الكليني من وجهة نظر علماء الشيعة
يقول شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي ، زعيم فقهاء الشيعة (تـ 460هـ)، في كتابه الجليل الرجال، باب « مَنْ روى عن الائمة»:
«محمد بن يعقوب الكليني ، يكني أبا جعفر الأعور، جليل القدر عالم بالأخبار، و له مصنفات يشتمل عليها الكتاب المعروف بالكافي، مات سنة تسع و عشرين و ثلثمائة في شعبان في بغداد ، و دفن في باب الكوفة » . [1]
و هو يذكر في الفهرست جميع كتب الكافي ، و عدداً من كتب الكليني الأخرى ـ التي سنتعرف عليها ـ ثم يتحدث عن طرق رواياته بها من أساتذته الشيخ المفيد ، الحسين بن عبيد الله الغضائري ، الشريف المرتضى و أحمد بن عبدون .[2]
و ذكره العالم الرجالي العظيم الشأن، أبو العباس أحمد بن علي بن العباس ، المعروف بـ «بالنجاشي» (ت 245هـ)، في كتابه النفيس و المعروف الرجال، و الذي اعتبر أشهر عالم رجالي بين الشيعة ، و ألف كتابه الرجال بعد الفهرست، و الرجال للشيخ للطوسي - ، ذكر عالمنا الشهير الكليني كالتالي:
«محمد بن يعقوب بن إسحاق أبو جعفر الكليني، و كان خاله علان الكليني الرازي ، شيخ أصحابنا في رقعة بالري و وجههم ، و كان أوثق الناس في الحديث ، و أثبتهم، صنّف الكتاب الكبير المعروف بالكليني يسمى الكافي في عشرين سنة».
ثم يذكر بعد ذلك كتاب الكافي ، و مؤلفاته الأخرى بالتفصيل الذي سنذكره[3]
و ذكره بعد الشيخ و النجاشي ، اللذين يمثلان إمامي علماء الرجال و التراجم، علماؤنا الكبار الآخرون ، حيثما صادفوا اسم الكليني، أو ذكروا كتابه الكبير و الشهير الكافي ، حيث ذكروه باعتباره أوثق علماء الشيعة في فهم الحديث ، و نقله ، و ضبطه ، و حسن ترتيب كتابه الكافي ، و تنظيمه.
و استخدم ابن شهرآشوب المازندراني، العلامة الحلي و ابن داود كالعادة نفس تعابير الشيخ و النجاشي في الثناء عليه.
كتب السيد ابن طاوس (ت 664هـ) قائلاً:
«الشيخ المتفق على ثقته ،و أمانته محمد بن يعقوب الكليني»[4].
و يقول الشيخ الحسين بن عبد الصمد العاملي (والد الشيخ البهائي):
«محمد بن يعقوب الكليني (رض) ، شيخ عصره في وقته و وجه العلماء و النبلاء، كان أوثق الناس في الحديث ، و أنقدهم له ، و أعرفهم به»[5]
و ذكر الملا خليل القزويني الفقيه و المحدث الشهير، في شرحه الفارسي لأصول الكافي:
اعترف بفضله العدو و الصديق، [6]
و كتب العلامة المجلسي في مرآة العقول ، شرح أصول الكافي:
«و ابتدأت بكتاب الكافي للشيخ الصدوق ثقة الإسلام مقبول طوائف الأنام و ممدوح الخاص و العام» ،[7]
و صرح الميرزا عبدالله الأصفهاني ، المعروف بالأفندي، العالم المعروف ، و تلميذ العلامة المجلسي قائلاً:
«ثقة الإسلام، هو في الأغلب يراد منه ، أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني ، الرازي ، صاحب الكافي و غيره، الشيخ الأقدم المسلّم بين العامة و الخاص و المفتي لكلا الفريقين»، [8]
و أكد الميرزا محمد النيسابوري قائلاً:
«ثقة الإسلام، قدوة الأعلام و البدر التمام، جامع السفن و الآثار، في حضور سفراء الإمام عليه أفضل السلام ، الشيخ أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني الرازي ، محيي طريقة أهل البيت على رأس المائة الثالثة».[9]
------------------------------------------------------------------------------
الهوامش:
[1] - رجال الطوسي، ، ص 495
[2] - الفهرست، الشيخ الطوسي، ص 135.
[3] - رجال النجاشي، ص 226
[4] - مقدمة الكافي.
[5] - نفس العنوان، نقلاً عن وصول الأخيار، ص 69.
[6] - نفس المصدر.
[7] - مرآة العقول ، ج 1، ص 3.
[8] - مقدمة الكافي.
[9] - نفس المصدر.
ثقة الإسلام الكليني رحمه الله الشيخ محمد بن يعقوب الكليني ( قدس سره ) ،( القرن الثالث – 329 هـ )
تلامذة الكليني و مؤلفاته
الكليني في رأي علماء العامة
مكانة الكليني في العالم الإسلامي
الروضة