• عدد المراجعات :
  • 939
  • 8/23/2009
  • تاريخ :

الشهيد رجائي في بداية الثورة الاسلامية

الشهيد رجائي

بعد اطلاق سراح الشهيد رجائي من السجن ، لم يكفّ عن نشاطاته السياسية و الجهادية ، بل أخذ يضاعف في هذا المضمار.

و مع بلوغ الثورة ذروتها واصل نشاطه في لجنة استقبال الإمام بعد تعرفه على أنصار الإمام و ارتباطه بهم . و كان له في الاجتماعات التي عقدت من أجل تعيين محل سكن الإمام الخميني ، دور فاعل في تحديد و اختيار مدرسة رفاه . و حينما طرح بعض الأشخاص أماكن أخرى أفضل من مدرسة رفاه من حيث السعة و الامكانات ، و قالوا ان الإمام الخميني يجب أن يسكن مكاناً يتناسب مع شأنه ، أعلن الشهيد رجائي أن مدرسة رفاه تعود للإمام ، و قد بناها أنصاره باسمه ، و أفضل ميزة فيها هي أن الإمام إذا شرّفها بالسكن فيها ، لا يُقال أن الإمام نزل في دار فلان . و حظي هذا الاستدلال بموافقة الآخرين ، إلا أن ضيق ساحة هذه المدرسة بالقياس إلى مدرسة علوي ، أعلن للجماعة المكلفين بإعداد مدرسة رفاه لهذا الغرض ــ أثناء زيارته لذلك المكان ــ بأن لجنة الاستقبال قد بدّلت قرارها ، و ان سماحة الإمام سيذهب إلى مدرسة علوي.

و على الرغم من انه كان في تلك الأيام عضواً في تنظيم مدرسة رفاه ، و كان تنظيماً شبه سري ، و يعتبر بمثابة بؤرة الثورة إلا أنه كان على درجة من التواضع ، بحيث كان على استعداد للقيام بأي عمل معتبراً إياه خدمة للثورة من غير أن يعير أهمية لحجم ذلك العمل . ولما شاهده بعض رفاقه الذين كانوا متأهبين لتنفيذ أي عمل يطلبه منهم ، حاملاً المكنسة ، و ينظف ساحة مدرسة رفاه بنفسه ، سارعوا إليه طالبين منه ترك هذا العمل لهم ، إلا أنه رفض ذلك ، و كنس بنفسه المدرسة ، و رش ساحتها بالماء بانتظار قدوم الإمام . بعدما اضطلع الشهيد رجائي مسؤولية شؤون الإعلام و المسيرات ، حوّل داره و داراً مجاورة أمينة ، إلى مقر لكتابة لافتات التظاهرات و المسيرات.

و حينما أعلن الإمام الخميني ، ان الشعب يجب أن لا يأبه للأحكام العرفية التي أعلنت من قبل نظام الشاه ، جنّد الشهيد رجائي الشباب الثوريين على وجه السرعة ، و قسّمهم إلى مجموعتين ، تجوبان شوارع شمال المدينة و جنوبها ، و تُعلنا للناس ، كسر الأحكام العرفية بأمر الإمام و وجوب التمرد عليها.

و مع اشتداد المواجهة ، و سقوط الثكنات العسكرية للنظام بيد الشعب ، الواحدة تلو الأخرى ، و تنقل اسلحتها بواسطة ابناء الشعب إلى مدرسة رفاه ، تولّى الشهيد رجائي مسؤولية حفظ تلك الأسلحة . و مع أن الحكومة العسكرية ، كانت لاتزال على قدر من القوّة ، إلا أنه وزع بعض المسلّحين ، الذين قدموا من يزد إلى طهران لحماية الإمام ، على المنازل القريبة ، خشية هجوم محتمل يشنّه النظام على المدرسة.

و عند اعتقال رؤوس النظام السابق ، و نقلهم من قبل أبناء الشعب إلى مدرسة رفاه ، وقعت على عاتق الشهيد رجائي مسؤولية خطيرة أخرى ، إذ انه اضطلع ، و بمعاضدة بعض رفاقه في السجن بمسؤولية الحفاظ على رؤوس النظام و رجال السافاك ، و استجوابهم . و مع انه كان يعرف بعض هؤلاء القادة و المسؤولين ، إلا أنه أوصى الأشخاص المكلفين بالحفاظ عليهم في سرداب مدرسة رفاه ، أن يعاملوهم بكل مودّ ة، و يدعوا مسؤولية البتّ في أمرهم لمحاكم الثورة.

بعد الاعلان عن تشكيل الحكومة المؤقتة من قبل الإمام ، كُلَّف المرحوم المهندس مهدي بازرگان بمسؤولية رئاسة الوزراء ، و عيّن الدكتور شكوهي ، الذي كان من أعضاء حركة تحرير إيران كوزير للتربية و التعليم . نهض الشهيد رجائي اضافة إلى الشهيدين باهنر و سيد كاظم الموسوي بدور فاعل و حاسم في إدارة شؤون هذه الوزارة . و في هذا الميدان كان دور الشهيد رجائي أبرز من أدوار الآخرين ، إلى حد يمكن معه القول بأنه هو الذي نهض بالدور الأساسي في تغيير أوضاع وزارة التعليم و التربية من شكلها السابق إلى طابعها الثوري الجديد ، من خلال الصلاحيات التي أخذها من السيد شكوهي.

في ذلك العهد بادر الشهيد رجائي بصفته مستشاراً للوزير إلى اجراء بعض الاصلاحات الأولية ، التي تتناسب مع ظروف الثورة من قبيل تطهير تلك الوزارة من عناصر النظام و عملاء السافاك و الفئات الالحادية ، و أدى تلك المهمة بدقّة و سرعة خاصة.

و في أعقاب استقالة السيد شكوهي من وزارة التربية و التعليم ، واصل الشهيد رجائي خدماته المخلصة و الثورية كوكيل للوزارة ثم كوزير لها. و من أهم اجراءاته في تلك الفترة تأسيس دائرة الشؤون التربوية ، و تقوية مراكز اعداد المعلمين.

بالتزامن مع انتخابات الدورة الأولى لمجلس الشورى الإسلامي ، حين قدّم الحزب الجمهوري الإسلامي أسماء عدد من العناصر المؤمنة ذات الماضي الجهادي كمرشحين للعضوية في مجلس الشورى الإسلامي عن المدن المختلفة ، قدّم اسم الشهيد رجائي في قائمة الحزب كمرشح عن طهران ، و دخل في مجلس الشورى الإسلامي بعد أن حصل على 1.209.012 صوتاً.

المصدر:دار الولاية للثقافه و الاعلام_مع التصرف

 

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)