غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 6

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 6

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


صارت أرجلهم تقطر دما لانهم لم يعتادوا المشي على أقدامهم فاستقبلهم رجل راع فقالوا: أيها الراعي أعندك شربة ماء أولبن؟ فقال: عندي ما تحبون ولكني أرى وجوهكم وجوه الملوك وما أظنكم إلا هرابا فاخبروني بقصتكم. فقالوا: يا هذا إنا دخلنا في دين لا يحل لنا الكذب أفينجينا الصدق؟ قال: نعم. فأخبروه بقصتهم فانكب الراعي على أرجلهم يقبلهما ويقول: قد وقع في قلبي ما وقع في قلوبكم فقفوا إلي ههنا حتى أرد الاغنام إلى أربابها وأعود إليكم. فوقفوا له حتى ردها وأقبل يسعى فتبعه كلب له.

فوثب اليهودي قائما وقال: يا علي إن كنت. عالما فأخبرني ماكان لون الكلب واسمه؟ فقال: يا أخا اليهود حدثني حبيبي محمد صلى الله عليه وسلم إن الكلب كان أبلق بسواد وكان اسمه 'قطمير' قال: فلما نظر الفتية إلى الكلب قال بعضهم لبعض: إنا نخاف أن يفضحنا هذا الكلب بنبيحه فألحوا عليه طردا بالحجارة فلما نظر إليهم الكلب وقد ألحوا عليه بالحجارة والطرد أقعى على رجليه وتمطى وقال بلسان طلق ذلق: يا قوم لم تطردونني وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، دعوني أحرسكم من عدوكم وأتقرب بذلك إلى الله سبحانه وتعالى. فتركوه ومضوا فصعد بهم الراعي جبلا وانحط بهم أعلى كهف.

فوثب اليهودي وقال: يا علي ما إسم ذلك الجبل؟ وما إسم الكهف؟ قال أميرالمؤمنين: يا أخا اليهود إسم الجبل 'ناجلوس' وإسم الكهف 'الوصيد' وقيل:خيرم قال: وإذا بفناء الكهف أشجار مثمرة وعين غزيرة، فأكلوا من الثمار وشربوا من الماء وجنهم الليل فآووا إلى الكهف وربض الكلب على باب الكهف ومد يديه عليه، وأمر الله ملك الموت بقبض أرواحهم، ووكل الله تعالى بكل رجل منهم ملكين يقلبانه من ذات اليمين إلى ذات الشمال، ومن ذات الشمال إلى ذات اليمين، قال: وأوحى الله تعالى إلى الشمس فكانت تزاور عن كهفهم ذات اليمين إذا طلعت، وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال، فلما رجع الملك 'دقيانوس' من عيده سأل عن الفتية فقيل له: إنهم اتخذوا إلها غيرك وخرجوا هاربين منك فركب في ثمانين ألف فارس وجعلوا يقفوا آثارهم حتى صعد الجبل وشارف الكهف فنظر إليهم مضطجعين فظن أنهم نيام، فقال لاصحابة: لو أردت أن اعاقبهم بشئ ما عاقبتهم بأكثر مما عاقبوا به أنفسهم فآتوني بالبنائين فأتى

بهم فردموا عليهم باب الكهف بالجبس والحجارة ثم قال لاصحابه: قولوا لهم يقولوا لالهم الذي في السماء إن كانوا صادقين يخرجهم من هذا الموضع. فمكثوا ثلثمائة و تسع سنين، فنفخ الله فيهم الروح وهموا من رقدتهم لما بزغت الشمس، فقال بعضهم لبعض: لقد غفلنا هذه الليلة عن عبادة الله تعالى قوموا بنا إلى العين، فإذا بالعين قد غارت والاشجار قد جفت فقال بعضهم لبعض: أنا من أمرنا هذا لفي عجب مثل هذه العين قد غارت في ليلة واحدة، ومثل هذه الاشجار قد جفت في ليلة واحدة، فألقى الله عليهم الجوع فقالوا: أيكم يذهب بورقكم هذه إلى المدينة فليأتنا بطعام منها ولينظر أن لا يكون من الطعام الذي يعجن بشحم الخنازير وذلك قوله تعالى: فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاما. أي أحل وأجود وأطيب فقال لهم تمليخا: يا اخوتي لا يأتيكم أحد بالطعام غيري ولكن أيها الراعي ادفع لي ثيابك وخذ ثيابي. فلبس ثياب الراعي ومر وكان يمر بمواضع لايعرفها وطريق ينكرها حتى أتى باب المدينة، فاذا عليه علم أخضر مكتوب عليه: لا إله إلا الله عيسى روح الله صلى الله على نبينا وعليه وسلم فطفق الفتى ينظر إليه ويمسح عينيه ويقول: أراني نائما فلما طال عليه ذلك دخل المدينة فمر بأقوام يقرؤن الانجيل واستقبله أقوام لايعرفهم حتى انتهى إلى السوق فإذا هو بخباز فقال له: يا خباز ما أسم مدينتكم هذه؟ قال: أفسوس. قال وما اسم ملككم؟ قال: عبدالرحمن. قال تمليخا: إن كنت صادقا فإن أمري عجيب إدفع إلي بهذه الدراهم طعاما وكانت دراهم ذلك الزمان الاول ثقالا كبارا فعجب الخباز من تلك الدراهم.

فوثب اليهودي وقال: يا علي إن كنت عالما فأخبرني كم كان وزن الدرهم منها؟ فقال: يا أخا اليهود: أخبرني حبيبي محمد صلى الله عليه وسلم وزن كل درهم عشرة دراهم وثلثا درهم فقال له الخباز: يا هذا إنك قد أصبت كنزا فاعطني بعضه وإلا ذهبت بك إلى الملك. فقال تمليخا ما أصبت كنزا وإنما هذا من ثمن ثمر بعته بثلاثة دراهم منذ ثلاثة أيام وقد خرجت من هذه المدينة وهم يعبدون دقيانوس الملك. فغضب الخباز وقال: ألا ترضى أن أصبت كنزا أن تعطيني بعضه؟ حتى تذكر رجلا جبارا كان يدعي الربوبية قد مات منذ ثلثمائة سنة وتسخر بي ثم أمسكه واجتمع الناس ثم إنهم أتوا به إلى الملك وكان عاقلا عادلا فقال لهم: ما قصة هذا الفتى؟ قالوا: أصاب كنزا. فقال له الملك: لا

تخف فإن نبينا عيسى عليه السلام أمرنا أن لا نأخذ من الكنوز إلا خمسها فادفع إلي خمس هذا الكنز وامضي سالما. فقال: أيها الملك تثبت في أمري ما أصبت كنزا وإنما أنا من أهل هذه المدينة فقال له: أنت من أهلها؟ قال: نعم. قال أفتعرف فيها أحدا؟ قال: نعم. قال: فسم لنا فسمى له نحوا من ألف رجل فلم يعرفوا منهم رجلا واحدا قالوا: يا هذا ما نعرف هذه الاسماء، وليست هي من أهل زماننا، ولكن هل لك في هذه المدينة دارا؟ فقال: نعم أيها الملك، فابعث معي أحدا، فبعث معه الملك جماعة حتى أتي بهم دارا أرفع في المدينة وقال: هذه داري ثم قرع الباب فخرج لهم شيخ كبير قد استرخا حاجباه من الكبر على عينيه وهو فزع مرعوب مزعور فقال: أيها الناس مابالكم؟ فقال له رسول الملك: إن هذا الغلام يزعم أن هذه الدار داره فغضب الشيخ والتفت إلى تمليخا وتبينه وقال له: ما أسمك؟ قال: تمليخا بن فلسين. فقال له الشيخ: أعد علي. فأعاد عليه فانكب الشيخ على يديه ورجليه يقبلهما وقال: هذا جدي ورب الكعبة وهو أحد الفتية الذين هربوا من 'دقيانوس' الملك الجبار إلى جبار السموات والارض ولقد كان عيسى عليه السلام أخبرنا بقصتهم وانهم سيحيون. فأنهى ذلك إلى الملك وأتى إليهم وحضرهم فلما رأى الملك تمليخا نزل عن فرسه وحمل تمليخا على عاتقه فجعل الناس يقبلون يديه ورجليه ويقولون له: يا تمليخا ما فعل بأصحابك؟ فأخبرهم إنهم في الكهف. وكانت المدينة قد وليهارجلان ملك مسلم وملك نصراني فركبا في أصحابهما وأخذا تمليخا فلما صاروا قريبا من الكهف قال لهم تمليخا: ياقوم إنى أخاف أن اخوتي يحسون بوقع حوافر الخيل والدواب وصلصلة اللجم والسلاح فيظنون أن 'دقيانوس' قد غشهم فيموتون جمعيا فقفوا قليلا حتى أدخل إليهم فاخبرهم. فوقف الناس ودخل عليهم تمليخا فوثب إليه الفتية واعتنقوه وقالوا: ألحمد لله الذي نجاك من 'دقيانوس'. فقال: دعوني منكم ومن 'دقيانوس' كم لبثتم؟ قالوا: لبثنا يوما، أو بعض يوم. قال: بل لبثتم ثلثمائة وتسع سنين. وقد مات 'دقيانوس' وانقرض قرن بعد قرن وآمن أهل المدينة بالله العظيم وقد جاءكم. فقالوا له: يا تمليخا تريد أن تصيرنا فتنة للعالمين؟ قال: فماذا تريدون؟ قالوا: ارفع يدك ونرفع أيندينا فرفعوا أيديهم وقالوا: أللهم بحق ما أريتنا من العجائب في أنفسنا إلا قبضت أرواحنا ولم يطلع علينا أحد. فأمر الله ملك الموت فقبض أرواحهم وطمس الله باب الكهف

وأقبل الملكان يطوفان حول الكهف سبعة أيام فلا يجدان له بابا ولا منفذا ولا ملكا فأيقنا حينئذ بلطيف صنع الله الكريم وأن أحوالهم كانت عبرة أراهم الله إياها. فقال المسلم: على ديني ماتوا وأنا أبني على باب الكهف مسجدا. وقال النصراني: بل ماتوا على ديني فأنا أبني على باب الكهف ديرا. فاقتتل الملكان فغلب المسلم النصراني فبنى علي باب الكهف مسجدا، فذلك قوله تعالى: قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا وذلك يا يهودي ماكان من قصتهم، ثم قال علي كرم الله وجهه لليهودي: سألتك بالله يا يهودي أوافق هذا مافي توراتكم؟ فقال اليهودي مازدت حرفا ولا نقصت حرفا يا أبا الحسن لا تسمني يهويا أشهد أن لا إله الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وإنك أعلم هذه إلامة

م- قال الاميني: هذه هي سيرة أعلم الامة، وعند الامتحان يكرم المرء أو يهان والقصة ذكرها أبوإسحاق الثعلبي المتوفى 37-427 في كتابه 'ألعرائس' ص 232 تا 239.

راي الخليفة في الزكاة


عن حارثة قال: جاء ناس من أهل الشام إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقالوا: إنا قد أصبنا أموالا وخيلا ورقيقا نحب أن يكون لنا فيها زكاة وطهور. قال: ما فعله صاحباى قبلي فأفعله. واستشار أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وفيهم علي رضي الله عنه فقال علي: هو حسن إن لم يكن جزية راتبة دائبة يؤخذون بها من بعدك.

وعن سليمان بن يسار: إن أهل الشام قالوا لابي عبيدة الجراح رضي الله عنه: خذ من خيلنا ورقيقنا صدقة. فأبى، ثم كتب إلى عمر بن الخطاب: فأبى، فكلموه ايضا فكتب اليه عمر بن الخطاب إن أحبوا فخذها منهم وارددها عليهم وارزق رقيقهم. قال مالك: أي ارددها على فقرائهم.

___________________________________

موطا مالك 1 ص 206، مسند أحمد 1 ص 14؟ سنن البيهقي 4 ص 118، مستدرك الحاكم 401 :1 ذكر الحديث الاول وصححه هو والذهبى، مجمع الزوائد 3 ص 69، ذكر الحديث الاول فقال: رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجاله ثقات.

وقال العسكري في أولياته، والسيوطي في تاريخ الخلفاء ص 93: إن عمر أول

من أخذ زكاة الخيل:

قال الاميني: ظاهر الرواية الاولى ان الخليفة لم يكن يعلم بعدم تعلق الزكاة بالخيل والرقيق ولذا أناط الحكم بما فعله صاحباه من قبله، ولم يكن يعلم أيضا ما فعلاه إلى أن استشار الصحابة فأشار مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام إلى عدم الزكاة، واستحسن أن يؤخذ منهم برا مطلقا لولا أنه يكون بدعة متبعة من بعده يؤخذ كجزية، لكن الخليفة لم يصخ إلى تلك الحكمة البالغة، ولا اتبع من سبقه، فأمر بأخذها وردها عليهم أو على فقرائهم.

وما علم في الرواية الثانية أن حب صاحب المال لا يثبت حكما شرعيا، وقد نبهه الامام عليه السلام بأنها تكون جزية، هكذا سبق الخليفة في عمله حتى جاء قوم من بعده وجعلوه أول من أخذ الزكاة على الخيل، واعتمدوا على عمله فوقع الشجار بينهم وبين من اتبع السنة النبوية في عدم تعلق الزكاة بالخيل.

راي الخليفة في ليلة القدر


عن عكرمة قال: قال إبن عباس: دعا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أصحاب النبي صلى الله عليه واله وسلم فسألهم عن ليلة القدر فأجمعوا على أنها في العشر الاواخر فقلت لعمر: إني لاعلم وإني لاظن أي ليلة هي، قال: وأي ليلة هي؟ قلت: سابعة تمضي أو سابعة تبقى من العشر الاواخر قال: ومن أين تعلم؟ قال: قلت: خلق الله سبع سموات، وسبع أرضين، وسبعة أيام، وإن الدهر يدور في سبع، وخلق الانسان فيأكل ويسجد على سبعة أعضاء، والطواف سبع، والجبال سبع، فقال عمر رضي الله عنه لقد فطنت لامر ما فطنا له.

عن إبن عباس قال: كنت عند عمر وعنده أصحابه فسألهم فقال: أرأيتم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر: التمسوها في العشر الاواخر وترا، أي ليلة ترونها؟ فقال بعضهم ليلة إحدى. وقال بعضهم: ليلة ثلاث. وقال بعضهم: ليلة خمس. وقال بعضهم: ليلة سبع، فقالوا وأنا ساكت فقال: مالك لا تتكلم؟ فقلت: إنك أمرتني أن لا أتكلم حتى يتكلموا فقال: ما أرسلت إليك إلا لتتكلم فقلت: إني سمعت الله يذكر السبع فذكر سبع سموات ومن الارض مثلهن، وخلق الانسان من سبع، ونبت الارض سبع،

فقال عمر رضي الله عنه: هذا أخبرتني ما أعلم أرأيت مالم أعلم قولك "نبت الارض سبع" قال: قال الله عزوجل: إنا شققنا الارض شقا فأنبتنا فيها حبا، وعنبا، وقضبا، وزيتونا، ونخلا، وحدائق غلبا قال: فالحدائق الغلب الحيطان من النخل والشجر، وفاكهة، وأبا- قال: فالاب ما أنبت الارض مما تأكله الدواب والانعام

___________________________________

بينه المولى سبحانه في الكتاب العزيز بقوله في ذيل الاية: متاعا لكم ولانعامكم. ولا يأكله الناس قال: فقال عمر رضي الله عنه لاصحابه: أعجزتم أن تقولوا كما قال هذا الغلام الذي لم تجتمع شئون رأسه؟ والله إني لارى القول كما قلت.

___________________________________

مسند عمر ص 87، مستدرك الحاكم 1 ص 438 وصححه، سنن البيهقى 4 ص313، تفسير ابن كثير 4 ص 533، ألدر المنثور 6 ص 374، فتح البارى 4 ص 211.

نعم: لقد عجز الخليفة ايضا عن عرفان ماقاله الغلام الذي لم تجتمع شئون رأسه، والاب ذلك الذي أعيي الخليفة ورأى علمه تكلفا كما مر في الحديث السادس ص 99، وأنا لا أدري ماذا قال الغلام؟ ولماذا راق الخليفة قوله؟

ضرب الخليفة بالدرة لغير موجب


أخرج إبن عساكر عن عكرمة بن خالد قال: دخل ابن لعمر بن الخطاب عليه و قد ترجل ولبس ثيابا حسانا فضربه عمر بالدرة حتى أبكاه، فقالت له حفصة: لم ضربته قال رأيته قد أعجبته نفسه فأحببت أن اصغرها إليه.

___________________________________

تاريخ الخلفاء ص 96.

قال الاميني: أنا لا اناقش في عرفان الخليفة إعجاب نفس ابنه إياه وهو خلة قائمة بالنفس، ولا اباحث في إجتهاده في تعزير الولد، ولا أبحث عن إمكان ردع الولد عن عجبه "مهما سلم" بطرق معقولة غير التعزير والضرب بالدرة، بل اسائل الحافظين كيف وسعهما عد مثل هذه القصة من مناقب الخليفة ومن شواهد سيرته الحسنة؟.

وألطف من هذه قصة الجارود سيد ربيعة وقد أخرجه ابن الجوزي قال: إن عمر كان قاعدا والدرة معه والناس حوله إذ أقبل الجارود العامري فقال رجل: هذا سيد ربيعة. فسمعها عمر ومن حوله وسمعها الجارود فلما دنا منه خفقه بالدرة فقال:مالي و لك يا أميرالمؤمنين؟! قال: مالي ولك لقد سمعتها. قال: وسمعتها، فمه؟قال: خشيت أن

تخالط القوم ويقال، هذا أمير وفي لفظ: خشيت أن يخالط قلبك منها شئ فأحببت أن اطأطئ منك

___________________________________

سيرة عمر لابن الجوزى ص 178، شرح ابن أبى الحديد 3 ص 112، كنز العمال 2 ص 167.

م وأخرج إبن سعد عن سعيد قال: دخل معاوية على عمر بن الخطاب وعليه حلة خضراء فنظر إليه الصحابة فلما رأى ذلك عمر قام ومعه الدرة فجعل ضربا بمعاوية ومعاوية يقول: ألله ألله يا أميرالمؤمنين فيم فيم؟ فلم يكلمه حتى رجع فجلس في مجلسه فقالوا له: لم ضربت الفتى؟ وما في قومك مثله. فقال: ما رأيت إلا خيرا وما بلغني إلا خير ولكني رأيته وأشار بيده يعني إلى فوق فأردت أن أضع منه ما شمخ

___________________________________

تاريخ ابن كثير 8 ص 125، الاصابة 3 ص 434.

ما عساني أن أقول؟ ما عساني ما عساني؟...

جهل الخليفة بالسنة المشهورة


أخرج مسلم في صحيحه عن عبيد بن عمير: أن أبا موسى استأذن على عمر ثلاثا فكأنه وجده مشغولا فرجع فقال عمر: ألم تسمع صوت عبدالله بن قيس؟ ائذنوا له.فدعي به فقال: ما حملك على ما صنعت؟ قال: إنا كنا نؤمر بهذا. قال: لتقيمن على هذا بينة أولافعلن

___________________________________

وفى لفظ: فوالله لاوجعن ظهرك وبطنك. وفي لفظ الطحاوى: والله لاضربن بطنك وظهرك أو ليأتينى بمن يشهد لك. فخرج فانطلق إلى مجلس من الانصار فقالوا: لا يشهد لك على هذا إلا أصغرنا. فقام أبوسعيد فقال: كنا نؤمر بهذا. فقال عمر: خفي علي هذا من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ألهاني عنه ألصفق بالاسواق

___________________________________

صحيح مسلم 2 ص 234 في كتاب الاداب، صحيح البخارى 3 ص 837 ط الهند، مسند أحمد 3 ص 19، سنن الدارمي 2 ص 274، سنن أبى داود 2 ص 340، مشكل الاثار 1 ص 499.

وأخرج في صحيح آخر: قال ابي بن كعب: يا ابن الخطاب فلا تكونن عذابا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: سبحان الله إنما سمعت شيئا فأحببت أن أتثبت. وفي لفظ: قال أبوسعيد قلت: أنا أصغر القوم. قال النووي في شرحه: فمعناه

أن هذا حديث مشهور بيننا، معروف لكبارنا وصغارنا حتى يحفظه وسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال الاميني: من لي بمخبر عن أن الذي ألهاه الصفق بالاسواق حتى عن ناموس مشتهر هتف به صاحب الرسالة العظمى، وعرفته الصحابة أجمع كبارا وصغارا، وعضده الذكر الحكيم كيف يكون أعلم الصحابة في زمانه على الاطلاق كما زعمه صاحب الوشيعة؟.

ثم ما الموجب إلى ذلك الارهاب لمحض أن الرجل روى فيما ارتكبه سنة؟ وهل التثبيت يستدعي ذلك الوعيد بالايمان المغلظة؟ أو يستحق به الراوي أن يزرى به في الملا العام؟ أو في مجرد التحري والطلب مقنع وكفاية؟ وليس على الخليفة أن يكون عذابا على الامة كما رآه ابي.

اجتهاد الخليفة في البكاء على الميت


عن إبن عباس قال: لما ماتت زينب

___________________________________

توفيت زينب سنة ثمان من الهجرة فحزن عليها رسول الله حزنا عظيما. بنت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألحقوها بسلفنا الخير عثمان بن مظعون فبكت النساء فجعل عمر يضربهن بسوطه فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يده وقال: مهلا يا عمر دعهن يبكين، وإياكن ونعيق الشيطان. إلى أن قال: وقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على شفير القبر وفاطمة إلى جنبه تبكي فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يمسح عين فاطمة بثوبه رحمة لها.

مسند أحمد 1 ص 237 و 335، مستدرك الحاكم 3 ص 191 وصححه وقال الذهبي في تلخيص المستدرك: سنده صالح، مسند أبي داود الطيالسي ص 351، الاستيعاب في ترجمة عثمان بن مظعون ج 2 ص 482، مجمع الزوائد 3 ص 17.

وأخرج البيهقي في السنن الكبرى 4 ص 70 عن إبن عباس قال: بكت النساء على رقية "بنت رسول الله" رضي الله عنها فجعل عمر رضي الله عنه ينهاهن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مه يا عمر. قال: ثم قال: إياكن ونعيق الشيطان فانه مهما يكن من العين والقلب فمن الرحمة، وما يكون من اللسان واليد فمن الشيطان- قال: وجعلت فاطمة رضي الله عنها تبكى على شفير قبر رقية فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح الدموع على وجهها

باليد. أو: قال: بالثوب.

وأخرج النسائي وابن ماجة عن أبي هريرة انه قال: مات ميت في آل رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجتمع النساء يبكين عليه فقام عمر ينهاهن ويطردهن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعهن يا عمر فإن العين دامعة، والقلب مصاب، والعهد قريب

___________________________________

عمدة القارى 4 ص 87.

قال الاميني: لا أدري ماالذي حدا عمر إلي التسرع إلى ضرب تلكم النسوة الباكيات وصاحب الشريعة ينظر إليهن من كثب، ولو كان بكائهن محظورا كان هو الاولى بالمنع والرد، ومن أين علم الحظر في بكائهن ورسول الله صلى الله عليه واله وسلم يخالفه؟ وهلا راجعة في أمرهن لما هم بهن تأدبا؟ وما هذه الفظاظة الدافعة له إلى ما فعل؟ وكيف مد يده إلى تلكم النسوة حتى أخذ بها النبي الاعظم ودافع عنهن؟ والمجتمعات هناك بطبع الحال حامة رسول الله وذوات رحمة ونسوته، وغير أني لا أعلم أن الصديقة الفاطمة التي كانت من الباكيات في ذلك اليوم هل كانت بين تكلم النسوة المضروبات أولا؟ وعلى أي فقد جلست إلى أبيها وهي باكية.

وكانت للخليفة في حياة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بمرأى منه ومشهد مواقف لدة هذه لم يصب فيها قط، ومنها ما حدث به سلمة بن الازرق انه كان جالسا عند ابن عمر بالسوق فمر بجنازة يبكى عليها قال: فعاب ذلك إبن عمر وانتهرهن قال فقال سلمة: لا تقل ذلك يا أبا عبدالرحمن فأشهد على أبي هريرة لسمعته يقول: مر على النبي صلى الله عليه وسلم بجنازة و أنا معه ومعه عمر بن الخطاب رضي الله عنه ونساء يبكين عليها فزبرهن عمر وانتهرهن فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: دعهن يا عمر فان العين دامعة، والنفس مصابة، والعهد حديث. قالوا: أنت سمعته يقول هذا؟ قال: نعم، قال ابن عمر: فالله ورسوله أعلم مرتين

___________________________________

السنن الكبرى للبيهقى 4 ص 70، مسند أحمد 2 ص 408.

وأخرج الحاكم

___________________________________

المستدرك 1 ص 381. باسناد صححه وأقره الذهبي عن أبي هريرة قال: خرج النبي صلى الله عليه واله وسلم على جنازة ومعه عمر بن الخطاب فسمع نساء يبكين فزبرهن عمر فقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: يا عمر دعهن فإن العين دامعة، والنفس مصابة، والعهد قريب.

وعن أبي هريرء: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان في جنازة فرأى عمر امرأة فصاح بها فقال

النبي صلى الله عليه وسلم: دعها يا عمر، فإن العين دامعة، والنفس مصابة، والعهد قريب

___________________________________

سنن ابن ماجة 1 ص 481.

وعن عمرو بن الازرق قال: توفي بعض كنائن مروان فشهدها الناس وشهدهم أبوهريرة ومعها نساء يبكين فأمرهن مروان بالسكوت، فقال أبوهريرة دعهن فإنه مر على رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة معها بواك فنهرهن عمر رحمه الله فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعهن يابن الخطاب فإن النفس مصابة، والعين دامعة، والعهد حديث. مسند أحمد 3 ص 333.

وقال أبوهريرة: أبصر عمر امرأة تبكي على قبر فزبرها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعها يا أبا حفص فإن العين باكية، والنفس مصابة، والعهد قريب

___________________________________

أخرجه الطبرى في تهذيبه كما في كنز العمال 8 ص 117.

وينبأنا التاريخ عن أن الخليفة لم تجده تلكم النصوص وبقي على إجتهاده والسوط بيده يردع به ويزجر مستدا إلى ما إختلقته يد الافك على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم مما يخالف العقل والعدل والطبيعة من أنه قال: إن الميت يعذب ببكاء الحي.

قال سعيد بن المسيب: لما مات أبوبكر بكي عليه فقال عمر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الميت يعذب ببكاء الحي. فأبوا إلا أن يبكون، فقال عمر لهشام بن الوليد: قم فأخرج النساء. فقالت عائشة: اخرجك. فقال عمر: أدخل، فقد أذنت لك. فدخل فقالت عائشة: أمخرجي أنت يا بني؟ فقال: أما لك فقد أذنت لك. فجعل يضربهن إمرأة. إمرأة، وهو يضربن بالدرة حتى خرجت ام فروة وفرق بينهن

___________________________________

أخرجه ابن راهويه وصححه السيوطى راجع كنز العمال 8 ص 119. وذكره ابن حجر في الاصابة 3 ص 606.

وقال إبن أبي الحديد في شرح النهج 1 ص 60: إن أول من ضرب عمر بالدرة

___________________________________

يعنى أيام خلافته وكم ضرب قبلها بالدرة من اناس. وأما بعدها فحدث عنه ولا حرج. ام فروة بنت أبي قحافة- حين مات أبوبكر-

كيف صفحت عائشة عن قول النبي- إن صح به النبأ- ولم تقبله من الخليفة؟ و لماذا سمح الخليفة عائشة باذن البكاء على أبيها دون غيرها ورفع اليد عن تعميم ذلك الحكم البات؟ ولماذا أبت الصحابة إلا أن يبكوا على أبي بكر بعد نهي الخليفة؟ و لماذا رضوا بأن يعذب فقيدهم ببكاءهم؟ ولماذا حكمت الدرة في النساء إمرأة امرأة

/ 42