• عدد المراجعات :
  • 708
  • 11/25/2009
  • تاريخ :

مدرس مثالا للزهد و القناعة

الشهيد مدرس

كان السيد المدرس (رحمه الله) مثالاً للقائد الذي يريد إنقاذ مجتمع يعاني القهر والحرمان، ودولة تعاني من السيطرة الأجنبية، وقد كانت في المدرس ثلاث خصال، لم تكن في السياسيين الذين عاصرهم، هي: الزهد والشجاعة والصراحة.

أمّا زهده فقد. عاش عيشة الفقراء على الرغم من تمكنه، وكان لا ينفق على نفسه إلا ثلث مرتبة الشهري من المجلس، والذي يصل إلى (100) تومان آنذاك؛ فالكل يجمع على أن السيد (رحمه الله) لم يتغير بعد انتقاله إلى طهران ودخوله ميدان العمل السياسي، وهو الذي يقول في إحدى كلماته بالمجلس: "أتحدّى ادّعاء أي شخص أو وزارة بأني تقدمت بطلب أو حاجة في فترة وجودي هنا". فقد كان زاهداً في حطام الدنيا الزائلة، وهذا ما أكسبه قوة وشجاعة، جعلت الآخرين يهابونه ويخافون منه. ويصف "حسين مكي" المؤرخ الإيراني بيت السيد وحياته، فيقول: "في هذه الأيام كلف الشاه السيد المدرس بمسؤولية الاشراف على مدرسة "سبهسالار" والتدريس فيها، ورفع مستواها العلمي، وفي مقابل اشرافه وتدريسه فيها كان يحصل على قدر لا بأس به من المال، ولكنه لم يكن يستفيد من ذلك المال لحاجته الشخصية، لذلك لم تتغير حياته الشخصية أبداً، وبقي على ذلك البساط، والسجادة القديمة، ونفس الكوز، والاناء و…؛ تلك الأشياء كانت كل أثاث بيته، وبقيت حتى النهاية هكذا.. ملابسه هي الأخرى لم تتغير. والشيء الوحيد الذي أضيف لحياته، والذي أجبر عليه بسبب كثرة زائريه، هو انه اشترى سجادة بحجم (3×4) أمتار، وكانت هذه السجادة تفرش ظهراً في السرداب، لينام عليها السيد، وعصراً في فناء الدار، ليجلس عليها ضيوفه من رجال الدولة والأعيان وذوي الحاجات، وكان يعيش مع خادمه كصديق له. يجلس إلى جانبه ويأكل معه".

علماً ان السيد لم يكن له ولا لابنه من يقدّم لها الخدمة في البيت، فقد توفيت زوجته عندما هاجر إلى العراق وتركيا، للمشاركة في الحرب العالمية الأولى، ولم يتزوج بعدها.

أما غرفة استقباله فكانت، وكما يصفها حسين مكي قائلاً: "كان بناؤها من الطين، وفيها سجادة صغيرة من الصوف، وفي وسطها بساط بالٍ، هذا بالاضافة إلى موقد من الطين فيه ابريقان للشاي وكوبان صغيران.. وكان في الغرفة أيضاً كيس صغير للتبغ ونارجيلة ومطفأة سجائر معدنية. وفي احدى زوايا الغرفة كان هناك كوز وإناء لشرب الماء، وكذلك إناء كبير لإبدال ماء النارجيلة.. وهذا كل ما كان في بيت السيد، ومع ذلك فقد بقي نصف الغرفة عارياً بلا فراش".

المصدر : دار الولاية للثقافه و الاعلام _مع التصرف 


موقف مدرس من الدولة العثمانية

السيد حسن المدرس في راي العلماء

مدرس ...أنموزج الشجاعة

مدرس و رئيس الحكومة "رضا خان"

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)