• عدد المراجعات :
  • 765
  • 1/25/2010
  • تاريخ :

مذكرات الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر(4)

الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر

مرض الشاه السياسي

في الأول من أكتوبر 1979 سمعت بمرض الشاه، وكتب سايروس فانس في تقريره "بأن ديفيد راكفلر بعث بطبيبه الخاص لمعاينته، وفي حال خطورة صحته يطلب موافقتنا بمجيئه إلى أمريكا للمعالجة".

في طهران كتب لنا "بروس ليتغن" أن العداء والكراهية في داخل إيران تجاه الشاه لا زالت مستمرة، ولو وافقنا على مجيء الشاه ـ حتى لأسباب إنسانية فإن نفوذ علماء الدين بين الناس من شأنه أن يؤدي إلى ردود فعل عنيفة بل أسوأ مما حصل سابقاً.

في 17 أكتوبر تسلم "فانس" تقريراً آخر من راكفلر جاء فيه أن الشاه مريض جداً ويستعصي تشخيص مرضه وعلاجه، والأطباء يظنون إصابته بالسرطان، ويريدون نقله إلى المركز الطبي في جامعة كرنل في نيويورك ليتولى فحصه أستاذ شهير من جامعة كولومبيا في 18 أكتوبر ثم يتشاور مع المشرف على القسم الطبي في وزارة الداخلية كي يصدر التوصية المشتركة حول نوع العلاج الذي يحتاج ويبلغ "فانس" بذلك. ثم جاءني تقرير فانس مضيفاً "إذا سمحنا للشاه بالمجيء إلى أمريكا للعلاج فيجب أن نطلع الإيرانيين بأنه عمل إنساني صرف، لكي نفسح المجال ويتسنى لنا الجواب الشافي لمكوث الشاه مستقبلاً وإقامته هنا" فكتب في أدنى هذا التقرير كلمة "O.K" وأرسلت نسخة منه إلى "فانس".

وفي صباح يوم الجمعة أعلن فانس عن استعداده للموافقة على مجيء الشاه للعلاج، وبقيت أنا وحيداً، وصادف أن كان "هنري برشت" مدير قسم شؤون الإيرانيين في وزارة الداخلية في طهران مع "بروس لينغن" فأمرته أن يطلع بازركان وإبراهيم يزدي وزير الخارجية الإيرانية بحالة الشاه ويخبرهم بأنه من المحتمل أن يكون هنالك برنامج لمعالجة الشاه ونريد منهم المساعدة في هذا المجال، بعد ذلك تسلمت تقريراً من "لينغن" جاء فيه أنه أطلع بازركان ويزدي بأن الشاه وزوجته سوف لن يسمح لهما بأي نشاط سياسي خلال إقامتهم في أمريكا، وكذلك طلب منهم الضمان لحماية الرعايا الأمريكان في إيران، وكان الرد إيجابياً لكنهم قالوا أنه ليس هناك أدنى شك من أن ذهاب الشاه إلى أمريكا ستكون له ردود فعل عنيفة من قبل الإيرانيين.

في 20 أكتوبر ذهبت إلى كامب ديفيد حيث تسلمت مذكرة "حساسة جداً" من "كريستوفر" مساعد وزير الداخلية، كتب فيها "علمنا أن الشاه مصاب بمرض لمفاوي خطير مع انسداد داخلي مما أدى إلى يرقان شديد، ومنذ أشهر بدأ العلاج الكيمياوي وأدى إلى تحسن من مرضه هذا، لكن العلاج الكيمياوي لم يعط نتائج مرضية خلال الأشهر الأخيرة فهو "الشاه" يحتاج إلى تحليلات وفحوص طبية أخرى. وقال الدكتور "كين" أستاذ جامعة كرنل والذي زار الشاه بأننا لا نستطيع الاستمرار في دراسة مرض الشاه وهو في المكسيك وأوصى بحضوره إلى أمريكا لمتابعة العلاج. وطلب ديفيد راكفلر نقل الشاه إلى مستشفى "اسلون كنرينك" في نيويورك لمتابعة العلاج والتحليلات الطبية، ووافق الدكتور "كين" رئيس القسم الطبي في وزارة الداخلية على ذلك، وقلت لبريجنسكي بالسماح للشاه لأجل العلاج في نيويورك على أن نطلع سفارتنا في طهران موافقة الإيرانيين، وفي 22 أكتوبر أطلعني فانس "أن ردود الفعل لدى الحكومة الإيرانية كانت هادئة، وأن الشاه وزوجته اللذين سيصلان نيويورك هذه الليلة، لن يسمح لهم بالنشاط السياسي".

وفي يوم السبت وصل الشاه إلى نيويورك، وفي إيران شجب هذا العمل، ولكننا تأكدنا بأن رعايانا في طهران في أمان، وتسلمت سلسلة من التقارير من وزارة الداخلية بشأن الشاه ثم أخبرني مساعد راكفلر بأن مرضه اللمفاوي السرطاني من النوع المتقدم في المرحلة الثالثة، ويحتمل أن يتقدم أكثر بحيث تستمر معالجته على الأقل ثمانية أشهر بواسطة الأشعة والأدوية الكيماوية.

وقال طبيب الشاه إن فرصة الشاه في الحياة هي 50% خلال الـ 18 شهراً القادمة، وإذا كان محظوظاً فإنه يستطيع البقاء بضع سنوات أخر، ولكي تتحسن صحته بعد العملية الجراحية السابقة عليه البقاء في المستشفى 2ـ3 أسابيع أخرى... لكنه بالرغم من كل ذلك مات الشاه بعد سفره إلى القاهرة في 27 تموز 1980.

 اعداد القسم العربي- تبيان


مذكرات الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر(1)

مذكرات الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر(2)

مذكرات الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر(3)

أهم الأسس الفكرية والآراء السياسية للإمام الخميني

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)