ابن تیمیة، حیاته و عقائده نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ابن تیمیة، حیاته و عقائده - نسخه متنی

صائب عبد الحمید

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



ذلك هو دور اليهود فى الفتنه، اما ان يبلغ احدهم القدره على
خداع الجمع الكبير من اصحاب رسول اللّه ومن اهل المدينه
المنوره، فهذا محال لا يشهد له التاريخ ولا يرتضيه العقل.


ابن سبا اليهودى فى كتب السنه والشيعه :
اما الشيعه فقد رووا بالاسانيد الصحاح عن ثلاثه من الائمه: زين
العابدين والباقر والصادق(ع)، انهم لعنوا عبداللّه بن سبا
واصحابه.


ورووا عن الباقر والصادق(ع) ان عليا (ع) قد احرقه بالنار مع
اصحابه.


والى هذا ذهب ابن حجر العسقلانى من رجال السنه.


واما من كتب اهل السنه فلا يستطيع ابن تيميه ان ياتى بخبر
واحد فى عقيده ابن سبا الا من طريق الكذابين عنده !
ومن هنا قال طه حسين: ان امر السبئيه وصاحبهم ابن السوداء
- ابن سبا - انما كان متكلفا منحولا قد اخترع باخره حين كان
الجدال بين الشيعه وغيرهم من الفرق الاسلاميه اراد خصوم
الشيعه ان يدخلوا فى اصول هذا المذهب عنصرا يهوديا امعانا
فى الكيد لهم والنيل منهم ! .


نعم، لا يستطيع ولو طلعت الشمس من مغربها ان ياتى بروايه
واحده الا وينتهى طريقها الى سيف بن عمر التميمى الذى
اتفق اهل العلم بالرجال على انه من اكذب الناس، ولا يسوى
فلسا.


وان وجد من ذلك شى ء من طريق ابى مخنف لوط ابن
يحيى فهو عنده كذاب، وقد عاب على الشيعه نقلهم روايته،
فقال:انهم يعتمدون على نقل مثل ابى مخنف لوط بن «على ».


فان اراد ان يعرف حقيقه هذا اليهودى المحترق فعليه ان يرجع
الى كتب الشيعه وحدهم.


هذا عن قوله الاول فى تعريف الشيعه.


الثانى : قوله فى الصفحات الاولى من كتابه: (ومن اخبر الناس
بهم - اى الشيعه - الشعبى وامثاله من علماء الكوفه).


فمن هو الشعبى؟ وما هى خبرته بهم ؟ سياتى لاحقا، اما الان
فنواصل نقل كلام ابن تيميه، فهو يقول:
(وقد ثبت عن الشعبى انه قال: (ما رايت احمق من (الخشبيه)،
لو كانوا من الطير لكانوا رخما، ولو كانوا من البهائم لكانوا
حميرا، واللّه لو طلبت منهم ان يملاوا هذا البيت ذهبا على ان
اكذب على على لاعطونى، وواللّه ما اكذب عليه ابدا).


فالشعبى اذن يذكر (الخشبيه)، فمن هم هولاء الخشبيه ؟
سياتى بيانه بعد تمام هذه الفقرات.


وواصل ابن تيميه كلامه فقال: (وقد روى هذا الكلام عنه - اى
الشعبى - مبسوطا، ولكن الاظهر ان المبسوط من كلام غيره،
كما روى ابو حفص بن شاهين فى كتاب (اللطف فى السنه)
عن عبدالرحمن بن مالك بن مغول، عن ابيه، قال: قال
الشعبى: احذركم اهل هذه الاهواء المضله، وشرها (الرافضه) لم
يدخلوا الاسلام رغبه ولا رهبه ولكن مقتا لاهل الاسلام وبغيا
عليهم، قد حرقهم على (رضى اللّه) ونفاهم الى البلدان، منهم
عبداللّه بن سبا، يهودى من يهود صنعاء نفاه الى ساباط،
وعبداللّه ابن يسار نفاه الى خازر.


وايد ذلك ان محنه الرافضه
محنه اليهود: -
قالت اليهود: لا يصلح الملك الا فى آل داود.


وقالت الرافضه: لا
تصلح الامامه الا فى ولد على.


وقالت النصارى: لا جهاد فى سبيل اللّه حتى يخرج المسيح
الدجال وينزل سيد من السماء.


وقالت الرافضه: لا جهاد فى
سبيل اللّه حتى يخرج المهدى وينادى مناد من السماء.


واليهود يوخرون الصلاه الى اشتباك النجوم، وكذلك الرافضه.


واليهود تزول عن القبله شيئا، وكذلك الرافضه.


واليهود تنود فى الصلاه، وكذلك الرافضه..


) .


الى آخر هذا الكلام الذى يعيده مره اخرى فى الصفحه السابعه،
ومره ثالثه فى الصفحه الثامنه.


وكلام الشعبى هنا عن (الرافضه)، فمن هم هولاء الرافضه الذين
اجتمعت فيهم هذه الصفات ؟ .


اما الشعبى فقد اشار فى كلامه الى انهم اصحاب عبداللّه بن سبا
وعبداللّه بن يسار، وقد عرفنا هولاء، فماذا يقول ابن تيميه ؟ .


انه بعد العود والتكرار الكثير يقول: (لكن قد لا يكون هذا كله
فى الاماميه الاثنى عشريه، ولا فى الزيديه، ولكن يكون كثير
منه فى الغاليه وفى كثير من عوامهم!).


اذن لاى شى ء كان كل هذا الكلام، والعناء فى تكراره مره بعد
اخرى، وحشوه بما هو مثله من الكلام الباطل وهو يخاطب عالم
الشيعه الاماميه ؟! .


ان الغرض الوحيد من ذلك العرض الطويل هو تشويه صوره
الشيعه عموما فى عين القارى.


ومع هذا، فما هو نصيب هذه الروايه من الصحه فى نظر ابن
تيميه نفسه ؟ .


انه يثبت صراحه انها روايه موضوعه باكثر من دليل ! .


فيقول: (روى ذلك عن عبدالرحمن بن مالك بن مغول بطرق
متعدده، لكن عبدالرحمن بن مالك بن مغول ضعيف.


ولفظ
(الرافضه) انما ظهر لما رفضوا زيد بن على بن الحسين فى
خلافه هشام، وقصه زيد كانت بعد العشرين ومئه، سنه احدى
وعشرين او اثنتين وعشرين ومئه، ومن ذلك الزمن افترقت
الشيعه الى رافضه وزيديه، والشعبى توفى سنه خمس ومئه
(105 ه) او قريبا من ذلك، فلم يكن لفظ الرافضه معروفا اذ
ذاك !
قال: وبهذا يعرف كذب الاحاديث المرفوعه التى فيها لفظ
الرافضه).


هذه هى روايه الشعبى الذى هو اعرف الناس بالرافضه !
وبعد ذلك ماذا تظن ان يقول العالم المحقق ؟
انه يقول بعدما انتهى من هذا الكلام: (انه من ذلك الزمان
القديم يصفهم الناس بمثل هذا، من عهد التابعين وتابعيهم،
كما ثبت بعض ذلك اما عن الشعبى، واما ان يكون من كلام
عبدالرحمن) !!
ثم يضيف الى هذا القول ما هو ادعى للعجب، فيقول:
(وعلى التقديرين فالمقصود حاصل ! فان عبدالرحمن كان فى
زمن تابعى التابعين، وانما ذكرنا هذا لان عبدالرحمن كثير من
الناس لا يحتج بروايته المفرده، اما لسوء حفظه، واما لتهمته
بتحسين الحديث).


- ارايت كيف عاد الى ما شهد بكذبه ؟
- ثم ارايت كيف عاد الى هذا الراوى الذى وصفه بالضعف، وعلم
اجماع اهل العلم على ذلك، عاد اليه ليعدله ويبرر قبول روايته
لانه كان فى زمن تابعى التابعين ؟! .


- انه نسى وهو يقول ذلك ان الذين طعنهم عبدالرحمن فى
روايته قد عاشوا قبل عبدالرحمن، فكانوا فى زمن التابعين
الذى هو خير من زمنه، فلماذا شفع هذا العذر لعبدالرحمن ولم
يشفع لمن هو قبله ؟! .


- وامرا رابعا ارتكبه حين موه على القارى الذى قد لا يعلم ماذا
قيل فى عبدالرحمن هذا، فاكتفى بقوله : (عبدالرحمن ضعيف،
وكثير من الناس لا يحتج بروايته المفرده، اما لسوء حفظه، واما
لتهمته بتحسين الحديث) وهذا تزوير لكلام العلماء فى
عبدالرحمن، فقد قالوا فيه ما هو اشد من هذا بكثير:
فاحمد والدارقطنى قالا: متروك .


وقال فيه ابو داود: كذاب يضع الحديث.


وقال عبداللّه بن احمد بن حنبل: سمعت ابى يقول: خرقنا
حديث عبدالرحمن ابن مالك بن مغول من دهر من الدهور،
ليس بشى ء.


وقال السعدى: هو ضعيف الامر جدا.


هذه هى اقوالهم فيه التى حاول الشيخ سترها والتخفيف منها
ليحاول بعد ذلك رتقها بقوله: انه كان فى زمن تابعى التابعين !
.


افى مثل هذا النهج يهدى الى السنه النبويه ؟!
والخشبيه من هم ؟ name="link87">
قال ابن تيميه: كانوا يسمون الخشبيه لقولهم : انا لا نقاتل
بالسيف الا مع امام معصوم.


وهذا القول لا ينسب الى الاماميه البته، ولم ينسب اليهم احد
اسم الخشبيه، وانما اطلق هذا اللقب على جماعه المختار بن
ابى عبيد الثقفى، حين اتخذوا لهم كرسيا يقدمونه امامهم فى
الحرب، وكانوا يوم قتلوا عبيداللّه بن زياد اتخذوا عامه سلاحهم
من الخشب، وفيهم قال اعشى همدان: شهدت عليكم انكم
خشبيه.


وفى حديث عبداللّه بن عمر انه كان يصلى خلف الخشبيه.


وهم
هولاء.


كما اطلق على جماعه الزيديه الذين حفظوا الخشبه التى صلب
عليها زيد بن على بن الحسين.


ولا يصح كلام الشعبى فى هولاء
لانهم لم يعرفوا الا بعد موت الشعبى بنحو ست عشره سنه.


بعد ان عرفنا هذا، لنرى من هو الشعبى ؟ وما هى حقيقه
معرفته بالشيعه؟
من هو الشعبى ؟ name="link88">
عامر بن شراحيل، امين آل مروان، قاضى الكوفه فى ايامهم،
اتصل بعبدالملك بن مروان فكان نديمه وسميره، اعتمده
عبدالملك فى حيله لخلع عبدالعزيز عن ولايه العهد وتوليه
الوليد بن عبدالملك، فادى دوره بمكر عجيب لا يجتمع مع
التقوى فى قلب واحد ! يحدث بذلك عن نفسه بغير حرج.


فبعد هذا الولاء المروانى كيف سيكون موقفه من اتباع على بن
ابى طالب ؟ .


لقد كان من فضلاء اصحاب على (ع) فى زمنه: الحارث الاعور
الهمدانى، قال فيه الشعبى: (كان كذابا) ! فاين وقعت كلمه
الشعبى هذه عند اهل العلم ؟ .


قال ابن عبدالبر: اظن ان الشعبى عوقب على تكذيبه الحارث،
لانه لم تبن منه كذبه ابدا، وانما نقم عليه افراطه فى حب على.


وقال القرطبى فى ذكر الحارث: رماه الشعبى بالكذب، وليس
بشى ء ولم يبن من الحارث كذب، وانما نقم عليه افراطه فى
حب على وتفضيله له على غيره.


ومن هنا - واللّه اعلم - كذبه
الشعبى.


هذه هى معرفه الشعبى باصحاب على وشيعته، المعرفه التى
استهوت ابن تيميه فجعله اعرف الناس باحوال الشيعه، فقال:
(ومن اخبر الناس بهم الشعبى وامثاله من علماء الكوفه).


وقوله : (وامثاله)، هل يعنى امثاله فى الولاء المروانى ، ام يعنى
امثاله فى العلم؟!.


ان كان الاول هو المراد، فهذا حق لا مراء فيه، فعقيده آل مروان
واوليائهم ليس الطعن بشيعه اهل البيت وحسب، بل الطعن
فى اهل البيت انفسهم !
واما ان كان مراده اهل العلم فى الكوفه، فيكفيك ان تقرا قول
محمد بن سيرين فيهم، فهو يقول: (ادركت الكوفه وهم
يقدمون خمسه: من بدا بالحارث ثنى بعبيده السلمانى، ومن
بدا بعبيده ثنى بالحارث).


والحارث هو الهمدانى المذكور آنفا، وعبيده السلمانى هو الاخر
من خلص اصحاب الامام على (ع) ومن شيعته القائلين
بتفضيله على غيره.


فلماذا صد ابن تيميه عن هذا وامثاله من كلام علماء الكوفه
وغيرهم وتمسك باخبار يشهد عليها بالكذب، باعثها الوحيد
الهوى والعصبيه ؟! تمسك بها وهو يعلم ذلك، لا لشى ء سوى
لانها توافق هواه.


اذا رايت هذا فاقرا حكمه هو بقوله فى هذا الكتاب نفسه: (ان
الهوى يعمى ويصم! وصاحب الهوى يقبل ما وافق هواه بلا حجه
توجب صدقه، ويرد ما خالف هواه بلا حجه توجب رده) ! .


فكيف بمن يقبل ما وافق هواه مع علمه بوجوب رده ؟!
تناقض متجدد : name="link89">
لقد كان ابن تيميه فى صدد الرد على عقائد الاماميه الاثنى
عشريه، وكان قد فصل بينهم وبين غيرهم من فرق نسبت خطا
الى التشيع، فكان ينبغى عليه ان يلتزم بذلك الفصل اثناء بحثه
وردوده اللاحقه.


ولكنه لم يفعل شيئا من ذلك، فكلما وجد
نفسه فى ضيق انفجر بسيل من عيوب الغلاه وانحرافاتهم
ليجعل ذلك عيبا على ابن المطهر والاماميه ! .


وفى اثناء ذلك ربما ذكر اسماء تلك الفرق، وربما اكتفى بدس
عقائدهم بما يوهم القارى انها من عقائد الاماميه لذا وضعها فى
الرد على عالمهم ابن المطهر ! .


تناقص تجدد فى مواضع يصعب حصرها فى الاجزاء الاربعه لهذا
الكتاب.


ويبلغ هذا التناقض اقصاه حين يقف مدافعا عن مذهبه بعد ان
يعرض جمله من العقائد الضاله عند بعض عوام اهل السنه، ثم
يقول: (واذا كان فى بعض جهال العامه من يقول هذا، او اكثر
من هذا، لم يجز ان يجعل هذا الاعتقاد لاهل السنه والجماعه
يعابون به) ! .


فلماذا اذن يعاب الاماميه لا باخطاء جهال العامه منهم، بل
باخطاء فرق اخرى لا صله لهم بها ؟! .


انه تناقض آخر يتجدد حين يكرر هذه المقوله فى عده مواضع.


العصبيه وحدها هى التى تجر اسيرها الى هذا المنحدر الوخيم.


اقرا هذه المغالطه، واصبر عليها، ثم قل فيها ما يهديك اليه
رشدك :
قال وهو يذكر العلامه ابن المطهر: (وهذا الرجل سلك مسلك
سلفه من شيوخ (الرافضه) كابن النعمان المفيدومتبعيه،
كالكراجكى، وابى القاسم الموسوى، والطوسى وامثالهم، فان
الرافضه فى الاصل ليسوا اهل علم وخبره بطريق النظر
والمناظره ومعرفه الادله والاحاديث والاثار والتمييز بين
صحيحها وضعيفها..


وعلماوهم يعتمدون على نقل مثل ابى
مخنف لوط بن يحيى، وهشام ابن محمد بن السائب وامثالهما
من المعروفين بالكذب عند اهل العلم).


- هذا الكلام يقوله فى نفس الصفحه التى يتقبل فيها روايه
ذلك (الكذاب، المتروك ، الذى يضع الحديث) عبدالرحمن بن
مالك بن مغول !
ثم يواصل كلامه الذى يحمل معه نتيجته، فيقول:
(وقد اتفق اهل العلم بالنقل والروايه والاسناد على ان الرافضه
اكذب الطوائف والكذب فيهم قديم.


قال ابو معاويه: سمعت
الاعمش يقول: ادركت الناس وما يسمونهم الا الكذابين، يعنى
اصحاب (المغيره بن سعيد).


وكان الشافعى يقول: ما رايت فى اهل الاهواء قوما اشهد بالزور
من الرافضه.


ولهذا ذكر الشافعى ما ذكره ابو حنيفه واصحابه انه
رد شهاده من عرف بالكذب (كالخطابيه)).


اذن هولاء (الرافضه) الذين هم اكذب الطوائف هم: اصحاب
المغيره بن سعيد، والخطابيه.


هذا كل ما وجده الشيخ من اقوال السلف.


ولكنه لو كان يعرف ائمه اهل البيت لنقل عنهم اضعاف هذا فى
هولاء وفى غيرهم من الغلاه والكذابين.


قال الامام الصادق (ع): (لعن اللّه المغيره بن سعيد، انه كان
يكذب على ابى فاذاقه اللّه حر الحديد).


وقال الامام الرضا (ع): (كان المغيره بن سعيد يكذب على ابى
جعفر فاذاقه اللّه حر الحديد).


وقال الامام الصادق (ع): (لعن اللّه المغيره بن سعيد، ولعن اللّه
يهوديه كان يختلف اليها يتعلم منها السحر والشعبذه
والمخاريق).


وقال(ع) : (لعن اللّه ابا الخطاب، ولعن اللّه من قتل معه، ولعن
اللّه من بقى منهم، ولعن اللّه من دخل قلبه رحمه لهم).


وقال الشيخ الصدوق فى (الاعتقادات):
اعتقادنا فى الغلاه والمفوضه: انهم كفار باللّه جل اسمه، وانهم
شر من اليهود والنصارى والمجوس والقدريه والحروريه ومن
جميع اهل البدع والاهواء المضله .


ابمثل هولاء يعاب ابن المطهر وسلفه كالمفيد والكراجكى
والمرتضى الموسوى والطوسى ؟!
هل نسى ما قرره قبل، ام اختلط عليه الامر ؟!
كلا، لا هذا ولا ذاك ، لكنها عقده اولئك الذين لا يغيضهم شى ء
مثلما يغيضهم تقارب يلمحونه بين فئات المسلمين.


فحين
يلمح اتفاق الشيعه والسنه على نبذ تلك الفرق الشاذه المارقه
عن الدين، يفزع الى ايه وسيله يغرى بها العوام ليشوه فى
اعينهم صوره هذا الوفاق !
وحتى حين يشهد للاماميه بصحه ما هم عليه، لا يطاوعه لسانه
فى ذكر كلمه سويه تترك رويه خيره فى نفوس قرائه، فيقول:
(وينبغى ايضا ان يعلم انه ليس كل ما انكره بعض الناس عليهم
يكون باطلا، بل من اقوالهم اقوال خالفهم فيها بعض اهل السنه
ووافقهم بعض، والصواب مع من وافقهم ! فمن الناس من يعد
من بدعهم: الجهر بالبسمله، وترك المسح على الخفين اما
مطلقا واما فى الحضر، والقنوت فى الفجر، ومتعه الحج، ومنع
لزوم الطلاق البدعى، وتسطيح القبور، واسبال اليدين فى
الصلاه، ونحو ذلك من المسائل التى تنازع فيها علماء السنه،
وقد يكون الصواب فيها للقول الذى يوافقهم!).


انه قلم يابى ان يذعن ! انه يابى ان يقول (والصواب معهم،
ولقولهم)، فيذكر ان بعض اهل السنه قد وافقهم والصواب مع
من وافقهم !
وليت التناقض يقف عند هذا الحد، لكنه لم يدع للحق منفذا الا
اوصده بوجوه اتباعه ومقلديه والمعجبين باطالته الكلام
وتنويعه فيه.


يقول: (اما التابعون فلم يعرف تعمد الكذب فى التابعين من
اهل مكه والمدينه والشام والبصره، بخلاف الشيعه فان الكذب
فيهم معروف).


فهل كانت مكه والمدينه والبصره خاليه من الشيعه، والائمه
فى عهد التابعين، زين العابدين والباقر والصادق(ع)، انما قضوا
اعمارهم الشريفه فى المدينه، واصحابهم ورواه احاديثهم من
حولهم ؟!
ام ان عكرمه ومقاتل بن سليمان وعمر بن مصعب بن الزبير
وامثالهم كانوا من الشيعه، ام من اهل الكوفه ؟!
وقول النسائى: الكذابون المعروفون بوضع الحديث: ابن ابى
يحيى بالمدينه، والواقدى ببغداد، ومقاتل بن سليمان
بخراسان، ومحمد بن سعيد بالشام.


فمن من هولاء كان شيعيا، ومن منهم كان كوفيا ؟
اعلم ان حرفا من هذا وكثيرا غيره لم يكن غائبا على الشيخ ابن
تيميه، ولا غاب عليه ما صنفه اعلام الاماميه الذين ذكرهم فى
الجرح والتعديل، وتمييز صحيح الحديث من سقيمه، وخصوصا
ما توسع فيه ابن المطهر الذى هو بصدد مقابلته، ولكنها حاجه
فى النفس دعته الى هذا.


رويه ابن خلدون: name="link90">
تسالم المورخون على نقل احداث استخلص منها ابن خلدون
رويته فى نشاه التشيع فقال: اعلم ان مبدا ( التشيع ) ان اهل
البيت لما توفى رسول اللّه (ص)كانوا يرون انهم احق بالامر، وان
الخلافه لرجالهم دون من سواهم من قريش .


وفى قصه
الشورى ان جماعه من الصحابه كانوا يتشيعون لعلى ويرون
استحقاقه على غيره، ولما عدل به الى سواه تاففوا من ذلك
واسفوا له، مثل الزبير ومعه عمار بن ياسر والمقداد بن الاسود
وغيرهم.


لا شك ان هذه الرويه تلغى رويه ابن تيميه بالكامل.


الشيعه والطوائف الاسلاميه الاخرى
يرى الشيخ ابن تيميه ان (الرافضه باصنافها، غاليها واماميها
وزيديها، كفروا الامه كلها او ضللوها، سوى طائفتهم التى
يزعمون انها الطائفه المحقه، وانها لا تجتمع على ضلاله).


ونقل هذا القول طائفه ممن ردد اقواله بلا رويه، ناسيا او
متناسيا ان هذا الكلام اكثر انطباقا على ابن تيميه من اى
شخص آخر او فئه اخرى.


والغريب ان بعض من انتصر بهذا القول وانتصر له ينقل الى
جانبه قوله: يعتقد ابن تيميه ان اهل السنه هم وحدهم الذين
ياخذون بالقصد والعدل فى طريقتهم من بين جميع فرق
المسلمين ! .


فهذا القول الواحد صار له حسنه، ولغيره سيئه ! .


وهو القائل دائما: (ان اهل السنه لم يتفقوا قط على خطا)، (ولا
يتفقون على ضلاله )، (وما خالفتهم طائفه فى امر اتفقوا عليه
الا والصواب معهم، والخطا مع غيرهم).


وهل سلم احد يختلف مع ابن تيميه فى مساله من ان يجعله
ضالا، او من اتباع اليهود والنصارى، او فراخ الفراعنه والهنود
واليونان ؟! .


وهو عندما يتبنى عقيده الحشويه فى الصفات يصف جميع فرق
المسلمين الذين لا يقولون قوله بانهم (الخارجين المارقين من
شريعه الاسلام) فى كتاب اسماه (الرد على الطوائف الملحده)
ولا يعنى بهم الهنود واليونان واليهود والنصارى، وانما يذكر
فيه طوائف المسلمين جميعا الا من وافقه، وقد علمنا انه لم
يوافقه احد الا طائفه من الحشويه.


وابن تيميه هو الذى يعتقد ان جميع المسلمين فى النار الا
اهل السنه، ويستدل لعقيدته هذه بالحديث الذى رده الاكابر
من علماء اهل السنه:
يقول: (لما اخبر النبى ان امته ستفترق على ثلاث وسبعين
فرقه، كلها فى النار الا واحده وهى الجماعه، وفى حديث عنه
انه قال: هم ما كان على مثل ما انا عليه اليوم واصحابى، صار
المتمسكون بالاسلام المحض الخالص من الشوب هم اهل
السنه والجماعه).


فمستنده فى عقيدته اذن جملتان زيدتا فى الحديث: الاولى:
(كلها فى النار الا واحده، وهى الجماعه).


والثانيه: (هم ما كان
على مثل ما انا عليه اليوم واصحابى) .


فما نصيب هاتين الزيادتين من الصحه ؟ .


يقول الالبانى: قال رسول اللّه (: (افترقت اليهود على احدى او
اثنتين وسبعين فرقه، وتفرقت النصارى الى احدى او اثنتين
وسبعين فرقه، وتفترق امتى على ثلاث وسبعين فرقه).


ثم قال: هذا الحديث بهذا النص اخرجه ابو داود والترمذى وابن
ماجه وابن حبان والحاكم.


اما الزياده (كلها فى النار الا واحده)
فلم ترد فى شى ء من المصادر.


قال ابن الوزير فى كتابه (العواصم والقواصم) ما نصه: اياك ان
تغتر بزياده (كلها فى النار الا واحده) فانها زياده فاسده، ولا
يبعد ان تكون من دسيس الملاحده، وقد قال ابن حزم: ان هذا
الحديث لا يصح !
هذه هى الزياده الاولى، فماذا عن الزياده الثانيه والتى لم ترد
ايضا فى المصادر ؟
قال الالبانى: الحديث بهذه الزياده (ما انا عليه واصحابى)
اخرجه العقيلى فى الضعفاء، واخرجه الطبرانى فى المعجم
الصغير وقال: لم يروه عن يحيى الا عبداللّه ابن سفيان، قال
العقيلى: لا يتابع على حديثه.


هذا هو مستنده فى عقيده قذف بها الامه فى جهنم، فايه
عقيده هذه التى تقوم على مثل هذا المستند، واين تبلغ
بصاحبها ؟!
فحين يقف المرء على مثل حديث (تفترق امتى على ثلاث
وسبعين فرقه) فاين ينشد النجاه؟ افى زيادات ليس لها مصدر،
واحسن ما يقال فيها انها ضعيفه، ولو جازف بعضهم وزعم
صحتها فهو لا ينفى ابدا انها من اخبار الاحاد ؟!
ام ينشد النجاه فى الصحيح المتواتر عند جميع المسلمين ؟!
وهل انفع فى هذا الموضوع من حديث الثقلين: (كتاب اللّه،
وعترتى اهل بيتى، ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدى، ولن
يفترقا حتى يردا على الحوض) ؟
هذا الحديث المتواتر الذى قدم له النبى بالنذير، وختمه
بالتذكير، فقال(ص): (الا ايها الناس، انما انا بشر يوشك ان ياتى
رسول ربى فاجيب، وانا تارك فيكم الثقلين: اولهما كتاب اللّه
فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب اللّه واستمسكوا به، واهل بيتى،
اذكركم اللّه فى اهل بيتى، اذكركم اللّه فى اهل بيتى).


وفى سنن الترمذى: (انى تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن
تضلوا بعدى: كتاب اللّه حبل ممدود من السماء الى الارض،
وعترتى اهل بيتى، ولن يفترقا حتى يردا على الحوض، فانظروا
كيف تخلفونى فيهما).


وهذا النص الذى ذكره الترمذى اخرجه الحاكم فى
(المستدرك ) وقال: صحيح على شرط الشيخين، واخرجه
البغوى فى (مصابيح السنه).


ولكن ثم دين جديد قد لا يعرفه الناس !! .


يقول الشيخ ابن تيميه: ان الرسول اخبر ان امته ستفترق ثلاثا
وسبعين فرقه، فقد علم ما سيكون، ثم قال: (انى تارك فيكم ما
ان تمسكتم به لن تضلوا: كتاب اللّه) وروى عنه انه قال فى صفه
الفرقه الناجيه: (هى ما كان على مثل ما انا عليه اليوم
واصحابى) ! .


ان العصبيه لا تهدى الى الحق، كما ان اتباع الحق لا يعود بنا
الى العصبيه ابدا.


ترى ماذا سيغنى هذا اللعب بالدين واضلال بسطاء المسلمين،
هل سيجعل الحق باطلا والباطل حقا ؟!
اليست هذه هى العصبيه التى تذل العمالقه ؟
ولاء الشيعه : name="link92">
الشيعه عند ابن تيميه عليهم ان يتحملوا اوزار الغلاه دائما، لا
جهلا منه بالبون الشاسع بينهما، ولا بالخصام العقائدى الذى
بلغ حدا اصبحت معه البراءه من الغلاه وعقائدهم شرطا لازما
فى صحه العقيده عند الشيعه، انه لا يجهل شيئا من ذلك -
وان كان عامه مقلديه يجهلون - لكنه يتجاهل.


فحين يصف ولاء الشيعه يستعرض جمله من اخطاء الغلاه ثم
يقول: (وهذا داب الشيعه دائما، يتجاوزون عن جماعه
المسلمين الى اليهود والنصارى والمشركين فى الاقوال،
والموالاه، والمعاونه، والقتال، وغير ذلك).


(يوالون المنافقين،
ويعادون اولياء اللّه المتقين).


فمن هولاء المنافقين الذين تولتهم الشيعه ؟!
اهم ولاه معاويه على الامصار، الذين افصحوا عن نفاق لا يخفيه
شى ء ؟!
ام يزيد وولاته ؟!
فهل كان الشيعه هم المدبرون لبيعه يزيد الخمره والفجور
لامره المومنين ؟! .


ام كانوا عدته فى قتل الحسين واصحابه ؟! .


ام فى غزو المدينه المنوره وهدم الكعبه واحراقها كانوا اولياءه
وجنده ؟! .


ام بنى مروان الذين اتخذوا (مال اللّه دولا، وعباد اللّه خولا)
كانت الشيعه تتولاهم ؟! .


واولياء اللّه الذين عاداهم الشيعه، من هم ؟! .


اعلى واصحابه الذين هم من خيره اصحاب رسول اللّه (ص) من
المهاجرين والانصار، كان الشيعه يعادونهم ؟! .


وساده اولياء اللّه كانوا يلعنون على المنابر، الشيعه كانت تلعنهم
ام من ؟! .


وحجر الخير وصحبه من خيره اصحاب رسول اللّه، قتلتهم
الشيعه، ام من الذى قتلهم ؟! .


ولكل فريق اولياء، فمن هم اولياء على وابنائه واصحابه وحجر
واصحابه، ومن هم اولياء الفريق الاخر ؟ .


ومع اليهود والنصارى.


هل كان الشيعه هم سلاطين الدوله
الايوبيه الذين لم يشهد لهم التاريخ نظيرا فى التعامل مع
النصارى لاباده المسلمين وتجزئه بلادهم، منذ ان غاب صلاح
الدين وحتى تلاشت الدوله الايوبيه ؟! وليس عهدهم ببعيد عن
ابن تيميه ولا خفيت اخبارهم عليه.


ولماذا لا نلتفت ولو لفته واحده الى عصرنا هذا الذى نعيش
فيه، وفيه الصحوه الاسلاميه المتصاعده التى ازعجت اليهود
والنصارى والمشركين، وفى عصرنا من اتباع ابن تيميه كثير
ومن الشيعه اكثر، فاى الفريقين هو اولى بتلك الوصمه ؟!
اى الفريقين قد تعاقد مع اليهود والنصارى على التصدى لهذه
الصحوه الاسلاميه ؟!
ايهم عاهد اليهود والنصارى على ان يسكت كل صوت ينادى
بحكم القرآن والسنه، وان يسكت كل لسان ينادى بالتحرر من
هيمنه اليهود والنصارى والمشركين ؟! وايهما مع تلك الصحوه
الفتيه، يوازرها ويشد على عضدها ؟!
الا تعجب لاساتذه مسلمين معاصرين يرددون مقولات ابن
تيميه هذه وهم يتربعون فى احضان اولياء اليهود والنصارى
الصرحاء اليوم، الذين بذلوا فى الولاء لهم والعداء للمومنين كل
ما يبذله العبيد الاذلاء لاسيادهم ؟!
من هو الناصبى فى راى الشيعه ؟
يقول ابن تيميه: (ان الشيعه يسمون من اثبت خلافه الخلفاء
الثلاثه ناصبيا، بناء على انهم لما اعتقدوا انه لا ولايه لعلى الا
بالبراءه من هولاء، جعلوا كل من لم يتبرا من هولاء ناصبيا).


فما هى حقيقه قول الشيعه فى هذا ؟ نود ان نكتشف ذلك فى
اسئله نوجهها اليهم ليجيبوا عنها بانفسهم، فنعرف عقيدتهم
من افئدتهم، لا من السنه خصومهم:
سوال : ما هو قول الشيعه فى مسلم لا يعتقد بولايه الائمه
الاثنى عشر من آل البيت ؟ .


يجيب عالمهم فيقول: (يعتقدون بان الامامه اصل من اصول
المذهب، لا من اصول الاسلام، وان من انكرها فهو مسلم، له ما
للمسلمين وعليه ما عليهم، اذا اعتقد بالتوحيد والنبوه
والمعاد).


اذن انتم لا ترون هذا المنكر لامامه على وابنائه: ناصبيا، فمن
هو الناصبى عندكم ؟ .


يقول: (الناصبى هو من نصب العداوه لاهل بيت رسول اللّه
(ص)).


هذا التعريف هو محل اتفاق بين الشيعه والسنه، فالسنه لا
يعرفون معنى للناصبى غير هذا، ولكن بقى ان نعرف كيف
يتعامل الشيعه مع هذا الناصبى ؟ .


سئل الامام الرضا (ع) عن الناصبى: اتصح شهادته ؟ .


فقال: (كل من ولد على الفطره جازت شهادته بعد ان يعرف
منه صلاح فى نفسه).


هذا هو قولهم اذن، فهل يجد الباحث عن الحق عناء فى مثل
هذا الحوار ؟
اليس هذا ادعى للصلاح، واجلب للوئام، واحفظ للامانه، واشبه
باخلاق الاسلام ؟
شرح اللّه صدورنا جميعا لما يحب ويرضى.


الحقيقه من معدنها :
كيف نظر اهل البيت الى مخالفيهم ؟
لسنا نريد التفصيل فى هذا الموضوع، فالبحث فيه يطول، ولكن
لنروح القلب شيئا مع حديث اهل البيت، وائمه اهل بيت النبوه
اولى ان يصغى لحديثهم.


ائمه اهل البيت الذين ما فتئوا يذكرون حقهم فى خلافه النبى
والامامه فى امور الدين والدنيا، وهم بهذا الحق على اتم يقين.


فهذا اول الائمه على (ع) يقول: (واللّه ما زلت مدفوعا عن حقى،
مستاثرا على، منذ قبض اللّه نبيه (ص)).


ويقول: (اما واللّه لقد تقمصها فلان وانه ليعلم ان محلى منها
محل القطب من الرحا).


ويقول:
فان كنت بالشورى ملكت امورهم
فكيف بهذا والمشيرون غيب
وان كنت بالقربى حججت خصيمهم
فغيرك اولى بالنبى واقرب
وغير هذا كثير مما ثبت عنه وعن سائر الائمه(ع).


اذن مع يقينهم الثابت بهذا الحق الشرعى، كيف نظر ائمه اهل
البيت الى مخالفيهم ؟ .


ان سيرتهم(ع) كلها شاهده على نقيض ما يصفه خصمهم هذا،
ولكن سنكتفى هنا بذكر باقه من حديثهم الطيب الشريف الذى
حرم اكثر ابناء هذه الامه من النظر اليه، والذى سيعطينا
الحقيقه فى اصدق صورها:
الامام الباقر (ع):
قال زراره بن اعين: دخلت على الامام الباقر(ع) فقلت له: انا
نمد المطمار ! .


قال: (وما المطمار ؟) قلت: التر - اى الحبل - فمن وافقنا من
علوى او غيره توليناه، ومن خالفنا من علوى او غيره برئنا منه.


فقال لى: (يازراره، قول اللّه اصدق من قولك، فاين الذين قال
اللّه عز وجل : ( الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدن لا
يستطيعون حيله ولا يهتدون سبيلا ) ؟! .


اين المرجون لامر اللّه ؟! .


اين الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا ؟! .


اين اصحاب الاعراف ؟! اين المولفه قلوبهم ؟!)
الامام الصادق (ع):
قال: (الاسلام: شهاده ان لا اله الا اللّه، والتصديق برسوله (ص)،
به حقنت الدماء، وعليه جرت المناكح والمواريث، وعلى ظاهره
جماعه الناس).


وقال: (الايمان: ما استقر فى القلب وافضى به الى اللّه عز وجل،
وصدقه العمل بالطاعه للّه والتسليم لامره.


والاسلام: ما ظهر من قول او فعل، وهو الذى عليه جماعه
الناس من الفرق كلها، وبه حقنت الدماء، وعليه جرت المواريث،
وجاز النكاح، واجتمعوا على الصلاه والزكاه والصوم والحج،
فخرجوا بذلك من الكفر واضيفوا الى الايمان).


فهل بعد هذا الكلام البين الصريح، من اهل بيت النبوه ومعدن
الرساله، يبحث المرء عن كلام يقوله هذا او ذاك ؟!
هذا هو قول الشيعه فى من انكر الولايه لعلى واهل البيت، فما
هو قول ابن تيميه فى من انكر خلافه ابى بكر وعمر وعثمان ؟
انه يقول: (من طعن فى خلافه احد من هولاء فهو اضل من
حماراهله)! .


فكم بين هذا وذاك !! ارايت الذى (يبصر القذى فى عين
خصمه، ولا يبصر الجذع المعترض فى عينه).


الشيعه والصحابه
الشعبى يعود الى المسرح فى مشهد جديد.


وابن تيميه (داعيه
التجديد) و(السيف المسلول على التقليد) يقف كصغار
المقلدين، فيصغى ويدون كل ما يسمع حرفا بحرف.


والمسرح (الوطنى) الذى اعد لخدمه (الامير) ما زال قائما،
والمسرحى الشهير عبدالرحمن بن مالك بن مغول يظهر من
جديد مرتديا زى الشعبى، مقلدا هيئته، ناطقا عن لسانه،
و(شيخ الاسلام) على حافه المسرح يردد الصوت مجهرا به،
فيقول:
(قال الشعبى: سئلت اليهود: من خير اهل ملتكم ؟ قالوا:
اصحاب موسى.


وسئلت النصارى: من خير اهل ملتكم ؟ قالوا:
حواريى عيسى.


وسئلت الرافضه: من شر اهل ملتكم ؟ قالوا:
اصحاب محمد.


امروا ان يستغفروا لهم فسبوهم).


مشهد تمثيلى ساخر ومثير.


فمن هولاء (الرافضه)، اهم اتباع ابى الخطاب والمغيره بن
سعيد ؟ .


ان العوده الى هذا والعيب به على الشيعه لمن اجهل الكلام،
واكثره افصاحا عن الهوى الجافى.


ام المراد بهم اصحاب على والحسن والحسين وعلى بن
الحسين ومحمد بن على.


فهولاء كل من عرفهم الشعبى من
ائمه الشيعه.


اذن اقرا ما يقوله ابن تيميه فى هذه الطبقات من الشيعه .


يقول: ان قدماء الشيعه كانوا يقولون بتفضيل ابى بكر وعمر
وعثمان على على! .


فاى القولين يصدق على الشيعه؟ واى قوليه فيهم يتبع ؟!! .


ان احدا ممن كتب فى عقائد هذا الرجل وافكاره لم يقف على
امثال هذا التهافت، ولم يخطر ببال احدهم ان يثير سوالا واحدا
يكشف عن حقيقه عقيده هذا الرجل ومدى صدقه.


سوال واحد :
ارخ ابن تيميه وفاه الشعبى فى سنه 105 ه ، فعلم انه قد عاش
فى العصر الاموى ومات فيه.


كما علم انه كان الامين المقدم
عند عبدالملك بن مروان.


فهل سمع ابن تيميه او غيره ان الشعبى قال فى بنى اميه مثل
قوله هذا فى (الرافضه) ؟ .


بنو اميه الذين جعلوا لعن آل النبى جزءا ثابتا فى خطبهم التى
نشا عليها الشعبى وترعرع وشاخ عليها، هل قال يوما : ان بنى
اميه شر من اليهود والنصارى، امروا بالصلاه على آل بيت
نبيهم، فلعنوهم ؟ .


ام قال هذا ابن تيميه نفسه .


ام اسف عليه يوما واخذته
القشعريره .


؟! .


كلا ابدا، فهو المدافع عنهم دائما، والمعتذر لهم بانهم متاولون
ماجورون على خطئهم اجرا واحدا ! معرضا عن الكم الهائل من
احاديث النبى فى اهل بيته، والتى تصرح بان من حادهم فقد
حاد اللّه ورسوله، وخرج عن هذا الدين خروجا لا شك فيه،
ومنها:
قوله (ص): (من كنت مولاه فعلى مولاه، اللهم وال من والاه
وعاد من عاداه).


وقوله (ص) فيهم: (انا حرب لمن حاربتم، وسلم لمن سالمتم).


وقوله (ص): (من سب عليا فقد سبنى).


لكن هذا وغيره من حديث النبى (ص) لا يلتفت اليه حين يكون
قادحا ب(اولياء الامور) وفاضحا لامنائهم كالشعبى ونظرائه ! .


قول الشيعه فى الصحابه :
اما الصحيح من قول الشيعه فى الصحابه فليس هو قول واحد،
بل هو مختلف باختلاف مراتب الصحابه ومنازلهم، فليس كل
الصحابه سواء، فمنهم من اثنى عليه اللّه تعالى فى كتابه، ورفع
بعضهم فوق بعض درجات، كما انب بعضا، ووصف آخرين
بالنفاق، وانبا برده وانحراف ستحصل عند بعضهم بعد موت
النبى (ص).


وبمثل هذا جاءت السنه النبويه مبينه ومفصله.


فلا ريب اذن ان يختلف الناس باختلاف منازلهم، وليس من
وبخه القرآن كمن اثنى عليه، ولا من طرده الرسول كمن امر
بحبه، ولا من قال فيه (انه منى وانا منه) كمن برى من عمله
فقال: (اللهم انى ابرا اليك مما صنع «فلان »).


ولا ريب ايضا ان اعتبار الجميع فى العداله على حد سواء، هو رد
لصريح القرآن وللسنه الثابته، وهل تجد احدا يومن باللّه ورسوله
يساوى فى العداله بين رجلين قال النبى (ص) فى احدهما:
(اللهم فقهه فى الدين وعلمه التاويل) وقال فى الاخر: (لا اشبع
اللّه بطنه) ؟! .


وكل ما فى الامر ان كلام الشيعه كان صريحا فى ان الصحبه لا
تكون عاصمه لصاحبها من الخطا ، فمن الصحابه من يكون من
الصديقين ، ومنهم الذين تشتاق اليهم الجنه ويباهى اللّه بهم
ملائكته ، ومنهم من يكون فى منازل اصحاب اليمين ، ومنهم
دون ذلك ، ومنهم من قد ينقلب على عقبيه ويعود مرتدا عن
الاسلام .


وهذا ما آمن به ابن تيميه ايضا حين راى تفضيل بعض الصحابه
على بعض ، وحين جعل عبداللّه بن سعد بن ابى سرح مثالا
للمرتدين !.


قال ابن تيميه وهو يهاجم الفلاسفه : هم لما فيهم من العلم
يشبهون عبداللّه بن ابى سرح الذى كان كاتب الوحى ، فارتد
ولحق بالمشركين ، فاهدر النبى دمه عام الفتح .


فهذا كان صحابيا وكان كاتبا للوحى عند الرسول ، فلم يمنعه
ذلك من ان يرتد مشركا ويلحق بالمشركين ولما يزل الرسول
حيا والوحى يتنزل ، فهل يمتنع ان يحدث مثل هذا او اقل منه
فى مراتب العصيان بعد وفاه الرسول (ص) ؟! .


وهذا المعنى هو الذى ذكره اللّه تعالى فى قوله: ( وما محمد الا
رسول قد خلت من قبله الرسل افاين مات او قتل انقلبتم على
اعقبكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر اللّه شيئا وسيجزى
اللّه الشكرين ).


وذكره النبى (ص) فى حديث الحوض المتفق عليه اذ يقول:
(انا فرطكم على الحوض، ولانازعن اقواما ثم لاغلبن عليهم،
فاقول: يا رب، اصحابى ! فيقال: انك لا تدرى ما احدثوا بعدك ).


وفى حديث آخر: (فاقول: سحقا سحقا) .


كما اشار اليه النبى (ص) فى جوابه لابى بكر، لما قال النبى
لشهداء احد:
(هولاء اشهد عليهم ) فقال ابو بكر: السنا باخوانهم ؟ اسلمنا كما
اسلموا، وجاهدنا كما جاهدوا ! .


فقال له النبى (ص): ( بلى، ولكن لا ادرى ما تحدثون بعدى ) ! .


فاذا تم هذا ، واذا كان قول الشيعه فى فئتين من الصحابه
معروفا ، وهى : الفئه التى عرفت بالولاء لاهل البيت وحبهم ،
والفئه التى نصبت لهم العداء وحاربتهم وتتبعت انصارهم
ومحبيهم بالاذى والتقتيل ، فما هو قولهم فى سائر الصحابه
الذين لم يظهر منهم هذا ولا ذاك ظهورا واضحا ؟ .


لم يكن موقف الشيعه من هولاء غامضا ولا متزلزلا ، وقد عرفه
الامام محمد حسين آل كاشف الغطاء بقوله : (لا اقول ان
الاخرين من الصحابه وهم الاكثر الذين لم يتسموا بسمه الولاء
لاهل البيت قد خالفوا النبى ولم ياخذوا بارشاده، كلا ومعاذ اللّه
ان يظن فيهم ذلك وهم خيره من على وجه الارض يومئذ،
ولكن لعل تلك الكلمات لم يسمعها كلهم، ومن سمع بعضها لم
يلتفت الى المقصود منها، وصحابه النبى الكرام اسمى من ان
تحلق الى اوج مقامهم بغاث الاوهام).


ويضيف آل كاشف الغطاء بعد ان يذكر جمله مما وقع بحق اهل
البيت فى عهود الخلافه المتتابعه، فيقول: (لا يذهبن عنك انه
ليس معنى هذا انا نريد ان ننكر ما لاولئك الخلفاء من الحسنات
وبعض الخدمات للاسلام التى لا يجحدها الا مكابر، ولسنا بحمد
اللّه من المكابرين، ولا سبابين ولا شتامين، بل ممن يشكر
الحسنه ويغضى عن السيئه، ونقول: تلك امه قد خلت، لها ما
كسبت وعليها ما اكتسبت، وحسابهم على اللّه، فان عفا
فبفضله، وان عاقب فبعدله).


هذا من حيث التفصيل، اما الوصف الاجمالى للصحابه فقد
اوجزه السيد الصدر بعباره رائعه، فقال: ان الصحابه بوصفهم
الطليعه المومنه والمستنيره كانوا افضل واصلح بذره لنشوء امه
رساليه، حتى ان تاريخ الانسان لم يشهد جيلا عقائديا اروع
وانبل واطهر من الجيل الذى انشاه الرسول القائد.


فالانصاف يستدعى ان نقول : ان الشيخ ابن تيميه لم يستطع
فيما كتب ان يمتدح الصحابه باكثر من هذا الذى قاله فيهم
الزعيم الشيعى الكبير السيد الصدر .


الصحابه فى حديث اول ائمه الشيعه :
على (ع) يقول: (لقد رايت اصحاب محمد (ص) فما ارى احدا
يشبههم منكم، لقد كانوا يصبحون شعثا غبرا وقد باتوا سجدا
وقياما يراوحون بين جباههم وخدودهم ويقفون على مثل
الجمر من ذكر معادهم، كان بين اعينهم ركب المعزى من
طول سجودهم، اذا ذكر اللّه هملت اعينهم حتى تبل جيوبهم،
ومادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف خوفا من العقاب
ورجاء للثواب) .


ويقول: (اين اخوانى الذين ركبوا الطريق ومضوا على الحق ؟
اين عمار، واين ابن التيهان، واين ذو الشهادتين ؟ واين
نظراوهم من اخوانهم الذين تلوا القرآن فاحكموه، وتدبروا
الفرض فاقاموه، احيوا السنه واماتوا البدعه، دعوا الى الجهاد
فاجابوا، ووثقوا بالقائد فاتبعوه).


الصحابه فى دعاء الشيعه :
من ادعيه الامام السجاد زين العابدين على بن الحسين (ع) فى
الصحيفه المعروفه (بالصحيفه السجاديه) التى يتعبد بها
الشيعه، ولا يجهلها ابن تيميه، هذا الدعاء: (اللهم واتباع الرسل
ومصدقوهم من اهل الارض بالغيب عند معارضه المعاندين
لهم بالتكذيب..


اللهم واصحاب محمد خاصه، الذين احسنوا الصحبه، والذين
ابلوا البلاء الحسن فى نصره، وكانفوه واسرعوا الى وفادته
وسابقوا الى دعوته..


وفارقوا الازواج والاولاد فى اظهار كلمته، وقاتلوا الاباء والابناء
فى تثبيت نبوته، وانتصروا به، ومن كانوا منطوين على محبته
يرجون تجاره لن تبور فى مودته، والذين هجرتهم العشائر اذ
تعلقوا بعروته، وانتفت منهم القرابات اذ سكنوا فى ظل قرابته،
فلا تنس لهم اللهم ما تركوا لك وفيك ، وارضهم من رضوانك ،
واشكرهم على هجرهم فيك ديار قومهم..


اللهم واوصل الى التابعين لهم باحسان، الذين يقولون: ( ربنا
اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ) خير جزائك ..


).


هذه هى عقيده من عرف الحق فعرف اهله، اما سب الخصوم
السياسيين لاهل البيت(ع) فليس من التشيع البته.


قال محمد
جواد مغنيه: قال الشيعه: ان الخليفه يتعين بالنص لا
بالانتخاب، هذا هو التشيع وهكذا ابتدا ونشا دون ان يضاف اليه
اى شى ء آخر، اما المغالاه فى على وصفاته، او تكفير خصومه
السياسيين وما الى ذلك فلا يمت الى التشيع بسبب.


اما الدكتور الوائلى فقد اتى بتحقيق تاريخى بالغ الاهميه على
ايجازه فى رواد الشيعه من الصحابه والتابعين، فقال: اود ان
الفت النظر انى خلال مراجعاتى كتب التاريخ لم ار فى الفتره
التى تمتد من بعد وفاه النبى وحتى نهايه خلافه الخلفاء من
عمد الى الشتم من اصحاب الامام..


يضاف الى ذلك انه حتى
فى الفتره الثانيه، اى فى عهود الامويين كان معظم الشيعه
يتورعون عن شتم احد من الصحابه او التابعين.


وكيف يكون ذلك وعلى (ع) يغضبه ان يسمع بعض جنده
يسبون اهل الشام ايام حربهم فى صفين، فيقوم فيهم خطيبا،
فيبتدى خطبته بقوله: ( انى اكره لكم ان تكونوا سبابين ) ؟!
نعم، صح عن على (ع) انه لعن معاويه وعمرو بن العاص وابا
الاعور السلمى، وقنت يلعنهم فى صلاته، ولولا علمه بان فى
ذلك قربه الى اللّه تعالى لما صنعه فى صلاته، والاقتداء بعلى
(ع) لا مراء فيه بين اهل الايمان من جميع الطوائف، ولم يشذ
فى هذا الا الخوارج والنواصب.


ثم جاء العاذرون الذين راوا فى
ذلك مزيدا من الورع !
لقد كان ابن خلدون اكثر انصافا حين نقل عقيده الاماميه فى
الخلافه فقال: ويغمصون فى امامه الشيخين، ولكن لا يلتفت
الى نقل القدح فيهما من غلاتهم، فهو مردود عندنا وعندهم.


تلك جمله مما قاله ابن تيميه فى تعريف الشيعه، ذاك التعريف
الذى هو عباره عن جمله من الاخفاقات والتناقضات، منها
تناقضات لاتنطلى على من له ادنى معرفه، كقوله: ان الشيعه
ادعوا الالوهيه والنص.


وهذا خطا غير خفى على احد، فمن
ادعى الالوهيه لرجل كيف يدعى النص عليه من النبى الذى هو
بشر دون الاله؟!
لقد كان اتباع اليهودى ابن سبا اكثر فطنه ! فحين ادعوا
الالوهيه لعلى (ع) قالوا له: انت الذى بعثت محمدا نبيا !
ومما اضافه اليهم ما هو اكثر برودا من هذا، كقوله: لقد صنف
المفيد كتابا اسماه (مناسك حج المشاهد).


وهذا عنوان لم
يعرفه الشيخ المفيد ولا عرفه غيره، وانما كتاب الشيخ المفيد
اسمه (المزار) ولو وجد فى نصوصه شيئا مما ينفعه فى طعنه
لما ترك ذكره، والكتاب مطبوع اكثر من طبعه.


واشياء اخرى كثيره اعرضنا عنها كراهه الاطاله الداعيه الى
الملاله، فى عصر السرعه وانتظار اللقمه الجاهزه، آملين ان
تجتمع فى انسان هذا العصر مع هذه الخصال خصله عظمى
جمع القرآن الكريم اطرافها فى قوله تعالى: ( ولقد كرمنا بنى
آدم ) فيكرم المرء نفسه عن تقليد الغث والمتهافت من الكلام
ليرى بكل وضوح كيف ارتكب هذا الشيخ جنايتين كبيرتين:
جنايه فى ما نسبه الى شطر هذه الامه مما لا اصل له فى
عقائدها وتاريخها.


وجنايه فى حق هذه الامه التى كان لزاما عليه ان يسعى فى
التاليف بين قلوب ابنائها، فلم يال جهدا فى تمزيقها !.


الباب الرابع - اهل البيت :فى عقيده ابن تيميه
تمهيد
الاعتقاد بتقديم اهل بيت الرسول (ص)
مع فضائل اهل البيت(ع)
مع خصائص على (ع)
على والخلافه
نهضه الحسين (ع) واستشهاده
من هم اتباع اهل البيت(ع)
تمهيد
ما زالت اجواء دمشق حتى ذلك الحين محمله بالاهواء الامويه.


وقد ظهرت تلك الاهواء فى عقائد ابن تيميه ظهورا لا نظير له
حتى عند اولئك الاقطاب الذين عاصروا الملوك الامويين
ووطدوا امرهم.


فلم يحظ الامويون طيله ايامهم برجل برر
اخطاءهم وناضل فى تزكيتهم كما صنع ابن تيميه بعد
انقراضهم بسته قرون ! .


فلم يكتف بالذب عنهم وتبرير افعالهم من نقض لاحكام
الشريعه، وتعطيل لحدود اللّه، وافشاء القتل فى اصحاب رسول
اللّه وفى غيرهم من المسلمين، واستباحه المحرمات،
واستباحه المدينه المنوره وقتل رجالها واستحياء نسائها، وهدم
الكعبه الشريفه، وغيرها من الكبائر والفواحش.


لم يكتف بهذا،
ولم يقف فيه عند حدود وقف عندها قدماء اوليائهم، بل تعدى
ذلك كله حين فاقهم جراه على السنه النبويه، بل حتى على
النبى (ص) نفسه، فكذب احاديث صحيحه، وحرف
معانى اخرى،وتعلق بالموضوعات، لا دفاعا فقط، بل تزكيه
وتعظيما لاولئك الملوك .


وهاك فى هذا التمهيد انموذجين فقط:
الانموذج الاول مع معاويه :
كان ابن تيميه اول رجل يحقق احلام دمشق القديمه فى خلق
كتاب فى (فضائل معاويه).


فلم يكن معاويه بريئا فقط من كل ما تحمله فى تاريخ حياته،
بل هو صحابى مقدم له فضائل كثيره يجمعها ابن تيميه، ولاول
مره فى التاريخ، فى كتاب مفرد بعنوان (فضائل معاويه وفى
يزيد وانه لا يسب) ! فيزيد هو الاخر وان كان له ذنوب فان له
حسنات ماحيه لتلك الذنوب ! .


ولا بد فى البدء ان يبرى ساحه معاويه من كل ما يلحق بها،
حتى تلك الوصمه التى لحقتها حين استلحق زياد بن ابيه
فجعله زياد بن ابى سفيان ! .


هذه الوصمه يعود منها معاويه نقى الثوب فى مدرسه التاويل ! .


يذكر ابن تيميه اعذار المجتهدين اذا وجد لواحد منهم قول قد
جاء حديث صحيح بخلافه، فيقول: السبب العاشر: معارضته اى
الحديث بما يدل على ضعفه او نسخه او تاويله الى ان يقول
وكذلك استلحاق معاويه (رضى اللّه) زياد بن ابيه المولود على
فراش الحارث بن كلده، لكون ابى سفيان كان يقول انه من
نطفته، مع ان رسول اللّه (ص) قد قال: (من ادعى الى غير ابيه
وهو يعلم ا نه غير ابيه فالجنه عليه حرام ) وقال: ( من ادعى الى
غير ابيه او تولى غير مواليه فعليه لعنه اللّه والملائكه والناس
اجمعين، ولا يقبل اللّه منه صرفا ولا عدلا ) حديث صحيح.


وقضى ان الولد للفراش، وهو من الاحكام المجمع عليها..


فلا
يجوز ان يقال: ان هذا الوعيد لاحق له، لامكان انه لم يبلغهم
قضاء رسول اللّه (ص) بان الولد للفراش.


واعتقدوا ان الولد لمن
احبل امه، واعتقدوا ان ابا سفيان هو المحبل لسميه ام زياد !.


فهل حقا خفى هذا القضاء على معاويه وزياد ؟! انه لم يعرف
التاريخ امرا ضجت له الناس فى عهد معاويه اشهر من هذا،
وكلهم يتحدثون بهذا القضاء النبوى، وواجهوا به معاويه غير مره
وشهروا به، وكان اولهم يونس بن عبيدالثقفى، قام الى معاويه
فى اول مجلس يعلن فيه استلحاق زياد، فقطع عليه خطبته
قائلا: يا معاويه، قضى رسول اللّه (ص) ان الولد للفراش وللعاهر
الحجر، فعكست ذلك وخالفت سنه رسول اللّه (ص).


فقال
معاويه: اعد.


فاعاد يونس مقاله.


فقال له معاويه: يا يونس، واللّه
لتنتهين او لاطيرن بك طيره بطيئا وقوعها ! .


ولو انك اقسمت ان ابن تيميه يعلم بهذا كله لكنت صادقا، لكنه
لما اغراه الدفاع عن الحاكمين هان عليه الاستخفاف بالدين،
بل وكل القيم حين اقر لمعاويه حدثا انكره عليه الصالحون فى
عصره وعلى مسمع منه ومن زياد كما انكروه بعدهما، حدثا
عده الاسلام من فضائح الجاهليه، لكن فرضه سلطان معاويه
على المسلمين عن علم واصرار، ولن يعدم السلطان مفت يبرر
اخطاءه ! .


وبعد هذا تاتى فضائل معاويه.


فضائل عرف الصالحون من علماء السلف انها كلها موضوعه
باطله وضعها المتزلفون له ولخلفه، والا فمن اين جاءت تلك
الفضائل، وهذا النسائى صاحب السنن يساله اهل دمشق عن
فضيله لمعاويه، فيقول: لا اعلم له فضيله الا (لا اشبع اللّه
بطنه) فداسوا فى حضنه او خصييه حتى قتلوه ؟! .


لكن هذا الحديث المتفق على صحته راح بعض دعاه الدفاع عن
السلف يعده فى فضائل معاويه، بل يجعله اول فضائله واهمها،
كما صنع ابن عساكر، وشرب كاسه ابن تيميه، ثم ناصر الدين
الالبانى فى تاويل يندى له الجبين، ينالون من النبى الاكرم
(ص) ليذبوا عن معاويه!! .


فالالبانى بعد ان اثبت صحه الحديث (لا اشبع اللّه بطنه) يقول:
قال ابن عساكر: انه اصح ما ورد فى فضائل معاويه ! .


فالحمد للّه رب العالمين على هذه (الفضيله) التى اقرت عيون
هولاء، فراح الالبانى يفسرها، فيقول: ان هذا الدعاء منه (ص)
غير مقصود، بل هو مما جرت به عاده العرب فى وصل كلامها
بلا نيه ! .


وقال: ويمكن ان يكون ذلك منه بباعث البشريه، التى افصح
عنها هو نفسه(ص) فى احاديث كثيره متواتره، منها حديث
عائشه عنه (ص) قال: (اوما علمت ما شارطت عليه ربى ؟ قلت:
اللهم انما انا بشر، فاى المسلمين لعنته او سببته فاجعله له
زكاه واجرا).


- ولكن هذه الزكاه مقيده بالحديث الاخر الذى اورده الالبانى
بعد هذا، وفيه: (فايما احد دعوت عليه من امتى بدعوه ليس لها
باهل) .


/ 12