• عدد المراجعات :
  • 564
  • 5/1/2010
  • تاريخ :

من هم المنفّذون الواقعيون لحادثة الحادي عشر من سبتمبر ؟

حادثة الحادي عشر من سبتمبر

أيّ حزب أو تنظيم نفّذ هذه العملية الجريئة بنحو قلّ نظيره وبهذه الدقّة الفائقة؟ هناك ثلاث نظريات في الأقلّ للإجابة عن هذا التساؤل:

1 ـ الرواية الرسمية لدولة أميركا :وهيئتها الحاكمة التي بثّتها أجهزة الإعلام قاطبة دون تناقص وانقطاع على مدى ساعت الليل والنهار لتصل إلى مسمع ومرأى الشعب الأميركي والعالم، وهي:

إنّ المنفّذين لهذه العملية تسعة عشر شخصاً عربياً مسلماً، وهم ـ وفقاً لهذه الرواية ـ جزء من تنظيم القاعدة العالمي الإرهابي الذي يتّخذ من أفغانستان مقرّاً له، ومسؤوله والمشرف على هذه الحادثة هو أُسامة بن لادن.

ولم تقدّم أميركا حتى الآن إلى شعبها وإلى الهيئات الدولية أيّ وثيقة حاسمة تثبت فيها هذه الرواية.

2 ـ الرواية الثانية: إنّ هذه العملية قد نفّذتها وفقاً لبرنامج دقيق ودون ترديد مجموعة في منتهى الغضب من السياسة الأميركية، وهي فدائية ذات إرادة قوية ومستوىً علمي وتجربة فنيّة.

ويستدلّون على ذلك بأنّه كيف لم يُمنع وقوع هذه الحادثة من قبل الأجهزة الأمنية الأميركية وهي التي تنتشر فروعها لا في أميركا فحسب بل في جميع أنحاء العالم، ويستطيع منتسبوها أن ينفذوا في مختلف المنظمات والمراكز التجارية والدوائر والوزارات والدول وبقية المؤسسات، كما تستطيع أن تستخدم الكثيرين بميزانيتها الهائلة؟

3 ـ الرواية الثالثة :التي تتردّد على ألسنة بعض أقرباء المتّهمين في مصر والمملكة السعودية هي: أنّه من المستحيل أن يرتكب أبناؤهم مثل هذا العمل، فشخصيتهم لا تتطلّب أعمالاً كهذه، وما تدّعيه أميركا كذبة كبيرة; لأنّ من نفّذ هذه الحادثة إمّا أجهزة المخابرات الأميركية، وإمّا ـ على احتمال أقوى ـ وكالة المخابرات الإسرائيلية، والهدف منها خلق أزمة وعمليات عسكرية واستثمارها للخروج من الركود الاقتصادي وإحكام السيطرة العسكرية على العالم.

وبمرور الزمان قويت نظرية أنّ حادثة الحادي عشر من سبتمبر هي من نتائج النظام السياسي الأميركي، وتشجّع أشخاص من داخل أميركا وخارجها للإصرار على ذلك.

ومع حدوثِ انفجار سابق في مركز التجارة العالمية إبّان الأعوام الماضية ممّا حفّز نسبياً ذلك الجهاز الكبير لمزيد من الانتباه إلى هذه المؤامرة، وخضوعِ المجاميع المتّهمة بذلك الانفجار إلى استجواب شديد

لا لأشهر بل لسنين عديدة من قبل الشرطة السياسية الأميركية ورجال أجهزتها الأمنية المتخفّية، ومع وجود تعاون قريب لأميركا وبعض الحكومات، وكذلك التحذيرات المتكرّرة منذ أوائل الصيف، تلك التي أبلغتها أجهزة مخابرات عدّة دول ـ كالهند وألمانيا وفرنسا ـ للمخابرات الأميركية وكانت تخبر بمؤامرة وعمليات إرهابية، مع وجود كلّ ذلك فمن المذهل جداً خلال السنين الأخيرة أن تخفى عمليات بهذه السعة عن جهاز المخابرات الأميركية ذي الميزانية المناهزة لمئة ميليارد دولار، فيُصمّم لها ويُخطّط وتنفّذ بهذه الدقّة!

والسؤال الأكثر أهمّية عن هذا الموضوع والذي بقي بدون إجابة حتى الآن هو: لماذا لم تعلن الحكومة الأميركية أنّ هذه الفاجعة هي جريمة ضدّ الشعب الأميركي أو ضدّ الإنسانية، بل أعلنت منذ البداية أنّها حرب صليبية وحرب ضدّ أميركا؟

إنّ لذلك سببين رئيسين:

الأوّل: لو أُعلن أنّ هذا الهجوم هو جريمة ضدّ البشرية فيجب أن يسلّم منفّذوه الأصليون إلى المحكمة الجزائية العالمية، المحكمة التي نهضت أميركا لمعارضة وجودها; لأنّ بعض مسؤوليها ومسؤولي الدول الصديقة لها يجب أن يسلّموا إلى تلك المحكمة لما اقترفوه من أعمال سابقة.

الثاني: الأهمّ من الأوّل هو أنّ إعلان الحرب وحالة الطوارئ لها آثار أوسع وأعمق بكثير من مكافحة الجريمة والإرهاب وتضع وسائل مقتدرة للهيئة الحاكمة لكي تتمكّن بهذه الفرصة الذهبية من تطبيق السياسات التي كانت ترعاها بذهنها لسنين طويلة سواء على الصعيد الداخلي أو العالمي، فبعد تفكّك النظام ذي القطبين بتفكّك الاتحاد السوفيتي وحادثة الحادي عشر من سبتمبر سعت أميركا إلى ايجاد نظام جديد في العالم يطابق أهدافها وسياستها ومعاييرها، وتلك الأهداف هي:

1 ـ إيجاد نظام يستبدّ بالسلطة من النواحي كافّة مستفيداً من جميع وسائل القوة وخاصّة القوة العسكرية، واتّخاذ إجراءات كثيرة لعرقلة وجود نظام متعدّد الأقطاب حفظاً لمصالحها في أنحاء العالم.

2 ـ نتيجة لعجز أميركا عن إيجاد نظام القطب الواحد بسبب عدم التعاون الكامل لبعض الدول كفرنساو ألمانيا و روسيا مع السياسات الأميركية، ستسعى أميركا إلى خلق هيكل جديد ذي قطبين ومكوّنات ومعالم ثقافية جديدة كتقابل الإسلام والغرب وفي هذه الصدد ستستهدف المراكز والمناطق الاستراتيجية في العالم الإسلامي للاستحواذ عليها واخضاعها لسيطرتها; ولذا ستضطرّ فرض عدوّ تخيّلي أو واقعي في هذه المنطقة لتستخدم جميع الوسائل الممكنة في الانتصار عليه.

3 ـ إخضاع الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى احتواء كامل من عدّة أبعاد، وبذلك ستتعرّض مصالحها وأمنها إلى تهديد من النواحي كافّة; نظراً إلى أنّ الأميركيين معتقدون بأنّ الإسلام الذي نشأ في إيران سيشكّل الخطر الأساس في مواجهة الغرب للعالم الإسلامي، وأنّ الجمهورية الإسلامية ستتبوّأ بالتدريج منزلة مهمّة في تمحور الدول المسلمة.

وسنبيّن في مواصلة البحث أنّ أرضيّة هذه الاستراتيجية العسكرية الأميركية قد وجدت في أبعاد سياسية واقتصادية وعسكرية منذ عدّة سنين، وبعبارة ثانية: أنّ المخطّطين للسياسة الأميركية سيجدون حجّة أُخرى لتنفيذ مخطّطاتهم وإن لم تقع تلك الحادثة.

الدکتور منوچهر محمدي


خصائص الحرب المعلنة بعد الحادي عشر من سبتمبر

الحرب المعلنة بعد الحادي عشر من سبتمبر

إطلالة على حادثة الحادي عشر من سبتمبر

الأرضيّة العسكرية للسياسة العسكرية الأميركية

الأرضيّة السياسية للسياسة العسكرية الأميركية

الأرضيّة الاقتصادية للسياسة العسكرية الأميركية

الأرضيّة التاريخية للسياسة العسكرية الأميركية

 

 

 

 

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)