرْتُ جُنُوداً هِيَ مَارَّةٌ بِكُمْ إِنْ شَاءَ اللَّه، وَقَدْ أَوْصَيْتُهُمْ بِمَا يَجِبُ للَّه عَلَيْهِمْ مِنْ كَفِّ الأَذَى، وَصَرْفِ الشذَى، وَأَنَا أَبْرَأُ إِلَيْكُمْ وَإِلَى ذِمَّتِكُمْ مِنْ مَعَرَّةِ الجَيْشِ، إِلاَّ مِنْ جَوْعَةِ المُضْطَرِّ، لاَ يَجِدُ عَنْهَا مَذْهَباً إلَى شِبَعِهِ. فَنَكِّلُوا مَنْ تَنَاوَلَ مِنْهُمْ شَيْئاً ظُلْماً عَنْ ظُلْمِهِمْ، وَكُفُّوا أَيْدِيَ سُفَهَائِكُمْ عَنْ مُضَادَّتِهِمْ، وَالتعَرُّضِ لَهُمْ في ما اسْتَثْنَيْنَاهُ مِنْهُمْ، وَ أَنَا بَيْنَ أَظْهُرِ الْجَيْشِ، فَارْفَعُوا إِلَيَّ مَظَالِمَكُمْ، وَمَا عَرَاكُمْ مِمَّا يَغْلِبُكُمْ مِنْ أَمْرِهِمْ، وَلاَ تُطِيقُونَ دَفْعَهُ إِلاَّ بِاللَّه وَبِي، أُغَيِّرْهُ بِمَعُونَةِ اللَّه، إِنْ شَاءَ اللَّه. نهج البلاغة "ص 450 -449" من الخطبة 60.


"238" أَنَا "الشاهد".


قال عَلِيٌّ عليه السلام على المنبر: ما أحدٌ جرتْ عليه المَواسِي إلاّ وقد أَنْزَلَ اللَّهُ فيه قُرآناً. فقامَ إليه رجلٌ من مبغضيه، فقال له: فما أنزل اللَّه تعالى فيك.


فقام الناس إليه يضربونه، فقال عليه السلام: دعوهُ، أتقرأُ سورة هود؟ قال: نعم، قال: فقرأعليه السلام: 'أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَّبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ...' |سُورَةُ هُودٍ:17/11| ثم قال: الذي كان على بينةٍ من ربّه محمّد صلى الله عليه وآله والشاهدُ الذي يتلوهُ أَنَا.


ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة "287/2".


"239" أَنَا عَلَى مَا قَدْ وَعَدَني رَبِّي مِنَ النصْرِ.


ومن كلام له عليه السلام قاله حين بلغه خروج طلحة ومعه الزبير إلى البصرة لقتاله عليه السلام: قَدْ كُنْتُ وَمَا أُهَدَّدُ بالْحَرْبِ، وَلاَ أُرَهَّبُ بِالضرْبِ، وَأَنَا عَلَى مَا قَدْ وَعَدَني رَبِّي مِنَ النصْرِ.واللَّه، مَا اسْتَعْجَلَ مُتَجَرِّداً لِلطلَبِ بِدَمِ عُثْمانَ إِلاَّ خَوْفاً مِنْ أَنْ يُطَالَبَ بِدَمِهِ، لأَنَّهُ مَظِنَّتُهُ، وَلَمْ يَكُنْ في القَومِ أَحْرَصُ عَلَيْهِ مِنْهُ، فَأَرَادَ أَنْ يُغَالِطَ بِمَا أَجْلَبَ فِيهِ لِيَلْتَبِسَ الأَمْرُ وَيَقَعَ الشكُّ.


وَواللَّه، مَا صَنَعَ في أَمْرِ عُثْمانَ وَاحِدَةً مِنْ ثَلاَث:


لَئِنْ كَانَ ابْنُ عَفَّانَ ظَالِماً - كَمَا كَانَ يَزْعُمُ - لَقَدْ كَانَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُوَازِرَ قَاتِلِيهِ وَأَنْ يُنَابِذَ نَاصِرِيهِ.


وَلَئِنْ كَانَ مَظْلُوماً لَقَدْ كَانَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَكُونَ مِنَ المُنَهْنِهِينَ عَنْهُ وَالمُعَذِّرِينَ فِيهِ.


وَلَئِنْ كَانَ في شَكٍ مِنَ الخَصْلَتَيْنِ، لَقَدْ كَانَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَعْتَزِلَهُ وَيَرْكُدَ جَانِباً وَيَدَعَ الناسَ مَعَهُ.


فَمَا فَعَلَ وَاحِدَةً مِنَ الثلاَثِ، وَجَاءَ بِأَمْر لَمْ يُعْرَفْ بَابُهُ، وَلَمْ تَسْلَمْ مَعَاذِيرُهُ.


نهج البلاغة "ص 250-249" الخطبة 174.


"240" أَنَا على رَدِّ ما لَمْ أقُلْ أقْدَرُ مِنِّي على رَدِّ ما قُلْتُهُ.


عُيُون المواعِظِ والحِكَم.


"241" أَنَا مِنْ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وآله كَالصِنْوِ مِنَ الصِنْوِ، وَالذِرَاعِ مِنَ العَضُدِ.


قال عليه السلام: أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ مَأمُوم إِمَاماً، يَقْتَدِي بِهِ، وَيَسْتَضِى ءُ بِنُورِ عِلْمِهِ. أَلاَ وَإِنَّ إِمَامَكُمْ قَدِ اكْتَفَى مِنْ دُنْيَاهُ بِطِمْرَيْهِ،وَمِنْ طُعْمِهِ بِقُرْصَيْهِ. أَلاَ وَإِنَّكُمْ لاَ تَقْدِرُونَ عَلَى ذلك، وَلكِنْ أَعِينُوني بِوَرَع وَاجْتِهَاد، وَعِفَّة وَسَدَاد. فَوَاللَّه مَا كَنَزْتُ مِنْ دُنْيَاكُمْ تِبْراً، وَلاَ ادَّخَرْتُ مِنْ غَنَائِمِهَا وَفْراً، وَلاَ أَعْدَدْتُ لِبَالِي ثَوْبِي طِمْراً. بَلَى! كَانَتْ في أَيْدِينَا فَدَك مِنْ كلِّ مَا أَظَلَّتْهُ السماءُ، فَشَحَّتْ عَلَيْهَا نُفُوسُ قَوْم، وَسَخَتْ عَنْهَا نُفُوسُ آخَرِينَ، وَنِعْمَ الحَكَمُ اللَّه. وَمَا أَصْنَعُ بِفَدَك وَغَيْرِ فَدَك، وَالنفْسُ مَظَانُّهَا في غَدٍ جَدَثٌ، تَنْقَطِعُ في ظُلْمَتِهِ آثَارُهَا، وَتَغِيبُ أَخْبَارُهَا، وَحُفْرَةٌ لَوْ زِيدَ في فُسْحَتِهَا، وَأَوْسَعَتْ يَدَا حَافِرِهَا، لاََضْغَطَهَا الحَجَرُ وَالمَدَرُ، وَسَدَّ فُرَجَهَا التُرَابُ الْمُتَرَاكِمُ، وَإِنَّمَا هِيَ نَفْسِي أَرُوضُهَا بِالتقْوَى لِتَأْتِيَ آمِنَةً يَوْمَ الخَوْفِ الإَكْبَرِ، وَتَثْبُتَ عَلَى جَوَانِبِ المَزْلَقِ. وَلَوْ شِئْتُ لاَهْتَدَيْتُ الطرِيقَ إِلَى مُصَفَّى هذَا العَسَلِ، وَلُبَابِ هذَا القَمْحِ، وَنَسَائِجِ هذَا القَزِّ، وَلكِنْ هَيْهَاتَ أَنْ يَغْلِبَنِي هَوَايَ، وَيَقُودَنِي جَشَعِي إِلَى تَخَيُّرِ الأَطْعِمَةِ، وَلَعَلَّ بِالحِجَازِ أَوِ بِاليََمامَةِ مَنْ لاَطَمَعَ لَهُ في الْقُرْصِ، وَلاَ عَهْدَ لَهُ بِالشبَعِ، أَوْ أَبِيتَ مِبْطَأَنَا وَحَوْلِي بُطُونٌ غَرْثَى وَأَكْبَادٌ حَرَّى، أَوْ أَكُونَ كَمَا قَالَ القَائِلُ:




  • وَحَسْبُك دَاءً أَنْ تَبِيتَ بِبِطْنَةٍ++
    وَحَوْلك أَكْبَادٌ تَحِنُّ إِلَى القِدِّ



  • وَحَوْلك أَكْبَادٌ تَحِنُّ إِلَى القِدِّ
    وَحَوْلك أَكْبَادٌ تَحِنُّ إِلَى القِدِّ




أَأَقْنَعُ مِنْ نَفْسِي بِأَنْ يُقَالَ: أَمِيرُالمُؤْمِنِينَ، وَلاَ أُشَارِكُهُمْ في مَكَارِهِ الدهْرِ، أَوْ أَكُونَ أُسْوَةً لَهُمْ في جُشُوبَةِ العَيْشِ! فَمَا خُلِقْتُ لِيَشْغَلَنِي أَكْلُ الطيِّبَاتِ، كَالَبَهِيمَةِ المَرْبُوطَةِ هَمُّهَا عَلَفُهَا، أَوِ المُرْسَلَةِ شُغُلُهَا تَقَمُّمُهَا، تَكْتَرِشُ مِنْ أَعْلاَفِهَا، وَتَلْهُوعَمَّا يُرَادُ بِهَا، أَوْ أُتْرَك سُدىً، أَوْ أُهْمَلَ عَابِثاً، أَوْ أَجُرَّ حَبْلَ الضلاَلَةِ، أَوْ أَعْتَسِفَ طَرِيقَ المَتَاهَةِ! وَكَأَنِّي بِقَائِلِكُمْ يَقُولُ: إِذَا كَانَ هذَا قُوتُ ابْنِ أبي طَالِب، فَقَدْ قَعَدَ بِهِ الضعْفُ عَنْ قِتَالِ الأَقْرَانِ وَمُنَازَلَةِ الشجْعَانِ.


أَلاَ وَإِنَّ الشجَرَةَ البَرِّيَّةَ أَصْلَبُ عُوداً، وَالروَائِعَ الخَضِرَةَ أَرَقُّ جُلُوداً، وَالنابِتَاتِ العِذْيَةَ أَقْوَى وَقُوداً، وَأَبْطَأُ خُمُوداً، وَ أَنَا مِنْ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وآله كَالصِنْوِ مِنَ الصِنْوِ، وَالذِرَاعِ مِنَ العَضُدِ.


واللَّه، لَوْ تَظَاهَرَتِ الْعَرَبُ عَلَى قِتَالِي لَمَا وَلّيْتُ عَنْهَا، وَلَوْ أَمْكَنَتِ الفُرَصُ مِنْ رِقَابِهَا لَسَارَعْتُ إِلَيْهَا، سَأَجْهَدُ في أَنْ أُطَهِّرَ الأَرضَ مِنْ هذَا الشخْصِ المَعْكُوسِ، وَالجِسْمِ المَرْكُوسِ، حَتَّى تَخْرُجَ المَدَرَةُ مِنْ بَيْنِ حَبِّ الحَصِيدِ.


إِلَيْكِ عَنِّي يَا دُنْيَا، فَحَبْلُك عَلَى غَارِبِكِ، قَدِانْسَلَلْتُ مِنْ مَخَالِبِكِ، وَأَفْلَتُّ مِنْ حَبَائِلِكِ، وَاجْتَنَبْتُ الذهَابَ في مَدَاحِضِكِ. أَيْنَ القُرُونُ الذِينَ غَرَرْتِهِمْ بَمَدَاعِبِكَ؟! أَيْنَ الأُمَمُ الذِينَ فَتَنْتِهِمْ. بِزَخَارِفِكِ؟! هَاهُمْ رَهَائِنُ القُبُورِ، وَمَضَامِينُ اللُحُودِ. - واللَّه - لَوْ كُنْتِ شَخْصاً مَرْئِيّاً، وَقَالَباً حِسِّيّاً، لاََقَمْتُ عَلَيْكِ حُدُودَ اللَّه في عِبَاد غَرَرْتِهِمْ بِالأَمَانِي، وَأُمَم أَلْقَيْتِهِمْ في المَهَاوِي، وَمُلُوك أَسْلَمْتِهِمْ إِلَى التلَفِ، وَأَوْرَدْتِهِمْ مَوَارِدَ البَلاَءِ، إِذْ لاَ وِرْدَ وَلاَصَدَرَ! هَيْهَاتَ! مَنْ وَطِى ءَ دَحْضَكِ زَلِقَ، وَمَنْ رَكِبَ لُجَجَكِ غَرِقَ، وَمَنِ ازْوَرَّ عَنْ حَبَائِلِكِ وُفِّقَ، وَالسالِمُ مِنْكِ لاَيُبَالِي إِنْ ضَاقَ بِهِ مُنَاخُهُ، وَالدُنْيَا عِنْدَهُ كَيَوْم حَانَ انْسِلاَخُهُ. اعْزُبِي عَنِّي! فَوَاللَّه لاَ أَذِلُّ لكِ فَتَسْتَذِلِّينِي، وَلاَ أَسْلَسُ لكِ فَتَقُودِينِي. وَايْمُ اللَّه - يَمِيناً أسْتَثْنِي فِيهَا بِمَشِيئَةِ اللَّه عَزَّ وجَلَّ - لاََرُوضَنَّ نَفْسِي رِيَاضَةً تَهشُّ مَعَها إِلَى القُرْصِ إِذَا قَدَرتْ عَلَيْهِ مَطْعُوماً، وَتَقْنَعُ بِالمِلْحِ مَأْدُوماً؛ وَلأََدَعَنَّ مُقْلَتِي كَعَيْنِ مَاءٍ، نَضَبَ. مَعِينُهَا، مُسْتَفْرِغَةً دُمُوعَهَا. أَتَمْتَلِى ءُ السائِمَةُ مِنْ رِعْيِهَا فَتَبْرُكَ؟ وَتَشْبَعُ الربِيضَةُ مِنْ عُشْبِهَا فَتَرْبِضَ؟ وَيَأْكُلُ عَلِىٌّ مِنْ زَادِهِ فَيَهْجَعَ؟ قَرَّتْ إِذاً عَيْنُهُ إِذَا اقْتَدَى بَعْدَالسِّنِينَ المُتَطَاوِلَةِ بِالبَهِيمَةِ الهَامِلَةِ، وَالسائِمَةِ الْمَرْعِيَّةِ! طُوبَى لِنَفْس أَدَّتْ إِلَى رَبِّهَا فَرْضَهَا، وَعَرَكَتْ بِجَنْبِهَا بُؤْسَهَا، وَهَجَرَتْ في الليْلِ غُمْضَهَا، حَتَّى إِذَا غَلَبَ الكَرَى عَلَيْهَا افْتَرَشَتْ أَرْضَهَا، وَتَوَسَّدَتْ كَفَّهَا، في مَعْشَرٍ أَسْهَرَ عُيُونَهُمْ خَوْفُ مَعَادِهِمْ، تَجَافَتْ عَنْ مَضَاجِعِهِمْ جُنُوبُهُمْ، وَهَمْهَمَتْ بِذِكْرِ رَبِّهِم شِفَاهُهُمْ، وَتَقَشَّعَتْ بِطُولِ اسْتِغْفَارِهِم ذُنُوبُهُمْ 'أُولئِك حِزْبُ اللَّه، أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللَّه هُمُ المُفْلِحُونَ' فَاتَّقِ اللَّه يَابْنَ حُنَيْفٍ، وَلْتَكْفُفْ أَقْرَاصُكَ، لِيَكُونَ مِنْ النارِ خَلاَصُكَ. نهج البلاغة "ص 420-416" الرسالة 45.


"242" أَنَا وَأَنْتُمْ عَبِيدٌ مَمْلُوكُونَ لِرَبٍّ لاَ رَبَّ غَيْرُهُ.


قال عليه السلام: وَقَدْ كَرِهْتُ أَنْ يَكُونَ جَالَ في ظَنِّكُمْ أَنّي أُحِبُّ الإِطْرَاءَ، وَاسْتَِماعَ الثنَاءِ، وَلَسْتُ - بِحَمْدِ اللَّه - كَذلك، وَلَوْ كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ يُقَالَ ذلك لَتَرَكْتُهُ انْحِطَاطاً للَّه سُبْحَانَهُ عَنْ تَنَاوُلِ مَا هُوَ أَحَقُّ بِهِ مِنَ العَظَمَةِ وَالكِبْرِيَاءِ. وَرُبَّمَا اسْتَحْلَى الناسُ الثنَاءَ بَعْدَ البَلاَءِ، فَلاَ تُثْنُوا عَلَيَّ بِجَمِيلِ ثَنَاءٍ، لإِخْرَاجِي نَفْسِي إِلَى اللَّه وَ إِلَيْكُمْ مِنَ التقِيَّةِ في حُقُوق لَمْ أَفْرَغْ مِنْ أَدَائِهَا، وَفَرَائِضَ لاَ بُدَّ مِنْ إِمْضائِهَا، فَلاَ تُكَلِّمُونِي بَمَا تُكَلَّمُ بِهِ الجَبَابِرَةُ، وَلاَ تَتَحَفَّظُوا مِنِّي بِمَا يُتَحَفَّظُ بِهِ عِنْدَ أَهْلِ البَادِرَةِ، وَلاَ تُخَالِطُونِي بالمُصَانَعَةِ، وَلاَ تَظُنّوا بِيَ اسْتِثْقَالاً في حَقّ قِيلَ لِي، وَلاَ الِتمَاسَ إِعْظَام لِنَفْسِي، فَإِنَّهُ مَنِ اسْتَثْقَلَ الحَقَّ أَنْ يُقَالَ لَهُ أَوْ العَدْلَ أَنْ يُعْرَضَ عَلَيْهِ، كَانَ الْعَمَلُ بِهِمَا أَثْقَلَ عَلَيْهِ. فَلاَ تَكُفُّوا عَنْ مَقَالٍ بِحَقّ، أَوْ مَشُورَة بِعَدْل، فَإِنِّي لَسْتُ في نَفْسِي بِفَوْقِ أَنْ أُخْطِى ءَ، وَلاَ آمَنُ ذلك مِنْ فِعْلِي، إِلاَّ أَنْ يَكْفِىَ اللَّه مِنْ نَفْسِي مَا هُوَ أَمْلَك بِهِ مِنِّي فَإنَّمَا أَنَا وَأَنْتُمْ عَبِيدٌ مَمْلُوكُونَ لِرَبٍّ لاَ رَبَّ غَيْرُهُ، يَمْلِك مِنَّا مَا لاَ نَمْلِك مِنْ أَنْفُسِنَا، وَأَخْرَجَنَا مِمَّا كُنَّا فِيهِ إِلَى مَا صَلَحْنَا عَلَيْهِ، فَأَبْدَلَنَا بَعْدَ الضلاَلَةِ بِالْهُدَى، وَأَعْطَانَا البصِيرَةَ بَعْدَ العَمَى.


نهج البلاغة "ص 335" من الخطبة 216.


"243" أَنَا "إذا" خرجتُ من عندكم بغير راحلتي، ورحلي وغلامي فلان، فأنا خائِنٌ. شرح نهج البلاغة "200/2" و بحار الأنوار "356/34" ب35.


"244" أَنَا رَجُلٌ منكم لي ما لكم، وعليّ ما عليكم.


قال عليه السلام: أما بعد، فإنه لما قبض رسول اللَّه صلى الله عليه وآله استخلف الناس أبا بكر، ثم استخلف أَبُو بكر عمر، فعمل بطريقه، ثم جعلها شورى بين ستة، فأفضي الأمر منهم إلى عثمان، فعمل ما أنكرتم وعرفتم، ثم حصر وقتل، ثم جئتموني طائعين فطلبتم إليّ، وإنما أَنَا رَجُلٌ مِنْكُم لي ما لَكُم، وعَلَيَّ ما عَلَيْكُم، وقد فتح اللَّه الباب بينكم وبين أهل القبلة، وأقبلت الفتن كقطع الليل المظلم، ولا يحمل هذا الأمر إلاّ أهل الصبر والبصر والعلم بمواقع الأمر، وإني حاملكم على منهجِ نبيّكم صلى الله عليه وآله ومنفّذٌ فيكم ما أمرتُ به، إن استقمتم لي وباللَّه المستعان.


ألا إنّ موضعي من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله بعد وفاته كموضعي منه أيّام حياته، فامضوا لما تؤمرون به، وقفوا عند ما تنهون عنه، ولا تعجلوا في أمرٍ حتى نبيّنه لكم، فإنّ لنا عن كلّ أمرٍ تُنكرونه عذراً، ألا وإنّ اللَّه عالم من فوق سمائه وعرشه أني كنتُ كارهاً للولاية على أمّة محمّد، حتى اجتمع رأيُكم على ذلك، لأني سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يقول: 'أيّما والٍ وَلِيَ الأمر من بعدي، أقيمَ على حدّ الصراط ونشرت الملائكةُ صحيفته، فإنْ كان عادلاً أنجاه اللَّه بعدله، وإن كان جائراً انتفض به الصراط حتى تتزايل مفاصله، ثمّ يهوي إلى النار، فيكون أَوَّلُ ما يتّقيها به أنفه وحرّ وجهه'.


ولكني لّما اجتمع رأيكم لم يسعني ترككم.


ثم التفت عليه السلام يميناً وشمالاً، فقال: ألا لا يقولنّ رجالٌ منكم غداً قد غمرتهم الدنيا فاتّخذوا العقارَ، وفجروا الأنهار، وركبوا الخيول الفارهة، واتخذوا الوصائف الروقة، فصار ذلك عليهم عاراً وشناراً، إذا ما منعتهم ما كانوا يخوضون فيه، وأصرتهم إلى حقوقهم التي يعلمون، فينقمون ذلك، ويستنكرون ويقولون حرمنا ابنُ أبي طالب حقوقَنا!؟ ألا، وأيّما رجلٍ من المهاجرين والأنصار من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وآله على أن الفضل له على من سواه لصُحبته، فإنّ الفضل النيّر غداً عند اللَّه، وثوابه وأجره على اللَّه، وأيّما رجلٍ استجاب للَّه وللرسول، فصدّق ملّتنا، ودخل في ديننا، واستقبل قبلتنا، فقد استوجب حقوق الإسلام وحدوده، فأنتم عبادُ اللَّه، والمالُ مالُ اللَّه، يقسم بينكم بالسوية، لا فضل فيه لأحدٍ على أحدٍ، وللمتقين عند اللَّه غداً أحسن الجزاء، وأفضل الثواب، لم يجعل اللَّه الدنيا للمتّقين أجراً ولا ثواباً، وما عند اللَّه خيرٌ للأبرار وإذا كان غداً - إن شاء اللَّه - فاغْدوا علينا، فإنّ عندنا مالاً نقسمه فيكم، ولا يتخلفنّ أحدٌ منكم، عربيّ ولا عجميّ، كان من أهل العطاء أو لم يكن، إلاّ حضر، إذا كان مسلماً حرّاً. أقول قولي هذا وأستغفر اللَّه لي ولكم، شرح نهج البلاغة "36/7".


"؟؟1" أَنَا من أنْ أكونَ مقصّراً في ما ذكرتَ أخوفُ.


قال عليه السلام: أمّا ما ذكرتَ من عملنا وسيرتنا بالعدل، فإنّ اللَّه عَزَّ وجَلَّ يقول: 'مَّنْ عَمِلَ صَلِحًا فَلِنَفْسِهِ وَ مَنْ أَسَآءَ فَعَلَيْهَا وَ مَا رَبُّكَ بِظَلَّمٍ لِّلْعَبِيدِ' |سورة فصّلت 46/41| وأنا من أنْ أكونَ مقصّراً في ما ذكرتَ أخوفُ.


وأمّا ما ذكرتَ من أنّ الحقّ ثَقُلَ عليهم ففارقونا لذلك، فقد علم اللَّه أنّهم لم يُفارقونا من جورٍ، ولا لجأوا إذْ فارقونا إلى عدلٍ، ولم يلتمسوا إلاّ دُنيا زائلةً عنهم، كأنْ قد فارقوها، وليُسألُنّ يوم القيامة: أللدُنيا أرادوا أم للَّه عملوا؟.


ابن أبي الحديد شرح نهج البلاغة "198/2".


جهاده و شجاعته



"245" أَنَا فِيْهِ.


قال عليه السلام: فأما ما سالتني أن أكتب لك برأْيِي في ما أَنَا فِيْهِ، فإنّ رأيي جهاد المحلّين حتى ألقى اللَّه، لا يزيدني كثرةُ الناس معي عزّةً، ولا تفرّقهم عني وحشةً، لأَنني محقٌّ واللَّه مع المحقّ، و - واللَّه - ما أكرهُ الموت على الحقّ، وما الخيرُ كلُّه إلاّ بعد الموت لمن كان محقّاً. ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة "120/2".


"246" أَنَا أميرها وقائدها.


قال رجل: يا أمير المؤمنين، أيُّ فتنةٍ أعظم من هذه؟ إنّ البدريّة ليمشي بعضها إلى بعض بالسيف؟!


فقال عليه السلام: ويحك! أتكون فتنةً أَنَا أميرُها وقائدُها!؟ والذي بعث محمّداً بالحقّ وكرّم وجهه، ما كَذِبْتُ ولا كُذِبْتُ، ولا ضَلَلْتُ ولا ضُلَّ بي، ولا زَلَلْتُ ولا زُلَّ بي، وإني لَعَلَى بيّنةٍ من ربّي، بيّنها اللَّه لرسوله، وبيّنها رسولُه لي، وسأدعى يوم القيامة ولا ذنبَ لي، ولو كان لي ذنبٌ لكفّرَ عنّي ذُنوبي ما أَنَا فيه من قتالهم.


ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة "265/1".


"247" أَنَا صاحِبُ ذي الفَقار. عُيُون المواعِظِ والحِكَم.


'لا سيفَ إلاّ ذُوالفَقار، ولا فَتَىً إلاّ عَلِيٌّ'.


قال عليه السلام: والذي نفسي بيده، لَنَظَرَ إليَّ النَبِيُّ صلى الله عليه وآله أَضْرِبُ بينَ يديهِ بسيفي هذا، فقال: 'لا سيفَ إلاّ ذُو الفَقار، ولا فتىً إلاّ عليٌّ'.


وقال لي: 'يا عليُّ أَنْتَ مِنّي بِمَنْزِلَةِ هارُونَ من مُوسى إلاّ أَنّهُ لا نَبِيَّ بعدي، وموتُكَ وحياتُك يا عليُّ مَعِي'. واللَّه، ما كَذِبْتُ ولا كُذِبْتُ، ولا ضَلَلْتُ ولا ضُلَّ بي ولا نَسِيْتُ ما عُهِدَ إليّ، وإنّي على بيّنةٍ من ربّي، وعلى الطريق الواضح، ألفظه لفظاً.


شرح نهج البلاغة "5/ 248-249".


"248" أَنَا الضارِبُ بالسَيْفَيْنِ. الفضائل لابن شاذان القُمّي "84".


"249" أَنَا الطاعِنُ بالرُمْحَيْنِ. الفضائل لابن شاذان القُمّي "84".


"250" أَنَا الذي يخافُ الجنُّ من بأْسي. الفضائل لابن شاذان القمى "ص 84".


"251" أَنَا أَشْوَقُ إِلَى لِقَائِهِمْ مِنْهُمْ إِلَى دِيَارِهِمْ.


قال عليه السلام: مَنْ رائِحٌ إِلَى اللَّهِ كَالظمَْآنِ يَرِدُ المَاءَ؟ الجَنَّةُ تَحْتَ أَطْرَافِ العَوَالِي! اليَوْمَ تُبْلَى الأَخْبَارُ! واللَّه، لأَنَا أَشْوَقُ إِلَى لِقَائِهِمْ مِنْهُمْ إِلَى دِيَارِهِمْ.


اللَّهُمَّ فَإِنْ رَدُّوا الحَقَّ فَافْضُضْ جَمَاعَتَهُمْ، وَشَتِّتْ كَلِمَتَهُمْ، وَأَبْسِلْهُمْ بِخَطَايَاهُمْ. إِنَّهُمْ لَنْ يَزُولُوا عَنْ مَوَاقِفِهمْ دُونَ طَعْن دِرَاك يَخْرُجُ مِنْهُ النسِيمُ، وَضَرْب يَفْلِقُ الهَامَ، وَيُطِيحُ العِظَامَ، وَيُنْدِرُ السوَاعِدَ وَالأَقدْاَمَ، وَحَتَّى يُرْمَوْا بِالمَنَاسرِ تَتْبَعُهَا المَنَاسرُ، وَيُرْجَمُوا بِالكَتَائِبِ، تَقْفُوهَا الحَلاَئِبُ حَتَّى يُجَرَّ بِبِلاَدِهِمُ الخَمِيسُ يَتْلُوهُ الخَمِيسُ، وَحَتَّى تَدْعَقَ الخُيُولُ في نَوَاحِر أَرْضِهِمْ، وَبِأَعْنَانِ مَسَارِبِهِمْ وَمَسَارِحِهِمْ.


نهج البلاغة "ص181" الخطبة 124.


"252" أَنَا لا أَفِرُّ عَمَّنْ كَرَّ.


وقيل له عليه السلام: أنتَ محارَبٌ مطلوبٌ، فلو اتّخذتَ طرفاً؟


قال: أَنَا لا أَفِرُّ عَمَّنْ كَرَّ؛ وَلا أِكِرُّ عَلى مَن فَرَّ، فَالْبَغْلَةُ تَكْفِيْنِي. نثر الدرّ "ص280".


"253" أَنَا أُبَارِزُكَ.


إنّ عُبيد اللَّه بن عمر، أرسل إلى محمّد بن الحنفيّة أن اخرجْ إليّ أبارزك، فقال: نعم، ثمّ خرج إليه، فبصُرَ بهما عليٌّ عليه السلام فقال: مَن هذان المتبارزان؟ قيل: محمّد بن الحنفية، وعُبيد اللَّه بن عمر، فحرّك دابّته، ثمّ دعا محمّداً إليه، فجاءهُ فقال: أمسكْ ذا، بُنَيَّ، فأمسكها، فمشى راجلاً بيده سيفُه نحو عُبيداللَّه، وقال له: أَنَا أُبَارِزُكَ، فهلمّ إليّ! فقال عبيداللَّه: لا حاجةَ بي إلى مُبارزتك، قال: بلى، فهلمّ إليّ، قال: لا أبارزك، ثمّ رجع إلى صفّه، فرجع عليٌّ عليه السلام فقال ابن الحنفية: يا أبتِ، لِمَ منعتني من مُبارزته، فواللَّه لو تركتني لرجوتُ أن أقتله! قال: يا بنيّ، لو بارزتُه أَنَا لقتلتُهُ، ولو بارزتَه أنتَ لرجوتُ لك أن تقتله، وما كنتُ آمنُ أن يقتلك، فقال: يا أبتِ أتبرزُ بنفسك إلى هذا الفاسق اللئيم عدوّ اللَّه! - واللَّه - لو أَبُوهُ يسألك المبارزة لرغبتُ بك عنه. فقال: يا بنيّ لا تذكر أباه... ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة "179/5".


"254" أَنَا عليٌّ وابن عبد المطّلِب، نحنُ لعمرُو اللَّه أولى بالكُتُب.


روى نصرٌ، قال: بَرَزَ حُريث مولى معاوية، وكان شديداً أيِدّاً ذا بأسٍ لا يُرام، فصاح: يا عليُّ، هَلْ لَكَ في المُبارزة؟ فأقدِمْ أبا حسنٍ! إنْ شئتَ.


فأقبل عليّ عليه السلام وهو يقول:




  • أَنَا عَلِيٌّ وابنُ عبد المطّلِبْ++
    منّا النَبِيُّ المصطفى غير كَذِبْ++
    أهل اللواء والمقام والحُجُبْ



  • نحنُ لعمرُو اللَّه أولى بالكُتُبْ
    أهل اللواء والمقام والحُجُبْ
    أهل اللواء والمقام والحُجُبْ




نحنُ نصرناهُ على كُلِّ العَرَبْ++


ثم خالطه، فما أمهله أنْ ضربه ضربةً واحدةً، فقطعه نصفين.


شرح نهج البلاغة "215/5".


/ 25