الشاعر أحمد الصنوبري ( رحمه الله )
( ت ـ 334 هـ )
اسمه ونسبه :
أحمد بن محمد بن الحسن بن مرار الضبي الحلبي الأنطاكي المعروف بـ( الصنوبري ) ، نسبة إلى شجر الصنوبر المعروف .
ولادته :
لم نعثر على تاريخ ولادته .
مميزات شعره :
كان الصنوبري شاعراً ، مجيداً ، مطبوعاً ، مكثراً ، وكان عالي النفس ، ضنيناً بماء وجهه عن أن يبذله في طلب جوائز الممدوح ، صائناً لسانه عن الهجاء ، يقول الشعر تأدباً لا تكسّباً ، مقتصراً في أكثر شعره على وصف الرياض والأزهار ، وهو من فحول الشعراء .
وقال ابن عساكر : إنه شاعر محسن ، أكثر أشعاره في وصف الرياض والأزهار ، قدِم دمشق ، وله أشعاره في وصفها .
وفي كتاب معالم العلماء : من شعراء أهل البيت ( عليهم السلام ) ، من أصحاب الأئمة ( عليهم السلام ) .
وقد أورد له ابن شهر آشوب مدائح ومراثي كثيرة في حق أهل البيت ( عليهم السلام ) .
وفاته :
توفّي الشاعر الصنوبري ( رحمه الله ) عام 334 هـ .
الشاعر أحمد الصنوبري
ينظم في ذكر واقعة الطف
ذِكْر يومِ الحُسَـين بالطفِّ أودَى |
بِصمَاخي فَلَم يَدَعْ لي صماخَا |
مَنعُـوه مَـاءَ الفـراتِ وظَلُّوا |
يتعاطونَــهُ زُلالاً نقاخَــا |
بأبـي عتـرة النَّبـي وأمِّـي |
سَـدَّ عَنهُـم مُعاندٌ أصمَاخَا |
خَير ذا الخَلق صِـبْية وشَـباباً |
وكُهُولاً وخيرُهـم أشـيَاخَا |
أخذوا صَـدْر مفْخـر العِزِّ مُذْ |
كَانُوا خَلوا للعَالَمينَ المخاخَا |
النقيـون حيـثُ كانـوا جيوباً |
حيث لا تَأمَن الجيوبُ اتِّسَاخَا |
يألَفـون الطوى إذا ألفَ النَّاسُ |
اشـتواءَ من فَيْئِهم واطباخَـا |
خُلقُـوا أسـخِيَاء لا مُتَسَـاخِيْنَ |
وَليسَ السَّـخْي مَن يَتَسَـاخَى |
أهلُ فَضلٍ تَنَاسَخوا الفضل شَيْباً |
وشـباباً أكرِمْ بذاك انتسَـاخَا |
بِهَواهم يَزهُو وشَـمَّخ مَـنْ قَد |
كانَ في النَّاس زَاهياً شـماخَا |
يا ابن بِنت النَّبي أكرِمْ بِـهِ ابْناً |
وبأســناخِ جَـدِّه أسـناخَا |
وابنَ مَنْ وازَرَ النَّبـي وَوَالاهُ |
وصَافَـاهُ في الغَديرِ ووَاخَى |
وابنَ مَنْ كانَ للكَريهـة رِكَاباً |
وللهَامِ في الوَفَـى شَـداخَا |
ذُو الدِّمَاء التي يَطيلُ مَوالِيـهِ |
اختضاباً بِطِيبِهَـا والتِطَاخَا |
الشاعر أحمد الصنوبري
يَا خَيـر مـَن لَبِس النُّبُوَّة |
مِـن جَميـعِ الأنبيَـاءِ |
وَجدِي عَلى سِبطَيكَ وَجْدٌ |
لَيـس يؤذِنُ بانقِضَـاءِ |
هَــذا قَتيـلُ الأشـقِيَاءِ |
وذَا قَتيــلُ الأدعِيـاءِ |
يَومُ الحُسَـين هرقَتْ دَمْعُ |
الأرضِ بَلْ دمعُ السَّماءِ |
يومُ الحُسـينِ تَركَتْ بَابَ |
العِزِّ مَهجُـور الفَنَـاءِ |
يَا كربـلاء خُلِقـتِ مِـن |
كَربِ عَليٍّ ومِن بَـلاءِ |
كَم فِيكِ مِن وجهٍ تَشَـرَّب |
مـاؤُه مَـاءَ البَهَــاءِ |
نَفسـي فِداء المُصـطَلِي |
نارَ الوَفَى أيّ اصْطِلاءِ |
حيثُ الأسِنَّة في الجَوَاشِنِ |
كالكواكِبِ في السَّـماءِ |
فاختارَ دِرْعَ الصَّبرِ حَيْثُ |
الصَّبر مَن لِبْسِ السَّنَاءِ |
وأبَـى إِبَـاء الأسـدِ إِنَّ |
الأسـد صَادِقَة الإبـاءِ |
وقَضَـى كَريماً إذ قَضَى |
ظَمْآن في نفـر ظمَـاءِ |
مَنَعـوهُ طَعـم المَـاءِ لا |
وَجدُوا لِمَاءٍ طَعمَ مَـاءِ |
مَنْ ذَا لِمعقـُور الجَـوَادِ |
مَمَالُ أعـوَادِ الخِبـاءِ |
مَنْ للطَّريحِ الشُّلوِ عَرْياناً |
مُخَلَّــى بالعَــراءِ |
مَـنْ للمُحنَّـطِ بالتُّـرابِ |
وللمُغسَّـلِ بالدِّمــاءِ |
مَنْ لابنِ فَاطِمَـة المُغَيَّبِ |
عَن عُيـونِ الأولِيَـاءِ |
الشاعر أحمد الصنوبري
ينظم في مدح أهل البيت ورثاء الإمام الحسين ( عليهم السلام )
مَا في المنـازلِ حَاجـةٌ نَقضِـيهَا |
إلا السَّـلامُ وأدمُـعٌ نذريهَـا |
وتفجّـعٌ للعيـنِ فيهـا حَيـثُ لا |
عَيشٌ أوازِيـهِ بِعَيشـي فِيهَـا |
أبْكي المَنازِلَ وهي لو تَدْري الَّذي |
بَعثَ البُكاءَ لَكُـدْتُ أسـتَبْكِيهَا |
باللهِ يـا دَمـع السـحَائِب سَـقْهَا |
ولَئِـن بخلْتَ فأدمُعي تَسـقِيهَا |
لا خيرَ في وصفِ النِّسَاء فاعفِنِي |
عَمَّـا تُكلِّفُنِيـهِ مِن وَصـفِيهَا |
يا رُبَّ قَافِيَـة حَلَـى إمضـاؤُهَا |
لَم يَحلُ مَمْضَاها إلى مُمضِيهَا |
لا تطمعَنَّ النفس فـي إعطائِهَـا |
شيئاً فتطلُبُ فـوق ما تُعطِيهَا |
حُـبُّ النَّبـي مُحمَّـدٍ ووَصـِيِّه |
مَعْ حُبّ فاطمةٍ وحُبّ بَنِيهـا |
أهل الكسـاء الخَمسة الغُرَر التي |
يَبنِي العُـلا بِعُلاهـم بَانيـهَا |
كَم نِعمَـةً أوليـت يـا مَولاهُـمُ |
في حُبِّهِم فالحَمـدُ لِلْمُولِيهَـا |
إنَّ السَّـفاه بترك مَدحِـي فِيهـم |
فيحقُّ لي أنْ لا أكونَ سَـفيهَا |
هُم صـفوَة الكَرَم الذي أصـفِيهمُ |
وُدِّي وأصفيتُ الَّذي يُصـفِيهَا |
أرجُـو شَـفَاعتَهم وتلكَ شَـفاعَةٌ |
يَلتذّ بـرد رجَائِهـا راجِيهَـا |
صَلّوا على بِنتِ النَّبـي مُحمَّـدٍ |
بعد الصـلاةِ على النَّبي أبيهَا |
وابكُوا دِماءً لو تشـاهِد سَـفكَها |
في كَربلاء لمَّا وَنَت تَبكِيهَـا |
يا هَولَـها بين العَمَائِـم واللُّهَى |
تَجرِي وأسيافُ العِدَى تُجرِيهَا |
تلكَ الدِّمـاء لوَ أنَّهَـا تُوقَى إذاً |
كُنَّـا بِنَـا وبغيرِنَـا نُفدِيهَـا |
الشاعر أحمد الصنوبري
ينظم في مدح الإمام علي و الحسن و الحسين ( عليهم السلام )
أليـسَ مَـن حَـلَّ مِنـهُ فـي أخُوَّتِـه |
مَحلَّ هَارونَ مِن مُوسَى بن عِمْرَانِ |
صَـلَّى إلى القِبلتَيـنِ المُقتَـدَى بِهِمَـا |
والنَّـاس عَن ذَلِكَ في صُمٍّ وعُميَانِ |
مَا مِثل زَوجتِـه أخـرَى يُقـاسُ بِهَـا |
وَلا يُقَـاسُ إلى سِـبطَيهِ سِـبْطَانِ |
فَمُضْـمِر الحُبِّ في نُـورٍ يَخصّ بِـهِ |
ومُضْمِر البُغضِ مَخصُوصٍ بِنِيرانِ |
هذا غـدا مَالـك فـي النَّـار يَملكُـه |
وذاكَ رِضْـوانٌ يَلقَـاه بِرضـوَانِ |
قَـالَ النَّبـي لـه أشـقَى البريَّـة يـا |
علـي إن ذكـر الأشـقى شَـقيَّانِ |
هذا عَصَى صـالحاً في عقْـرِ نَاقَتِـه |
وذاكَ فيـكَ سَـيَلقاني بِعصــيَانِ |
لِيخضـبَنَّ هــذِهِ مـِن ذَا أبَا حَسَـنٍ |
في حِين يخضـبُهَا من أحمرٍ قَانِي |
نِعْمَ الشـهيدان رَبّ العَرش يَشـهدُ لِي |
والخَلـق أنَّهمـا نِعْـمَ الشـهيدانِ |
مَنْ ذَا يعزِّي النَّبي المصـطَفَى بِهِمـا |
مَن ذَا يُعزِّيـه مِن قَاصٍ ومِن دَانِي |
مَـنْ ذا لِفاطِمَـة اللّهفَــى يُنبِّئهَــا |
عَـن بَعلِهـا وابنِهـا أنبَـاءَ لَهْفَانِ |
مَن قَايَضَ النَّفس فِي المِحرَابِ مُنتَصِب |
وقايضَ النَّفسَ في الهَيجَاء عَطْشَانِ |
نَجْمَان في الأرضِ بَلْ بَدرانِ قَد أفَـلا |
نعم وشَـمسَان أمَـا قلت شَـمسَانِ |
سَيْفان يغمـد سَـيفَ الحَربِ إنْ بَرَزا |
وفـي يَمِينِهِمـا للحَـربِ سَـيفَانِ |