أسرار الإمامة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أسرار الإمامة - نسخه متنی

عمادالدین الحسن بن علی الطبرسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


عـزيـرا(ع ) مـات مـائة سـنـة , وقـام بـعدها غير متغير ((842)) وثـبـت فـي الـقـرآن اءن لـحـمـه وشـحـمـه ((843)) وهـيـاءتـه مع اءن طبع ((844)) تركيبب الانسان بخلاف ذلك ,
وكذلك لم يتغير لبنه و عصيره مع اءنهما سريعا ((845)) التغير والتلف . ((846))
يـثـبـت ((847)) من ((848)) هذا اءن القادر المختار يقدر اءن يبقي ما اءراد سالما,فالشخص ,
مـلكه . وابقاؤه اءبدا على خلاف طبعه ((849)) ملكوته , وقال تعالى :((فسبحان الذي بيده ملكوت
كل شى ء)). ((850))
[مثل المهدى (ع ) مثل الانبياء(ع )] مـسـاءلـة : ((851)) كـانـت الغيبة قبله لانبياء كثيرين , بلى , ((852)) كان ليوسف (ع )ثمانون ,
ولـمـوسى (ع ) اءربعون ((853)) في القبطية ثلاثون ((854)) وعشرة في مدين ,ولعزير(ع )
مـائة , ولـدانـيال (ع ) ستون , ولادريس (ع ) عشرون , وقيل اءربعون , ((855)) ولرسولنا(ص )
اءربـع اءوثـلاث فـي شعب اءبي طالب وقريب من شهر واحد اءيام الغار الى الوصول الى المدينة في
الشعاب , ((856)) وما ذلك الا لقلة الانصار, فكذلك هنا ((857)) , ((858))
اءصل ((859))
اءصل [شبهات اخر في حياته ودفعها] سؤال : ما يمنع ((860)) الشيعة اءن يعينوه حتى يخرج ؟
الـجـواب : ذلـك بـاطـل بـالاصـحاب يوم الطائف الاول , واءيام الشعب والغار وخروج اءربعين الى
الحبشة . ((861)) ومع ذلك فانهم قليلون والخصم كثير. اءما اذا ظهر, اءعانه اللّه تعالى بالملائكة ,
كـمـا فـعـل لـلـرسـول (ص ) فـي بـدر, اءويـخـلـق خلقا مؤمنين شدادا ذوي القوة ويدفع عنهم
الفشل . ((862))
سؤال : ما منع اللّه اءن لا يفعل ذلك اليوم ؟
الجواب : ((لا يسئل عما يفعل و هم يسئلون )). ((863))
اءو نـقول : ذلك باطل بمحمد(ص ), فان اللّه نصره بالمدينة بخلاف مكة , وبموسى (ع ) فانه آتعالى ـ
نصره يوم اليم لاقبله بمصر, وباطل بزمان الفترة بين النبيين , ولا اعتراض للعبادعليه ـ تعالى ـ.

اءيضا الامامة , اءصل يعرف بالعقل و النقل , والغيبة فرعها. فلشبهة دخلت في الفرع لايبطل بها الاصل
ويمكن اءن لا نعلم سببها. ((864))
[في قوله تعالى : ((انما اءنت منذر و لكل قوم هاد))] مساءلة : قال اللّه ـ تعالى ـ ((و لكل قوم هاد)). ((865))
والـهادي على كل حال معصوم . [و] هذه الاية و آية الاستخلاف في سورة النور ((866)) دليلان
عـلى وجود القائم (ع ), ((867)) لا نه ما من يوم من اءيام بني آدم الا وعبد الصنم فيه , فذلك اليوم
الذي لا يعبد فيه غيره ـ تعالى ـ ((868)) , اءيام القائم (ع ). ((869))
ومنها قوله ـ تعالى ـ: ((و لو ترى اذ فزعوا فلا فوت و اخذوا من مكان قريب )). ((870)) ومنها
آية : ((اءخرجنا لهم دابة من الا رض تكلمهم ان الناس كانوا باياتنا لا
يوقنون )). ((871))
ومـنها: ((و يقولون متى هذا الفتح ان كنتم صادقين قل يوم الفتح لاينفع الذين كفروا ايمانهم ولا هم
يـنـظـرون فـاعرض عنهم وانتظر انهم منتظرون )). ((872)) والايمان ينفع مادام التكليف باقيا
وخروجه لطلب الايمان . فبقي اءن يكون هذا الشخص الذي لا ينفعه ايمانه ,هو ((873)) معاد بعد
موته , يعنى انتظر ذلك اليوم فان الكفار اءيضا ينتظرون .

و ((874)) منها: قوله ـ تعالى ـ ((يوم ياتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل
اءو كسبت في ايمانها خيرا)) ((875)) .

هـذه اءيـام القائم ((876)) ـ (ع ) فان معاندي آياتهم ((877)) يعيدهم اللّه اءحياء الى الدنياوهم
يؤمنون لكن لا ينفعهم ايمانهم لان تكليفهم سقط ((878)) بالموت .

واءجـمع المحدثون على اءن النبي (ص ) قال : المهدى من ولد الحسين (ع ). ((879)) فلمالم يعرف
مـعـانـي المتشابهات واءوائل السور من الحروف , وسبب خلق المؤذيات و ايلام البري ء من الاطفال
والـبـهائم ولم نقل بقبحها ((880)) , بل فوضناها الى اللّه تعالى لماعلمنا اء نه حكيم لا يفعل القبيح ,
كذلك هنا. ((881))
ومثلها الايات الدالة على زلة الانبياء, اءو نحيلها ((882)) الى التاءويل بما يوافق العقل ((883))
اءو الى علم اللّه , اءونحملها على ((884)) ترك المندوبات لان ترك ((885)) مندوباتهم بمنزلة
تركنا الواجب علينا.

سؤال : ((886)) طول العمر يورث الخرافة , وهو على الولى محال .

الجواب : هذا باطل باءهل الجنة واءهل النار, لان الخرافة يبطل غرض اللّه من استلذاذ اءهل الجنة
وعـقـاب اءهـل الـنـار فـي ادراكـه , والخرافة باطل بالمعمرين ((887)) الذين ذكرناهم ,كدم
ونوح (ع ), والدجال والابالسة . ((888))
واءيضا هذا خارق للعادة وهو جائز على طريق المعجزة .

واءيـضـا الـخرافة في الدنيا للدلالة على فناء الدنيا, وقطع الامل منها, والعزم ((889)) بالرحيل ,
واستعجال التوبة , وتكثير الطاعة .

سـؤال : ((890)) كما اشتهر حاله ((891)) بين الجبابرة اشتهر ((892)) حال محمد(ص ) بين
اءهل الكتاب , ومع ذلك خرج ؟
الجواب : كان محمد(ص ) منيعا ((893)) بالحرم وقراباته الاكابر. واءعداؤه كان قوماضرب اللّه
عـلـيهم الذلة والمسكنة بسبب سيوف بخت نصر, واستئصالهم في الافاق ,فلم يبق منهم الا قوم اءذلا
ء. ((894))
و ((895)) اءمـا اءعداء القائم (ع ), فكانوا سلاطين الدنيا شرقا وغربا, كبني مروان وبني العباس
مع خزائن , واءموال , وجنود فحصل الفرق .

[قصة عزير(ع ) ورفع الاستبعاد عن اءمر المهدي (ع )] مـسـاءلـة : ((896)) اءخـبـر اللّه تـعـالى عن عزير(ع ) وحماره , ولبنه وعصيره ((897))
وذلـك لان الـل بـن والـعـصـيـر يـسـرعـان فـي الـتـغير, ومع ذلك اءبقاهم اللّه تعالى مائة سنة ,
دلالـة لـمـعـجـزاتـه , ((898)) فـلويبقى ((899)) القائم (ع ) سنين صلاحا للعالمين ومعجزة
له وكرامة منه تعالى ـ, مايكون شيئا عجيبا.

[فصل دفع وهم بالشواهد القرآنية ] قيل : لوكان العترة محقة لما ينفر ((900)) الخلق عنهم .
الـجـواب : هذا باطل بتنفر ((901)) الخلق عن اللّه تعالى الى عبادة الصنم , وعن عبادته الى عبادة
الـشـيـطـان , ((اء لم اءعهد اليكم يا بني ادم ان لا تعبدوا الشيطان )). ((902)) وبعبادة العجل عن
موسى وهارون , ونوح ويوسف وسائر الانبياء(ع ) والكتب . فان الخلق تنفرواعنهم .

وقرنهم اللّه تعالى بذاته في كلامه في ثلاثة مواضع :
اءحدها, في آية الخمس ((903)) فانه شاركهم معه ومع رسوله . ((904))
وثـانـيـهـا: فـي آيـة الـطـاهـة فـي قـولـه ((اءطـيعوا اللّه واءطيعواالرسول و اءولى الا مر
منكم )). ((905))
وثـالثها: في آية الخاتم , كما قال : ((انما وليكم اللّه و رسوله و الذين امنوا الذين يقيمون الصلا ة و
يوتون الزكوة وهم راكعون )). ((906))
وليست هذه الفضيلة لاحد في الدنيا الا لهم . [و] ما من نبى من الانبياء يشارك اسمه اسم اللّه تعالى الا
على (ع ) فان اسمه اسم اللّه تعالى , كما في قوله تعالى : ((وهو العلى العظيم )). ((907))
اءصل ((908))
اءصل [الامامة لطف من اللّه تعالى ] مـسـاءلـة : الامـامـة : الـرياسة العامة بالاصالة في ((909)) امور الدين والدنيا. والامام من له هذه
الرياسة , وهو لطف من عنداللّه عزوجل لوجوه : ((910))
الاول : للدنيا وهو حفظ الطريق وضبط البلاد, وحفظ العباد, ((911)) ودفع قطاع السبل والفساد,
و تسوية الاسعار, ومنع الاحتكار, واءمن الملك .

والثاني : تقليل المعصية لكونه آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر.

والثالث : ترغيب الناس بالطاعة واءمرهم بها ووعدهم بها و ((912)) وعد الصالحين .

والرابع : لحفظ الشرع و حسم مواد اختلاف العلماء وحصول الثقة به , لعصمته ووفورعلمه , ولذلك
اءجـمـع الـنـاس كـافة على اء نه لابد لكل قوم و قبيلة وبلدة ((913)) ومحلة وبيت وثلة من مقدم
وراع . ومنه قول اءميرالمؤمنين (ع ): لابد للناس من اءمير, براءوفاجر, ((914)) فعلى هذا وجود
الامام المعصوم ((915)) عقلا وعرفا ونقلاـ يعني شرعاـ لطف .

واللطف كل فعل يقرب العبد عنده بالطاعة و يبعد عن المعصية . واللطف عليه ـ تعالى آواجب , لانه ـ
تعالى ـ قال : ((وما خلقت الجن والا نس الا ليعبدون )). ((916))
[و]عـلـل خـلقهم بالعبادة , و تمام الغرض لا يحصل الا بالامام , ((917)) وعلل فعل العبادة بالجنة
والاحسان الدائم , كما قال اللّه تعالى : ((ان الذين امنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس
نزلا خالدين فيها. ((918)) فاذا اءوجب العبادة ـ ولا يحصل هذه الا بالامام ـ فلو لم ينص محله , كان
ذلـك الـتـخليق المعلل بالعبادة عبثا ضائعا. واذاثبت اء نه من قبل اللّه تعالى كان حسنا, لا نه لا يفعل
القبيح ولا يخل بالواجب .

[فصل دفع ما يتوهم من المفسدة في نصب الامام ]
وان قيل : ان في نصب الامام مفاسد واختلاف الناس فيه .

الجواب : الفساد في بعثة ((919)) الرسول (ص ) وانزال القرآن واظهار الشرع والتكليف اءضعاف
ما حصل بالامام . فكل ما اجيب عنه فهو جوابنا. ولما جعل اللّه تعالى آدم (ع ) اماماظهرت فتنة ابليس
فـيـه , ولـم نجد اءحدا من المسلمين واءهل الملل اءنه عذل الخالق في خلقه ((920)) وجعله اماما,
وهكذا الى نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد(ع ).

اصل ((921))
فصل [في طريق اثباته عقلا ونقلا] لـمـا ((922)) وجـدنـا الخلائق جائزي الخطاء ولكل اءحد جبلة ((923)) وطبيعة وهوسيات
وآراء ((وكل حزب بما لديهم فرحون )). ((924))
والـخطاء يجوز على كل واحد منهم في الضوابط الدنياوية والعبادات الدينية , ((925)) فلابد من
امام يرشدهم ويسددهم ويهديهم الى صراط مستقيم متسامتين متوافقين على نهج واحد هو سبيل اللّه
ومنهجه , خاصة عند وقوع التشاجر والتخالف بينهم , فعلة الحاجة لهم اليه جواز ((926)) الخطاء
عـليهم , فلو كان هو اءيضا مثلهم لاحتاج الى مرشد ((927)) وامام آخر حتى يؤدي الى التسلسل ,
فلابد من كونه معصوما. والعصمة لم يثبت لاحد ((928)) الا لعلى (ع ), لا نه لم يشرك باللّه طرفة
عين اءبدا على ما اءجمع عليه الناس . ((929))
وقـال الـنـبـي :(ص ) عـلـى مـا نـقـلـه اءبـوبكر بن مردويه , واءورده في مناقبه ـ وكان شافعى
الـمـذهـب اصـفـهـانـى الـمـولـدـ: خـمـسـة مـنـا مـعـصـومـون : اءنـا وعـلـى وفـاطـمـة
والحسن والحسين (ع ). ((930))
فصل [ابطال ماقيل : ان جميع الامة معصومون ] والـمـخـالـف يـقـول : ان جـميع الامة معصومون بدليل قوله (ص ): لا تجتمع ((931)) امتي على
الضلالة . ((932))
فقالوا الامة تسدد الامام عند وقوع الزلل منه , وان وقع من الامة يسددهم الامام .

ولكنه الدور. وان وقع الزلل منهما, فلابد من ثالث بالضرورة , فالامام ذلك الثالث , وهوعلى بن اءبي
طـالـب (ع ), كـمـا كـان ((933)) يـرشـدهـمـا عـنـد الـمعضلات , كما قال اءبوبكر في اليوم
الاول ((934)) من قيامه بما ليس له القيام به : ((فان اعوججت فقوموني )). ((935)) وكان عمر
يكرر مرة بعد اخرى : لولا على لهلك عمر, ويقول : لولاك يا اءباالحسن لا فتضحنا. ((936))
[فصل ] ((937))
[فصل ] جفي ابطال قول الغزالى : ((لامعصوم سوى العقل ))]
سؤال : قال الغزالي : لا معصوم سوى العقل .

الـجـواب : اءم ا عصمة الامام , فاما اءن يعلم بظاهره , وهذا محال لانه يمكن اءن يكون باطنه بخلاف
ظـاهره , اءو اءنه يريد, ((938)) كذلك لترويج اءمره , كمقدم الاسماعيلية . فلم يبق الا اءن ينصبه
اللّه الذي لا اله الا هو ((939)) عالم الغيب والشهادة .

فـمـن نصبه ((940)) يعلم بذلك اءنه معصوم , ولان الخلائق في جواز الخطاء متساوون لاترجيح
لاحـد على آخر, ((941)) والحيف والمداهنة عليه تعالى محال , فلم يبق الا ((942)) اءن يكون
الـتـرجـيـح والـتـفـضيل ((943)) بالعصمة . ومن ذلك قوله ـ تعالى ـ :((اللّه اءعلم حيث يجعل
رسالته )). ((944))
ولا نه لو كان غيرمعصوم فربما يرتشي في القضاء, اءويداهن , وان شهد فربمالاتسمع ((945))
شـهـادتـه لـفسقه , اءويؤخرما قدمه اللّه , اءو يقدم ما اءخره اللّه , ولا ياءمن الناس منه ولا يوثق به ,
ولايكون قوله بالقبول اءولى عند التشاجر بين العلماء.

اءويـرد ((946)) الـفـاسق عند اءمره بالمعروف اءونهيه عن المنكر: باءنك كنت ((947)) مثلي
قبل , اءو عليه الان , فعظ نفسك قبل اءن تعظ غيرك .

وكـان ((948)) الـعباس اءقرب منه , فنصب على اماما دون العباس ((949)) لم يكن الا لعصمته
وكثرة علمه .

واءيضا فانه ـ تعالى ـ اءوجب علينا مودته ((950)) مطلقا على كل حال , فلو تصورحصول الكبيرة
اءوالـصـغـيـرة مـنـه ومـن اءولاده لم يوجبها اللّه تعالى ((951)) .لا نه ((952)) ـ تعالى ـ قال :
((والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اءولياء بعض )). ((953))
والـفـاسـق عـدو اللّه . وقـال اللّه تـعـالـى :((لا تـتخذوا عدوي وعدوكم اولياء)). ((954))
والفاسق مغضوب عليه . ومن وجب على كافة الخلق مودته يجب اءن يكون
مطيعا للّه تعالى على كل حال , في السراء والضراء.

واءما الايات الاخر الدالة على عصمتهم فسنذكرها.

واءمـا الـرد ((955)) عـلـى الـغـزالـي , فـهـو اءنـه لـو كـان مـجـرد الـعـقل معصوما, لكان
كـل ((956)) الـعـالـمين معصومين , لا نه لا يستقل بنفسه , بل لابدله من محل وهو الانسان , قلبه
اءودمـاغه , اءو اءن مسكنه الدماغ , ومحكمته القلب . وليس ((957)) كذلك , بل العقل حاكم عادل لو
لـم تـقـلـبه ((958)) الطبائع الحيوانية . وعقول البشر متفاوتة قلة وكثرة , رجلاوامراءة , صبيا
ومراهقا وكهلا, ومجنونا, مع اءن المجانين لهم في جنونهم اءيضا مراتب ,وكذلك للعقلاء في عقولهم
مراتب .

فان ((959)) قيل : هذه منه ـ تعالى ـ مداهنة وحيف .

الجواب : ذلك باطل بطول مدة وقصرها في الاعمار, والفقر, والثروة , والعمى , والعرج خلقة .

وان قيل ((960)) ان ((961)) التفاوت هى هنا باعتبار مصالح كل منهم الى آخر.

قلنا: فكذلك في ((962)) مراتب العقول رعاية الصلاح لكل منهم على ذلك ((963)) الوجه .

فصل ((964))
فصل [في تحقيق معنى العصمة ]
وامـا الـعـصـمـة فـهـي قـوة عـقـلـيـة بـلـغت اءقصى ما يمكن اءن يحملها الانسان . والعقل قوة فـي القلب ((965)) اءو في الدماغ تمنع صاحبها من ارتكاب الزلة . اءلا ترى ((966)) اءن من كان
عـقـلـه اءوفـى , كـان فـي ارتـكـاب الـمـعـاصـي اءخـفـى , وان مـن كـان ((967)) فـي
سخافة ورخاوة ((968)) ونزارة عقلية اءتم , كان افشاؤه في الزلات اءعم .

فـالـعـقـل مـجـبول في فعل الاحسان وهو بمنزلة الفناة ((969)) من الجواهر, فانهمامتضادتان ,
اءوكالسواد والبياض , فان وجود السواد يمنع من وجود البياض من حيث هو.فكذلك كمال العقل يمنع
مـن حـيث هو وجود المعصية , ولا يتصور هذه في ذلك المحل .فهذا التكميل وقع عنده الطاعة للّه
تعالئ ((970)) وامتناع حصول المعاصي بالنسبة الى كمال عقله . ((971))
وقيل : كل لطف وقع ((972)) عنده الطاعة , فهو التوفيق ((973)) وكل لطف يمنع عن المعصية
فهو العصمة , وذلك ما ذكرناه من كمال عقله .

فـنـحـن لانـمـدح الـمـعصوم بعصمته لانها ليست فعله , و انما نمدحه بطاعته وهي بالمشقة ومن
فعله ((974)) . وقول الغزالي قريب من هذا. ((975))
واجـمـاع الامـة معصوم في المعنى عند المخالف ((976)) لا عندنا, ككمال العقل في المعصوم الا
اءنهم اءخذوا العصمة مبهمة , ونحن اءخذناها ((977)) من شخص واحد. فلوكان ((978)) العقل
في الكل متساويا لم يحتج الملوك الى الوزراء, ولاالصبيان الى الاولياء, ((979))
ولما ((980)) صدق : ((الرجال قوامون على النساء)), ((981))
ولما احتاج ((982)) اءحد الى مشاورة الاكياس .

ولما قال اللّه تعالى لنبيه : ((وشاورهم فى الا مر)), ((983))
وقال رسول اللّه (ص ): ((ماخاب من استخار, ولا ندم من استشار)), ((984))
ولـمـا قـال : ((المستشار مؤتمن )), ((985)) ففيها اجتماع العقول , وترجيح طرف المردودمن
المقبول .

ولما احتاج اءحد ((986)) الى تعلم الصنعة من اءهل الحرفة لان هذه الصنائع والحرف اءصولها مما
ظهر من آدم (ع ) وشيث (ع ) ابنه , وادريس (ع ). واءما تنويعها وتكثيرها فمن الاكياس . ((987))
وكـذلـك اءكـثـر الـعلوم , كالطب , والهندسة , والموسقى , وعلم الحساب والمنطق , ونحو ذلك مما
استخرجها واستنبطها المعلمون .

ولـو كـان العقول في المراتب على السواء, لكان جمهور العالم بعقل محمد وعلى (ع ) من اءهل الدين ,
وبـعقل اءفلاطون وجالينوس وبقراط وبطليموس و فيثاغورس من اءهل الحكمة ((988)) وليس
كذلك , بل واحد من اءلف من المجتهدين في ذلك الفن ربما يبلغ عشر عشير واحد من هؤلاء العظماء.

فصح بهذا اءن العقول من العالمين ليست على السوية .

واءيـضـا ((989)) الاشكال والصور والقوى من الفهم والذهن والحفظ والضبط للاموروالالوان
والاصـوات لا يـشبه بعضهم بعضا, وفي ذلك كان التميز ((990)) بالاصوات بين الرجال والنساء,
وبين كل اءحد من عرض العالم , والا لدخل ((991)) الرجل في بيت آخر, وفي مال آخر.

فكما اءن المصلحة اقتضت هذه الاختلافات كذلك في العقول والتكليف يكون بازاء ذلك في العقليات .

اءما في الشرعيات يمكن اءن يكون شرعا سواء لانه يتعلق بالجوارح لا تعلق ((992)) للعقل به الا
الانقياد لذلك ((993)) , كما امر.

اذا ثبت هذا وبلغ عقل الرجل حدا, فوقه عالم الالهية صارت المعاصي عنده كالضد.كما ((994))
لا يوجد من العسل الحموضة , ولامن الخل الحلاوة , فكذلك لا يوجد من العقل الكامل المعصية , لانهما
متضادان .

واءما في جائز الخطاء لما لم يكمل عقله اختلط بالجنون والسخافة ,كالسكنجبين اختلطحلاوة العسل
بـحـمـوضـة الخل . ومنه قوله تعالى : ((خلطوا عملا صالحا و اخرسيئا)) ((995)) , والمعلول
الصفراوي يجد الحلاوي مرا ولا ياءكل بمراده , لان علته تضاده . كذلك العقل الكامل لايرغب بحال
الـى المعصية ويكون صورته صورة شجرة العنب لا يثمر الرمان , ولا شجرة ((996)) التين , بل
كـل شـجـرة يـوجد منها ماهو من جنسه , كذلك لا يتولد من هذه , اءي كمالية العقل سوى , ماهو من
جنسها وهو الطاعة .

مثال ((997)) آخر: السم والترياق , اءوالموت والحياة , فان بين كل منهما تضادا لايحصل من هذا
مـا يحصل من ذاك , كذلك العصمة هي القوة العقلية لا يحصل منها ((998)) سوى الايمان والطاعة .

قـال اللّه تـعـالـى : (( حـبـب الـيـكـم الا يـمـان وزينه في قلوبكم و كره اليكم الكفر والفسوق
والـعـصيان )). ((999)) مثاله : تحبيب المال , والجاه ,والولد في القلوب , كذلك تحبيبه ((1000))
الـطـاعـة فـي قلب ((1001)) المعصوم , ثم يجعل تكريه المعصية في قلبه بازاء محبته ((1002))
الـطـاعـة . فـالتحبيب البابغ اءقصى كماله في الطاعة , بالعصمة . والتكريه البالغ باءقصى كماله , هو
بـالعصمة اءيضا في ترك المعصية . وهذا التكريه دلالة العصمة , لانه كره الكفر والفسوق الذي هو
الكبيرة , والعصيان الذي هو الصغيرة .

واءمـا الايـمـان , فـهـو جـامـع لـجـمـيـع الـمـعارف والعبادات فرضا ونقلا ((1003)) الائمة
من نور ((1004)) العزة خلقوا, او ((1005)) الى ذلك اءشار في ((1006)) قوله آتعالى ـ: ((اللّه
نور السموات و الا رض )) الى اءن قال : ((في بيوت اذن اللّه ان ترفع )), يعني : هذاالبيت الذي فيه
الـنـور الـمـذكـور, ثـم قـال فـي ذلـك الـبـيـت : ((رجـال لا تـلـهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر
اللّه )). ((1007))
يـروى عـن الـبـاقـر(ع ) اءن هـذا الـبـيـت بـيـتـنـا اءهـل الـبـيـت و اءن هؤلاء الرجال نحن
اءهل البيت . ((1008))
ولذلك ((1009)) كان علمهم وعقلهم وكمالهم , من يوم الولادة الى اءيام الكهولة على السواء, ولذلك
تـكـلـمـوا فـي بـطـون الامـهـات , كـفـاطـمة (س ) مع امها والحسين ((1010)) مع امه , وسائر
الائمة (ع ). ((1011))
قـال الباقر:(ع ) في ذلك : ان حديثناـ اءهل البيت ـ صعب مستصعب , لا يحتمله الا ملك مقرب اءو نبى
مرسل اءوعبد امتحن اللّه قلبه للايمان . ((1012))
وقال اءميرالمؤمنين (ع ): لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا. ((1013))
وقال : سلوني عما دون العرش , ((1014)) (الى آخرالحديث ), كماستراه .

وقال رسول اللّه (ص ): كنت نبيا وآدم بين الماء والطين ((1015))
مـعـناه : كنت نبى الملائكة والملائكة يتعلمون من نوري ونور عترتي , حمداللّه وتسبيحة وتهليله
وتمجيده , وكان قائما على شرف من شرفات العرش فاءخرجه اللّه ذلك النوربكسوة بشرية محمد
وعـلـى وفـاطـمة ...واليه اءشار قوله ـ تعالى ـ: ((و لو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما
يلبسون )). ((1016))
لا نه لو بعث ذلك النورر لم يطق الادمي مشاهدته ومعاينته لا نه من غير جنسه .

اءصل ((1017))
اءصل [في ما يختص الامام (ع ) به من الصفات ]
ولـذلـك قـالـوا: صـفـة الامـام عـشـرة : اءن يـولـد مـخـتـونـا. واءول كـلامه الشهادة باللّه و بـالـنـبـى وبـالائمـة ((1018)) مـن قبله . ويكون على كتفه الايمن مكتوبا: ((و تمت كلمة ربك
صـدقـاوعـدلا لا مـبـدل لـكـلـمـاتـه و هـو الـسـمـيـع العليم )), ((1019)) واءن لا يتثاءب ,
ولايتمطى , ((1020)) ولا يحتلم قط. ((1021))
ولا يـرى بـولـه ولا غـائطه , والارض يتبلعهما, ((1022)) ولا يوجد منهما نتن قط, بل يفوحان
رائحـة الـمـسك . ولا يكون له ظل اءبدا في الشمس . واذا وقع على الارض من بطن امه ينظر الى
السماء, ثم يتشهد, كما ذكرت . ((1023))
وفـي المهد يخبر عن المغيبات , مثل عيسى (ع ), كما قال : ((اني عبداللّه اتاني الكتاب )) (الى آخر
الاية ), ((1024))
وكـان يـخبر الصبيان في المكتب ياءكلون وبما يدخرون , كما قال تعالى : ((و انبئكم بماتاكلون وما
تدخرون في بيوتكم )). ((1025)) , ((1026))
وقال في يحيى (ع ): ((و اتيناه الحكم صبيا)), ((1027))
وكـان آدم (ع ) فـي يـوم ابـداعـه تـعـالـى ايـاه اءعـلـم مـن الـمـلائكـة , حتى اءعجز هم عن
كنه علمه . ((1028))
وكان قلع باب خيبر من على (ع ) من هذا الباب , حتى قال (ع ): ما قلعت باب خيبر بقوة جسمانية ولا
بقوة غذائية , لكن قلعته بقوة الهية . ((1029))
وكان محمد التقى (ع ) والقائم (ع )امامين في صباهما.

هذه واءمثالها مما صدرمنهم من ذلك النور الالهى . وربما ترى في هذا الكتاب اءكثر من هذافي مظانه
ان شاءاللّه تعالى .

فـالحاصل اءن وقوع الزلل من ذلك النور الذي جلوا منه , محال , ((1030)) لان الشمع حال الاشتعال
لا يـتـوقـع مـنـه الظلمة , وكذلك من الشمس وقت الاستواء. فاللّه تعالى يحبب ((1031)) الايمان
والطاعة في قلبه , ويكره في قلبه الكفر والمعصية , صغيرهاوكبيرها وحطام الدنيا. فلا يلتفت اليه ,
لانه مكره ((1032)) في قلبه وهذا محبب في قلبه .

اءصل ((1033))
اءصل [طريق تعيين الامام ] فصل ((1034)) لا يجوز اءن تكون الامامة بالبيعة
فصل مساءلة : لا يجوز اءن تكون الامامة بالبيعة
اعـلم اءن اختيار الامام حسن وصلاح للعالمين , ومحكم , والا لم تقم به الصلاحية . فعلى هذا لابد من عـالـم به , لان الجاهل لا علم له بالفرق بين الحسن والقبح بصلاح العالمين وفسادهم . اءلا ترى اءن
الـكـتـابـة والـنقش والبناء لا يفوض الى من كان جاهلا بها؟ ولو فوض نصب الامام ((1035)) الى
الـجاهل ((1036)) بكان تكليفا لما ((1037)) لا يطاق ,اءو يختار القبيح ((1038)) مقام الحسن .

فعلى هذا لو كان اختيار الامام حقا والتفويض الى العلماء حقا وصدقا لامكن اءن يفوض الشرع اءوباب
مـن اءبوابه اءو رفع باب منه اءو نصب الرسول للدعوة , الى واحد اءوجماعة من العلماء. وهذا محال
لوجوه :
مـنها: يمكن اءن يوجد نفسان يليقان للخلافة , ((1039)) فلا يكون نصب هذا باءولى من نصب آخر.

وفيه فساد كثير, كما قال اللّه تعالى : ((لو كان فيهما الهة الا اللّه لفسدتا)). ((1040))
ومنها: اءنه يمكن اءن يوجد المختار ظاهره بخلاف باطنه .

ومنها: اء نه ((1041)) يمكن وقوع التشاجر بين العلماء في تعيين اءحد هؤلاء الذين فيهم صلاحية
الامامة , ((1042)) اءويختار علماء كل بلدة ((1043)) اءو علماء كل محلة نصب واحد من الامام ,
اءويقول كل منهم كان ((1044)) اءولى بالامامة من هذا المختار,اءويقول لا اءرى نصب الامام , لانه
مـنـبع الفتنة , كما ترى الفتنة الواقعة بين العالمين , لنصب الصحابة الشيخين , حتى ظهرت المذاهب
الكثيرة .

ومنها: ((1045)) اء نه لوجاز التفويض فلايخلو اما اءن يحال الى جميع العالمين , وهذامحال , لا ن
اجتماعهم لا يتفق قط, اءو الى بعضهم وهذا البعض اما معين وهذا لم يوجد, اءوالى اءهل بلد اءو الى
قوم متعينين من بلد اءو صقع , وفي جميع ذلك الفسادات المذكورة .

و اءيضا ذلك القوم غير متعينين , وحينئذ يتعطل الحدود الشرعية , والجمعة , والجماعات ,والاعياد,
والجهاد وغير ((1046)) ذلك . فلابد حينئذ من نصب اللّه تعالى رجلامنصوصا, معصوما من الخلق
من فعله ((1047)) وقوله , ويوثق به ظاهرا و باطنا, سراوجهرا.

واءيـضا فرضنا رجلين متساويين في جميع الاحكام واختار ((1048)) الناس اءحدهما,اما اءن يقع
((1049))
المعطل للمختار: ((يا شخص لـسـت بالتقديم اءولى مني )), وتشاجرا ((1050)) ((فاعزل نفسك من الخلافة )), اءو ((اجعلني
شريكك )). وهذه كلها محال عقلا ونقلا.

واءيـضا اءمكن اءن يشير المختار الذي اختاروه بقتل معارضه , اءو ياءمر المتروك قوما آخرين بقتل
المختار.

واءيـضـا يـمـكن اءن يتشكل الشيطان بشكل الادمي , وبين هذا من خبثه ((1051)) لترويج اءمره ,
ويـغـوي الـنـاس بمكر, وخديعة مختلطا مكره ((1052)) بالشرع , كما فعل مثل ذلك اءبوالحسن
الاشـعـري , فانه مزج الشرع بالفلسفة . ((1053)) وكذلك فعل معاوية ويزيد,فانهما مزجا الجبر
بالشرع , وكانا يجددان اءمر الجاهلية , كشرب الفقاع ووضع الشورى والجبر. ((1054))
واءيـضـا الاخـتـيـار بـاطل , لان سعد بن الوقاص لم يبايع عليا(ع ) وبايع معاوية , وهو من العشرة
الـمـبشرة , وكذلك اسامة بن زيد, وحسان بن ثابت , ومحمد بن مسلمة , وعبداللّه بن عمر, وهم من
علماء الصحابة ورواتهم . ((1055))
وسعد بن عبادة لم يبايع اءحدا من الخلفاء, وقتله خالد بن الوليد في الشام . ((1056))
وبايع جمهور الصحابة بعد على معاوية , وكذلك التابعون . ((1057))
وكـذلـك بايع قوم من الصحابة الحسن بن على (ع ) ((1058)) , وقوم يزيد, وكذلك فعل ملوك بني
امية .

فان قيل : بايع هؤلاء خوفا من السيف الجواب : بايع الصدر الاول الخلفاء اءيضا خوفا منهم , لان الاول , كما قتل مالك بن نويرة ((1059))
مـع خمسة آلاف مطاعن بطل , ((1060)) لو قتل عليا مع سبعة عشرنفرا شيخا مسنا لما كان اءمرا
غـريـبـا. وبـرهـانـه ضـربـهـم بـالـسياط فاطمة (ع ) بنت النبي (ص ) مع علو شاءنها وعظمتها
ورفـعتها, ((1061)) حتى اءسود ذراعها وماتت عليه , ((1062)) واءخذوا ((1063)) عليا(ع )
مبطوشا مكتوفا ملببا, وجي ء به الاول قهرا, وغصب
اءملاكه , فاءى قهر اءغلظ من هذا؟ ((1064))
واخـتـار الـنـاس عـثـمـان , ثـم قـتـلـوه اجماعا. ومن قتلته : طلحة والزبير وسعد بن الوقاص
مـن الـمـبشرة , ((1065)) وقام بذلك خال المؤمنين محمد بن اءبي بكر وعمارالمؤمن ((1066))
بشهادة النبي (ص ). ((1067))
واءيضا ((1068)) لا يخلو الامر ((1069)) : اما اءن ((1070)) عين النبى الامام اسماونسبا, اءو
قوما ومكانا وزمانا, و وصف من يجب نصبه بحيث لم يشتبه على الخلق , وهوالنصب .

اءو وصـى بالنصب ولم يعين شيئا من ذلك , بل فوض الى الامة . فحينئذ يجب اجتماع جميع المسلمين ,
وهذا محال لان من مات , اءو من يولد بعد كيف يجتمع مع الحاضرين ؟ اءو سـكـت (ع ) وتـوفـي , وحـيـنـئذ يـجـب علينا السكوت لا نه (ص ) قال : فاسكتوا عما سكت
اللّه عنه . ((1071))
واذا ثبت هذه كلها ثبت اءن الامام يجب كونه منصوصا ((1072)) جليا من اللّه ورسوله .

ولم يرد في القرآن النص الجلى , لانه يؤدي الى النبوة فان كل من في ((1073)) المنزل ذكره جليا,
فـهـو نـبـى , كـمـحمد(ص ) بعد عيسى (ع ). بلى ذكر ((1074)) اللّه في على خفياواءحال الى
الـنـبـي (ص ) اظـهـاره , ولذلك قال (ص ): يا علي ((1075))
وقال (ص ): يا علي ((1076))
ونصب عليا(ع ) بالخلافة في المدينة ولم يعزل ((1077)) , كما عزل ابابكر عن اءداء تسع آيات في
اءول سورة براءة . ((1078))
[دعوى الاجماع في الخلافة ] مـسـاءلـة : ((1079)) كـانـت امـامـة الاول بالبيعة والاجماع . والاجماع باطل بقتل عثمان ,ولعن
عـلـى (ع ), فـان جـمـيـع الـمـسلمين اتفقوا عليهما, بعثمان يوم قتله , ((1080)) ولعلي (ع ) اءلف
شهر. ((1081))
وبـاطـل اءيـضـا بـقـتـل عـمـر, فـان قـاتـلـه بـمحضر جميع الصحابة في المسجد ولم يمنعه
اءحدمنهم . ((1082))
واءما البيعة فهي باطلة من وجوه :
الاول : اء ن القضاء بين الاثنين في مساءلة لا ينعقد, فكيف يجوز نصب من هو رئيس العالمين , اءونصب
من يقضي بين العالمين ؟ الثاني : لوجازت الامامة بالبيعة لجازت النبوة , لانهما رسيلان . ((1083))
ولوقيل : ان ((1084)) النبى يحتاج الى المعجزة عند الحاجة اليها,
قيل له ان الوصى كذلك له المعجزة عندالحاجة اليها. ((1085))
الثالث : ((1086)) لو صحت البيعة لصح وضع الشرع اءو وضع ((1087)) باب في الشرع .

الرابع : ((1088)) لو صحت البيعة لصحت امامة معاوية ويزيد وسائر بني امية , لا نهم اءيضا اءئمة
بالبيعة .

والمخالف يكذبه لانه قال : زمان الخلافة ثلاثون . ((1089))
الخامس : لو جازت البيعة لصحت امامة الكافر بالبيعة .

الـسادس : لو صحت الامامة بها, لصحت البيعة في يوم واحد باثنين , وهو عين الفساد, كماوقعت بين
الحسن (ع ) ومعاوية .

والـخـصـم يـقـول : يجب قتل اءحدهما, ((1090)) وقتل الحسن (ع ) لايجوز اجماعا,فلم يبق الا
مـعـاويـة , لان الحسن (ع ) ممن قال اللّه تعالى فيه : ((ذرية بعضها من بعض )) ((1091)) وكان من
اءرحم الناس بالرسول (ص ) بخلاف معاوية , ولا ن بيعته كانت سابقة على بيعة معاوية .

الـسـابع : ((1092)) اء ن البيعة اختيار, وقال اللّه تعالى : ((وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم
الخيرة )). ((1093))
الـثـامـن : ((1094)) اءن مـوسـى وهـارون (ع ) مـع رفـعـة درجـتـهـمـا فـي الـنبوة اختارا
سبعين رجلا, ((1095)) وخرج الكل مستحقي الاحراق بالنار حتى اءخذتهم الصاعقة . ((1096))
الـتـاسـع : ((1097)) لـو كـانـت بـيـعـة الـصـحـابـة فـي الاول حقا لكانت بيعة الشيعة اءيضا
حقابعلى ((1098)) (ع ) واءولاده مع اء نه من الرحم بنص القرآن . ((1099))
العاشر: اءن البيعة معناها نصب من يقوم مقام النبي (ص ), والقيام مقام صاحب الشرع , لايصح الا باذنه
واذن اللّه تعالى , قال اللّه تعالى : ((لا تقدموا بين يدي اللّه ورسوله )). ((1100))
وقال :((قل ءآللّه ادن لكم ام على اللّه تفترون )). ((1101))
الـحادي عشر: الامامة ((1102)) تسليط اءحد على دماء المسلمين واءموالهم و فروجهم .واذا كان
ليس لهم القيام بهذه الامور, فكيف يجوز نصب من له هذه الاشياء؟
الـثـانـي عشر: اء ن نصب الخليفة لرعاية صلاح العالمين , فربما لم يكن صلاح اءحد ((1103)) من
بـعدهم في ذلك , لا ن المصالح تتغير, فلابد من عالم الغيب والشهادة لينصب ((1104)) من هو يليق
بهذا الامر وفي نصبه صلاح الحاضرين والغائبين , كمابعث النبى (ص ) بهذا.

الـثالث عشر: اء ن الامامة ((1105)) لو كان واجبا ومما لابد منه , لذكره اللّه ((1106)) في كتابه
حـيـث قـال : ((ما فرطنا في الكتاب من شى ء)) ((1107)) اءوالسكوت عنه , فليس لاحد الاختيار
فيه , وقدقال النبى (ص ): ((اسكتوا عما سكت اللّه )). ((1108))
الـرابـع عـشـر: اء ن بـيـعـة عـلـى (ع ) كـانـت مـتـقـدمـة , كـما فعله يوم الغدير ((1109))
ويوم حائط ((1110)) بني النجار, وغيرهما مما اخذ النبى (ص ) منهم العهود في ذلك .

[اءخذ البيعة في زمن النبى (ص )] سـؤال : ((1111)) اءلـيـس الـنـبـى (ص ) اءخـذ الـبـيـعـة يوم الحديبية ؟ كذلك ((1112)) في
حق الشيوخ . ((1113))
الـجـواب : لـم يـاءخـذ الـنـبـى (ص ) الـبـيـعـة عـنـهم بنبوته ولنبوته , بل اءخذ باءن لا يفردوه
ولايـهـمـلوه , ((1114)) ولايسلموه الى العدو, واءن يبذلوا دونه المهج والاموال ولا يتولواعنه
مدبرين .

واءمـا عـلـى (ع ) فـاءخذ البيعة لا نهم سنوا هذه الفعلة حتى ظن العامة اءن الامامة لايقوم الا بهذه ,
فاءراد اءن يصل الى حقه , ولم يمكنه الا بهذه الوسيلة , فقبل لذلك , لا للنظر منه الى حقيتها.

اصل ((1115))
اصل [ما يعرف به نبوة
النبى ]سؤال : بم يستدل بالنبي (ص ) اء نه نبى ؟ الجواب : بثلاثة اءشياء:
اءولها: دعواه بها مع المعجزة الدالة على صدقه .

و ثـانـيـهـا: آثار النبوة من كونه من ذريتهم والاخلاق الحميدة , والصفات المحمودة , والتزهدفي
الدنيا, ومايدل على ذلك العصمة .

وثالثها: انباء النبى السابق عنه , كانباء ((1116)) عيسى (ع ) عن محمد(ص ).

[ما يعرف به امامة الامام ] سؤال : ((1117)) بم يعرف اءن الامام امام ؟
الجواب : باءربعة اءشياء:
اءحدها: ((1118)) نص اللّه اياه .

ثانيها: نصب الرسول له .

ثالثها: ((1119)) آثار العصمة .

ورابـعـهـا: لـه ((1120)) الـمـعـجـزة حـالـة الـحـاجـة . ووصـيـة ((1121)) الـنـبـى
اءوالوصى قبله . ((1122)) , ((1123))
[الفرق بين النبى والوصى ] سؤال : ما الفرق بين النبى والولى ؟ ((1124))
الجواب : النبى يتكلم عن الوحي وربما ينسخ ((1125)) , بخلاف الولاية فانها لاينسخ ((1126)) .

والـولى علمه اءكثره ((1127)) لدنى لعدم الوحي له . والنبى له اءن يخبر الناس بقبول قوله ,وليس
للامام هذا, لا نه مصدق بوصاية النبى به , وهو خازن علم النبى , فلوحرج ((1128)) فربما يحتاج
الى المعجزة وتشتبه ((1129)) الامامة بالنبوة .

وفي النبى لا يوجد فيه اختلاف , بل ((1130)) يوجد الاختلاف في صفاته .وكذلك ((1131)) في
الامـام لا يـنـبـغي ((1132)) اءن يوجد فيه اختلاف , كما لم يختلف في امامة على ـ (ع ) ولو يوما,
بـخـلاف غيره , فانه اختلف فيه . قال اللّه تعالى : ((ولو كان من عند غير اللّه لوجدوا فيه اختلا فا
كثيرا)). ((1133))
والامـام كـالـبـحر اءو الكعبة , لا ياءتي , بل يؤتى اليه ((1134)) من حيث اءن النبى خرج من الدنيا
وسـلـم الـشـرع الـيـه , فـوجـب عـلـى طـالـب الـديـن طـلبه . ولذلك قال :(ص ): اطلبوا العلم
ولـوبـالـصين . ((1135)) فاءمر العالمين بالمشي الى العالم ولم ياءمر العالم باءن يمشي الى المحتاج .

وسبب ذلك اء نه لا يمكن اءن يبلغ المكلف الى محمد(ص ) الا بعد العبور بعلى (ع ),لان محمدا(ص )
بـلـد الـعـلـم وعـلـى (ع ) بـابـه , ((1136)) فـمـن اءراد دخول البيت فلابد اءن يعبر من الباب
اليه . ((1137)) ومنه قوله ـ تعالى ـ: ((واءتوا البيوت من ابوابها)). ((1138)) وكان النبى (ص )
ثلاثا وعشرين سنة يؤذن ويقيم ويصلي جماعة ويتوضاء ((1139)) على ملا من الناس , فاذا خرج
مـن الـدنـيـا اشـتبه على الصحابة اءمرجميعها, وجوبا وندبا, وترتيبا وكمية , فاءجلى ((1140))
((1141)) مع اءن العبادات ليست من المتنافس ؟ ((1142)) فيه
بـخلاف الامامة لانها رياسة للعالمين و سلطنة ((1143)) , وكلنا طالب الصيد, فالخلق كفرواطمعا
في الرياسة .

[نص الامامة دليل العصمة ] مساءلة : لو كان الامام جائز الخطاء لم يحتج الى نص اللّه و نص رسوله . ((1144))
لان الـخـلائق يقدرون عليه , فاءى حاجة الى اللّه ؟, لكن لو نص اللّه ونصب الرسول لابد اءن يكون
ممتازا عن رجل نصبه الخلق . والتميز بالعصمة .

اصل ((1145)) الائمة اثناعشر برواية الفريقين ] ((1146)) ـ ((1147))
اصل [الائمة اثناعشر برواية الفريقين ]
فصل [مارواه جابر] قد بينا ((1148)) اء نه لا يجوز خلوالزمان التكليفي عن المعصوم اءى وقت كان ((1149)) , واءما
حـصـر الائمة (ع ) فليس عدد باءولى من آخر الا اءن النبى (ص ) بين اءن الائمة بعده اثناعشر الى
قيام القيامة , ويدل عليه السمع والاجماع من الشيعة والاخبارمن الفريقين . ((1150))
اجـتمعت الشيعة على اءن النبى (ص ) قال للحسين (ع ): ابني هذا امام وابن امام اءخو امام , اءبواءئمة
تسع , تاسعهم قائمهم . ((1151))
وقال له : حجة ابن حجة , اءخو حجة اءبوحجج تسع . ((1152))
روى جابر بن عبداللّه الانصاري : اء نه لما نزلت آية ((اءطيعوا اللّه واءطيعوا الرسول و اولي الا
((1153)) نعرف اللّه ورسوله , فمن اءولو الامر الذين وجب علينا
قلت : يا رسول اللّه طاعتهم ؟ ((1154))
قـال : يـا جـابـر الـحـسين , ثم على بن الحسين , ثم محمد بن على المعروف في التوراة بالباقر, و ستدركه يا جابر,
فـاذا لـقـيـته فاقراء مني السلام . ثم الصادق جعفر بن محمد, ثم موسى بن جعفر, ثم على بن موسى
الـرضـا, ثـم مـحمد بن على , ثم على بن محمد, ثم الحسن بن على , ثم سميي وكنيي حجة اللّه في
اءرضـه , و بـقـيـته في عباده , محمد بن الحسن بن على . ذلك الذي يفتح اللّه تعالى على يديه مشارق
الارض ومـغـاربها, لكن يغيب من شيعته و اءوليائه غيبة لايثبت فيها على الدين القائل بامامته الا من
امتحن اللّه قلبه للايمان .

/ 26