• عدد المراجعات :
  • 1329
  • 1/12/2009
  • تاريخ :

لا أطلُبُ أثراً بعدَ عَيْنٍ
آأثر الشيء بعد فواته

يضرب في البحث عن أثر الشيء بعد فواته.

أوَّل مَنْ قاله مالك بن عمرو العاملي.

وفي كتاب أبي عبيد: مالك بن عمرو الباهلي.

ومن خبره أنَّ بعض ملوك غسان كان يطلب في عاملة ذَحْلاً، فأخذ منهم رجلين يقال لهما مالك وسِماك ابنا عمر، فاحتبسهما عنده زماناً، ثُمَّ دعاهما، فقال لهما: إنّي قاتل أحدكما. فأيُّكما أقتُل؟

فجعل كُلٌّ منهما يقول: اقتلني مكان أخي.

فلمّا رأى ذلك قتل سِماكاً، وخلّى سبيل مالك.

فقال سماك حين ظنَّ أنَّه مقتول:

 

ألا مَنْ شَجَتْ ليلة عامِدَه
كما أبداً ليلةٌ واحده
فأبلغ قُضاعة إنْ جئْتَهُم
وخُصَّ سراة بَني ساعِدَه
وأبلغ نزاراً على نأيها
بأنَّ الرماح هي العائده
وأُقسِمُ لو قتلوا مالكاً
لكنت لهم حيَّةً راصِده
برأسِ سبيلٍ على مَرْقَبٍ
ويوماً على طُرُقٍ وارِده
فأُمَّ سِماكٍ فلا تجزعي
فَللموتِ ما تَلدُ الوالده

 

وانصرف مالك الى قومه، فلبث فيهم زماناً، ثُمَّ إنَّ رَكباً مرّوا وأحدهم يتغنّى بهذا البيت:

 

وأُقسِمُ لو قتلوا مالكاً
لَكنتُ لهم حيَّة راصده

 

فسمعت بذلك أُم سِماك، فقالت: يا مالكُ قَبَّح اللهُ الحياة بعد سِماك، اخرُج في الطلب بأخيك.

فخرج في الطلب، فلقي قاتل أخيه يسير في ناس من قومه، فقال: مَنْ أحسَّ لي الجمل الأحمر؟

فعرفوه وقالوا له: يا مالك، لك مئة مِن الإبل. فَكُفَّ.

فقال: لا أطلب أثراً بَعدَ عَيْنٍ.

فذهبت مثلاً.

أي: لا اخذ الدية وهي أثر الدم المسفوك، واترك العين أي: القاتل.

ثُمَّ حمل على قاتل أخيه، فقتله، وقال في ذلك:

 

يا راكباً بَلِّغَنْ ولا تَدَعَنْ
بَني قُمَيرٍ وإنْ هم جَزِعوا
فَلْيَجدوا مِثلَ ما وجدتُ فقد
كنتُ حزيناً قد مَسَّني وَجَعُ
لا أسمعُ اللهوَ في الحديث ولا
يَنفعُني في الفراشِ مُضطَجَعُ
لا وَجُد ثَكلى كما وجدتُ ولا
وجُد عَجولٍ أضلَّها رُبَعُ
ولا كبيرٍ أضَلَّ ناقَتَهُ
يومَ توافى المجيجُ واجتمعوا
ينظرُ في أوجهِ الرِّكابِ فلا
يعرفُ شيئاً والوجهُ مُلتمعُ
جَلَّلتُهُ صارِمَ الحديدةِ كالـ
مِلحِ وفيه سَفاسِقٌ لُمَعُ
بين ضميرٍ وباب جَلَّقٍ في
أثوابِهِ مِنْ دِمائِهِ دُفَعُ
أضْرِبُهُ بادِياً نَواجِذُهُ
يدعو صَداهُ والرأسُ مُنْصَدِعُ
بني قُميرٍ قتلتُ سيِّدَكُم
فاليومَ لا زَنَّةٌ ولا جَزَعُ
فاليومَ قُمنا على السَّواءِ فإنْ
تجروا فدَهري ودَهرُكم جَذَعُ

 


دبيب الشرك

بعضُ الشرِّ أهوَنُ مِنْ بعضِ

الذئب لا يأكل لحم ذئب !

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)