آیة المباهلة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

آیة المباهلة - نسخه متنی

سید علی حسینی میلانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


دائماً بالبحث عن جهتين، وإلاّ لا يتمّ الاستدلال بأيّ رواية من الروايات:

الجهة الاُولى :

جهة السند، لابدّ وأن تكون الرواية معتبرة، لابدّ وأن تكون مقبولة عند الطرفين، لابدّ وأن يكون الطرفان ملزمين بقبول تلك الرواية. هذا ما يتعلّق بالسند.

الجهة الثانية:

جهة الدلالة، فلابدّ وأن تكون الرواية واضحة الدلالة على المدعى.

وإلى الان فهمنا أنّ الاية المباركة وردت في المباهلة مع النصارى، نصارى نجران، ونجران منطقة بين مكّة واليمن على ما في بالي في بعض الكتب اللغوية، أو بعض المعاجم المختصة بالبلدان.

وإذا رجعنا إلى السنّة في تفسير هذه الاية المباركة، وفي شأن من نزلت ومن خرج مع رسول الله، نرى مسلماً والترمذي والنسائي وغيرهم من أرباب الصحاح

[راجع: صحيح مسلم 120:7، مسند أحمد 185:1، صحيح الترمذي 596:5، خصائص أميرالمؤمنين: 49-48، المستدرك على الصحيحين 150:3، فتح الباري في شرح صحيح البخاري 60:7، المرقاة في شرح المشكاة 589:5، أحكام القرآن للجصاص 16:2، تفسير الطبري 212:3، تفسير ابن كثير 319:1، الدرّ المنثور في التفسير بالمأثور 38:2، الكامل في التاريخ 293:2، أسد الغابة في معرفة الصحابة 26:4، وغيرها من كتب التفسير والحديث والتاريخ.] يروون الخبر بأسانيد معتبرة،

فمضافاً إلى كونها في الصحاح، هي أسانيد معتبرة أيضاً، يعني حتّى لو لم تكن في الصحاح بهذه الاسانيد، هي معتبرة قطعاً:

خرج رسول الله ومعه علي وفاطمة والحسن والحسين، وليس معه أحد غير هؤلاء.

فالسند معتبر، والخبر موجود في الصحاح، وفي مسند أحمد، وفي التفاسير إلى ما شاء الله، من الطبري وغير الطبري، ولا أعتقد أنّ أحداً يناقش في سند هذا الحديث بعد وجوده في مثل هذه الكتب.

نعم، وجدت حديثاً في السيرة الحلبيّة بلا سند، يضيف عمر بن الخطّاب وعائشة وحفصة، وأنّهما خرجتا مع رسول الله للمباهلة.

[إنسان العيون 236:3.]

ووجدت في كتاب تاريخ المدينة المنوّرة لابن شبّة

[تاريخ المدينة المنورة 581:1.] أنّه كان مع هؤلاء ناس من الصحابة، ولا يقول أكثر من هذا.

ووجدت رواية في ترجمة عثمان بن عفّان

من تاريخ ابن عساكر

[ترجمة عثمان من تاريخ دمشق: 168.] أنّ رسول الله خرج ومعه علي وفاطمة والحسنان وأبوبكر وولده وعمر وولده وعثمان وولده.

فهذه روايات في مقابل ما ورد في الصحاح ومسند أحمد وغيرها من الكتب المشهورة المعتبرة.

لكن هذه الروايات في الحقيقة:

أوّلاً: روايات آحاد.

ثانياً: روايات متضاربة فيما بينها.

ثالثاً: روايات انفرد رواتها بها، وليست من الروايات المتفق عليها.

رابعاً: روايات تعارضها روايات الصحاح.

خامساً: روايات ليس لها أسانيد، أو أنّ أسانيدها ضعيفة، على ما حقّقت في بحثي عن هذا الموضوع.

إذن، تبقى القضيّة على ما في صحيح مسلم، وفي غيره من الصحاح، وفي مسند أحمد، وغير مسند أحمد من المسانيد، وفي تفسير الطبري والزمخشري والرازي، وفي تفسير ابن كثير، وغيرها من التفاسير إلى ما شاء الله، وليس مع رسول الله إلاّ علي وفاطمة والحسنان.

دلالة آية المباهلة على إمامة عليّ


أمّا وجه الدلالة في هذه الاية المباركة، بعد بيان شأن نزولها وتعيين من كان مع النبي في تلك الواقعة، دلالة هذه الاية على إمامة علي من أين؟ وكيف تستدلّون أيّها الاماميّة بهذه الاية المباركة على إمامة علي؟

فيما يتعلّق بإمامة أميرالمؤمنين في هذه الاية، وفي الروايات الواردة في تفسيرها، يستدلّ علماؤنا بكلمة: "وأنفسنا"، تبعاً لائمّتنا "عليهم السلام".

ولعلّ أوّل من استدلّ بهذه الاية المباركة هو أميرالمؤمنين "عليه السلام"

نفسه، عندما احتجّ في الشورى على الحاضرين بجملة من فضائله ومناقبه، فكان من ذلك احتجاجه بآية المباهلة، وهذه القصّة، وكلّهم أقرّوا بما قال أميرالمؤمنين، وصدّقوه في ما قال، وهذا

الاحتجاج في الشورى مروي أيضاً من طرق السنّة أنفسهم.

[ترجمة أميرالمؤمنين من تاريخ دمشق 90:3 الحديث 1131.]

وأيضاً هناك في رواياتنا

[الفصول المختارة من العيون والمحاسن: 38.] أنّ المأمون العباسي سأل الامام الرضا "عليه السلام"

قال: هل لك من دليل من القرآن الكريم على إمامة علي، أو أفضليّة علي؟ السائل هو المأمون والمجيب هو الامام الرضا "عليه السلام". المأمون كما يذكرون في ترجمته كما في تاريخ الخلفاء للسيوطي وغيره

[تاريخ الخلفاء: 306.] أنّه كان من فضلاء الخلفاء، أو من علماء بني العباس من الخلفاء، طلب المأمون من الامام أن يقيم له دليلاً من القرآن، كأنّ السنّة قد يكون فيها بحث، بحث في السند أو غير ذلك، لكن لا بحث سندي فيما يتعلّق بالقرآن الكريم، وبآيات القرآن المجيد. فذكر له الامام "عليه السلام" آية المباهلة، واستدلّ بكلمة: "وأنفسنا".

لانّ النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" عندما أُمر أنْ يخرج معه نساءه، فأخرج فاطمة فقط، وأبناءه فأخرج الحسن والحسين فقط، وأُمر بأن يخرج معه نفسه، ولم يخرج إلاّ علي، وعلي نفس رسول الله

بحسب الروايات الواردة بتفسير الاية، كما أشرنا إلى مصادر تلك الروايات، ولم يخرج رسول الله إلاّ عليّاً، فكان علي نفس رسول الله، إلاّ أن كون علي نفس رسول الله بالمعنى الحقيقي غير ممكن، فيكون المعنى المجازي هو المراد، وأقرب المجازات إلى الحقيقة يؤخذ في مثل هذه الموارد كما تقرّر في كتبنا العلمية، فأقرب المجازات إلى المعنى الحقيقي في مثل هذا المورد هو أن يكون علي مساوياً لرسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم"، إلاّ أنّ المساواة مع رسول الله في جميع الجهات وفي جميع النواحي حتّى النبوّة؟ لا.

فتخرج النبوّة بالاجماع على أنّه لا نبي بعد رسول الله، وتبقى بقيّة مزايا رسول الله، وخصوصيات رسول الله، وكمالات رسول الله، موجودةً في علي بمقتضى هذه الاية المباركة.

من خصوصيّات رسول الله: العصمة، فآية المباهلة تدلّ على عصمة علي بن أبي طالب قطعاً.

من خصوصيّات رسول الله: أنّه أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فعلي أولى بالمؤمنين من أنفسهم كرسول الله قطعاً.

من خصوصيّات رسول الله: أنّه أفضل جميع الخلائق، أفضل البشر والبشريّة، منذ أن خلق الله سبحانه وتعالى العالم وخلق الخلائق كلّها، فكان أشرفهم رسول الله محمّد بن عبدالله، وعلي كذلك.

وسنبحث إن شاء الله في ليلة من الليالي عن مسألة تفضيل الائمّة على الانبياء، وسترون أنّ هذه الاية المباركة وهناك أدلّة أُخرى أيضاً تدلُّ على أنّ عليّاً أفضل من جميع الانبياء سوى نبيّنا "صلى الله عليه وآله وسلم".

فحينئذ حصل عندنا تفسير الاية المباركة على ضوء الاحاديث المعتبرة، حصل عندنا صغرى الحكم العقلي بقبح تقدّم المفضول على الفاضل، بحكم هذه الاحاديث المعتبرة.

وناهيك بقضيّة الاولويّة، رسول الله أولى بالمؤمنين من أنفسهم، وعلي أولى بالمؤمنين من أنفسهم.

وفي جميع بحوثنا هذه، وإلى آخر ليلة، سترون أنّ الاحاديث كلّها وإنْ اختلفت ألفاظها، اختلفت أسانيدها، اختلفت مداليلها، لكنّ كلّها تصبّ في مصب واحد، وهو أولويّة علي، وهو إمامة علي، وهو خلافة علي بعد رسول الله بلا فصل.

لابدّ وأنّكم تتذكّرون حديث الغدير: 'ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا بلى، قال: فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه'.

نفس المعنى الذي قاله في حديث الغدير، هو نفس المفهوم الذي تجدونه في آية المباهلة، وبالنظر إلى ما ذكرنا من المقدّمات والممهّدات، التي كلّ واحد منها أمر قطعي أساسي، لا يمكن الخدشة في شي ء ممّا ذكرت.

مع ابن تيمية في آية المباهلة


ولو أنّ مدّعياً يدّعي أو متعصّباً أو جاهلاً يقول كما قال ابن تيميّة في منهاج السنّة

[منهاج السنة 130-122:7.] بأنّ رسول الله إنّما أخرج هؤلاء معه، ولم يخرج غيرهم، يعترف بعدم خروج أحد مع رسول الله غير هؤلاء، يعترف ابن تيميّة، واعتراف ابن تيميّة في هذه الايام وفي أوساطنا العلميّة وفي مباحثنا العلميّة له أثر كبير، لانّ كثيراً من الخصوم يرون ابن تيميّة 'شيخ الاسلام'، إلاّ أنّ بعض كبارهم قال: من قال بأنّ ابن تيميّة شيخ الاسلام فهو كافر !!

المهم، فابن تيميّة أيضاً يعترف بعدم خروج أحد مع رسول الله في قضية المباهلة غير هؤلاء الاربعة، يعترف بهذا، وراجعوا كتابه منهاج السنّة، موجود، إلاّ أنّه يقول بأنّ عادة العرب في المباهلة

أنّهم كانوا يخرجون أقرب الناس إليهم، كانوا يخرجون معهم إلى المباهلة من يكون أقرب الناس إليهم، كانت عادتهم أن يخرجوا الاقرب نسباً وإنْ لم يكن ذا فضيلة، وإن لم يكن ذا تقوى، وإنْ لم يكن ذا منزلة خاصة أو مرتبة عند الله سبحانه وتعالى، يقول هكذا.

لكنّه يعترض على نفسه ويقول: إنْ كان كذلك، فلم لم يخرج العباس عمّه معه؟ والعباس في كلمات بعضهم ولربّما نتعرّض إلى بعض تلك الكلمات في حديث الغدير أقرب إلى رسول الله من علي، فحينئذ لِمَ لمْ يخرج معه؟

يقول في الجواب: صحيحٌ، لكنْ لم يكن للعباس تلك الصلاحية والقابليّة واللياقة لان يحضر مثل هذه القضية، هذا بتعبيري أنا، لكن راجعوا نصّ عبارته هذا النقل كان بالمعنى، يقول بأنّ العباس لم يكن في تلك المرتبة لان يحضر مثل هذه القضيّة، يقول ابن تيميّة فلذا يكون لعلي في هذه القضية نوع فضيلة.

بهذا المقدار يعترف، ونغتنم من مثل ابن تيميّة أن يعترف بفضيلة لعلي في هذه القضيّة.

ولو أنّك راجعت الفضل ابن روزبهان الخنجي، ذلك الذي ردّ كتاب العلاّمة الحلّي رحمه الله بكتاب أسماه إبطال الباطل، لرأيته في هذا الموضع أيضاً يعترف بثبوت فضيلة لعلي لا يشاركها فيها أحد.

[أنظر: إحقاق الحق 62:3.]

/ 5