• عدد المراجعات :
  • 1207
  • 6/14/2010
  • تاريخ :

الفكر الأصيل- التبليغ والإعلام في الإسلام (3)

الورد

هذه هي المجموعة الإعلامية التي يشهدها العالم كل أسبوع، والعالم الإسلامي يواجه مثل هذا الحجم العظيم من الإعلام، وبعضها مخصص لمواجهة الإسلام، وهي تتضمن الخبر، والتحليل السياسي، والتقرير الخبري وشتى المضامين والمواضيع الإعلامية، التي يتم حشو أذهان الشعوب بها بشكل عام، والشعوب الإسلامية بالخصوص.

وبالطبع فإن هذا لا يشمل وسائل الإعلام المقروءة - أي المطبوعات - ولا الأفلام السينمائية ولا الكتب، وهي - في الواقع - مهمة جداً، وهو لا يتضمن بقية وسائل الدعاية والإعلام المستعملة في الوقت الحاضر؛ إنها ليست سوى صنف واحد من صنوف الدعاية والإعلام وهي نموذج سلبي واحد.

إن ميدان الإعلام في العالم أصبح - حقاً - بمثابة ميدان الحرب، ويشبه المعارك العسكرية، فلقد صار للمعارك السياسية منظّروهاالإستراتيجيونالماهرون والحاذقون، ولها الخبراء المتخصصون ذوو الفاعلية والتأثير، ولها غرف العمليات الخاصة بها، وفيها تجري أشكال وصنوف كثيرة من التعاونوالتظافر، وتنفق في هذه المجالات أموال طائلة ومخصصات هائلة.

إن العالم الإسلامي يواجه كل هذا الكم الهائل والكيف من الأمواج المتلاطمة من الإعلام وكل هذه الوسائل والأدوات الإعلامية المتنوعة الكثيرة، باعتباره حاملاً لنظرية إيديولوجية معارضة لكلتا النظريتين القائمتين في الزمن المعاصر ومناقضة لهما.

إن رأي الإسلام في موضوع الإعلام رأي صريح وواضح أيضاً، فالإسلام يعتبر أن التبليغ واجب وضروري، كما قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم «ومَن أحسن قولاً ممن دعاالى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين».

ومن المناسب - حقاً - أن ينتبه علماء العالم الإسلامي ومفكروه لهذا الأمر، ويهتموا بهذا المجال وينهمكوا في العمل فيه، والتفكير - معاً - للإرتقاء به، وحشد كل ما لديهم من الإمكانيات والطاقات وتسخيرها في هذا الصدد.

إن رأي الإسلام في موضوع الإعلام رأي صريح وواضح أيضاً، فالإسلام يعتبر أن التبليغ واجب وضروري، كما قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم «ومَن أحسن قولاً ممن دعاالى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين». وقوله عز وجل «أُدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن»وقوله تبارك وتعالى «فلذلك فادع واستقم كما أُمرت ولا تتّبع أهواءهم».

صحيح أن هذا الخطاب موجه للرسول الكريم (ص) لكنه موجه - في الحقيقة - الى كل المسلمين والمسلمات. وهناك آيات كثيرة في القرآن بهذا الشأن غير تلك التي تُليت عليكم الآن.

وفي الآية التي بدأت بها الحديث «الذين يبلّغون رسالات الله ويخشَونه ولا يخشَون أحداً إلا الله وكفى بالله حسيباً» تندرج أيضاً في سياق الآيات القرآنية الكريمة التي تتطرقالى هذا الموضوع.

كل هذه الآيات هي دروس لنا وتفتح أمامنا سبلاً واضحة وطرقاً محددة من أجل التمكن من تحقيق هذا الواجب الكبير.

وهناك حديث مشهور عن رسول الله محمد (ص) جاء فيه "لأن يهدي الله بك رجلاً خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت" وهو يوضح وظيفة المرء والواجب الملقى على عاتقه، إذ يعتبر هذا الحديث الشريف هداية إنسان ما أفضل وأسمى من كل الأعمال، وأن هداية إنسان واحد هي أفضل من كل ما تشرق عليه الشمس وتغرب.

وبناء على ذلك، فإن واجب الإنسان واضح ومعروف من وجهة نظر الإسلام، إذ أننا مكلفون بتبليغ الإسلام والحقيقة، ولا نستطيع أن نترك تبليغ الحق والدعوةالى الله تبارك وتعالى بأي حال من الأحوال وبأي عذر.

المسلمون مكلفون، فرداً فرداً، وفي جميع البلدان الإسلامية، وفي ظل كل الأوضاع والظروف وفي جميع الأحوال، بمهمة التبليغ..، ومن الطبيعي أن للعلماء والمفكرين والمثقفين والشخصيات البارزة في المجتمع وظائفهم وواجباتهم الخاصة في هذا المضمار، لكن هذا لا يعني أن أفراد الأمة الإسلامية ليسوا مكلفين بواجب التبليغ.

علينا إبلاغ هذا الأمر للمسلمين، فرداً فرداً، وينبغي إفهامهم بأن كل شخص مكلف بواجب يتحتم عليه أداؤه، وهو التبليغ للحق والدعوة الى الإسلام بالقدر الذي يطيقه ويمكنه القيام به.

آية الله العظمى السيد علي الخامنئي


الفكر الأصيل- التبليغ والإعلام في الإسلام (2)

الفكر الأصيل- التبليغ والإعلام في الإسلام (1)

الفكر الأصيل_ حقوق الإنسان في الإسلام (7)

الفكر الأصيل- حقوق الإنسان في الإسلام (6)

الفكر الأصيل- حقوق الإنسان في الإسلام (5)

 

 

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)