• عدد المراجعات :
  • 1077
  • 6/29/2010
  • تاريخ :

الفكر الأصيل- التبليغ والإعلام في الإسلام (4)

الورود

النقطة الأخرى التي ينبغي أن أشير إليها هي أننا نواجه اليوم - على صعيد تبليغ الإسلام - العديد من الآفاق والمجالات، ويجب أن يتم تحديد أنواع التبليغ الإسلامي مع أهداف هذا التبليغ فمن أجل أي شيء نمارس التبليغ للإسلام؟ وما هي الغاية؟

هناك العديد من الأهداف المفترضة والمتصورة في هذا المضمار، وسوف أشير الى بعض منها، وكل تلك الأهداف ضرورية في حد ذاتها، وحسب الظروف القائمة، وأي واحد منها لا يمكنه أن يحل محل الآخر، رغم أنها ليست على حد سواء من حيث الأهمية.

أحد أهداف التبليغ يمكن أن يكون عبارة عن نشر الإسلام في قارات العالم، وبسط نفوذه وتوسيعه في دول العالم المختلفة، في مقابل الأديان الأخرى. كما هو الحال - اليوم - بالنسبة لبعض الأديان وخصوصاً المسيحية.

فالمسيحيون يقومون بذلك بإنفاق أموال ضخمة، وبذل جهود كبيرة، وعبر تنظيمات ومؤسسات واسعة النطاق.

إن الكثير من البلدان لديهاالإستعداد الكامل لتقبل الإسلام، وشعبها جاهز لاعتناق الإسلام، وهذا الأمر يمكن اعتباره أحد أهداف عملية التبليغ الإسلامي، وهو - بالطبع - ذو مكانة خاصة، ويتطلب توفر ظروف معينة، ويحتاج الى تهيئة مقدمات خاصة.

إننا حين نريد التبليغ للإسلام ينبغي أن يكون تبليغنا بهذا الهدف وهو أن نقدم الإسلام كنظرية وكمدرسة لتحرير الإنسان في مقابل الإلحادوالإستكباروالإستبداد والحكومات الظالمة. علينا أن نمارس التبليغ للإسلام بهذا العنوان

والهدف الأخر للتبليغ الإسلامي هو عبارة عن نهوضنا بمهمة حراسة الإسلام وصيانته، في مقابل الإيديولوجيات المهاجمة التي بدأت بالزحف على الحياة الإنسانية، وملء شتى مجالات الحياة البشرية، والتسلل الى عقول أفراد البشر..؛ يجب علينا الدفاع عن الإسلام، أو أن يكون لنا موقف هجومي تجاه الإيديولوجيات والنظريات الجديدة؛ وهذا الهدف هو الآخر ذو مكانة خاصة، ويتطلب ظروفاً مختلفة، ويتضمن مواجهة الماركسية والشيوعية والأُومانية وباقي النظريات الأجنبية ذات المواصفات الجذابة والقوالب المختلفة، والتي دخلت عبرها الى ميدان الفكر البشري، والتي يجري العمل على نشرها والتبليغ لصالحها بشدة في العالم الإسلامي.

وثالثاً إننا حين نريد التبليغ للإسلام ينبغي أن يكون تبليغنا بهذا الهدف وهو أن نقدم الإسلام كنظرية وكمدرسة لتحرير الإنسان في مقابل الإلحادوالإستكباروالإستبداد والحكومات الظالمة. علينا أن نمارس التبليغ للإسلام بهذا العنوان.

وهذا الجانب ليس مأخوذاً بنظر الإعتبار إلا بشكل قليل في العصور الأخيرة.. بلى كان هذا الأمر ملحوظاً في مرحلة صدر الإسلام، وكانالإهتمام ينصب عليه بهذا العنوان، وهو أنه مبدأ ودين جاء لتحرير الإنسان، ويتم التبليغ له بهذه الصفة. وفي العصور الأخيرة كانت الصفة الغالبة على التبليغ للإسلام هي الصفة الدفاعية خلال القرون الأخيرة.

أما بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران فقد أصبح التبليغ المطروح للإسلام - من جديد - هو ذلك النوع الذي كان مطروحاً في عصر صدر الإسلام.. صار التبليغ للإسلام يتم على أنه النظرية التي يمكنها إنقاذ البشرية والقضاء على هيمنة القوى الظالمة والغاصبة على الشعوب، وأن بإمكانه تعبئة الجنود من بين جماهير الشعب، وباستطاعته إقرار العدالة الإجتماعية ونشرها في صفوف الشعوب والمجاميع التي ترزح تحت نير الظلم والتمييز العنصري.. بهذا العنوان، وبهذه السمة أصبح الإسلام اليوم مطروحاً في العالم.

وطبعاً فإن التبليغ للإسلام بهذه الصفة وبهذا المنظار يستلزم ظروفه الخاصة ووسائله المحددة، ويتطلب وجود الأشخاص المناسبين وكذلك الأرضية اللازمة والظروف المساعدة للقيام بذلك.

آية الله العظمى السيد علي الخامنئي


الفكر الأصيل- التبليغ والإعلام في الإسلام (3)

الفكر الأصيل- التبليغ والإعلام في الإسلام (2)

الفكر الأصيل- التبليغ والإعلام في الإسلام (1)

الفكر الأصيل_ حقوق الإنسان في الإسلام (7)

الفكر الأصيل- حقوق الإنسان في الإسلام (6)

الفكر الأصيل- حقوق الإنسان في الإسلام (5)

 

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)