ابن تیمیة، حیاته و عقائده نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ابن تیمیة، حیاته و عقائده - نسخه متنی

صائب عبد الحمید

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



اذن حين نفذوا الى قلب النبى (ص) فعلموا خفى سره، وانه قد
قال هذا القول فى معاويه (عن غير قصد) و (بلا نيه)، او قاله
(بباعث طبيعته البشريه)، هل يصعب عليهم ان يجزموا بان
معاويه (ليس لها باهل) لتنقلب اذن تلك الدعوه زكاه واجرا ! .


هنا من السهوله بمكان ان يتناسوا حديث عبداللّه بن عمرو بن
العاص: كنت اكتب عن رسول اللّه كل ما اسمع منه، فقالت لى
قريش: اتكتب عن رسول اللّه وانما هو بشر يغضب كما يغضب
البشر ؟ فاتيت رسول اللّه (ص) فذكرت له ذلك ، فاشار الى
شفتيه وقال: (والذى نفسى بيده ما يخرج مما بينهماالا حق،
فاكتب)!.


نسى هذا لاجل السلطان !! .


ترى هل اعجبهم فيه سبق اسلامه، ام كثره جهاده مع النبى
(ص) ؟! فاذا لم يجدوا له سابقه فضل ولا جهاد، فهل اغراهم
كونه من المولفه قلوبهم ؟! .


هذا، وهم يعلمون ان دعوه النبى (ص) عليه قد اصابته، فكانت
دعوه مستجابه، فلا بد ان يكون معاويه اهلا لتلك الدعوه.


ففى دلائل النبوه نقل البيهقى عن ابى عوانه من حديث ابن
عباس انه قال بعد ذكر الحديث: (فما شبع بطنه ابدا).


وقال: وروى عن ابى حمزه فى هذا الحديث زياده تدل على
الاستجابه.


وقال الذهبى: قد كان معاويه معدودا فى الاكله.


ولهذا كان محبو معاويه القدامى حين علموا انه قد اصابته هذه
الدعوه، ذهبوا الى تفسير آخر غير التفسير المتقدم، ليجعلوا
تلك الدعوه المستجابه منقبه، فقالوا: قال النبى: (لا اشبع اللّه
بطنه) حتى لا يكون ممن يجوع يوم القيامه، لان الخبر عنه انه
قال: (اطول الناس شبعا فى الدنيا اطولهم جوعا يوم القيامه).


اذن هى عندهم دعوه مستجابه، لكنهم تحيروا كيف يجعلون
منها فضيله، لتكون اصح ما جاء فى فضائله ! .


اما فضائله الاخرى فيقول فيها اسحاق بن راهويه المقرون
بالامام احمد ابن حنبل : لا يصح عن النبى فى فضل معاويه
شى ء.


اذن فدعوى كونه من كتاب الوحى هى من التزوير المتعمد،
فالمروى فيه انه كتب بين النبى وبين العرب، لا غير.


اما عند ابن تيميه فالذى ينكر فضائل معاويه لا يكون الا شيعيا،
تماما كما حكم اهل دمشق على النسائى، ولهذا السبب بعينه
وصف الحاكم النيسابورى بالتشيع ! فلم ينسب الحاكم الى
التشيع لانه كان يقول بتفضيل على (ع)، بل لانه كتب فى
فضائل على، فقيل له ان يكتب فى فضائل معاويه، فامتنع.


فلبى ابن تيميه ذلك النداء دون ان يساله احد ! .


اما الحسن البصرى الذى عاصر معاويه ورآه وعرف سيرته، فقال
فيه: اربع خصال كن فى معاويه لو لم يكن فيه الا واحده لكانت
موبقه:
الاولى : انتزاوه على هذه الامه بالسيف حتى اخذ الامر من غير
مشوره وفيهم بقايا الصحابه وذوو الفضيله.


والثانيه : استخدامه
بعده ابنه سكيرا خميرا يلبس الحرير ويضرب بالطنابير.


والثالثه
: ادعاوه زيادا، وقد قال رسول اللّه (ص): (الولد للفراش، وللعاهر
الحجر).


والرابعه : قتله حجرا واصحاب حجر،فيا ويلا له من
حجر، ويا ويلا له من حجر.


وفوق كل ما قيل وما يقال قول النبى (ص) فى الحديث
الصحيح الذى لم يجادل فى صحته احد، رواه مسلم والترمذى
والنسائى وابن ماجه والبغوى، ذاك قول النبى (ص) لعلى (ع):
(لا يحبك الا مومن، ولا يبغضك الا منافق).


وهل يجادل احد فى ان معاويه كان من ائمه المبغضين لعلى
(ع)، قاتله بغضا، وامر خطباءه فى انحاء البلاد بلعنه هو واهل
بيته على المنابر، بغضا، فمضوا على تلك الحال ستين عاما !
امرهم اللّه ورسوله ان يتمسكوا بهم ويصلوا عليهم، وامرهم
معاويه ان يقاتلوهم ويلعنوهم، فعبدوا معاويه من دون اللّه.


وامر معاويه اصحابه ان يختلقوا احاديث فى النيل من على،
بغضا.


وامرهم ان لا يتركوا له منقبه الا وضعوا للخلفاء الاولين ما
يقابلها، بغضا.


ولا يتركون احدا يعرف بحب على الا محوا اسمه من الديوان،
بغضا.


ثم جاء بعده من اشرب قلبه هذا البغض وحب ذاك البغيض،
فجعل تلك الافعال كلها حسنات وفضائل واجتهادا فى الدين !
فهو ماجور عليها مشكور السعى !.


الانموذج الثانى مع طريدى رسول اللّه (ص) :
الحكم وابنه مروان، طريدى رسول اللّه، كانا بريئين من كل
ذنب!!.


يقول ابن تيميه: لم يكن لمروان ذنب يطرد عليه على عهد
النبى ! .


ثم يقول: وغايه النفى المقدر سنه، وهو نفى الزانى والمخنث.


واذا كان كذلك فالنفى كان فى آخر الهجره، فلم تطل مدته فى
زمن ابى بكر وعمر، فلما كان عثمان طالت مدته ! .


ربما تحدث الشيخ عن اعداد كانت فى القرون الغابره لا نعرفها
اليوم، او عن غيب لا نفهمه ! والا فمده خلافه ابى بكر وعمر
كانت ثلاث عشره سنه، مع ما كان فى حياه النبى (ص) وربما
كان سنه او اقل او اكثر، فيكون المجموع نحو اربع عشره سنه
(فلم تطل مدته، فلما كان عثمان طالت مدته) باعجوبه او
بمعجزه !! .


و(غايه النفى المقدر سنه واحده) فاما ان تكون قد مضت عليه
فى عهد النبى ولكن لم يعده خلافا للسنه على فتوى ابن تيميه
! وان لم تكن قد تمت له سنه فى عهد النبى فقد تمت له ثلاث
سنين فى عهد ابى بكر الذى دام سنتين وسته اشهر، ولكن لم
يعده ابو بكر خلافا للسنه ايضا، وكذا ابطل السنه عمر اكثر من
عشر سنين، مده خلافته ! .


وبعد، يقول ابن تيميه: وبالجمله فنحن نعلم قطعا ان النبى لم
يكن يامر بنفى احد دائما، ثم يرده عثمان معصيه للّه ورسوله
ولا ينكر عليه ذلك المسلمون.


فهل خفى عليه ان هذا الامر كان من اول ما انكره المسلمون
على عثمان ؟! كلا لم يخف عليه ذلك ابدا، انه ادرى به، ولكن
لا بد من الدفاع وان كان على هذه الطريقه !.


وبعد هذا فهل تبقى على الحكم ملامه ؟! .


يقول ابن تيميه: اما الحكم فهو من الطلقاء، والطلقاء حسن
اسلام اكثرهم، وبعضهم فيه نظر، ومجرد ذنب يعزر عليه لا
يوجب ان يكون منافقا فى الباطن ! .


فمن اولى ان يكون منافقا ممن آذى النبى (ص)، واظهر
الاستهزاء به حتى دعا عليه النبى فاصابته دعوته، فلم يزل
مختلجا يرتعش فى مشيته حتى هلك ! .


بل ثبت ان النبى (ص) قد لعنه:
قالت عائشه ام المومنين لمروان بن الحكم: اما انت يا مروان
فاشهد ان رسول اللّه (ص) لعن اباك وانت فى صلبه.


وانشد حسان بن ثابت فى هجاء عبدالرحمن بن الحكم هذا،
اخى مروان بن الحكم:
ان اللعين ابوك فارم عظامه
ان ترم ترم مخلجا مجنونا
يمسى خميص البطن من عمل التقى
ويظل من عمل الخبيث بطينا
ولكن هذا كله لا يعدو عند ابن تيميه ان يكون مجرد ذنب عزر
عليه ! .


وهلم جرا فى خدمه (اولياء الامور).


فمروان لم يكن له ذنب ! .


والحكم مجرد ذنب عزر عليه ! .


والنبى (ص) خالف الشرع فيهم مرات !! فمره نفى مروان بلا
ذنب ! ومره نفى الحكم وانما النفى جاء بحق المخنث والزانى،
ولم يكن الحكم كذلك ! ومره حين زاد فى مده النفى على
السنه ! .


واذا دعا عليهم النبى فلا شى ء ! .


ودعاء النبى على معاويه زكاه له وفضيله ! .


وماذا فى الامر اذا كان الدين يساق ليجرى على ابواب الملوك ،
واذا كان التاريخ لا يكتب الا باقلام الفراعنه ؟! .


ترى فماذا ابقى اولئك من حقائق التاريخ؟ وهل تسرب منها من
بين ايديهم الا القليل الذى اعجزتهم شهرته عن ستره ؟ وحتى
هذا القليل الذى تسرب من بين ايديهم وهم راغمون، اثاروا
حوله غبارا كثيفا، من اخبار مكذوبه، واحاديث موضوعه تقابله،
او تاويلات باطله تصرفه عن مراده.


وهكذا كانوا مع كل ما يثبت حق اهل البيت(ع)، ذاك الحق
المهدور.


الفصل الاول- الاعتقاد بتقديم اهل بيت الرسول
من هم اهل بيت الرسول ؟
تقديم آل الرسول
من هم اهل بيت الرسول ؟
عرفنا اللّه تعالى اهل بيت نبيه محمد(ص) خاصه فى موضعين
من كتابه الكريم:
الاول : قوله تعالى: ( فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من
العلم فقل تعالوا ندع ابناءنا وابناءكم ونساءنا ونساءكم وانفسنا
وانفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت اللّه على الكذبين).


عند هذا جاء النبى (ص) مفسرا ومبينا فدعا عليا وفاطمه
والحسن والحسين(ع) ولا احد سواهم.


قال سعد بن ابى وقاص (رضى اللّه): لما نزلت هذه الايه ( فقل
تعالوا ندع ابناءنا وابناءكم ) دعا رسول اللّه (ص) عليا وفاطمه
وحسنا وحسينا، فقال: (اللهم هولاء اهلى).


قال البغوى: (ابناءنا) اراد الحسن والحسين، و (نساءنا) فاطمه،
و(انفسنا) عنى نفسه وعليا (رضى اللّه).


الثانى : قوله تعالى: ( انما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس اهل
البيت ويطهركم تطهيرا ).


فعند نزول هذه الايه اتى النبى (ص) مفسرا، قاطعا القول فى
هذا النص القرآنى، فدعا عليا وفاطمه والحسن والحسين فجلل
عليهم كساء وقال: (اللهم هولاء اهلى بيتى وحامتى، اذهب
عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا).


روت نساء النبى (ص) عائشه وام سلمه هذا الحديث فعرفن
الناس انهن لسن داخلات فى هذا الخطاب، وانما هو محصور
باصحاب الكساء الخمسه: النبى وعلى وفاطمه والحسن
والحسين صلوات اللّه عليهم اجمعين.


قالت ام سلمه: قلت: وانا معهم يا رسول اللّه ؟ قال: (انك على
خير).


وروت ام سلمه ايضا: جلس النبى (ص) وعلى وفاطمه والحسن
والحسين ياكلون، وما سامنى اى ما دعانى النبى (ص) وما اكل
طعاما قط وانا عنده الا سامنيه قبل ذلك اليوم، قالت: فلما فرغ
التف عليهم بثوبه ثم قال: (اللهم هولاء اهل بيتى).


فهولاء اذن هم اهل بيت نبينا (ص): على وفاطمه والحسن
والحسين(ع)، كما جاء فى النقل المتواتر الذى لا خلاف فيه،
وكما هو معروف من احوال النبى(ص) وسيرته معهم.


تقديم آل الرسول
لنرى العقيده فى تقديم آل الرسول بين قول اللّه ورسوله، وقول
ابن تيميه:
قول اللّه ورسوله : name="link107">
قال تعالى ( رحمت اللّه وبركته عليكم اهل البيت انه حميد
مجيد ).


ما هذا الاختصاص الذى حظ ى به اهل البيت، الم يكن لابراهيم
الخليل اصحاب وحواريون ؟ .


قال تعالى: ( ان اللّه وملنكته يصلون على النبى يايها الذين آمنوا
صلوا عليه وسلموا تسليما ) فقالوا: يا رسول اللّه كيف نصلى
عليك ؟ .


فقال (ص): (قولو اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما
صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم، وبارك على محمد وعلى
آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم) فدخل
هذا النص فى فريضه الصلاه جزءا واجبا، من اخل به متعمدا
بطلت صلاته.


فلماذا كل هذا التقديم لال الرسول حتى اصبحت الصلاه
عليهم شرطا لازما فى صحه الصلاه الواجبه التى هى (عمود
الدين) (ان قبلت قبل ما سواها، وان ردت رد ما سواها) لتصبح
الصلاه على آل الرسول شرطا فى قبول الاعمال كلها ؟ .


قال تعالى بعد ان ذكر ثمانيه عشر نبيا باسمائهم فى اربع آيات
من سوره الانعام: ( وكلا فضلنا على العلمين ومن ءابائهم
وذريتهم واخونهم واجتبينهم وهدينهم الى صراط مستقيم )
.


واجتبيناهم، اى اخترناهم واخلصناهم.


لماذا خص آل الرسل
بهذا الاجتباء ؟ لماذا هذه العنايه الخاصه بال الانبياء، آبائهم
وذرياتهم واخوانهم دون سائر البشر ؟ .


قال تعالى: ( انما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس اهل البيت
ويطهركم تطهيرا).


لماذا خص اهل البيت بهذه العنايه وبهذا التطهير دون سواهم
من الصحابه والقرابه ؟ .


والنبى يفرد اربعه فقط ممن حوله من المسلمين، عليا
وفاطمه والحسن والحسين، ويدير عليهم كساء ثم يقول:
(اللهم هولاء اهل بيتى) هولاء النفر لا غير (اذهب عنهم الرجس
وطهرهم تطهيرا).


فلماذا هذا التقديم الذى خص به آل الرسول دون سواهم ؟ .


جواب ابن تيميه : name="link108">
اتدرى بم يجيبك ابن تيميه على تلك الاسئله ؟! .


انه يقول بالحرف الواحد: (ان فكره تقديم آل الرسول هى من اثر
الجاهليه فى تقديم اهل بيت الروساء) !! .


اذن هذا الاجتباء الالهى لال الانبياء هو من اثر الجاهليه !! .


وكل هذا الذى فى القرآن هو من اثر الجاهليه !! .


وهذه الصلاه على آل محمد وآل ابراهيم التى ترددها فى
صلاتك هى من اثر الجاهليه !! .


وتقديمك آل محمد فى اول دعائك ومناجاتك ، وختامك
الدعاء بذكرهم هو من اثر الجاهليه !! .


فلا تقبل لك صلاه ولا تستجاب دعوه ما لم تمزجها باثر
الجاهليه !! .


ابن تيميه الجواب الثانى :
يرى ابن تيميه ان تقديم آل الرسول ليس من اثر الجاهليه
وحسب، بل هو ايضا من عقائد اليهود ! .


فيقول: قالت الشيعه: لا تصلح الامامه الا فى ولد على.


وقالت
اليهود: لا يصلح الملك الا فى آل داود ! .


اذن قول ابراهيم الخليل حين قال له اللّه تعالى: ( انى جاعلك
للناس اماما) فقال ابراهيم: ( ومن ذريتى )فقوله هذا فى تقديم
ذريته امن عقائد اليهود الذين لم يخلقوا بعد، ام من اثر
الجاهليه ؟! .


وقول اللّه تعالى فى ابراهيم (ع): ( وجعلنا فى ذريته النبوه
والكتب ) امن عقائد اليهود مشيئه اللّه تعالى واختياره ذريه
ابراهيم، ام من اثر الجاهليه ؟! .


وقال تعالى فى ابراهيم الخليل (ع) ايضا: ( ووهبنا له اسحق
ويعقوب نافله وكلا جعلنا صلحين وجعلنهم ائمه يهدون
بامرنا ).


فلماذا وهب له اثنين من الانبياء وجعل فيهم الامامه بعده؟!
ولماذا لم يجعلها فى احد اصحابه المومنين به ؟! اهذا حكم اللّه
ومشيئته واصطفاوه، ام هو من عقائد اليهود واثر الجاهليه ؟! .


وقول اللّه تعالى: ( ان اللّه اصطفى ءادم ونوحا وءال ابرهيم وءال
عمرن على العلمين ذريه بعضها من بعض ) اصطفاء اللّه تعالى
لال الرسل وذرياتهم، ايقال فيه انه من عقائد اليهود او من اثر
الجاهليه ؟! .


ام رايت استخفافا بكتاب اللّه ومشيئه اللّه، وبالنبيين وسننهم
اكثر من هذا الاستخفاف ؟! .


اتدرى لماذا جدع قصير انفه ؟! .


لانه لا يستريح حين يذكر لال محمد حق فى ذلك الاصطفاء ! .


محمد (ص) خير الخلق وسيد الانبياء اجمعين الذى اظهر
عنايته باهل بيته اشد العنايه، جهارا على الملا: (فاطمه بضعه
منى) (الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنه) (هذان ابناى
وريحانتاى من الدنيا) (حسين منى وانا من حسين) (ان عليا
منى وانا منه وهو وليكم بعدى) (اللهم هولاء اهل بيتى اذهب
عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا) (عاد من عاداهم ووال من
والاهم) وغير هذا كثير، ثم يتوجه الى امته فى اكبر تجمع لهم
معه (ص) عند عودته من حجه الوداع، فيقول: (انما انا بشر
يوشك ان ياتى رسول ربى فاجيب، وانى تارك فيكم الثقلين:
كتاب اللّه فيه الهدى والنور، وعترتى اهل بيتى، اذكركم اللّه فى
اهل بيتى، اذكركم اللّه فى اهل بيتى، اذكركم اللّه فى اهل
بيتى).


يكرر هذا التذكير مره بعد اخرى لانه يعلم ما سيحدث بعده من
صدود عن اهل بيته وجحود بحقهم المذكور، ومقامهم الذى لا
يسمو اليه احد من غيرهم، فهم ثانى الثقلين مع القرآن الكريم
(وان اللطيف الخبير اخبرنى انهما لن يفترقا حتى يردا على
الحوض).


فهذا كله هل هو من قول الشيعه ليقال انه من عقائد اليهود
واثر الجاهليه ؟! ام ان هذا التاويل بعقائد اليهود واثر الجاهليه له
حقيقه ؟! ان حقيقته الكامله هى التى وصفها اللّه تعالى فى
كتابه الحكيم اذ قال وقوله الحق: ( ام يحسدون الناس على ما
ءاتهم اللّه من فضله فقد ءاتينا ءال ابر
هيم الكتب والحكمه وءاتينهم ملكا عظيما )وعند هذه الايه قال
الامامان الباقر والصادق (ع): ( نحن واللّه المحسودون)! .


فما لهولاء اذا ذكر آل ابراهيم وآل عمران استبشروا، واذا ذكر
آل محمد ضاقت صدورهم ؟! .


ابن تيميه الوجه الاخر :
آل اميه، آل ابى سفيان وآل مروان، حين توارثوا الحكم، لا
يخرج من بيتهم حتى انقرضت دولتهم، هل راى فيهم شبها
باليهود ، او نسب سيرتهم الى آثار الجاهليه ؟! .


كلا ابدا، فهم عنده الخلفاء على المسلمين و (امراء المومنين)،
الطاعه لهم واجبه، ومن طعن عليهم فقد ادخل الفتنه والفساد
فى امور المسلمين، واللّه يامر بالصلاح لا بالفساد ! .


هكذا وجه كلامه ضد الحسين سبط النبى وسيد شباب اهل
الجنه، حين طعن الحسين فى اماره يزيد بن معاويه ! .


اذن حين يغيب ذكر آل محمد (ص) تنتفى الحاجه الى هذه
النظريه، ويصبح تقديم اهل بيت الروساء امرا طبيعيا لا يشوبه
شى ء، لا مع آل ابراهيم وآل عمران فقط، بل مع آل ابى سفيان
وآل مروان ايضا !.


بل مع آل ابن تيميه انفسهم ! .


فهل وصل الشيخ ابن تيميه الى زعامه المذهب الا ب (عقيده
اليهود) و (آثار الجاهليه) ؟! .


لم يلتفت الى ذلك حين راى نفسه وسلفه يتوارثون رئاسه
المذهب بصوره لم يسبق لها نظير فى المذهب الحنبلى، فمنذ
تزعم جدهم محمد بن الخضر تبنى هذا المبدا، فكلما نبغ رجل
ظل يضيق عليه حتى يخرجه من مدينته حران ويبعده عنها،
ثم ورث الزعامه لابنه عبدالغنى، وهكذا حبست رئاسه المذهب
فى هذاالبيت حتى بلغت الشيخ احمد بن تيميه ! ولا عيب فى
هذا، فكلهم اهل لهذه الرئاسه، كما كان آل ابى سفيان وآل
مروان اهلا لها.


اما آل محمد (ص) فليس فيهم من هو اهل لها،
لا على ولا احد من بنيه، لسبب واحد لا غير، وهو كونهم آل
محمد وساده بنى هاشم ! فلو كانوا من غيرهم لما شك احد فى
تقدمهم !
ابن تيميه يهد حصنه : name="link111">
ابن تيميه فى مكان آخر يقول بغير هذا، ويعتقد بتقديم اهل
بيت الرسول، فيقول ما نصه: ان بنى هاشم افضل قريش،
وقريش افضل العرب، والعرب افضل بنى آدم كما صح ذلك عن
النبى (ص) قوله فى الحديث الصحيح: (ان اللّه اصطفى بنى
اسماعيل، واصطفى كنانه من بنى اسماعيل، واصطفى قريشا
من كنانه، واصطفى بنى هاشم من قريش).


وفى صحيح مسلم عنه انه قال يوم غدير خم: (اذكركم اللّه فى
اهل بيتى، اذكركم اللّه فى اهل بيتى، اذكركم اللّه فى اهل
بيتى).


وفى السنن انه شكا اليه العباس ان بعض قريش يحقرونهم،
فقال: (والذى نفسى بيده لا يدخلون الجنه حتى يحبوكم للّه
ولقرابتى) واذا كانوا افضل الخلائق فلا ريب ان اعمالهم افضل
الاعمال ! .


فهل هذا القول هو الحق المفهوم من عقيده الاسلام ودين
خاتم الانبياء، ام هو من عقيده اليهود واثر الجاهليه فى تقديم
اهل بيت الروساء ؟! .


لا ضير، انها كلمه قالها مره واحده فى تفضيل آل الرسول، ثم
بنى عقيدته فى التفضيل والولاء على نقيضها تماما كما سنرى
فى الفصول الاتيه.


الفصل الثانى- مع فضائل اهل البيت(ع)
فضائل اهل البيت(ع) وان ثبتت عن النبى (ص) باصح الاسانيد
فهى مردوده حين تناقض عقيده ابن تيميه فى التفضيل! لان
عقيدته هى الاصل الاول الذى يوزن به الدين والتاريخ، فما
وافقها قبله، وما خالفها رده وان كان قول النبى او محكم
التنزيل ! .


راينا اشياء كثيره فيما تقدم، وسنرى فى ما يخص هذا الباب
اشياء اخرى.


المواخاه : name="link113">
يقول ابن تيميه: (اما حديث المواخاه فباطل).


(والنبى لم يواخ
عليا).


وحديث المواخاه حديث صحيح، كان بعد الهجره، حيث آخى
النبى(ص) بين المهاجرين والانصار، ثم قال لعلى (ع): (انت
اخى فى الدنيا والاخره).


رواه بهذا النص من اصحاب السنن: الترمذى، والبغوى،
والحاكم.


ورواه احمد بن حنبل فى مسنده بنص: (انت اخى وانا اخوك ).


ومن اصحاب السير والتاريخ رواه: ابن اسحاق، وابن هشام، وابن
سعد، وابن حبان، وابن عبدالبر، وابن الاثير، وابن ابى الحديد،
وابن سيد الناس، وابن كثير، والسيوط ى.


ورواه غير هولاء كثير
من اصحاب الجوامع.


وفى سيره ابن اسحاق، وسيره ابن هشام: آخى رسول اللّه (ص)
بين المهاجرين والانصار فقال: (تاخوا فى اللّه اخوين اخوين) ثم
اخذ بيد على بن ابى طالب فقال: (هذا اخى) فكان رسول اللّه
(ص) سيد المرسلين وامام المتقين ورسول رب العالمين الذى
ليس له خطير ولا نظير من العباد، وعلى بن ابى
طالب(رضى اللّه) اخوين.


وفى سيره ابن حبان: آخى النبى (ص) بين المهاجرين والانصار
ثم قال لعلى: (والذى بعثنى بالحق ما اخرتك الا لنفسى، وانت
منى بمنزله هارون من موسى غير انه لا نبى بعدى، وانت اخى
ووارثى) قال على: يا رسول اللّه، ما ارث منك ؟ قال(ص): (ما
ورثت الانبياء قبلى) وانت معى فى قصرى فى الجنه مع فاطمه
ابنتى ثم تلا رسول اللّه (ص): (اخوانا على سرر متقابلين)).


هذا هو حديث المواخاه الذى ينكره الشيخ ! .


حديث الطائر : name="link114">
الحديث الذى يعين لنا احب الخلق الى اللّه ورسوله، تعيينا
مصدقا لكل ماورد وما ياتى من احاديث النبى التى صد عنها
الشيخ.


والحديث عن انس بن مالك ، قال: كان عند النبى (ص) طير
اهدى اليه، فقال: (اللهم ائتنى باحب الخلق اليك لياكل معى
هذا الطير) فدخل على (ع)فاكله معه.


رواه الترمذى من طريق السدى ووثقه، ورواه النسائى،
وصححه الحاكم فى المستدرك وقال: رواه عن انس اكثر من
ثلاثين نفسا، وصححه الذهبى والف جزءا فى ما صح عنده من
طرقه، ورواه البغوى ايضا وآخرون، وقال الخوارزمى: اخرج ابن
مردويه هذا الحديث بمئه وعشرين اسنادا.


مع كل هذا، ماذا يقول ابن تيميه فى هذا الحديث ؟! .


يقول: (ان حديث الطائر من المكذوبات الموضوعات عند اهل
العلم والمعرفه بحقائق النقل) ! .


وقال: (وقد سئل الحاكم عن حديث الطير فقال: لا يصح).


ارايت مثل هذه الامانه فى نقل السنه ؟! اعد نظره سريعه على
اسماء اهل العلم والمعرفه بالنقل الذين صححوا هذا الحديث،
ثم انتقل معى الى الحاكم لتعرف مدى الامانه فى ما نقله عنه
الشيخ.


قال سبط ابن الجوزى: قال الحاكم ابو عبداللّه النيسابورى:
حديث الطائر صحيح، يلزم البخارى ومسلم اخراجه فى
صحيحيهما لان رجاله ثقات، وهو على شرطهما.


فاى القولين نصدق عن الحاكم ؟! بلا شك ان الصحيح منهما ما
ايده الحاكم فى مسنده (المستدرك )، وقد اخرج فيه هذا
الحديث من طريقين، وقال: رواه عن انس جماعه من اصحابه
زياده على ثلاثين نفسا، ثم صحت الروايه عن على، وابى سعيد
الخدرى، وسفينه (مولى رسول اللّه (ص)) ! .


هذا ما اثبته الحاكم، واثبته المعدودون من اهل العلم والمعرفه:
الترمذى، والنسائى، والبغوى، وابن مردويه، والذهبى، وغيرهم
كثير.


آيه الولايه، وحديث الانذار :
( انما وليكم اللّه ورسوله والذين ءامنوا الذين يقيمون الصلوه
ويوتون الزكوه وهم ركعون ).


تقدم كلام ابن تيميه فيها وجوابه، ولكن له هنا كلام جديد،
واخفاق جديد:
فكلامه الجديد : كلام موجه الى الشيعه الاماميه يقول فيه:
وحرفوا القرآن تحريفا لم يحرفه غيرهم، مثل قولهم: ان قوله
تعالى: ( انما وليكم اللّه ) الايه، نزلت فى على لما تصدق بخاتمه
فى الصلاه.


وهو من اعظم الدعاوى الباطله ! بل اجمع اهل
العلم بالنقل على انها لم تنزل فى على بخصوصه.


وان عليا لم يتصدق بخاتمه فى الصلاه.


واجمع اهل العلم بالحديث على ان القصه المرويه فى ذلك من
الكذب الموضوع ! .


وقد تقدم الرد على هذا بذكر اجماع المفسرين على صحه
نزولها فى على(ع)، وصحه تصدقه فى الخاتم فى صلاته، وقد
استفاد اهل العلم منه جواز الحركه القليله فى الصلاه، وان
صدقه التطوع تسمى زكاه، لان عليا تصدق بخاتمه فى الركوع.


ونضيف هنا ما اثبته الالوسى فى تفسيره من شعر حسان بن
ثابت فى هذه الحادثه، فقال بعد ان ذكر تصدق على بالخاتم
وهو راكع ونزول الايه، قال: فانشد حسان:
ابا حسن تفديك نفسى ومهجتى
وكل بط ى ء فى الهدى ومسارع
فانت الذى اعطيت اذ كنت راكعا
زكاه، فدتك النفس يا خير راكع
فانزل فيك اللّه خير ولايه
وبينها فى محكمات الشرائع
وقال الالوسى ايضا: سئل ابن الجوزى: كيف تصدق على بالخاتم
والظن فيه ان له شغلا شاغلا فيها ؟ فقال:
يسقى ويشرب لا تلهيه سكرته
عن النديم، ولا يلهو عن الناس
اطاعه سكره حتى تمكن من
فعل الصحاه، فهذا واحد الناس
فالذى نقله الاماميه اذن قد نقله عامه مفسرى اهل السنه
ومحدثيهم وليس بينهم فيه ادنى خلاف.


واما الاخفاق الجديد، فقوله: اما ما ينقله ابن المطهر من تفسير
الثعلبى، فقد اجمع اهل العلم بالحديث ان الثعلبى روى طائفه
من الاحاديث الموضوعات، ولهذا لما كان البغوى عالما
بالحديث لم يذكر فى تفسيره شيئا من هذه الاحاديث
الموضوعه التى يرويها الثعلبى، ولا ذكر تفاسير اهل البدع التى
ذكرها الثعلبى.


قال هذا ولم يلتفت الى ان البغوى ايضا قد ذكر نزولها فى على
لما تصدق بالخاتم فى الصلاه ! لقد ذكر ذلك البغوى الذى (لم
يذكر الموضوعات، ولا ذكر تفاسير اهل البدع) ! فهل سيحدث
الشيخ رايا آخر ؟! .


لقد تنبه مره الى ان البغوى الذى وصفه بهذا الوصف، والطبرى
الذى قال فيه دائما انه لا يروى الاحاديث الموضوعه ولا
الضعيفه، تنبه الى انهما قد اخرجا بالاسانيدالصحيحه عندهما
ما لايوافق مذهبه، فوجه اليهما سهام الطعن على الفور !.


كان ذلك عند قوله تعالى: ( وانذر عشيرتك الاقربين ).


فقد ذكر الطبرى والبغوى ان النبى (ص) جمع بنى
عبدالمطلب فانذرهم، ثم قال: (فايكم يوازرنى على هذا الامر
على ان يكون اخى ووصيى وخليفتى فيكم؟) قال على: فاحجم
القوم عنها، وقلت: انا يا نبى اللّه اكون وزيرك عليه.


فاخذ
برقبتى ثم قال: (ان هذا اخى، ووصيى، وخليفتى فيكم،
فاسمعوا له واطيعوا).


عند هذا قال ابن تيميه: وحديث الانذار اذا كان فى بعض كتب
التفسير التى ينقل فيها الصحيح والضعيف مثل: تفسير
الثعلبى، والواحدى، والبغوى، بل وابن جرير وابن ابى حاتم، لم
يكن مجرد روايه واحد من هولاء دليلا على صحته !! .


ترى اذا رواه اكثر من واحد من هولاء كما هو فى حديث الانذار
هل سيكون ذلك دليلا على صحته ؟! .


ويطعمون الطعام على حبه : name="link116">
يقول الشيخ ابن تيميه باسلوب يوحى لك بما تحلى به من ادب
الحوار، اضافه الى الامانه فى نقل السنن وتفسير القرآن ! ما
نصه:
(ذكر الرافضى يعنى ابن المطهر اشياء من الكذب تدل على
جهل ناقلها، مثل قوله: نزل فى حقهم ( هل اتى ).


فان ( هل اتى
) مكيه باتفاق العلماء ! وعلى انما تزوج فاطمه فى المدينه، وولد
الحسن فى السنه الثالثه للهجره، والحسين فى السنه الرابعه،
فقول القائل انها نزلت فيهم من الكذب الذى لا يخفى على من
له علم بنزول القرآن واحوال هذه الساده الاخيار) ! .


فكم سيعجب القارى هذا التقسيم التاريخى الرائع، وهذا
التعظيم لاهل البيت! .


ولكن لا تعجل، فليس عليك الا ان تتناول المصحف الكريم
لتنظر فى هذه السوره، سوره (الدهر) او (الانسان) او (هل اتى)
هذه اسماوها وهى فى المصحف برقم 76، السوره قبل الاخيره
من جزء تبارك الجزء 29، لترى ماذا كتبوا فى عنوانها، فسترى
امامك : (سوره الدهر مدنيه) ! .


هكذا اتفقوا اذن، وهكذا اثبتوا فى المصاحف.


نعم، قالوا ان
القسم الاخير منها ابتداء من قوله تعالى: ( انا نحن نزلنا عليك
القرءان تنزيلا ) نزل بمكه.


اما قسمها الاول والذى فيه: (
ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا انما
نطعمكم لوجه اللّه لا نريد منكم جزآء ولا شكورا انا نخاف من
ربنا يوما عبوسا قمطريرا فوقهم اللّه شر ذلك اليوم ولقهم
نضره وسرورا وجزبهم بما صبروا جنه وحريرا ) فان هذه
الايات والتى قبلها مدنيه بلا ادنى خلاف.


ومتى كان للمسلمين اسرى وهم فى مكه ؟! و انما وقع الاسرى
بايدى المسلمين بعد الغزوات التى كانت اولها غزوه بدر وهى
بعد الهجره الى المدينه، وفى السنه الثانيه من الهجره، فكيف
تكون الايات مكيه ؟!
لتعرف عندئذ حقيقه ذاك العلم بنزول القرآن وباحوال هولاء
الساده الاخيار.


وبعد، فقد اتفق اهل التفسير على نزول هذه الايات فى اولئك
الساده الاخيار: على وفاطمه والحسن والحسين(ع)، قاله
الطبرى، والبغوى، والزمخشرى، والرازى، وابو السعود،
والبيضاوى، والنسفى، والخازن، والالوسى، والشوكانى،
واسماعيل حقى، والواحدى فى اسباب النزول.


فاين رايت (الكذب الذى يدل على جهل ناقله) ؟!
اللهم وال من والاه وعاد من عاداه :
عاد النبى (ص) من حجه الوداع، فلما بلغ غدير خم وقف للناس
فرد من سبقه، ولحقه من تخلف، فقام خطيبا فقال: (الست
اولى بالمومنين من انفسهم؟) قالوا: بلى.


قال: (من كنت مولاه
فعلى مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه).


هذا حديث متواتر، جمع كثير من العلماء طرقه فى اجزاء
مفرده، وشهدوا بصحته وتواتر طرقه، ومنهم الذهبى والطبرى.


فماذا يرى ابن تيميه ؟! .


يقول ابن تيميه: حديث الموالاه قد رواه الترمذى واحمد فى
مسنده عن النبى (ص) انه قال: (من كنت مولاه فعلى مولاه)
واما الزياده، وهى قوله: (اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه)
فلا ريب انه كذب ! .


ارايت الذى يكذب بالدين ؟! فهذه (الزياده) قد رواها احمد فى
مسنده من سبعه طرق، ورواها ابن ماجه فى سننه، ورواها
النسائى من اكثر من عشره طرق، وصححها الحاكم فى
المستدرك فقال: صحيح على شرط الشيخين، وصححها
الذهبى ايضا وقال: قويه الاسناد.


ولكنها لا ريب على خلاف عقيده ابن تيميه فى الموالاه، فهو لا
يرضيه ان يرى دعاء النبى على (اولياء الامور) ممن يدين
بولايته، دعاء صريحا لا يمكن تاويله او صرفه عنهم، فلا بد من
رده حفظا لماء وجه الامير، وان كان النبى قد قاله على اكبر ملا
من المسلمين ! .


واما قوله (من كنت مولاه فعلى مولاه) فما اسهل تاويله عند
الشيخ، وصرفه عن معناه، فهو لا يعدو كونه وصيه بالحب او
اخبار، فاذا ظهر من الامير ما يخالف هذا الاخبار او تلك الوصيه
فالامير مجتهد متاول، فهو ماجور على هذا الخلاف ! .


وعلى هذا النحو سار الشيخ فى تكذيب الحديث النبوى الشريف،
وآيات القرآن النازله فى على واهل البيت(ع)، وما لم يكذبه
منها جادل فيه جدالا لا يجرو على بعضه احد يحرص على
كرامه القرآن والسنه:
فقول النبى (ص) لعلى: (انت منى بمنزله هارون من موسى
الا انه لا نبى بعدى) ليس فيه ايه مزيه لعلى، ولا فيه ما يشير
الى حقيقه الاستخلاف، وما هو الا كلام اراد منه النبى ايناس
على لا غير ! .


وقوله (ص) لعلى: (انت منى وانا منك ) ليس فيه مزيه لعلى،
فالمراد منه الاخوه فى الدين لا غير، وهذا امر يشاركه فيه غيره
من المسلمين ! ذاهلا عن قوله (ص) فى على (ع): (انه منى
وانا منه، وهو وليكم بعدى).


وقوله تعالى: (انما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس اهل البيت
ويطهركم تطهيرا).


صحيح ان النبى (ص) قد خص به عليا
وفاطمه والحسن والحسين (فلما بين سبحانه انه يريد ان
يذهب الرجس عن اهل بيت نبيه ويطهرهم تطهيرا، دعا
النبى(ص) لاقرب اهل بيته واعظمهم اختصاصا به، وهم: على
وفاطمه وسيدى شباب اهل الجنه، فجمع اللّه لهم بين ان
قضى لهم بالتطهير، وبين ان قضى لهم بكمال دعاء النبى).


ولكن هل فى هذا مزيه لاهل البيت(ع) ؟ .


يقول ابن تيميه: ان هذا مجرد اراده من اللّه لهم بالتطهير،
ودعاء من النبى لهم بذلك ، ولا يعنى هذا ان اللّه قد طهرهم
حقا ! بل هو امر امروا به، ومما يبين ان هذا مما امروا به، لا مما
اخبر بوقوعه، ما ثبت فى الصحيح ان النبى (ص) ادار الكساء
على على وفاطمه وحسن وحسين، ثم قال: (اللهم هولاء اهل
بيتى، فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا) وهذا الحديث
رواه مسلم فى صحيحه عن عائشه، ورواه اهل السنن عن ام
سلمه ! .


نسى الشيخ انه لو لم يفعل النبى ذلك ، ويخصهم بالذكر دون
سواهم، لكان اهون شى ء على الشيخ وغيره ان يخرجهم من
هذه الايه وهذه الفضيله، ولا يعدهم فى اهل البيت، ولكان
اهون شى ء عليه ان يقول ان اهل بيته زوجاته ! .


النبى (ص) يقول فى حديث قسمه الخلق: ( ان اللّه قسم الخلق
قسمين فجعلنى فى خيرهما قسما، فذلك قوله ( واصحب
اليمين ) ( واصحب الشمال ) فانا من اصحاب اليمين وانا خير
اصحاب اليمين، ثم جعل القسمين اثلاثا فجعلنى فى خيرها
ثلثا، فذلك قوله ( فاصحب الميمنه ) ( واصحب المشئمه )
(والسبقون السبقون ) فانا من السابقين وانا خير السابقين، ثم
جعل الاثلاث قبائل فجعلنى فى خيرها قبيله، وذلك قوله: (
وجعلنكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند اللّه اتقكم ) وانا
اتقى ولد آدم واكرمهم على اللّه ولا فخر، ثم جعل القبائل بيوتا
فجعلنى فى خيرها بيتا، فذلك قوله ( انما يريد اللّه ليذهب
عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا ) فانا واهل بيتى
مطهرون من الذنوب ).


وبعد فهو شى ء اراده اللّه لهم دون سواهم، ودعا النبى به لهم
دون سواهم، وخصهم بالذكر تمييزا لهم وحصرا لمصداق الايه
بهم، ورغم ذلك فهو امر لم يتحقق لهم لان الشيخ ابن تيميه
لم يرد ذلك !
ومثل هذا تجده فى آيه المباهله: ( فمن حاجك فيه من بعد
ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع ابناءنا وابناءكم ونساءنا
ونساءكم وانفسنا وانفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت اللّه على
الكذبين ).


خر النبى لمباهله نصارى نجران واخذ معه عليا
وفاطمه والحسن والحسين(ع) .


قال البغوى: ( وابناءنا ) اراد الحسن والحسين، ( ونساءنا )
فاطمه، (وانفسنا ) عنى نفسه وعليا (رضى اللّه).


وقال الزمخشرى: وفيه دليل لا شى ء اقوى منه على فضل
اصحاب الكساء.


اما ابن تيميه فلا يرى فيه فضيله، وما دعاهم النبى لفضيله
لهم، ولكن دعاهم لانهم اقاربه والرجل فى المباهله ياخذ
اقاربه، ولو كان النبى قد دعا ابا بكر وعمر لكانت اجابه دعائه
اولى واسرع !! .


صدق اللّه ورسوله .


فهذه الصلاه على آل محمد الذين كانوا معه فى المباهله،
والتى يوديها ابن تيميه فى تشهده وفى دعائه، هل يستطيع ان
يحذف منها ذكرهم ويضع مكانهم ابا بكر وعمر لتكون صلاته
اتم واستجابه دعائه اولى واسرع ؟! .


انه يعلم ان صلاته عندئذ ستكون باطله ! بل لو ابقى ذكرهم
فيها واضاف معهم ابا بكر وعمر لبطلت صلاته بلا جدال، فكم
بين من جعل ذكره فى الصلاه واجبا لا تصح بدونه، ومن اذا
ذكر فى الصلاه بطلت ؟ .


والثقلان واحد فقط ! name="link118">
قد تكون معجزه فى عالم الاعداد، او سرا من اسرار اللغه لم
يفهم بعد ! فى خطاب النبى المشهود بغدير خم وبلاغه للناس:
( الا ايها الناس انما انا بشر يوشك ان ياتى رسول ربى فاجيب،
وانا تارك فيكم الثقلين: اولهما كتاب اللّه، فيه الهدى والنور،
فخذوا بكتاب اللّه واستمسكوا به، واهل بيتى، اذكركم اللّه فى
اهل بيتى، اذكركم اللّه فى اهل بيتى، اذكركم اللّه فى اهل
بيتى) .


وقوله (ص): (انى تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدى:
كتاب اللّه حبل ممدود من السماء الى الارض، وعترتى اهل
بيتى، ولن يفترقا حتى يردا على الحوض، فانظروا كيف
تخلفونى فيهما؟) .


ماذا يقول الشيخ ابن تيميه فى معنى الثقلين اللذين امر النبى
بالتمسك بهما ؟
يقول عجبا من الكلام لا يعرفه عربى ولا اعجمى !
انه يقول: الحديث الذى فى مسلم اذا كان النبى (ص) قد قاله
فليس فيه الا الوصيه باتباع الكتاب ! وهو لم يامر باتباع العتره،
ولكن قال: (اذكركم اللّه فى اهل بيتى) ! .


اين الثقل الثانى اذن والنبى (ص) يقول: ( الثقلين اولهما كتاب
اللّه ) ؟!
فهل خفى هذا الكلام الفصيح على الشيخ ؟! كلا ابدا، لكنه لا
ينشرح صدرا لذلك الثقل الثانى ! ويندفع مره اخرى فلا يكتفى
بحذف الثقل الثانى من الحديث وترك الحديث مبتورا على
طريقه الذين يومنون ببعض الكتاب، بل يذهب الى ما هو ابعد
منه واكثر جفاء للنص النبوى الثابت الشريف، فيستبدله بجزء
آخر لا يعرفه هذا الحديث النبوى التام، ولا يعرفه حتى ابن
تيميه باسناد يعتمده او مصدر ينسبه اليه ! فيقول: ( ان الرسول
اخبر ان امته ستفترق ثلاثا وسبعين فرقه، فقد علم ما سيكون
ثم قال: (انى تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا: كتاب اللّه
)) الى هنا يقطع الشيخ هذا الحديث ثم يصل كلامه بقوله:
(وروى عنه انه قال فى صفه الفرقه الناجيه: (هى ما كان على
مثل ما انا عليه اليوم واصحابى)) ! .


لعلك لاحظت كيف اعرض عن لفظ (الثقلين) الذى رواه
مسلم، وانتخب النص الذى رواه الترمذى واحمد، ثم اخذ نصفه
وترك نصفه الثانى ناشدا الهدى على سبيل آخر غير السبيل
الذى وصفه النبى (ص)، فتمام هذا الحديث: (انى تارك فيكم
ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدى: كتاب اللّه حبل ممدود من
السماء الى الارض، وعترتى اهل بيتى، ولن يفترقا حتى يردا
على الحوض، فانظروا كيف تخلفونى فيهما).


وهكذا يا رسول اللّه خلفك فيهما الشيخ ابن تيميه ! .


اذا رايت هذا فقد ادركت اذن لماذا كرر النبى القول: (اذكركم
اللّه فى اهل بيتى، اذكركم اللّه فى اهل بيتى، اذكركم اللّه فى
اهل بيتى) (فانظروا كيف تخلفونى فيهما).


وفى اسناد آخر: (وانى سائلكم حين تردون على عن الثقلين،
فانظروا كيف تخلفونى فيهما).


و(انى تارك فيكم خليفتين: كتاب اللّه، واهل بيتى، وانهما لن
يفترقا حتى يردا على الحوض جميعا).


ليعلم الشيخ اذن من هو الذى سيكون على مثل ما كان عليه
النبى (ص) واصحابه فى حياته، هل الذى تمسك بما لا يضل
بعده ابدا (الثقلين)، ام الذى فرق بينهما خلافا لقول النبى،
والنبى يوكد انهما (لن يفترقا) ؟! .


وعلى هذا (المنهاج) مضى ابن تيميه فى التعامل مع السنه
حين تصادم عقيدته، فعقيدته عنده هى الاصل، وعلى القرآن
الكريم ان يخضع لها ! وعلى النبى(ص) الا يقول حرفا واحدا فى
خلافها ! وعلى اهل البيت(ع) ان يرضوا بما رضى لهم ابن تيميه
فى عقيدته ! ومن شك فى هذا فهو ضال، خارج عن طريقه
السلف، لا تنفعه شفاعه الشافعين !!
تتويج الانحراف : name="link119">
المسار الذى انحرف عن اهل البيت(ع) فتنقص منهم، وكذب
بمناقبهم، وجحد منزلتهم، يتوجه اصحابه بما ينسبونه الى اهل
البيت مما يكون ذريعه للانتقاص منهم، ومن سيكون عرضه
لهذه المطاعن قبل على (ع) ؟! .


وابن تيميه يتوج مساره هذا بما يتشدق به من روايه شانى على،
حليف الخوارج، المعظم لمعاويه، الذى روى ان عليا خطب ابنه
ابى جهل وفاطمه (ع) عنده، فاغضب النبى بذلك فخطب
النبى خطبه يشكو فيها عليا واثنى على صهر له من بنى عبد
شمس قوم معاويه، ثم قال: لا تجتمع ابنه رسول اللّه وابنه عدو
اللّه.


ذلك الراوى هو المسور بن مخرمه، الابق عن على (ع)،
المعظم لمعاويه، قال فيه عروه بن الزبير: لم اسمع المسور ذكر
معاويه الا صلى عليه !! .


وكان حليف الخوارج واسوتهم، قال فيه الزبير بن بكار: كانت
الخوارج تغشاه، وينتحلونه ! .


فهذاالرجل ثقه اذن، ينقل القوم حديثه ويتدينون به، لانه ليس
برافضى!.


وقال بعض من انكر هذا الحديث: انه من وضع الكرابيسى
المشهور ببغضه اهل البيت(ع) .


ولم يكن المسور على حاله
المذكوره باحسن حالا من الكرابيسى.


اما المعتزله فقالوا: ان هذا الحديث وضعه ابو هريره فى زمن
معاويه.


واما ابن تيميه فلا يجد الذ من هذا الحديث، يردده مره بعد
اخرى ويطيل الكلام فى التفريع عليه وتقويه حجج النواصب به
على على واتباعه، فى كلام يجل المرء المسلم عن ترديده.


قال على (ع): ( يهلك فى اثنان: محب يقرظنى بما ليس فى،
ومبغض يحمله شنانى على ان يبهتنى ) .


الفصل الثالث
مع خصائص على (ع)
ان الاغضاء عن خصائص على (ع) وعظيم مزاياه اغضاء عن
الشمس فى رائعه النهار، اغضاء عن الخلق النبيل، عن الصدق
الذى لا يحجبه شى ء، عن اليقين، عن الشجاعه والايمان
والحكمه فى اتم معانيها، اغضاء عن الكمال، ولكن هناك من لا
يقف عند حدود الاغضاء، بل يبتعد حتى ينال منه (ع) تلميحا او
تصريحا، نيلا يحمله عليه هوى فى آخرين يريد ان يرفعهم، او
شنان ينقله من باب الى آخر من ابواب كلام لا يستحسن له
وجه فى حال من الاحوال ! والفقرات التاليه ستوقفنا على شى ء
من ذلك :
التعريض بكرامه على (ع) :
1 - فى ذكر الخصام فى الخلافه: يذكر ابن تيميه عليا وابا بكر
وعمر، فيقول: الخصم فى ذلك على، وقد مات كما مات ابو بكر
وعمر.


ونحن نثبت بالحجج الباهره ان ابا بكر وعمر اولى
بالعدل من كل احد سواهما من هذه الامه، وابعد عن الظلم من
كل احد سواهما !! .


وهذا المس الجرى ء فى عداله على (ع) لم يكن يعرفه ابو بكر
وعمر فى عهدهما، وقد كانا يقولان فيه: انه مولانا ومولى كل
مومن ومومنه.


2 - فى ذكر حروبه (ع)، يقول: وعلى (رضى اللّه) لم يكن قتاله
يوم الجمل وصفين بامر من النبى (ص)، وانما كان رايا رآه !
وهو الذى ابتدا اهل صفين فى القتال ! وعلى انما قاتل الناس
على طاعته، لا على طاعه اللّه !!
ويضيف قائلا: فمن قدح فى معاويه بانه كان باغيا، قال له
النواصب: وعلى ايضا كان باغيا ظالما ! قاتل المسلمين على
امارته وصال عليهم !.


فمن قتل النفوس على طاعته كان
مريدا للعلو فى الارض والفساد، وهذا حال فرعون !! واللّه تعالى
يقول: ( تلك الدار الاخره نجعلها للذين لا يريدون علوا فى
الارض ولا فسادا والعقبه للمتقين ) فمن اراد العلو فى الارض
والفساد لم يكن من اهل السعاده فى الاخره، وليس هذا كقتال
الصديق للمرتدين ومانعى الزكاه فان الصديق انما قاتلهم على
طاعه اللّه ورسوله، لا على طاعته، فان الزكاه فرض، فقاتلهم
على الاقرار بها، بخلاف من قاتل ليطاع هو ! .


قال: ومن قال ان حرب على كحرب الرسول، فان الحديث
(حربك حربى وسلمك سلمى) كذب.


ولو كان حربه كحرب
الرسول، واللّه تعالى قد تكفل بنصر رسوله، كما فى قوله تعالى: (
انا لننصر رسلنا والذين ءامنوا فى الحيوه الدنيا ويوم يقوم
الاشهد )، وكما فى قوله تعالى : ( ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا
المرسلين انهم لهم المنصورون وان جندنا لهم الغلبون )
لوجب ان يغلب محارب رسول اللّه(ص) ولم يكن الامر كذلك ،
بل الخوارج لما امر النبى (ص) بقتالهم وكانوا من جنس
المحاربين للّه ورسوله انتصر عليهم !
فلو كانت محاربته محاربه للرسول لكان المنتصر فى آخر الامر
هو، ولم يكن الامر كذلك ، بل كان آخر الامر يطلب مسالمه
معاويه ! .


وفى هذا الكلام النابى ونحوه جاءت الفتوى من بعض علماء
عصره بعده فى المنافقين، استنادا الى الحديث الصحيح الثابت
عن النبى (ص) انه قال لعلى(ع) : (لايحبك الا مومن، ولا
يبغضك الا منافق).


كلام اغمض فيه عينيه عن السنه كلها، وعن التاريخ كله،
فالجيش الذى هزم الخوارج الم يهزم اصحاب الجمل قبلهم،
فقتل امراءهم وبدد جمعهم حتى كاد يفنيهم، فانهزموا، فنادى
مناديه (ع) : (لاتتبعوا مدبرا، ولا تجهزوا على جريح)؟! .


وهذا الكلام نقله ابن تيميه فى نفس هذا الموضع، ولكنه
سرعان ما نسى ! .


انه نقل ذلك حين كان يدافع عن اسلام اصحاب الجمل، فقال:
قد تواتر عن على يوم الجمل لما قاتلهم انه لم يتبع مدبرهم ولم
يجهز على جريحهم ولم يغنم لهم مالا ولم يسب لهم ذريه،
وامر مناديه ينادى فى عسكره ان لا يتبع لهم مدبر، ولا يجهز
على جريحهم، ولا تغنم اموالهم.


اذن كان انتصار على (ع) على اصحاب الجمل كانتصاره على
الخوارج، فحربه فيها كان للّه ورسوله، وكذا فى صفين حين
كان جيشه هو الغالب المنتصر حتى اشرف معاويه واصحابه
على الهلاك فابتكروا خدعه رفع المصاحف.


وانه لمن تدنى الافهام بمكان ان يوصف على بانه قاتل للرئاسه
ولاجل ان يطاع هو !
فالحق (ان عليا قد مثل مثلا ساميه فى الاسلام عزت على
افهام الكثيرين، وانه حارب من اجل (كيف)الاسلام، لا من اجل
(كمه) اى انه حارب من اجل معنى الاسلام ومغزاه، لا من
اجل اتساع رقعه الاسلام وزياده عدد المسلمين، ولكن الناس
عن المبادى والقيم غافلون، بينما هم للاشخاص موالون، بل
ومقدسون).


يقول النبى (ص) فى جمع من الصحابه: (ان منكم من يقاتل
على تاويل القرآن كما قاتلت على تنزيله) فاستشرف له القوم
وفيهم ابو بكر وعمر، فقال ابو بكر: انا هو ؟ قال: (لا).


قال عمر !
انا هو ؟ قال: (لا، ولكن خاصف النعل) وكان على يخصف نعل
النبى (ص).


قال ابو سعيد الخدرى: فاتيناه فبشرناه فلم يرفع
به راسه كانه قد سمعه من رسول (ص).


ويقول (ص) لعلى وفاطمه والحسن والحسين: (انا حرب لمن
حاربتم وسلم لمن سالمتم).


فقتال على (ع) اذن ليس كقتال من قاتل برايه واجتهاده، انما
كان بامر النبى وارشاده، وحربه حرب رسول اللّه، فمن حاربه
كان كمن حارب رسول اللّه(ص)، ومن عاداه فقد عادى اللّه
تعالى، ومن اطاعه اطاع اللّه ورسوله، ومن عصاه فقد خرج عن
طاعه اللّه ورسوله.


قال (ص): (من اطاع عليا فقد اطاعنى، ومن
عصى عليا فقد عصانى) و(من كنت مولاه فعلى مولاه، اللهم
وال من والاه وعاد من عاداه).


وقال (ص): (على مع القرآن والقرآن مع على، لن يتفرقا حتى
يردا على الحوض ).


قال ابو ثابت مولى ابى ذر: كنت مع على (رضى اللّه) يوم الجمل
فلما رايت عائشه واقفه دخلنى بعض ما يدخل الناس، فكشف
اللّه عنى ذلك عند صلاه الظهر فقاتلت مع على امير المومنين،
فلما فرغ ذهبت الى المدينه فاتيت ام سلمه فقلت: انى واللّه ما
جئت اسال طعاما ولا شرابا ولكنى مولى ابى ذر، فقصصت
عليها قصتى، فقالت: احسنت، سمعت رسول اللّه (ص) يقول:
(على مع القرآن والقرآن مع على لن يتفرقا حتى يردا على
الحوض) صححه الحاكم والذهبى.


هذا هو دين خاتم النبيين، وهذه هى سنته، وهذا هو هداه.


فى علم على (ع) : name="link122">
1 - يقول: لا نسلم ان عليا كان احفظ للكتاب والسنه واعلم
بهما من ابى بكر وعمر، بل هما كانا اعلم بالكتاب والسنه منه ! .


دعوى بارده، ومقارنه فاتره، ليس لها وجه مقبول.


فهل ذكر
احد ان ابا بكر وعمر كانا ممن حفظ القرآن، او عرف فى تفسير
آياته، او برز فى معرفه السنه فقها وروايه على غيره ؟! وهل انكر
احد ان عليا قد جمع هذا كله ؟!
لقد عد عثمان بن عفان فى من حفظ القرآن على عهد الرسول
(ص) مع على وابن مسعود وابى بن كعب وزيد بن ثابت ومعاذ
بن جبل، اما ابو بكر وعمر فلا ذكر لهما فى هذا المكان.


وفى القراءات لا ذكر لهما الى جنب على (ع) الذى تنتهى اليه
قراءه عاصم المتداوله الان بين الناس.


وفى تفسير القرآن يقول ابن عطيه: فاما صدر المفسرين،
والمويد فيهم فعلى ابن ابى طالب (رضى اللّه)، ويتلوه عبداللّه
بن عباس، وهو تجرد للامر وكمله.


وقال ابن عباس: ما اخذت من تفسير القرآن فعن على بن ابى
طالب.


ويتلو عبداللّه بن عباس: عبداللّه بن مسعود، وابى بن كعب،
وزيد بن ثابت وعبداللّه بن عمرو بن العاص.


فلا ذكر فيه لابى
بكر ولا عمر، ولا اثر عنهما شى ء فى التفسير يرفعهما الى مراتب
المفسرين.


وهذا باب لا جدال فيه عند اهل العلم وهم ما زالوا يروون ما
تواتر عن عمر بن الخطاب فى قوله: (لولا على لهلك عمر )
واستعاذته من معضله ولا ابا حسن لها!
2 - ويبالغ ابن تيميه فى الجفاء، فيقول: ليس فى الائمه الاربعه
ولا غيرهم من ائمه الفقهاء من يرجع الى على فى فقهه، اما
مالك فان علمه عن اهل المدينه، واهل المدينه لا يكادون
ياخذون عن على !
واما ابو حنيفه والشافعى واحمد فينهى ابن تيميه علمهم الى
ابن عباس، ثم يقول: وابن عباس كان مجتهدا مستقلا، وكان اذا
افتى بقول الصحابه افتى بقول ابى بكر وعمر، لا بقول على ! .


قد يثيرك هذا الكلام لما فيه من تحامل شديد، وتنكر لما هو
متيقن من تراث المسلمين، ولكن يهون عليك ان احدا من
المسلمين لم يصغ الى هذا، وجوابه عندهم معلوم، وقد قراوا ما
رواه ابن تيميه نفسه من قول ابن عباس: (اراهم سيهلكون،
اقول: قال رسول اللّه.


ويقولون: نهى ابو بكر وعمر !).


ولم يلتبس هذا الامر على احد، بل كلمه المسلمين فيه واحده:
يقول الدكتور محمد رواس فى (الموسوعه الفقهيه): يتوج فقه
السلف فقه الصحابه، ويتوج فقه الصحابه فقه المكثرين وائمه
الفتوى منهم: عمر بن الخطاب، وعلى بن ابى طالب، وعبداللّه
بن عباس، وعبداللّه بن عمر، وعبداللّه بن مسعود، وزيد بن
ثابت، وعائشه رضى اللّه عنهم جميعا.


فلا تجد ذكرا لابى بكر بينهم، ثم يواصل كلامه فيقول:

/ 12