• عدد المراجعات :
  • 740
  • 6/30/2009
  • تاريخ :

كيف نظر العقاد إلى الألطاف الخفية؟ 

کربلاء

للأديب المصري ، عباس محمود العقاد (1889-1964م) ، (1306-1383هـ) ، مقولة شهيرة في النهضة الحسينية ، و تأثيرها على واقع الأمة السياسي و الإجتماعي ، حيث يقول : ( ثورة الحسين ، واحدة من الثورات الفريدة في التاريخ ، لم يظهر نظير لها حتى الآن في مجال الدعوات الدينية أو الثورات السياسية. فلم تدم الدولة الأموية بعدها حتى بقدر عمر الإنسان الطبيعي ، و لم يمضِ من تاريخ ثورة الحسين ، حتّى سقوطها أكثر من ستين سنة و نيّف ) ، و قد أصاب الفقيد العقاد كبد الحقيقة ، فلم تظهر لنهضة الحسين (ع) ما يماثلها في الأثر و التأثير حتى يومنا هذا ، و لن تظهر أبدا، إذ لا يوم كيوم الحسين (ع) في كربلاء.

وقد لا يعلم الكثير، فإن للعقاد مع الإمام الحسين (ع) قصة طريفة ، لايمكن وضعها في خانة الحس و الوجود ، ففي واحدة من الزيارات الى الجامعة العالمية للعلوم الاسلامية بلندن ، بوصفي خريجها ، التقيت مطلع يونيو حزيران 2008م ، بأستاذي و عميد الدراسات العليا ، الدكتور ابراهيم العاتي ( المولود في النجف الأشرف عام 1949م ) ، و ضمن الحديث عن الثقافة و الغيب ، قال الدكتور العاتي أنه في السبعينات و أثناء وجوده في القاهرة للتحضير للدراسات العليا ، قرأ مقالة للكاتب المصري أنيس منصور ( المولود قرب المنصورة عام 1924م ) في جريدة أكتوبر القاهرية ، حيث دأب منصور على الحضور كثيراً في صالون الأديب المصري عباس محمود العقاد ، و الكتابة عما كانت تجري فيه من أحاديث متفرقة في أبواب شتى ، بمحضر عدد من أدباء و مثقفي مصر.

و استطرد الدكتور العاتي ، أنه قرأ في إحدى حلقات أنيس منصور ، أن العقاد كان شديدا و حانقا على الحزب الشيوعي المصري و اليسار عموما ، و كان يطلق عليهم وصف ( أصحاب العاهات ) ، وقد غضبوا عليه و قرروا اغتياله ، لما للسانه و قلمه من وقع كبير على المجتمع المصري و العربي . مضيفا : ( أن العقاد كان قد ألف كتابا بعنوان " أبو الشهداء الحسين بن علي" ، و على أثر الكتاب كان قد تسلّم هدية من سادن الروضة الحسينية - السيد عبد الصالح بن عبد الحسين آل طعمة (1329-1426هـ) المولود في كربلاء المقدسة ، و المتوفى في لندن وا لمدفون في مسقط رأسه ، تولى السدانة من أبيه عام 1349هـ  حتى العام 1401هـ - عبارة عن قرآن كريم ملفوف بقطعة قماش من مرقد الامام الحسين (ع) ، فتسلمها العقاد بيد الشكر و الإمتنان ، و وضعها فوق مكتبته الشخصية في غرفته المطلة نافذتها على شارع السلطان سليم في البيت رقم 13، بحيث كان الطارق يرى الجانب العلوي من جسد العقاد اذا ما جلس في غرفته للمطالعة و الكتابة.

و في إحدى مقالاته عن صالون العقاد تطرق الكاتب أنيس منصور إلى عقلانية العقاد ، و كان العقاد في إحدى جلساته قد أبان عن رأيه بالغيب و الحضور و العقلانية و اللاعقلانية ،  ومما قاله العقاد : ( انه رغم عقلانيته ولكن لامندوحة من الإيمان بما لايمكن للعقل و الحس إدراكه ، فبعض الحوادث تحصل دون أن تجد لها تفسيرا ، و من ذلك، انه كان جالسا في غرفته ، و في لحظة واحدة ، و من دون ما سبب سقط القرآن الكريم الموشّى بقطعة القماش الحسينية ، و عندما انحنى العقاد بشكل لاإرادي لتناول القرآن الكريم و الحيلولة دون سقوطه على الأرض ، اخترقت نافذة غرفته في هذه اللحظة صلية إطلاقات نارية مستهدفة حياته ، نزلت في الجدار ، ولم تصبه ) !

أقول فالملازمة بين سقوط الكتاب الكريم من غير ما مسبب ظاهر و النجاة من محاولة الاغتيال الفاشلة ، لايمكن للحس أن يجد لها تفسيرا شهوديا و حضوريا ، فالتفسير نجده في عالم الغيب ، على أن آثاره العيانية ظاهرة في عالم الحضور.

 د. نضير الخزرجي*

الرأي الآخر للدراسات – لندن


تَرى الفتيانَ كالنَّخْل ، و ما يُدْريكَ ما الدَّخْل 

ليت شعري في جواب لست أدري

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)