• عدد المراجعات :
  • 1746
  • 12/13/2008
  • تاريخ :

دبيب الشرك
الشمعة

من أهمّ المسائل التي يجب أن يكون المؤمن واعياً لها ويبدأ بمعالجتها هي مسألة الإخلاص، لذلك ينبغي المراجعة في كلّ موقف للنظر فيه، كم كان منه لله وكم لنفسه؟ كما إن كثيراً من الناس يرتكبون الخطأ ويتصوّرونه صحيحاً! وقد يعملون ما يضرّهم ويعلمون بذلك، ولكنّهم مع ذلك لا يتناهون عنه! ولذلك ورد في الحديث:

"دبيب الشرك في أمتـي كدبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء".

إشارة إلى اجتماع السواد الحاصل بالنملة والصخرة العظيمة في رأس الجبل مع الليل الأسود، بحيث يستحيل مع كل ذلك تمييز وجود النملة فضلاً عن دبيبها. وهكذا يكون الشرك أحياناً، وهذا هو المأزق!! إذاً، ما هو طريق الخروج من هذا المأزق؟ يروى عن أمير المؤمنين

الإمام علي بن أبي طالب (ع) قوله: "إذا صعدت روح المؤمن إلى السماء تعجبت الملائكة، وقالت: عجباً! كيف نجا من دار فسد فيها خيارنا". ويفهم من هذا الحديث أنّ المؤمنين قليلون جداً، فإنّه يموت الألوف من الناس يومياً ولا يثير ذلك عجب الملائكة، ولكن حيث إنّ المؤمنين قليلون قد يموت مؤمن اليوم ثم تمرّ أيام أو أشهر حتى يموت مؤمن آخر. أمّا عجب الملائكة فهو للمؤمن كيف استطاع أن يفلت من كلّ تلك الفتن الشائكة ولم يقع في حبائل مضلاتها. ولكن مع ذلك لا ينبغي اليأس، بل المطلوب اليقظة والحذر، وإنّ الأمل برحمة الله يجب أن يبقى كبيراً وراسخاً في النفس المؤمنة، وإنّ من أرجى الآيات الكريمة قوله تعالى: "إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ". فصريح القرآن أنّ الله تعالى خلقنا ليرحمنا، فإن نحن صدقنا مع أنفسنا فحاشا لله أن لا يأخذ بأيدينا ويوفّقنا، ولكن أيضاً هذا لا يعني أنّ الطريق سهل، فهو صعب وصعب جداً، ولكنه ممكن. كما إن تربية النفوس والإخلاص في النوايا يبقى أمراً ممكناً، لأنّ الله سبحانه وعد بالتوفيق، وما على الإنسان إلاّ أن يسعى، والتوفيق من الله تعالى الذي يقول: ﴿وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إلاَّ مَا سَعَى﴾، ويقول: "وَلَيَنصُرَنّ اللّهُ مَن يَنصُرُهُ" .. "وقل اعملوا".

العبودية بين الخذلان والتوفيق

حقيقة الزهد والعلاج النفسي

معرفة الله تعالى أساس إنساني

وسائل الشيطان

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)