أسرار الإمامة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أسرار الإمامة - نسخه متنی

عمادالدین الحسن بن علی الطبرسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


الـجـواب : هـذا الـسـؤال مـن الجاهل اءوالمتجاهل يشبه بكلام من قال : ما الدليل على اءن اسماعيل واسـحاق ويعقوب ويوسف (ع ) كانوا اءنبياء بعد ابراهيم (ع ) اءويوشع بن نون بن حمون بن افراهم
بـن يـوسـف بـعـد موسى , اءوشمعون بن حمون بعد عيسى (ع ). ((ان اللّه اصطفى ادم ونوحا وال
ابـراهـيـم وال عـمـران عـلـى الـعـالـمين ذرية بعضها من بعض )). ((1409)) وقال اللّه تعالى
لـمـحـمـد(ص ): ((قـل مـا كنت بدعا من الرسل )) ((1410)) , ثم قال تعالى : ((ولا تجد لسنتنا
تـحـويـلا)) ((1411)) . وقـال ((1412)) تـعالى بعد ذكر الانبياء(ع ) ((اولئك الذين هدى اللّه
فبهداهم اقتده )). ((1413))
اعلم اءن بناء البحث ينبغي اءن يكون على التناصف ان كان عقليا, وعلى التصادق ان كان نقليا.

وعـلـى الاول ان كـان اعـتـقـاديـا, وعـلـى الاحـتـيـاط ان كـان عـمـلـيـا, فـعـلى هذا نرى
الانبياءوالاوصياء, ((1414)) والسلاطين والملوك , والرؤساء والضعفاء,فانه متى هلك واحدمنهم
قـام بـنيه مقامه , لا صاحبه الخادم بتعليل صحبته . وشاهده العرف العام . ولم يكن محمد(ص ) بدعا من
اءصـناف الاناس . ((1415)) فيجب كونه ((1416)) اءميرامؤمنين واءولاده (ع ) على منهاجهم في
قيامهم مقامه .

[فصل مذهب العباسية وانقراضهم ]
مساءلة : كان العباس ـ بناء على زعمك ـ اءولى بمقامه .

الجواب : قيام النسب مقام المورث ((1417)) لوجهين :
اءحـدهـما: يحرز ((1418)) المال ففاطمة قامت به لانها اءقرب , بدليل قول النبى (ص ):الاقرب
يمنع الابعد ((1419)) , وظاهر قوله ـ تعالى ـ: ((واولو الا رحام بعضهم اولى ببعض في كتاب اللّه
من المؤمنين والمهاجرين )). ((1420))
والـثـانـي : القيام مقامه فيما كان قائما به بحال حياته . والعباس لم يلق بذلك , لوجوه : منها:اء نه لم يدع
الامـامـة , لـما علم اءن عليا(ع ) كان مستحقها. ((1421)) ومنها: قوله تعالى : ((والذين امنوا ولم
يـهـاجـروا مـا لـكـم مـن ولا يتهم من شي ء حتى يهاجروا)). ((1422)) فرفع اللّه الولاية ممن
لم يهاجروا, وكان العباس من الطلقاء من حرب بدر, اسره عسكر الاسلام وفدى نفسه بمال كثير و
خلص . ((1423))
ومنها: اء ن العباسية الذين قالوا بولايته انقرضوا. وانقراضهم دلالة على بطلان مقالتهم ,لان الحق لا
يخرج عن الامة . ((1424))
ومنها: اء ن الاجماع حصل اءن الخلافة اما لعلى واما لابي بكر. ولم يقل اءحد لغيرهما. وماخرج عن
الاجماع فهو ضائع .

ومـنها: اء ن الخلافة هي القيام مقام النبى (ص ), والقيام مقامه لايجوز الا باذنه , ولم يردنص للعباس .

والاخـبـار والـرواايـات لم يوجد الا لعلى اءو لابي بكر. ووقع العباس مسكوتا عنه , فوجب عزله
وانعزاله .

فصل [مذهب الزيدية ] واءما ((1425)) الزيدية ((1426)) فهم اءيضا باطل , لوجوه :
منها: اء ن الاجماع قد انعقد زمان الصحابة بتردد الخلافة بين على واءبي بكر. ومن قال بعلى (ع ) قال
بـعـصـمـتـه , والا فالخلافة باطلة . فالزيدية قالوا بعلى ((1427)) (ع ) ولم يقولوابعصمة زيد.

فدعواهم خارق للاجماع . ((1428))
ومـنـهـا: اء ن الدلائل ((1429)) سنقيمها ببطلان من قال بعدم العصمة , وهم بهذه المثابة والمقام .

فقولهم باطل .

ومـنـهـا: اء نـهـم اءثـبـتـوا الامـامة بشرط الخروج , ((1430)) فربما يخرج في اليوم الواحد
مـائة عـلوى ((1431)) , كل منهم في صقع , ((1432)) اءو موضع ((1433)) واحد, وهذا هو
عـيـن الـفـسـادلامـكـان ((1434)) وقـوع الـمـخالفة بينهما, فيجب قتلهما اءوقتل اءحدهما,
الوجوه . ((1435))
ومنها: قوله تعالى : ((انما جزاء الذين يحاربون اللّه ورسوله و يسعون في الا رض فسادا ان يقتلوا
اويصلبوا او تقطع ايديهم و ارجلهم من خلا ف او ينفوا من الا رض )). ((1436))
والـخارج مفسد لانه يمكن اءن لا تختاره الامة , اءويختاره ((1437)) جمع دون آخرين , اءواءنه
يخرج على النبى اءو وصي النبى (ص ). ويلزم منه اءن يكون على (ع ) ظالما في دعواه ((1438))
الـخـلافة في زمان الصحابة , لانه ما خرج في ذلك الاوان . وكذلك النبى (ص ) ما خرج اءوان الغار
واءيام الشعب واءيام الطائف .

والامـامـة اءمـر عـظيم , فلوكان الخروج شرطا لاخبر عنه النبى (ص ) وذكره . ولما سكت .قلنا:
انـه ((1439)) باطل . وكذلك سكت عنه تعالى , وجاء في الخبر اء ن النبى قال : فاسكتواعما سكت
اللّه عنه . ((1440))
ولـعـل الـزيـدى اءخـذ تـلـك ((1441)) الـشـرائط مـن ((1442)) قـوله تعالى في طالوت :
((وزاده بـسـطـة فـي الـعـلـم والـجـسم )). ولا يدري اء ن ما قبل ذلك قوله ـ تعالى ـ: ((ان اللّه
اصـطـفـاه عـلـيـكـم )) ((1443)) يـعـنـي : ان اللّه اخـتاره عليكم . ومن خرج بنفسه عن تلقاء
نـفـسـه ((1444)) فربما لا يكون مما اصطفاه اللّه . واءيضا لايكون ((1445)) الاصطفاء الا مع
العصمة , وزيدبن على لم يكن معصوما.

واءيـضـا مـحـمـد بـن عـلـى الـبـاقـر(ع ) كـان وصـيـا لابـيـه عـلـى , ولـجـده
الـحسين (ع ). ((1446)) والرسول (ص ) بعث جابر بن عبداللّه الانصاري اليه رسولا وورد في
حقه اءخبارواءحاديث قريبا من الالف مع وفور علمه وعصمته . ((1447))
ان قيل : خرج الحسين (ع ), و((زيد)) اقتدى به .

الـجواب : لم يخرج الحسين لطلب الامامة وانما خرج لدفع المضرة , فاءدى ذلك الى قتله ,دعاه الناس
الـى طـاعة كافر فامتنع عن قبوله . فعلى هذا كان خروجه ((1448)) معصية وبدعة , وكل بدعة
ضلالة , وكل ضلالة في النار.

واءكثر علماء التابعين اءقروا بامامة الباقر(ع ) ولم يلتفتوا ((1449)) الى زيد الا اءشرار من الامة ,
اءرذال ((1450)) مـن الـنـاس . واءيـضا اءحال اللّه تعالى الامامة الى نفسه حيث قال : ((اني جاعلك
للناس اماما)). ((1451))
واءيـضـا من شرط الامامة الصبر, كما جاء في اءواخر ((اءلم التنزيل )) حيث قال : ((وجعلنامنهم
ائمـة يـهدون بامرنا لم ا صبروا)). ((1452)) والخارج ليس بصابر, فلايكون اماما.اءلاترى اءن
اءميرالمؤمنين صبر خمسا وعشرين سنة ؟ ((1453))
واءيـضـا اءحـال اللّه تـعـالى الامامة بالعصمة , ((1454)) كما قال في جواب ابراهيم (ع ): ((لا
ينال عهدي الظالمين )). ((1455))
ومـن الـخـروج لايـزداد شي ء الا الفساد. والقرآن منع من ذلك حيث قال : ((ولا تعثوا فى الا رض
مفسدين )), ((1456))
ومنها اء نه تعالى قال : ((ولا تفسدوا في الا رض )). ((1457)) وهذا هوالفساد.

ومـنـها: اءنها ((1458)) اختار الامامة , وقال اللّه تعالى : ((ما كان لهم الخيرة )). ((1459)) و
ان لـم يـكن اختيارهم , بل اختيار ((1460)) نفسه يرد عليه قوله ـ تعالى ـ: ((ءآللّه اذن لكم ام على
اللّه تفترون )). ((1461))
[من يستحق الامامة ]
مساءلة : اءما ان الصحابة لم يستحقوا التقديم , فذلك لوجوه :

اءحدها: توبتهم عن الشرك . والتائب عن الشرك لم يكن في سنة اللّه اءن يقوم مقام النبى (ص ).

ثانيها: اءنهم كانوا اءبدا سائلين ((1462)) من على (ع ) ومحتاجين اليه . وعلى (ع ) لم يكن قطسائلا
مـنـهـم , ((1463)) فالسائل لايتقدم على المسؤول عنه , لانه قال اللّه تعالى : ((والذين اوتوا العلم
درجات )). ((1464))
ثـالـثـهـا: اءن الـنـبـى (ص ) قـال ((اءصـحـابي كالنجوم باءيهم اقتديتم اهتديتم )), ((1465))
ولـم يـفـضـل اءحـدا مـنـهـم عـلـى آخـر بـالنظر الى الاقتداء بهم . فتقديم اءحدهم على آخرين
ليصير ((1466)) مقتدى العالمين ترجيح من غير مرجح .

رابـعـهـا: اءنـهـم اءسـلـمـوا ((1467)) بعد النبوة . واءبوذر وسلمان وبحيراء الراهب اءسلموا
قبل الدعوة . ((1468))
وقال رسول اللّه (ص ): ((سلمان منا اءهل البيت )), ((1469))
وعن على (ع ) اء نه قال في سلمان بعد وفاته : اءدرك علم الاولين والاخرين . وهو ((1470)) بحر
لا ينزح . ((1471)) وهو منا اءهل البيت . ((1472))
وقـال : في حق اءبي ذر: من اءراد اءن ينظر الى عيسى بن مريم في خلقه و خلقه فلينظر الى اءبي ذر
الغفارى . ((1473))
واللّه ما اءظلت الخضراء ولا اقلت الغبراء على ((1474)) ذي لهجة اءصدق من اءبي ذرالغفاري .

ونزل فيهم : ((والذين اجتنبوا الطاغوت ان يعبدوها)). ((1475))
وقال في عمار: خالط الايمان لحمه ودمه . ((1476))
وعـلـى جميع ما ذكرنا فيهم , الاجماع . واءما ما ورد في المتقدمين فاءكثر اءهل القبلة يمنعونه حتى
طعنوا في معتقديهم .

واءيـضـا ((1477)) لـو جـوز قـيـام الـخـادم مقام المخدوم بعد موته فمثل هولاء ((1478))
بـالـقـيـام اءولـى , لان حـسـن سيرتهم عنداللّه معلومة من قول الشارع , وسيرة غيرهم مشكوكة ,
فـعـنـدالـتـنـازع والـتـعـارض الـتمسك بالمقطوع ((1479)) اءولى من المختلف فيه بناء على
قوله (ع ):دع ما يريبك الى مالايريبك . ((1480))
[اصول الدين مستفادة من فاتحة الكتاب ] مساءلة : قال رسول اللّه (ص ) ((اءساس فاتحة الكتاب بسم اللّه الرحمن الرحيم .)) ((1481))
((واءسـاس الدين حب آل محمد(ص ))). ((1482)) فنذكر امامة الائمة من هذه السورة ليتم بها
الاساسان . وفيها التوحيد والعدل والنبوة والامامة .

فصل في التوحيد
قال : ((الحمدللّه )) اللا م في ((للّه )) للاختصاص , يعني , لايستحق الحمد غير اللّه . ومن هذاالباب ((ومـا اءمروا الا ليعبدو اللّه مخلصين له الدين )), ((1483)) وقال ـ تعالى ـ: ((قل اني امرت ان
اعبد اللّه مخلصا له الدين )). ((1484))
ومن لم يوحده لايكون عمله اخلاصا, لانه يبقى مترددا بين المعبودين , لا الى هذا ولاالى ذلك .

ثم بين اءنه ((رب العالمين )), يعني : هو ((1485)) مربيهم بضروب نعمه . ومن جملة النعم النبوة
والامامة , بل هما اءهم , لان هذه النعمة وثمرتها تبقى ((1486)) دينا ودنيا. فكيف يليق بالحكيم اءن
يـرتـب الـنـعـمـة الـفـانـيـة سـاعة فساعة , ويهمل النعمة الباقية ؟ وصـلة ((1487)) الى النعم الباقية باقية مستمرة استمرار النعم الفانية لئلا يكون للناس على اللّه
حجة بعد الرسل .

ومن قال بهذا قال بامامة اءميرالمؤمنين واءولاده الى قيام القيامة , وطوبى لمن اءنصف .

اءمـا قـولـه ((1488)) : ((الـحـمد)) فالحمد هوالثناء الجميل على الجميل لجماله . ولذلك قلنا:
انـه تـعـالـى اسـتـحـق ((1489)) الـحـمد قبل خلق العالم قوة )), يعني , فرضنا اءنه [محمود]
لـووجـد ((1490)) حـامد, لكمال ذاته , كما ((1491)) كان سميعا بصيرا لو وجد ((1492))
المسموع والمبصر. ولما خلق العالم صار ما بالقوة الى الفعل , فصار سامعا مبصرا.

والـحـمـد والـمـدح اءخـوان وهـمـا الـمـنبئان ((1493)) عن عظم حال الغير, سواء وجدت
النعمة اءولم توجد. ولا يوجدان الا باللسان .

واءمـا الشكر فلا يكون الا بالنعمة . وهو اعتراف بنعمة المنعم مع ضرب من التعظيم ويوجد بالقول
والـفـعـل والـلـسان والجوارج الاخر. ولما كان اللّه تعالى مربي العالمين وجب شكره عقلا ونقلا
ضروريا من غير توقف الى اءمر.

والـشـكـر الـلا ئق بـه لا يـحـصل الا بعد معرفته والاقرار بوحدانيته , ((1494)) ليتخلص
الشكرللمنعم .

ووقـع ابـتداء المنشور السماوي بالحمد لرفع طعن الطاعن : اءن القرآن تقليد محض .وجمع وجود
النعمة وعدمها في لفظه ((1495)) بايراد المشترك لعموم الفائدة قبل الايجادوبعده .

ولـذلـك قـيـل : ((الـحـمـد راءس الـشـكـر)) ونـفـى الـشـرك مـعه بقوله : ((للّه )) وبقوله
((رب العالمين )),لا ن الظاهر والحقيقة تشهدان باءن لا شريك له تعالى في ذلك .

فصل في العدل قـال : ((1496)) ((مالك يوم الدين )) معناه مالك ليوم المجازاة . فمن لم يقم بشكره وبتوحيده مخلصا
لـه ((1497)) الدين , يجازيه يوم ((1498)) لا مالك فيه سواه , لا نه ربما يوجد في الدنيا مدعي
الـمـلك , كفرعون ونمرود ولكن يوم الدين لا مدعي هناك ((1499)) ولامستغيث للعاصي بسوى
فضله وقوله ((1500)) ولو لم يكن عادلا لامكن اءن يخلف وعده ويجازي العاصي بالثواب , والمطيع
بـالـعقاب , فحينئذ لا يحصل الوثوق بقوله ولا بخبره ,فيجب كونه عادلا تكميلا للمراد وتحصيلا
لـسـبيل الرشاد و يطمئن ((1501)) بعبادته العباد. فاذا حصل عنده الدين والدنيا وجب اءن يتوجه
اليه العبد بالحسنى لا بالعتبى .

فصل في النبوة
قـال : ((ايـاك نـعبد واياك نستعين )), وكان حقه نعبدك ونستعينك , توفيرا للتقصير, لكنه اءراداءن يـوازي قـولـه : ((ومـا خلقت الجن والا نس الا ليعبدون )), ((1502)) وبازاء ((وما النصر الا
مـن عـنـداللّه الـعـزيـز الـحكيم )) ((1503)) فحاذى ((1504)) الحصر والقصر في الايتين
بـالـحـصـروالـقـصـر بـالـجـملتين في الفاتحة . ولما زين العبد بالتكليف اءراد اءن لا يتحير في
((1505)) اذا خلقتني للعبادة ولارب
فقال العبد: الهي لي سواك دينا ودنيا, ((1506)) فلي وعلى عبادتك خاصة مخلصا, واحصل مرامك لئلا تعاقبني في
مقامك , لكن العبادة منك هي ((1507)) الامانة التي اءبى الجبال والقلال والارض والسماء اءن يحملنها
واءشـفـقـن مـنه ,ا وحملها الانسان انه كان ظلوماجهولا. ((1508)) فاءيدني ((1509)) بمرشد
ومسدد, يجانسني بشرا سويا, اماما كان اءونبيا.

ولما كانت هيئة العبادة واءوقاتها وحالاتها غير متبينة ((1510)) وجب التنبيه ((1511)) اليهابعد
النبى (ص ) بامام معصوم يوثق بعلمه وقوله قائما ببقاء العبادة على العبد.

فصل [في النبوة اءيضا]
قـال : ((اهـدنـا الصراط المستقيم )) ولما استدل بالتوحيد والعدل بقوله : ((الحمدللّه رب العالمين الـرحـمن الرحيم مالك يوم الدين )), كاء نه صار المعلوم له عيانا حتى خاطبه ب((اياك )), واءمن من
بـطـشـه وصولته وعقوبته ب((الرحمن الرحيم )), لانهما ((1512)) كلمتان وضعتا ((1513))
للامن والدعوة العامة والخاصة . فاءمن من كل غائلة , واءطماءن قلبه من كل هائجة , واءنس بالحضرة ,
واءمن من البطشة , فالتمس منه الصراط المستقيم بيد رسول كريم , خال من كل ريب وعيب . اءراد به
ارسـال نـبى معصوم يهديه و ينذره و يبشره ويرشده الى صراط مستقيم . وهذا اللفظ مطلق مشتمل
جـمـيـع الوجوه من الاستقامة في كل وقت و اءوان . فقال اللّه تعالى : ((و ان هذا صراطي مستقيما
فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )). ((1514))
اءورد اءبـواسحاق الثعالبي في رسالته في تاءويل الايات المتشابهات في قوله تعالى :((ان الذين قالوا
ربنا اللّه ثم استقاموا تتنزل عليهم الملا ئكة )) ((1515)) لو اءن شخصا عبد اللّه مائة سنة ووقع
عـنـه فـي هـذه الايـام ((1516)) عـثرة واحدة لايقال : انه مستقيم . ((1517)) فعلى هذاوجب
عموم ((1518)) للاستقامة , ولا توجد هذه الصفة الا في الرسول المعصوم .

واءيضا ان لم يكن معصوما فربما ياءمر بما ليس بالاستقامة , فلايحصل تمام الغرض بالدعاء, اءو ربما
يـاءمـر ((1519)) بـمـا ليس رضا اللّه فيه , وتجب طاعته بالنظر الى الدعاءومخالفته بالنظر الى
العصيان .

وعن على (ص ): لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق . ((1520))
فصل في الامامة ((1521))
فصل في الامامة
ثم قال : ((صراط الذين اءنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين )) اءبدل الكل من الكل يعني اءبـدل الامـام ((1522)) مـن الـرسـول , فـقـال : ان لـم يـكـن رسـول فالخليفة , على وجه يكون
طـريـق ((1523)) الـولـى اءيـضـا كـطـريـق ((1524)) النبى (ص ) في العصمة والهداية ,
وعـدم الـضـلالـة والاضـلال مـنـه , على وجه لم تغضب عليه اءبدا بوقوع كبيرة اءوصغيرة , اءو
عبادة صنم , بل يكون منعما عليه اءبدا على وجه لم ينزل غضب عليه الرب , وهو الامام المعصوم .

ومـن عـصـى اللّه لـعـبـادة صـنـم , اءو ارتـكـاب زلـة ((1525)) فـهو ((1526)) المغضوب
عـلـيه .والمغضوب عليه لايليق اءن يقوم مجلس خلافة الرب . وهذا الخطاب اقتضى عموم النعم في
سائر الاوقات من عهد آدم (ع ) الى انقراض العالم , فعلى هذا ينبغي اءن لاتخلو ((1527)) اءرضه
مـن حـجـة اللّه , امـا ظـاهـر مـشـهور, اءوخائف مغمور. ومن قال به في سائر الاوقات قال بامامة
اءميرالمؤمنين واءولاده (ع ) ولاء بعد رسول اللّه (ص ).

واءمـا غـيـرهـم من الصحابة , فانهم كانوا نحو ست واءربعين , و خمسين , وستين في غضب الرب
وعـصـيـانه ((1528)) , فكيف يليق هؤلاء باءن يقوموا مقام خلافة اللّه . فانحصرت الخلافة بعلى
واءولاده (ع ). لـعـصـمتهم . وهذا الانعام ((1529)) العام هوالعقل التام الذي يمنع المحل من وقوع
الخلل و الزلل . فاذا وقع تنازع الخلق في المعصوم ومن تاب من شركه اختير ((1530)) المعصوم
لا نه اءحوط واءولى , بناء على قول النبي (ص ): ((دع ما يريبك الى ما لا يريبك )). ((1531))
وقـد قـيـل ((1532)) : ((خذما صفا ودع ماكدر)). ((1533)) وقال اللّه تعالى : ((اءفمن كان
مؤمناكمن كان فاسقا)) ((1534)) والحمداللّه على التوفيق و التحقيق .

آية الاستخلاف
مـساءلة قال اللّه ـ تعالى ـ: ((و اذ قال ربك للملائكة اني جاعل فى الا رض خليفة قالوا اءتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال اني اءعلم مالاتعلمون . وعلم آدم الا
سـمـاء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال انبؤنى باءسماء هؤلاء ان كنتم صادقين . قالوا سبحانك لا
علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم . قال يا آدم اءنبئهم باسمائهم فلما انباءهم باسمائهم قال اءلم
قـل لـكـم انـي اءعلم غيب السموات والا رض واعلم ما تبدون و ما كنتم تكتمون )). ((1535))
نفسره ((1536)) مشوبا بالتاءويل .

فصل [في تفسير الاية و تاءويلها] قـال ((1537)) انـي وهـو حـرف التاءكيد قائما مقام الحلف , يعني : ((1538)) بعزتي وجلالي
انـي اءفعل كذا ((1539)) ولايشاركني اءحد في هذا, فيكون بيعة الاصحاب لقوم , واختيارهم لهم
باطلا. ومن نصب اماما غيراللّه فكاء نه قال : ((ساءنزل مثل ما اءنزل اللّه )), و شارك الحق في نصب
الامـام . فـانـه تـعـالـى نصب عليا(ع ) يوم الغدير, ((1540)) وهو نصب يوم السقيفة فهو مشارك
فـيـه , ((1541)) ويـقول ساءنزل مثل ما اءنزل اللّه . وكل موضع , قال اللّه : ((ان ى جاعل )). فمن
حاذاه فهو كافر.

وكذلك قوله تعالى : ((انا جعلناه قرآنا عربيا)) ((1542)) وليس لاحد الاتيان بمثله كذلك الامام .

واءطـلـق الـجـعـل فـي الارض , فـمادام التكليف باقيا والارض باقية وجب اءن لايخلو اءرضه من
خليفته ((1543)) لعدم تعينه زمانا دون زمان .

واذا اءضاف اللّه تعالى نصب الخليفة الى نفسه لايكون عبثا خلافا للمخالف , لا نه قدثبت اء نه لايفعل
القبيح .

وكـذلـك ((1544)) الـحـكـم فـي داود(ع ) في قوله تعالى : ((يا داود انا جعلناك خليفة في الا
رض )). ((1545))
واءوضح من هذا قوله تعالى : ((وعداللّه الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الا رض كما
استخلف الذين من قبلهم )). ((1546)) اءحال الاستخلاف و اءضافه الى نفسه .

((قـالوا: اءتجعل فيها من يفسد فيها)) لا نهم ظنوا اء ن الخليفة جائز الخطاء, وحكمت عقولهم باءن
الخليفة يجب اءن يكون معصوما على مقتضى العقل .

((ونحن نسبح بحمدك ,)) ((1547)) يعني نحن المعصومون . والمعصوم اءولى بالخلافة من جائز
الخطاءء.

اءو اء نـهم ظنوا اء ن الخليفة اذا كان بديع الفطرة لايحصل له العلم الكثير, فيكون جاهلاوالجاهل
لايليق الخلافة . ((1548))
قـال اللّه تـعـالـى : ((انـي اعـلـم مـا لا تـعـلـمـون )) بمعنى اني اجعل ((1549)) العلم اللدنى
فـيـه ((1550)) والـفـهم الالهامي , حتى يصير عالما عاقلا فلا يسفك ((1551)) ولا يفسد, لا
ن تكميل العقل في الادمي هو عصمة له .

واءخـبـر الملائكة من قبل الجعل , بزمان , لئلا يكون فلتة , كما قال عمر: كانت بيعة اءبي بكرفلتة
وقانا اللّه شرها, فمن عاد الى مثلها فاقتلوه . ((1552))
ولـيحصلوا ما هو واجب عليهم من تقدمة معرفة الخليفة , من وجوب الطاعة وامتثال اءمره والسجود
له . وان لم يقدم الخبر لكان تكليفا لما لايطاق .

واءما حمله على هذاالجعل وهو وجود المجرم ((1553)) الواحد في زمرة الملائكة و كان مخفيا
عليهم كفره اعتقاديا لو صلاه ((1554)) اللّه بالنار لكان في الظاهر ظلما قبيحا,ولم يكن اللّه تعالى
يـنـبـه ((1555)) بكفره اعتقادا على وجه تعرفه الملائكة فاءظهر حاله بدم حتى لو اءخبر اللّه
بـكـفره لصدقوه . ولذلك قال : ((وكان من الكافرين )), يعني : قبل هذاكان كافرا ((1556)) , اءي :
في اعتقاده اء نه لو امر بسجدته لم يسجد.

واذا لـم يـجـز ((1557)) الباري اءن يخلو المجرم ((1558)) الواحد من الحجة , فكيف يجوز
ترك العالمين مابين الشرق الى الغرب بغير حجة .

وقـال الـصـادق ((1559)) (ع ): ((لـو كـان الـناس رجلين لكان اءحدهما الامام )). ((1560))
فالامام لاصلاح المفسدين . فمادام هذه العلة باقية قائمة , وجب وجود المعلول
وهو نصب الامام .

والـقـرآن اءدام ((1561)) ذلـك حـيـث قـال : ((ولا تجد لسنتنا تحويلا)) ((1562)) . ولذلك
تـواتـرت الانـبـيـاء وتـجـددت الكتب زمانا فزمانا حتى انتهت النوبة ((1563)) الى النبي (ص )
وخـتـمـت بـه الـنـبـوة , ثم ظهرت الولاية وهي بمنزلة النبوة الا في الوحي الا اء ن الولي يحفظ
الشرع ,[و]كما بينه النبيى (ص ) يؤدي الولى الى امته .

فصل [ما روي من اءن الخلافة ثلاثون سنة ] روى المخالف اءن النبى (ص ) قال : ((الخلافة بعدي ثلاثون سنة )). ((1564))
فعلى ما ذكرناه ((1565)) يكون هذا كذبا وافتراءا, لا ن الامامة معللة بوقوع الفساد فيجب بقاؤها
ببقاء العلة . ومع ذلك روي ثلاث وثلاثون , وروي خمس وثلاثون .

ثم نقول : ليس لاختصاص الثلاثين وجه بالنسبة الى ما فوقه اءو تحته مع اء نه اءجمع الناس بخلافة
العباسية وبني مروان وبني اءبي سفيان , حتى اشتهرت بغداد بدار الخلافة وهلكت الحالة فيها و بقي
الاسم عليها. والاجماع حجة عندهم .

ان قيل : اختصاص الثلاثين بذلك الاوان لزينة مجلس النبوة .

قلنا: تلك الحاجة للزينة باقية الى يوم القيامة , مع اء ن ذلك القوم كانوا مستغنين عن الخليفة لقربهم من
الرسول وبقاء كلماته في ((1566)) آذانهم قرآنا وحديثا.

واءمـا الـتابعون وتابعو التابعين فهم كانوا اءحوج الى الخليفة , لبعدهم عن الرسول واستماع كلماته ,
فـلـمـا كان على عكس شدة الحاجة علمنا اء نها كانت طلب الامارة الدنيوية وقهر العترة و مخالفة
الحضرة النبوية .

فصل [خليفة اللّه ومبلغ علمه ]
لـم يـرد اللّه اءن يـسـتـخـلـف آدم (ع ) مـن غـيـر اظهار برهان عليه حتى يقتدي به العباد, كما قال النبى (ص ): تخلقوا باءخلاق اللّه ((1567)) .

فـفـتـح في صدره عيبة العلم و شرح صدره بالعلوم اللدنية والمكاشفات الالهامية وعلمه اءسماء كل
شي ء ومسمياته ((1568)) من سائر الحيوانات والاشجار والنباتات , ونفع كل شي ء للامر الفلانى
وضـره ((1569)) , الـى آخـر المحدثات , واءسامي الملائكة , والملائكة جهلو بها, ((1570))
ولما ظهر عجزهم , وفاق آدم بالعلم عليهم , اءمرهم بالسجود له بنية الخالق , فنبهنا ((1571)) اللّه
اء ن ((1572)) من كان هكذا بوفور العلم فهو خليفتي .

[فصل في عصمة الخليفة ] واءمـا الـعـصـمـة فـقـال فـيـهـا: ((ان اللّه اصـطـفـى آدم ونـوحـا)) ((1573)) والـفاسق
لايكون مصطفاه , ((1574)) بل المصطفى من كان متقيا مطيعا له مجتنبا له عن الصغائر والكبائر.

والـمـخـالـف يـقـول : روى اءبوبكر عن ((1575)) النبى (ص ) اءحد عشر حديثا, ((1576))
وعـمـركـان مـثـلـه فـي عـلـمـه , ولـم يـعـرفـا ((1577)) معنى ((الاب )) في قوله تعالى
((وفاكهة واءبا)). ((1578))
فـقـال كـل مـنهما: اءى سماء تظلني ((1579)) واءى اءرض تقلني ((1580)) اذا قلت في كلام
اللّه براءيي ؟ اءما الفاكهة فاءعرفها, واءما الاب ((1581)) فلا اءعرف . ((1582))
وعـلـي (ع ) كـان اءبـدا مـفـتـيـهـم , حـتـى ان عـمـر قـال سـبـعـيـن مرة : ((لولا على لهلك
عـمر)), ((1583)) لما عجز عن حل معضلة بينها له على . وكان يقول عمر: لا اءبقاني اللّه بعدك
يااءباالحسن . ((1584))
وعلى (ع ) كان ممن قال : لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا. ((1585))
وقـال :(ع ): سـلـمـونـي عـن طـرائق ((1586)) الـسـمـاء فـانـي اءعـلـم بـهـا من طرائق
الارض ((1587)) سـلـمـوني عما دون العرش . ((1588)) واللّه لو ثنيت لي الوسادة وجلست
عليها لحكمت بين اءهل التوراة بتوراتهم , وبين اءهل الانجيل بانجيلهم , وبين اءهل الزبور بزبورهم ,
وبين اءهل الفرقان بفرقانهم . واللّه ما من آية نزلت في بحر ولابر, ((1589)) ولا جبل ولاسماء
ولااءرض الا اءنا اءعلم فيمن نزلت وفي اءى شي ء نزلت . ((1590))
وقـال : عـلـمـنـي رسـول اللّه (ص ) اءلـف بـاب مـن الـعـلـم فـانفتح ((1591)) لي من كل باب
اءلف باب . ((1592))
وكان باب علم الرسول , كما قال :(ع ) اءنا مدينة العلم وعلى بابها. ((1593))
ولا يـنـكـر جـميع ما ذكرته اءحد من المخالفين الا معاند ملحد مكابر. فلما وقع التشاجربين اءمة
مـحـمد(ص ) في خلافة على (ع ) واءبي بكر وجدنا عليا(ع ) كان ((1594)) موصوفابصفة آدم
منعوتا بنعته و كان اءبوبكر, كقطرة من البحر ((1595)) المحيط.

وعـلـمـنـا اءن الـمـحـق عـلـى (ع ) واءن غـيـره مـبـطل , ((فبشر عباد الذين يستمعون القول
فـيـتبعون احسنه )). ((1596)) فطرف على (ع ) معلوم وطرف اءبي بكر خيال موهوم , ولا يترك
العاقل المعلوم المتيقن للخيال الصرف . ويؤيده الخبر النبوى ((1597)) حيث قال : دع مايريبك الى ما
لا يريبك . ((1598))
نـبهنا اللّه تعالى في هذه الايات اءن الملائكة ردوا عليه تعالى في استخلافه آدم , فعلى هذا لو ردت
الاصـحـاب الـذيـن اءسـلـمـوا من الشرك على النبى ((1599)) وكلامه , وعلى الولى وخلافته
وبراهينه , لما كان اءمرا غريبا في الدين وعجيبا في الاسلام , بل هاهنا اءجوز,والتوقع اءكثر.

[قوله تعالى : ((اني جاعلك للناس اماما)) ودلالته على عصمة الامام ]
مساءلة : قال اللّه تعالى : ((و اذا بتلى ابراهيم ربه بكلمات فاتمهن قال اني جاعلك للناس اماما قال ومن ذريتي قال لاينال عهدي الظالمين )). ((1600))
شـرح ((1601)) ذلك : لما اءتم ابراهيم كلمات اللّه , وتلك الكلمات بناء البيت والمناسك المتعلقة به
وذبـح ولده وابعاد اسماعيل و امه هاجر عن سارة , و اء ن ((1602)) اللّه تعالى اءخبر عن فضائل
شيعة على (ع ) ودرجاتهم عند القيامة , قال : الهي اءساءلك بمحمد وعلى اءن تجعلني من شيعة على .

فاءجاب دعاءه . ((1603)) ومن ذلك قوله تعالى ((و ان من شيعته لابراهيم )). ((1604))
فـقـال اللّه تـعـالـى ((انـي جـاعـلـك لـلـنـاس امـامـا)) ((1605)) اكـرامـا لـك بـاتـمـام
الـكـلـمـات .واءضـافـه ((1606)) الـى نـفـسـه لـيـعـلـم الـنـاس ((1607)) اء ن الـتـاءمـيم
و ((1608)) الاسـتـخلاف منه تعالى وبنصبه ((1609)) موضعه , ((1610)) كما قال اللّه تعالى :
((اللّه اعـلـم حـيـث يـجـعـل رسالته )) ((1611)) واءن ليس لنا اختياره ولا اءثر فيه لاجماعنا
ولـبـيـعـتـنـا ((1612)) , ((1613)) به , كما قال تعالى ((و ربك يخلق ما يشء ويختار ما كان لهم
الخيرة )). ((1614))
وعـلـم ابـراهـيم داءبه ((1615)) تعالى اء نه يجعل هذا الامر بالوراثة , كما قال : ((ذرية بعضها
مـن بعض )) ((1616)) , اءراد اءن يعرف حال ذريته في اطراد ((1617)) الحكم فيهم ليطمئن به
قـلـبـه ,فـقـال : ((ومـن ذريتي )), اءورد ((بمن )) التبعيض لما علم اء ن من ذريته من لا يستحق
الامـامـة فاللّه تعالى اءجابه مطلقا, لامعينا على لفظ, يدخل فيه جميع الخلفاء الى يوم القيامة .فقال : من
كان في الدنيا ظالما من ذريتك اءو من غير ذريتك لا ينال عهدي , الذي هوالامامة .

ولا يـنـال ((1618)) عـهـدي سـالـبـة كـلـيـة دائمـة . مـثـل مـا قال اللّه تعالى : ((لا ينفع مال
ولابـنـون )) ((1619)) وقـال : ((يـوم لا يـنـفـع الظالمين معذرتهم )) ((1620)) ((ولا يظلم
ربـك احـدا)) ((1621)) ((ولا يـسـاءل حـمـيـم حـميما)) ((1622)) ((ولا يخفف عنهم من
عذابها)). ((1623)) هذه واءمثالها منفية انتفاء الحكم عن محله الى اءبد ((1624)) الاباد. والظالم
من يضع الشئ في غير موضعه , ((1625)) فعلى هذت كان اءبوبكر و عمر
يظلمان سنين متطاولة في وضع الجبهة عند ما لا يستحقه وهو الظلم . فقال اللّه تعالى ((والكافرون
هم الظالمون )) ((1626)) وقال : ((ان الشرك لظلم عظيم )) ((1627)) .

وادعـاء ((1628)) الـخـلافـة دون العترة . ولم يحكما بية الغدير وغيرها, والاخبار الواردة من
الرسول لعلي واءهل بيته , و بية المواريث لفاطمة (س ), وبخبر ((البينة على المدعي واليمين على
من اءنكر)). ((1629))
كـانت فاطمة (س ) صاحب اليد لفدك وطلبوا منها البينة . ولما اءحضرتها ذوي عدل ((1630)) مثل
عـلـى والـحسن والحسين (ع ) وام اءيمن ((1631)) وغيرهم لم يحكموابها ((1632)) . قال اللّه
تعالى في ذلك : ((ومن لم يحكم بما انزل اللّه فالئك هم الظالمون )) ((1633))
ولـمـا ثـبـت الظلم عنهما ثبت اء نهما دخلا في ((1634)) آية عامة متناولة لسائر من لايستحق
الـخلافة الى يوم القيامة , وهي قوله تعالى : ((لا ينال عهدى الظالمين )). ((1635)) فلايستحقان
الخلافة ولامن ماثلهما ((1636)) من العباسية والتيمية والاموية وغيرهم . ((1637))
فصل ((1638))
فصل [عصمة الامام في القرآن اءيضا]
قـال ابـراهيم :(ع ) لما علم اءن غيرالمعصوم لا يستحق الخلافة واء ن من ارتكب صغيرة اءوكبيرة فهو ظالم لنفسه بهما ((1639)) غير مستحق للتقدم ((1640)) فدعا اللّه باءن يوفق بعض اءولاده
بترك ماهو ((1641)) منافي الاستحقاق ((1642)) فقال : ((واجنبنى وبنى ان نعبدالا صنام )) ثم
قـال : ((فـمـن تـبـعـنـى فـانه مني )) ((1643)) يعني , ولدي حقيقة ((ومن عصاني فانك غفور
رحـيم )) ((1644)) ان عفوت عنه فاءنت حاكم و ان عذبته فاءنت عادل . فهو كما قال عيسى :(ع )
((ان تعذبهم فانهم عبادك و ان تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم )). ((1645))
كـاء نـه اسـتـحـى ((1646)) اءن يـقول : ان الظالم الجائز الخطاء ليس من ولدي , لا نه (ع ) علم
مـنـه تـعـالـى اء نـه قـال لـنوح في ابنه : ((انه ليس من اءهلك انه عمل غير صالح )) ((1647))
[و]نـفـى ولـديـتـه مـنـه : فعلى هذا لا فخر لقوم يزعمون اء نهم من قريش اذا كانوا ظالمين لا ن
الـصالح ينفي الولد الطالح , ولذلك قال النبى (ص ): ان اللّه اصطفى من ولد اسماعيل قريشاواصطفى
من قريش هاشما. ((1648))
فـثـبـت من هذا اء ن الامام يجب اءن يكون نصا منه تعالى , و نصبا ((1649)) من الرسول باذن اللّه ,
وكونه معصوما, ومن اءهل بيت النبوة . ((1650)) ولم يوجد بعدالرسول اءحد بهذه الصفة الا على بن
اءبي طالب واءولاده الى المهدي (ع ) واء ن من ادعاها ((1651)) غيرهم كان ضائعا باطلا.

[آية دعوة ابراهيم و عصمة الامام ببيان آخر]
مـسـاءلـة : وجـدنا الامة بعد محمد(ص ) على قولين : قوم قالوا: بامامة على (ع ), وآخرون :بامامة العمرين .

ثـم رجـعـنـا الى القرآن ووجدنا اء ن اللّه تعالى جعل الامامة في ((1652)) ذرية ابراهيم من كان
مـعـصوما غير ظالم حيث قال لابراهيم : ((لا ينال عهدي الظالمين )). ((1653)) و عندذلك دعا
ابـراهـيـم لـنفسه و لذريته فقال : ((رب اجعلنى مقيم الصلوة ومن ذريتي )) ((1654)) طمعا في
امامتهم فانحصرت الامامة على المقيمين ((1655)) المذكورين بذرية ابراهيم (ع ).

ووجـدنا عليا مقيم الصلاة , ووجدنا الشيخين تارك الصلاة الى اءيام كبرهما. حتى قال على (ع ) فيه
عـن جـواب مـن ساءله : ((اءنت خير ((1656)) اءوالعمران ))؟, قال : ((1657)) وكيف يكونان
خـيرا مني واءنا عبدت اللّه قبلهما وعبدته بعدهما؟ وقال : آمنت قبل اءن آمن اءبوبكر واءسلمت قبل
اءن اءسلم اءبوبكر. ((1658))
فقال : ان وهبا؟
قال : هب اءن اللّه عفى عن المسي ء اءمافات عنه ثواب المحسن ؟ ((1659))
وقـال اللّه تـعـالـى في مدح الانبياء والائمة : ((1660)) ((على صلاتهم دائمون )). ((1661))
فـعـلـمـنـااء ن عـلـيـا هـو الامـام الـحق لكونه مقيم الصلاة من صغره الى آخر عمره بنص اللّه
بـدعـاءابـراهـيـم (ع ) ووعـد الـحق له هذه الحالة في ذريته . والنبى (ص ) قال : ((دع ما يريبك
الى مالايريبك )). ((1662)) فعلى (ع ) ما لا يريب , وغيره ما يريب .

[قصة طالوت في القرآن ] مـسـاءلـة : وجـدنـا قـوم طـالوت اختلفوا ((1663)) في امامته , واءبوا على النبى نصبه اء نه لا
يليق الامامة , فاحتج اللّه تعالى بصحة امامته بشيئين ,كما قال : ((وزاده بسطة في العلم والجسم واللّه
يـؤتـي مـلـكـه مـن يـشـاء واللّه واسـع عـلـيـم )) ((1664)) وتـفـحـصـنـا بـاء ن هـاتـين
الـخصلتين لمن ((1665)) المدعيين ؟ ووجدنا العالمين اء نهم اتفقوا على اء ن عليا(ع ) كان اءشجع
واءعلم كما ذكرنا, وفقدا في غيره . فقلنا: انه محق وغيره مبطل .

كـان بـنـو ((1666)) اسـرائيـل امارة طالوت باء نه لم يؤت سعة من المال , ((1667)) كما كان
لـعـلى مثل هذه , كما في شاءنه ((ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا)) ((1668))
لـثـلاث اءقـراص تـصدق ((1669)) بها. وكان منافق تصدق باءربعين اءلفا حتى نزلت فيه ((فلا
صـدق ولا صـلـى )) ((1670)) , لا نـه كـان لـغـيـر اللّه , بـل بـضـد ((1671))
اءميرالمؤمنين ((1672)) .

واءدل الايـة مـن هـذاالـبـاب ((1673)) هـو قوله تعالى ((اءلم تر الى الملا من بني اسرائيل من
بـعـدمـوسـى اذ قـالـوا لـنـبـي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل اللّه )). ((1674)) ولم ياءخذوا
الـمـلـك بـالاخـتـيـار والبيعة , ومدحهم اللّه بهذا, كما ارتكبه امة الاسلام ((1675)) وقال اللّه
تعالى ((ولاتجد لسنتنا تحويلا)). ((1676))
ان قيل : هي هنا ذكر الملك , لا الامامة .

الـجواب : النبوة والامامة هما الملك من قبل اللّه والعدل لان اظهار الحق لايمكن الا بالسيف , ودليلنا
مـلـك سـليمان (ع ) وداود (ع ) ويوسف (ع ) ووزارة دانيال (ع ) من قبل بخت نصر. قال اللّه تعالى
((ولقد اتينا بني اسرائيل الكتاب والحكم والنبوة )) ((1677)) وقال :((ام يحسدون الناس على ما
اتـهـم اللّه من فضله فقد اتينا آل ابراهيم الكتاب والحكمة )) ((1678)) وقال فيهم : ((واتكم مالم
يؤت احدا من العالمين )). ((1679))
ان قيل : كان هذا في بني اسرائيل ولا يجب في الاسلام مثله .

الجواب : ورد في كتاب الزينة ((1680)) في الجلد الثالث من كتب اءهل السنة , اء ن النبى (ص )قال :
كائن في امتي ما كان في بني اسرائيل حذو النعل بالنعل والقذة بالقذ ة ((1681)) حتى لو اء ن اءحدا
منهم اءتى بامه لوجد في امتي كذلك . ((1682)) ويؤكده ((1683)) قوله تعالى : ((ولاتجد لسنتنا
تحويلا)). ((1684))
[التشيع في العالم ] مساءلة : وجدنا في كتب المخالف انهم قالوا: مات رسول اللّه (ص ) وترفض ((1685)) على بن اءبي
طـالـب مـع سـبـعـة عـشـر نـفـرا, مـن الـمـهـاجـريـن والانـصـار. ((1686)) واءورده
ابـن ((1687)) الـغـنـوي ((1688)) واءبـوحـعـفر محمد بن جرير الطبرى ((1689)) في
كتابه :((المسترشد)). ((1690))
ونـجـد الـقـوم اء نـهـم شـاعـوا ((1691)) فـي الـشـرق والـغـرب و ذلك اءن سائر اءصناف
الـكفاروالمشركين واءهل الاديان الباطلة ينقلون من راءيهم الى الاسلام ومن الاسلام الى التشيع من
جميع مذاهبهم .

واءمـا الشيعة فلا ينقلون الى اءحد هؤلاء المذاهب ثم رجعنا بهذه الحالة الى القرآن ,وجدنا فيه اء نه
تعالى قال فى سورة الفتح : ((وراءيت الناس يدخلون في دين اللّه افواجا)). ((1692))
فـصـح بناء على هذا اء ن دين اللّه , هذا, لا مذهب ((1693)) آخر والا انتقلوا ((1694)) اليه ,
فـهـذامـقطوع متيقن , والباقي خيال موهوم . والعاقل لا يترك المقطوع بالموهوم . فصدق فيناحديث
النبى (ص ) كما قال : دع ما يريبك الى ما لا يريبك . ((1695))
[الشيعة قليل ]
مـسـاءلـة : نـاظـرنـا اءهـل السنة ووجدناهم يحتجون علينا باء نهم ((1696)) اءكثر, والكثرة
دلالة الصحة .

الجواب : قال اللّه تعالى : ((فان تنازعتم في شي ء فردوه الى اللّه والرسول )) ((1697)) .

فوجدنا اللّه اء نه ذم الكثرة , فقال تعالى : ((وما اكثر الناس و لو حرصت بمؤمنين )). ((1698))
وقال : ((واءكثرهم للحق كارهون )). ((1699))
وقـال ((وان تـطـع اكـثـر من في الا رض يضلوك عن سبيل اللّه )). ((1700)) وقال : ((ولكن
اءكـثـرالـنـاس لايعلمون )), و((لايعقلون )), ((ولا يشكرون )), ((ولايفقهون )), ((1701))
واءمـثال ذلك فيه .وذلك لان اءسباب الضلالة كثيرة , فكثرة ((1702)) المسبب بتكثر ((1703))
سببه .

ثم رجعنا الى القرآن وجدنا فيه اء نه مدح الاقل , فقال في قصة طالوت : ((كم من فئة قليلة غلبت فئة
كثيرة )). ((1704))
وقـال فـي قـصة موسى (ع ) وفرعون : ((ان هؤلاء لشرذمة قليلون وانهم لنا لغائظون و انالجميع
حاذرون )) ((1705)) .

وقال في حكاية ابليس : ((ولقد صدق عليهم ابليس ظنه فاتبعوه الا فريقا من المؤمنين )). ((1706))
وقال : ((وقليل من عبادى الشكور)). ((1707))
ولاحـصـر لـلاحـجـار والتراب والنبات الرائقة , ((1708)) ولكن اليواقيت ((1709)) واللا
لي والمسك والعنبر بالنسبة الى الرياحين اءقل قليل . وهكذا الخزر ((1710)) والمرجان والنباتات
الدوائية , فدع ما يريبك الى مالايريبك . ((1711))
[قوله تعالى : ((كونوا مع الصادقين ))] مـساءلة : استقراءنا القرآن ووجدنا فيه اء ن اللّه تعالى اءمرنا بالكون مع الصادقين . ((1712)) فقلنا:
ان هذا الصادق لا يصح ((1713)) كونه في اءمردون آخر لان اءهل الكتاب والملاحدة والخوارج
و الـغـلاة صـادقـون ((1714)) في الجزئيات من الدين , كما في ((لا اله الا اللّه )).وهذا محال ,
فـلـم يبق الا اءن يكون الصادق في جميع ((1715)) الاشياء, ولايوجد بهذه الصفة الا المعصومون .

وهم ((1716)) على بن اءبي طالب واءولاده الى القائم (ع ).

/ 26