بحوث فی الملل والنحل جلد 6

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

بحوث فی الملل والنحل - جلد 6

جعفر سبحانی تبریزی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید





متكلّموا الشيعة في القرن الثالث:



1- الفضل بن شاذان بن الخليل أبو محمّد الأزدي النيشابوري: كان أبوه من أصحاب يونس، وروى عن أبي جعفر الثاني وقيل الرضا ـ عليهما السلام ـ وكان ثقة، أحد اصحابنا الفقهاء، والمتكلمين، وله جلالة في هذه الطائفة وهو في قدره أشهر من أن نصفه وذكر الكنجي انّه صنّف مائة وثمانين كتابا .


وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الإمام الهادي والعسكري، وقد توفّي عام 260 فهو من متكلّمي القرن الثالث. وقد ذكر النجاشي فهرس كتبه نقتبس منه ما يلي:


كتاب النقض على الاسكافي في تقوية الجسم، كتاب الوعيد، كتاب الرد على أهل التعطيل، كتاب الاستطاعة، كتاب مسائل في العلم، كتاب الاعراض والجواهر، كتاب العلل، كتاب الايمان، كتاب الرد على الثنوية، كتاب اثبات الرجعة، كتاب الرد على الغالية المحمدية، كتاب تبيان اصل الضلالة، كتاب الرد على محمّد بن كرام، كتاب التوحيد في كتب اللّه، كتاب الرد على أحمد بن الحسين، كتاب الرد على الأصم، كتاب في الوعد والوعيد آخر، كتاب الرد على بيان ايمان ابن رباب (الخارجي)، كتاب الرد على الفلاسفة، كتاب محنة الإسلام، كتاب الأربع مسائل في الامامة، كتاب الرد على المنّانية، كتاب الرد على المرجئة، كتاب الرد على القرامطة، كتاب الرد على البائسة، كتاب اللطيف، كتاب القائم عليه السلام، كتاب الإمامة الكبير، كتاب حذو النعل بالنعل، كتاب فضل أميرالمؤمنين ـ عليه السلام ـ ، كتاب معرفة الهدى



والضلالة، كتاب التعري والحاصل، كتاب الخصال في الإمامة، كتاب المعيار والموازنة، كتاب الرد على الحشوية، كتاب الرد على الحسن البصري في التفضيل، كتاب النسبة بين الجبرية والبترية(1) .


2- حكم بن هشام بن الحكم: أبو محمّد، مولى كندة، سكن البصرة، وكان مشهوراً بالكلام، كلّم الناس، وحكي عنه مجالس كثيرة، ذكر بعض أصحابنا أنّه راى له كتاباً في الامامة(2) وقد توفّي والده 200 أو 199، فهو من متكلمي أواخر القرن الثاني، وأوائل القرن الثالث .


3- داود بن أسد بن أعفر: أبو الأحوص البصري ـ رحمه الله ـ شيخ جليل، فقيه متكلّم من أصحاب الحديث ثقة ثقة، وأبوه من شيوخ أصحاب الحديث الثقات، له كتب منها، كتاب في الإمامة على سائر من خالفه من الاُمم، والآخر مجرد الدلائل والبراهين(3). وذكره الشيخ الطوسي في الفهرست في باب الكنى وقال: انّه من جملة متكلّمي الإمامية، لقيه الحسن بن موسى النوبختي، وأخذ عنه، واجتمع معه في الحائر على ساكنه السلام، وكان ورد للزيارة(4). فبما أنّه من مشايخ الحسن بن موسى النوبختي المعاصر للجبّائي (ت 303) فهو من متكلّمي القرن الثالث المعاصر.


4- محمّد بن عبداللّه بن مملك الاصبهاني: أصله جرجان، وسكن اصبهان، جليل في أصحابنا، عظيم القدر والمنزلة كان معتزلياً ورجع على يد عبدالرحمان بن أحمد بن جبرويه ـ رحمه الله ـ . له كتب منها، كتاب الجامع في سائر أبواب الكلام كبير، وكتاب المسائل والجوابات في الإمامة، كتاب مواليد الأئمة


1 . النجاشي: الرجال 2 / 168 برقم 838، والطوسي: الرجال برقم 1 و 2 في أصحاب الهادي والعسكري ـ عليهما السلام ـ ، والكشي: الرجال برقم 416 .


2 . النجاشي: الرجال 1 / 328 برقم 349 .


3 . النجاشي: الرجال 1 / 364 برقم 412 .


4 . الطوسي: الفهرست 221 برقم 875 .




ـ عليهم السلام ـ ، كتاب مجالسه مع أبي علي الجبّائي (235 ـ 303)(1) .


5- ثبيت بن محمّد، أبو محمّد العسكري: صاحب أبي عيسى الوراق (محمّد بن هارون) متكلّم حاذق، من أصحابنا العسكريين، وكان أيضاً له اطّلاع بالحديث والرواية، والفقه. له كتب، منها:


1- كتاب توليدات بني اُمية في الحديث وذكر الأحاديث الموضوعة .


2- الكتاب الّذي يعزى إلى أبي عيسى الوراق في نقض العثمانية له .


3- كتاب الأسفار .


4- دلائل الأئمة ـ عليهم السلام ـ (2) .


وبما أنّه من أصحاب أبي عيسى الوراق، وقد توفّي هو في 247، فالرجل من متكلّمي القرن الثالث .


6- إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل بن هلال المخزومي: أبو محمّد، أحد أصحابنا، ثقة فيما يرويه، قدم العراق، وسمع أصحابنا منه، مثل أيوب بن نوح، والحسن بن معاوية، ومحمّد بن الحسين، وعلي بن الحسن بن فضال، له كتاب التوحيد، كتاب المعرفة، كتاب الإمامة .


وبما أنّ الراوي عنه كعلي بن الحسن بن فضال من أصحاب الهادي والعسكري ـ عليهما السلام ـ وقد توفّي الامام العسكري عام 260، فهو في رتبة الحسن بن علي بن فضال، الّذي هو من أصحاب الإمام الرضا ـ عليه السلام ـ فيكون من متكلّمي القرن الثالث(3) .


1 . النجاشي: الرجال 2 / 297 برقم 1034 .


2 . النجاشي: الرجال 1 / 293 برقم 298، وثبيت على وزان زبير .


3 . النجاشي: الرجال 1 / 120 برقم 66 .



7- محمّد بن هارون: أبو عيسى الوراق: له كتاب الإمامة، وكتاب السقيفة، وكتاب الحكم على سورة لم تكن وكتاب اختلاف الشيعة والمقالات. قال ابن حجر: له تصانيف على مذهب المعتزلة، وقال المسعودي له مصنّفات حسان في الإمامة وغيرها وكانت وفاته سنة 247(1) .


8- إبراهيم بن سليمان بن أبي داحة المزني: مولى آل طلحة بن عبيداللّه، «أبو إسحاق»، وكان وجه أصحابنا البصريين في الفقه والكلام والأدب والشعر. والجاحظ يحكي عنه، وقال الجاحظ: «حدثني إبراهيم ابن داحة، عن محمّد بن أبي عمير»(2) .


وبما أنّ اُستاذه ابن أبي عمير توفّي عام 217، والجاحظ، الراوي عنه توفّي عام 255، فهو من متكلّمي القرن الثالث يروي عنه الجاحظ في البيان والتبيين(3) .


9- الشكّال: قال ابن النديم: صاحب هشام بن الحكم وخالفه في اشياء إلاّ في اصل الإمامة وله من الكتب كتاب المعرفة، كتاب في الاستطاعة، كتاب الامامة، كتاب على من أبى وجوب الإمامة بالنص(4) وبما أنّ هشاماً توفّي عام 199، فالرجل من متكلّمي أوائل القرن الثالث.


10- الحسين بن اشكيب: شيخ لنا، ثقة مقدم، ذكره أبو عمرو في كتاب الرجال في أصحاب أبي الحسن، صاحب العسكر ـ عليه السلام ـ ووصفه بأنّه عالم متكلّم مؤلّف للكتب، المقيم بسمرقند وكش. له من الكتب، كتاب الرد على من


1 . النجاشي: الرجال 2 / 280 برقم 1017، ابن حجر: لسان الميزان ج 5 برقم 1360، المحقق الداماد: الرواشح السماوية 55 ومر ذكره في ترجمة تثبيت وما في كلام ابن حجر من عده من المعتزلة، ناشئ عن الخلط بين المعتزلة والامامية .


2 . النجاشي: الرجال 1 / 87 برقم 13، و 2 / 205 برقم 888 .


3 . البيان والتبيين 1 / 61 .


4 . ابن النديم: الفهرست 264 .



زعم أنّ النبيّ كان على دين قومه، والرد على الزيدية، وبما أنّه من أصحاب أبي الحسن المتوفى عام 260، فهو من متكلمي القرن الثالث(1) .


وعده الشيخ في رجاله من أصحابه الامام الهادي ـ عليه السلام ـ (2) .


11- عبدالرحمان بن أحمد بن جبرويه، أبو محمّد العسكري: متكلّم من أصحابنا، حسن التصنيف، جيّد الكلام، وعلى يده رجع محمّد بن عبداللّه بن مملك الاصبهاني عن مذهب المعتزلة إلى القول بالإمامة، وقد كلّم عباد بن سليمان، ومن كان في طبقته، وقع إلينا من كتبه: كتاب الكامل في الإمامة، كتاب حسن(3) .


وبما أنّ محمّد بن عبداللّه معاصر للجبّائي (235 ـ 303) وله مجالس معه(4) فالرجل من متكلّمي القرن الثالث، ولعلّه أدرك أوائل القرن الرابع .


12- علي بن منصور، أبو الحسن: كوفي سكن بغداد، متكلّم، من أصحاب هشام، له كتب، منها كتاب التدبير في التوحيد والإمامة(5). وقال النجاشي في ترجمة هشام بن الحكم: كتاب التدبير في الإمامة، وهو جمع علي بن منصور من كلامه(6) وبما أنّ هشام توفّي عام 199، فالرجل من متكلّمي القرن الثاني، وأوائل القرن الثالث .


13- علي بن إسماعيل بن شعيب بن ميثم بن يحيى التمّار: أبو الحسن مولى بني أسد، كوفي، سكن البصرة، وكان من وجوه المتكلّمين من أصحابنا،


1 . النجاشي: الرجال 1 / 146 برقم 87 .


2 . الشيخ الطوسي: الرجال برقم 18 .


3 . النجاشي: الرجال 2 / 47 برقم 623 .


4 . النجاشي: الرجال 2 / 297 برقم 1034 .


5 . النجاشي: الرجال 2 / 71 برقم 656 .


6 . النجاشي: الرجال 2 / 397 برقم 1165 .



كلّم أبا الهذيل (135 ـ 235) والنظام (160 ـ 231) له مجالس وكتب منها كتاب الإمامة، كتاب مجالس هشام بن الحكم وكتاب المتعة(1) .وعدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الرضا برقم 52 فهو من متكلّمي القرن الثاني. وقال ابن النديم: أوّل من تكلّم في مذهب الإمامة علي بن إسماعيل بن ميثم التمّار، وميثم (جده) من أجلّة أصحاب علي ـ رضي الله عنه ـ ولعلي من الكتب كتاب الإمامة، كتاب الاستحقاق(2) .


متكلّموا الشيعة في القرن الرابع:



1- الحسن بن علي بن أبي عقيل: أبو محمّد العماني الحذّاء، فقيه متكلّم ثقة، له كتب في الفقه والكلام، منها كتاب المتمسّك بحبل الرسول. قال النجاشي: وقرأت كتابه المسمّى: الكرّ والفرّ، على شيخنا أبي عبداللّه المفيد ـ رحمهم الله ـ وهو كتاب في الإمامة، مليح الوضع .


وذكره الشيخ في الفهرست والرجال(3)، وبما أنّه من مشايخ أبي القاسم جعفر ابن محمّد المتوفّي عام 368 فالرجل من أعيان القرن الرابع،المعاصر للكليني، المتوفّي عام 329 .


2- إسماعيل بن علي بن إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت: كان شيخ المتكلّمين من أصحابنا وغيرهم، له جلالة في الدنيا والدين، يجري مجرى الوزراء في جلالة الكتاب، صنف كتباً كثيرة، منها كتاب الاستيفاء في الإمامة، التنبيه في الإمامة. قال النجاشي: قرأته على شيخنا أبي عبداللّه (المفيد) ـ رحمهم الله ـ ،


1 . النجاشي: الرجال 2 / 72 برقم 659 .


2 . ابن النديم: الفهرست 263 .


3 . النجاشي: الرجال 1 / 153 برقم 99 ولاحظ فهرست الشيخ رقم 204، ورجاله في باب من لم يرو عنهم برقم 53 .



كتاب الجمل في الإمامة، كتاب الرد على محمّد بن الأزهر في الإمامة، كتاب الرد على اليهود، كتاب في الصفات للرد على أبي العتاهية (130 ـ 211) في التوحيد في شعره، كتاب الخصوص والعموم والأسماء والأحكام، كتاب الإنسان والرد على ابن الراوندي، كتاب التوحيدن كتاب الارجاء، كتاب النفي والاثبات، مجالسه مع أبي علي الجبّائي (235 ـ 303) بالأهواز، كتاب في استحالة رؤية القديم، كتاب الرد على المجبرة في المخلوق، مجالس ثابت بن أبي قرة (221 ـ 288)، كتاب النقض على عيسى بن أبان في الاجتهاد، نقض مسألة أبي عيسى الوراق في قدم الاجسام، كتاب الإحتجاج لنبوّة النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ، كتاب حدوث العالم(1) .


وقال ابن النديم أبو سهل: إسماعيل بن علي بن نوبخت من كبار الشيعة وكان أبو الحسن الناشي يقول إنّه اُستاذه وكان فاضلا، عالماً، متكلماً، وله مجالس بحضرة جماعة من المتكلمين... وذكر فهرس كتبه(2) .


3- الحسين بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه (أخو الصدوق) القمي أبو عبداللّه، ثقة روى عن أبيه اجازة، وله كتب منها:


1- كتاب التوحيد ونفي التشبيه .


2- كتاب عمله للصاحب أبي القاسم بن عباد (326 ـ 385) وقد توفّي أخوه عام 381 فهو من أعيان القرن الرابع، وهو وأخوه ولدا بدعوة صاحب الأمر ـ عليه السلام ـ ، ترجمه ابن حجر في لسان الميزان(3) .


1 . النجاشي: الرجال 1 / 121 برقم 67 (وهو خال الحسن بن موسى مؤلّف فرق الشيعة) .


2 . ابن النديم: الفهرست 265 .


3 . النجاشي: الرجال 1 / 189 برقم 161، ابن حجر: لسان الميزان 2 / 306 برقم 1260 .



4- محمّد بن بشر الحمدوني «أبو الحسين السوسنجردي»: متكلم جيد الكلام، صحيح الاعتقاد، كان يقول بالوعيد، له كتب، منها كتاب المقنع في الإمامة، كتاب المنقذ في الإمامة(1) وقال ابن النديم: السوسنجردي من غلمان أبي سهل النوبختي. ويكنّى أبا الحسن، ويعرف بالحمدوني منسوباً إلى آل حمدون، وله من الكتب كتاب الانقاذ في الامامة(2) وقال ابن حجر: كان زاهداً ورعاً متكلماً، على مذهب الإمامية وله مصنّفات في نصرة مذهبه(3) .


5- يحيى أبو محمّد العلوي من بني زبارة: علوي، سيد، متكلّم، فقيه، من أهل نيشابور. قال الشيخ الطوسي: جليل القدر، عظيم الرياسة، متكلّم، حاذق، زاهد، ورع، لقيت جماعة ممّن لقوه وقرأوا عليه، له كتاب ابطال القياس، وكتاب في التوحيد(4)، وعلى هذا فالرجل في درجة شيخ مشايخ الطوسي، فهو من متكلّمي القرن الرابع .


6- محمّد بن القاسم، أبوبكر، بغدادي: متكلم عاصر بن همام، له كتاب في الغيبة، كلام(5). وابن همام هو محمّد بن أبي بكر بن سهيل الكاتب الاسكافي الّذي ترجم له النجاشي في رجاله برقم 1033 وذكره الخطيب في تاريخه 3 / 365 وقال أحد شيوخ الشيعة، ولد عام 258 وتوفّي عام 338 وعلى هذا فالمترجم من متكلّمي أوائل القرن الرابع .


1 . النجاشي: الرجال 2 / 298 برقم 1037 .


2 . ابن حجر: لسان الميزان 5 / 93 برقم 304 .


3 . ابن النديم: الفهرست 266 .


4 . النجاشي: الرجال 2 / 413 برقم 1192، وقد جاءت ترجمته أيضاً برقم 1195، الشيخ الطوسي: الفهرست برقم 803 .


5 . النجاشي: الرجال 2 / 298 برقم 1036 .



7- محمّد بن عبدالملك بن محمّد التبان: يكنّى أبا عبداللّه، كان معتزلياً، ثمّ أظهر الانتقال، ولم يكن ساكنا، له كتاب في تكليف من علم اللّه انّه يكفر، وله كتاب في المعدوم، ومات لثلاث بقين من ذي القعدة سنة 419(1) .


8- محمّد بن عبدالرحمان بن قبة الرازي أبو جعفر: متكلّم، عظيم القدر حسن العقيدة، قوي في الكلام، كان قديماً من المعتزلة، وتبصّر وانتقل، له كتب في الكلام، وقد سمع الحديث، وأخذ عنه ابن بطة وذكره في فهرسته الّذي يذكر فيه من سمع منه فقال: وسمعت من محمّد بن عبدالرحمان بن قبة.


له كتاب الانصاف في الامامة، وكتاب المستثبت نقض كتاب أبي القاسم البلخي (ت 319)، وكتاب الرد على الزيدية، وكتاب الرد على ابي علي الجبائي، المسالة المفردة في الامامة .


قال النجاشي: سمعت أبا الحسين السوسنجردي ـ رحمه الله ـ وكان من عيون أصحابنا وصالحيهم المتكلّمين، وله كتاب في الإمامة معروف به، وقد كان حج على قدميه خمسين حجة يقول: مضيت إلى أبي القاسم البلخي إلى بلخ بعد زيارتي الرضا ـ عليه السلام ـ بطوس فسلمت عليه وكان عارفاً بي ومعي كتاب أبي جعفر بن قبة في الإمامة المعروف بالانصاف، فوقف عليه، ونقضه بالمسترشد في الإمامة فعدت إلى الري، فدفعت الكتاب إلى ابن قبة فنقضه بالمستثبت في الامامة، فحملته إلى أبي القاسم فنقضه بنقض المستثبت، فعدت إلى الري فوجدت أبا جعفر قدمات ـ رحمه الله ـ (2).


وقال ابن النديم: أبو جعفر بن محمّد بن قبة من متكلّمي الشيعة وحذّاقهم


1 . النجاشي: الرجال 2 / 333 برقم 1070 .


2 . النجاشي: الرجال 2 / 288 برقم 1024 .



وله من الكتب: كتاب الانصاف في الإمامة، كتاب الإمامة(1) .


وقال العلاّمة: وكان حاذقاً شيخ الإمامية في عصره(2) .


9- علي بن وصيف، أبوالحسن الناشي: (271 ـ 365) الشاعر المتكلّم، ذكر شيخنا ـ رضي الله عنه ـ انّ له كتاباً في الإمامة(3). قال الطوسي: وكان شاعراً مجوداً في أهل البيت ـ عليهم السلام ـ ومتكلّماً بارعاً وله كتب(4). قال ابن خلكان: من الشعراء المحبين وله في أهل البيت قصائد كثيرة، وكان متكلماً بارعاً، أخذ علم الكلام عن أبي سهل إسماعيل بن علي بن نوبخت المتكلم، وكان من كبار الشيعة، وله تصانيف كثيرة، وقال ابن كثير: إنّه كان متكلّماً، بارعاً من كبار الشيعة(5)، فهو من متكلمي القرن الرابع .


10- الحسن بن موسى، ابو محمّد النوبختي: شيخنا المبرز على نظرائه في زمانه قبل الثلاثمائة وبعدها، له على الأوائل كتب كثيرة، منها:


1- كتاب الآراء والديانات، يقول النجاشي: كتاب كبير حسن يحتوي على علوم كثيرة قرأت هذا الكتاب على شيخنا أبي عبداللّه (المفيد) ـ رحمه الله ـ .


2- كتاب فرق الشيعة .


3- كتاب الرد على فرق الشيعة ما خلا الإمامية .


4- كتاب الجامع في الإمامة .


5- كتاب الموضع في حروب أميرالمؤمنين ـ عليه السلام ـ .


1 . ابن النديم: الفهرست 262 .


2 . العلامة: الخلاصة ـ القسم الأول ـ 143 .


3 . النجاشي: الرجال 2 / 105 برقم 707 .


4 . الطوسي: الفهرست 233 طبع ليدن .


5 . المامقاني: تنقيح المقال 2 / 313 برقم 8549 .



6- كتاب التوحيد الكبير .


7- كتاب التوحيد الصغير .


8- كتاب الخصوص والعموم .


9- كتاب الأرزاق والآجال والأسعار .


10- كتاب كبير في الجزء .


11- مختصر الكلام في الجزء .


12- كتاب الرد على المنجّمين .


13- كتاب الفرد على أبي علي الجبّائي في ردّه على المنجّمين .


14- كتاب النكت على ابن الراوندي .


15- كتاب الرد على من أكثر المنازلة .


16- كتاب الرد على أبي الهذيل العلاّف في أنّ نعيم أهل الجنة منقطع .


17- كتاب الإنسان غير هذه الجملة .


18- كتاب الرد على الواقفة .


19- كتاب الرد على أهل المنطق .


20- كتاب الرد على ثابت بن قرة .


21- الرد على يحيى بن أصفح .


22- جواباته لأبي جعفر بن قبة .


23- جوابات اُخر لأبي جعفر .


24- شرح مجالسه مع أبي عبداللّه بن مملك .


25- حجج طبيعية مستخرجة من كتاب أرسطاطاليس في الرد على من زعم أنّ الفلك حي ناطق .


26- كتاب في المرايا وجهة الرؤية فيها .



27- كتاب في خبر الواحد والعمل به .


28- كتاب في الاستطاعة على مذهب هشام وكان يقول به .


29- كتاب في الرد على من قال بالرؤية للباري عزّوجلّ .


30- كتاب الاعتبار والتمييز والانتصار .


31- كتاب النقض على أبي الهذيل في المعرفة .


32- كتاب الرد على أهل التعجيز، وهو نقض كتاب أبي عيسى الوراق .


33- كتاب الحجج في الإمامة .


34- كتاب النقض على جعفر بن حرب (177 ـ 236) في الإمامة .


35- مجالسه مع أبي القاسم البلخي (ت 319) .


36- كتاب التنزيه وذكر متشابه القرآن .


37- الرد على أصحاب المنزلة بين المنزلتين في الوعيد .


38- الرد على أصحاب التناسخ .


39- الرد على المجسّمة .


40- الرد على الغلاة .


41- مسائله للجبّائي في مسائل شتّى(1) .


والرجل من أكابر متكلّمي الشيعة، عاصر الجبّائي (ت 303) والبلخي (ت 319) وأبو جعفر بن قبة المتوفّى قبل البلخي فهو من أعيان متكلّمي الشيعة في أواخر القرن الثالث، وأوائل القرن الرابع .


وقال ابن النديم: أبو محمّد الحسن بن موسى بن اُخت أبي سهل بن نوبخت،


1 . النجاشي: الرجال 1 / 179 برقم 146 ترجمه ابن حجر في لسان الميزان 2 / 258 برقم 1075 وترجمة هبه الدين الشهرستاني في مقدمة فرق الشيعة .



متكلّم، فيلسوف كان يجتمع إليه جماعة من النقلة لكتب الفلسفة، مثل أبي عثمان الدمشقي، وإسحاق وثابت وغيرهم وكانت المعتزلة تدّعيه، والشيعة تدّعيه ولكنّه إلى حيّز الشيعة ما هو (كذا) لأنّ آل نوبخت معروفون بولاية علي وولده ـ عليهم السلام ـ في الظاهر، فلذلك ذكرناه في هذا الموضع... وله مصنفات وتأليفات في الكلام والفلسفة وغيرها ثمّ ذكر فهرس كتبه ولم يذكر إلاّ القليل من الكثير(1).


إنّ بيت نوبخت من أرفع البيوتات الشيعية خرج منه فلاسفة كبار، متكلّمون عظام، وقد آثرنا الاقتصار ومن أراد التفصيل فليرجع إلى الكتب المؤلّفة حول هذا البيت .


هؤلاء أعلام الشيعة ومتكلّموهم في القرون الأربعة فهم الذين ذادوا عن حياض الإسلام والتشيّع ببيانهم وبنانهم أتينا بأسمائهم في المقام ليكونوا كنموذج لما لم نذكره أو لم يحتفل بذكرهم التاريخ فإنّ الإستقصاء يخرجنا إلى تأليف منفرد .


ونختم هذا الفصل بمتكلّم فحل وبارع لا يسمع الدهر بمثله إلاّ في فترات يسيرة أعني اُستاذ الشيعة وشيخ الاُمة الشيخ المفيد (336 ـ 414) الّذي أنطق علمه وفضله وورعه وتقاه، لسان كل موافق ومخالف وإليك نموذج ممّا ذكره أصحاب التذكرة وعلماء الرجال في كتبهم على وجه الإيجاز ونركّز على كلمات أهل السنّة ونذكر القليل من كلمات الشيعة في حقه .


1- هذا هو ابن النديم (ت 388) معاصره ويعرّفه في الفهرست بقوله:



«ابن المعلم، أبو عبداللّه، في عصرنا انتهت رياسة متكلّمي الشيعة إليه، مقدم في صناعة الكلام على مذهب أصحابه، دقيق الفطنة، ماضي الخاطرة، شاهدته


1 . ابن النديم: الفهرست 265 ـ 266 الفن الثاني من المقالة الخامسة .



فرأيته بارعا...(1)


والمعروف انّه ألّف الفهرست عام 377، وتوفّي حوالي 388، وعلى ضوء هذا فالمفيد انتهت إليه رياسة متكلّمي الشيعة وله من العمر ما لا يجاوز الخمسين .


2- وقال الحافظ أحمد بن علي الخطيب البغدادي (ت 463):



أبو عبداللّه المعروف بابن المعلم، شيخ الرافضة، والمتعلم على مذهبهم، صنّف كتباً كثيرة في ضلالاتهم والذب عن اعتقاداتهم(2) .


3- وقال عبدالرحمان ابن الجوزي (ت 597):



شيخ الإمامية وعالمها، صنّف على مذهبه، ومن أصحابه المرتضى، كان لابن المعلم مجلس نظر بداره، بدرب رياح، يحضره كافة العلماء، له منزلة عند اُمراء الأطراف، لميلهم إلى مذهبه(3) .


4- وقال أبو السعادات عبداللّه بن أسعد اليافعي (ت 768):



وفي سنة ثلاث عشرة وأربعمائة توفّي عالم الشيعة وإمام الرافضة صاحب التصانيف الكثيرة شيخهم المعروف بالمفيد، وابن المعلم أيضاً، البارع في الكلام والجدل والفقه، وكان يناظر أهل كل عقيدة مع الجلالة والعظمة في الدولة البويهية. قال ابن ابي طي: وكان كثير الصدقات، عظيم الخشوع، كثير الصلاة والصوم، خشن اللباس، وقال غيره: كان عضد الدولة ربّما زار الشيخ المفيد، وكان شيخاً ربعة نحيفاً أسمر، عاش ستاً وسبعين سنة، وله أكثر من مائتي مصنّف، وكانت جنازته مشهورة وشيّعه ثمانون الفاً من الرافضة والشيعة(4) .


1 . ابن النديم: الفهرست 266 في فصل أخبار متكلّمي الشيعة .


2 . الخطيب البغدادي: 3 / 331 برقم 1799 .


3 . ابن الجوزي: المنتظم 15 / 157 .


4 . اليافعي: مرآة الجنان 3 / 28 طبع الهند .



5- ووصفه أبوالفداء الحافظ ابن كثير الدمشقي (ت 774) بقوله:



شيخ الإمامية الروافض، والمصنّف لهم، والمحامي عن حوزتهم، وكان يحضر ملجسه خلق كثير من العلماء وسائر الطوائف(1) .


6- وقال الذهبي (ت 748):



محمّد بن محمّد بن النعمان، الشيخ المفيد، عالم الرافضة، أبو عبداللّه ابن المعلم، صاحب التصانيف البدعية، وهي مائتا مصنف(2) .


عالم الشيعة، وإمام الرافضة وصاحب التصانيف الكثيرة، قال ابن ابي طي في تاريخه ـ تاريخ الإمامة ـ : هو شيخ مشايخ الطائفة ولسان الإمامية ورئيس الكلام والفقه والجدل، وكان يناظر أهل كل عقيدة مع الجلالة العظيمة في الدولة البويهية(3) .


7- قال ابن حجر (ت 852) بعد نقل ما ذكره الذهبي :



وكان كثير التعقيب والتخشّع والاكباب على العلم، تخرج به جماعة، وبرع في المقالة الإمامية حتّى يقال: له على كل إمام منّة، وكان أبوه معلماً بواسط وما كان المفيد ينام من الليل إلاّ هجعة ثمّ يقوم يصلي أو يطالع أو يدرس أو يتلو القرآن(4) .


8- وقال ابن العماد الحنبلي: (ت 1089):



«وفيها توفّي المفيد، ابن المعلم، عالم الشيعة، إمام الرافضة، وصاحب التصانيف الكثيرة، قال ابن أبي طي في تاريخ الإمامية: هو شيخ مشايخ الطائفة ولسان


1 . ابن كثير: البداية والنهاية 11 / 15 .


2 . الذهبي ميزان الاعتدال 4 / 30 .


3 . الذهبي: العبر 2 / 225 .


4 . ابن حجر: لسان الميزان 5 / 368 برقم 1196 .



الإمامية، رئيس الكلام، والفقه والجدل وكان يناظر اهل كل عقيدة مع الجلاله والعظمة في الدولة البويهية»(1) .


هذا بالنسبة للسنّة، وأمّا الشيعة فنقتصر على كلام تلميذيه: الطوسي والنجاشي ونترك الباقي لمترجمي حياته .


1- يقول الشيخ الطوسي (385 ـ 460) في الفهرست :



المفيد يكنّى أبا عبداللّه المعروف بابن المعلم، من جملة متكلّمي الإمامية، انتهت إليه رئاسة الإمامية في وقته، وكان مقدّماً في العلم، وصناعة الكلام، وكان فقيهاً متقدماً فيه، حسن الخاطر، دقيق الفطنة، حاضر الجواب وله قريب من مائتي مصنف كبار وصغار وفهرست كتبه معروف، ولد سنة 338 وتوفّي لليلتين خلتا من شهر رمضان سنة 413، وكان يوم وفاته يوماً لم ير أعظم منه من كثرة الناس للصلاة عليه وكثرة البكاء من المخالف والموافق(2) .


2- ويقول تلميذه الآخر، النجاشي (372 ـ 450):



شيخنا واُستاذنا ـ رضي الله عنه ـ فضله أشهر من أن يوصف في الفقه والكلام والرواية والوثاقة والعلم ثمّ ذكر تصانيفه(3) .


وهذه الكلم تعرّفنا منزلته الرفيعة وانّه لم يكن يومذاك للشيعة متكلّم أكبر منه، وكفى في ذلك انّه تخرّج على يديه لفيف من متكلّمي الشيعة نظير: السيد المرتضى (355 ـ 436) والشيخ الطوسي (385 ـ 460) وهما كوكبان في سماء الكلام، وحاميان عظيمان عن حياض التشيع، ببيانهم وبنانهم .


1 . ابن العماد الحنبلي: شذرات الذهب 3 / 199 وفيه مكان الطائفة: الصوفية. وهو لحن .


2 . الشيخ الطوسي: الفهرست برقم 710 .


3 . النجاشي: الرجال 2 / 327 برقم 1068 .



ولنكتف في سرد أسماء أئمة الكلام بهذا المقدار ولنترك الباقي من القرن الخامس إلى عصرنا هذا غير أنّه يطيب لي أن اشير إلى بعض أساتذة الفلسفة منهم .


مشاهير أئمّة الفلسفة بعد القرن الرابع:



1- إذا كان الشيخ المفيد أكبر متكلّم للشيعة ظهر في العراق، فإنّ الشيخ الرئيس ابن سينا (380 ـ 424) أكبر فيلسوف اسلامي شيعي ظهر في المشرق، وهو من الذين دفعوا عجلة الفكر والعلم إلى الأمام في خطوات كثيرة وقد طار صيته شرقاً وغرباً، وكتبت عنه دراسات ضافية من المسلمين والمستشرقين ونحن في غنى عن افاضة القول في ترجمة حياته، وآثاره الّتي خلّفها، والتلاميذ الذين تربّوا في مدرسته ولكن نشير إلى كتابين من كتبه لأنّهما كوكبان .


الف ـ الشفاء وهو يشتمل على المنطق، والطبيعيات والإلهيات والرياضيات وقد طبع أخيراً في مصر في أجزاء، وبالامعان فيما ذكره في مبحث النبوّة يعلم مذهبه قال: والاستخلاف بالنص أصوب فانّ ذلك لا يؤدّي إلى التشعّب والتشاغب والاختلاف(1).


باء ـ الاشارات وهو يشتمل على المنطق والطبيعات والإلهيات وهو من أحسن مؤلّفاته وفيه آراؤه النهائية وقد وقع موقع العناية لمن بعده، فشرحه الامام الرازي (543 ـ 606) والمحقق الطوسي (597 ـ 672) والشرح الثاني، كان محور الدراسة في الحوزات العلمية .


2- نصير الدين الطوسي: الخواجه نصير الدين الطوسي، سلطان المحققين واُستاذ الحكماء والمتكلمين (597 ـ 672) وهو أشهر من أن يذكر، شارك في


1 . الشفاء قسم الإلهيات 2 / 564 طبع ايران .



جميع العلوم النظرية فاصبح اُستاذاً محقّقاً مؤسّساً أثنى عليه الموافق والمخالف .


3- الشيخ كمال الدين: الشيخ كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني (636 ـ 699) الفيلسوف المحقّق، والحكيم المدقّق، قدوة المتكلمين، تظهر جلالة شأنه وسطوع برهانه من الامعان في شرحه لنهج البلاغة في أربعة أجزاء وله «قواعد المرام في الكلام» وكلاهما مطبوعان .


4- العلاّمة الحلّي: شيخ الشيعة جمال الدين المعروف بالعلاّمة الحلّي (648 ـ 728) له الجوهر النضيد في شرح منطق التجريد، وكشف المراد في الكلام، وكتبه في المنطق والكلام والفلسفة تنوف على العشرين .


5- الرازي: قطب الدين الرازي (ت 766)، تلميذ العلاّمة الحلّي واُستاذ الشهيد الأوّل، له شرح المطالع في المنطق والمحاكمات بين العلمين: الرازي ونصير الدين الطوسي.


إلى غير ذلك من أدمغة كبيرة ظهرت في الحوزات الشيعيّة، كالفاضل المقداد (ت 808) مؤلّف نهج المسترشدين في الكلام، والشيخ بهاء الدين العاملي (953 ـ 1030)، والسيد محمّد باقر المعروف بالداماد (ت 1040) ،وتلميذه المعروف بصدر المتألّهين مؤلّف الأسفار الأربعة (971 ـ 1050) وغيرهم ممّن يتعسّر علينا احصاء أسمائهم فضلا عن تحرير تراجمهم .


هذه لمحة عابرة عن مشاركة الشيعة في بناء الحضارة الإسلامية في مجال العلوم العقلية واقتصر نا على المشاهير منهم إلى أواسط القرن الحادي عشر، وتركنا أسماء الكثيرين. هذا وقد قام المتتبّع المتضلّع الشيخ عبداللّه نعمة بتأليف كتاب حول فلاسفة الشيعة ومتكلّميهم أسماه «فلاسفة الشيعة» وسدّ بذلك بعض الفراع حيّاه اللّه وبيّاه .


ومن حسن الحظ أنّ ركب التفكير والبرهنة والاستدلال لم يقف، بل توالت



إلى عصرنا، فترى في حقول الكلام والفلسفة شخصيات بارزة ومؤلّفات لا تحصى في الكلام والفلسفة والمنطق، وقد عاش كثير من هؤلاء في الظروف السياسية الصارخة بالدم والرعب، وقد صار ذلك سبباً في اختفاء آثارهم وضياعها، بل وتراكم الأساطير حولها .


وبذلك تقف على قيمة ما ذكره المستشرق «آدم متز» في حق كلام الشيعة: «أمّا من حيث العقيدة والمذهب، فانّ الشيعة هم ورثة المعتزلة، ولابدّ أن يكون قلّة اعتداد المعتزلة بالأخبار المأثورة ممّا لاءم أغراض الشيعة ولم يكن للشيعة في القرن الرابع مذهب كلامي خاص به»(1) .


إنّ الشيعة منذ بكرة أبيهم، كانوا مقتفين أثر أئمتهم، ولم يكونوا ورثة المعتزلة، وانّما أخذت المعتزلة اُصول مذهبهم عن أئمة أهل البيت، كما أوضحنا حاله في الجزء الثالث من هذه الموسوعة، والعجب أنّ الشيعة كانت تناظر المعتزلة من عصر الامام الصادق ـ عليه السلام ـ إلى عصر المفيد وبعدهم حتّى أنّ الشيخ المفيد وضع كتباً في نقد المعتزلة، كما وضع قبلهم بعض أئمة المتكلمين من الشيعة ردوداً على المعتزلة، فكيف يكون الشيعة ورثة للمعتزلة، نعم وأنّ القائل خلط مسألة الاتّفاق في بعض المسائل بالتبعية والاقتفاء، فالشيعة والمعتزلة تتفقان في بعض الاُصول، لا أنّ أحدهما عيال على الآخر .


13- قدماء الشيعة والعلوم الكونية:



لم يكن اتّجاه الشيعة مختصّاً بالعلوم العقلية كالكلام والفلسفة والمنطق،


1 . الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري، تعريب محمّد عبدالهادي أبو ريدة 1 / 106 الطبعة الثالثة .



بل امتدّ نشاطهم وحركتهم الفكرية إلى العلوم الرياضية، والكونية، فتجد هذا النشاط بارزاً في مؤلّفاتهم طيلة القرون، ونحن نأتي هنا بذكر موجز عن مشاهير علمائهم ومؤلّفاتهم في القرون الاُولى تاركين غيرهم للمعاجم:


1- هشام بن الحكم (ت 199) له آراء في الاعراض كاللون والطعم والرائحة، وقد أخذ منه إبراهيم بن سيار النظام، وحاصل هذا الرأي أنّ الرائحة جزئيات متبخّرة من الأجسام تتأثّر بها الغدد الأنفية وأنّ الأطعمة جزئيات صغيرة تتأثّر بها الحليمات اللسانية(1) .


2- إنّ بيت بني نوبخت بيت شيعي عريق، فقد قاموا بترجمة الكتب الفارسية إلى العربية وقد خدموا بذلك العلوم الكونية .


قال ابن النديم: آل نوبخت معروفون بولاية علي وولده، وقال الأفندي في رياض العلماء: بنو نوبخت طائفة من متكلّمي الإمامية منهم .


الف ـ أبو الفضل بن نوبخت قال ابن النديم: كان في خزانة الحكمة لهارون الرشيد، وقال ابن القطفي في تاريخ الحكماء: إنّه مذكور مشهور من أئمة المتكلمين وذكر في كتب المتكلمين وكان في زمن هارون الرشيد وولاّه القيام بخزانة كتب الحكمة، وهو من متكلّمي أواخر القرن الثاني .


ب ـ ولده إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت من متكلمي القرن الثالث .


ج ـ يعقوب بن اسحاق بن أبي سهل بن نوبخت متقدم في الحكمة والكلام والنجوم(2) .


3- أبو علي أحمد بن محمّد بن يعقوب بن مسكويه، من أعيان الشيعة


1 . عبداللّه نعمة: فلاسفة الشيعة 56 .


2 . العاملي: أعيان الشيعة 1 / 135 .



وأعلام فلاسفتهم، صنّف في علوم الأوائل وله تعليقات في المنطق ومقالات جليلة في أقسام الحكمة والرياضة(1) .


4- من أشهر علماء الشيعة واقدمهم الذين برزوا بالكيمياء هو جابر بن حيان، فهو الّذي ظهر في حقل الكيمياء، وهو أوّل من أشار إلى طبقات العين قبل يوحنا بن ماسويه (ت 243) وقبل حنين بن إسحاق (ت 264) وأوّل من أثبت امكان تحويل المعدن الخسيس إلى الذهب والفضة، فلم تقف عبقريته في الكيمياء، عند هذا الحد بل دفعته إلى ابتكار شيء جديد في الكيمياء فأدخل فيها ما سمّاه بعلم الميزان، والمقصود منه معادلة ما في الأجسام والطبائع، وجعل لكل جسم من الأجسام، موازين خاصة(2) وقد اُلّفت حول جابر وعبقريته كتب كثيرة، فمن أراد فليرجع إليها، وقد اتّفق الكل على أنّه تلميذ الامام الصادق ـ عليه السلام ـ .


5- الشريف أبوالقاسم علي بن القاسم القصري، وهو من علماء القرن الرابع، ذكره ابن طاووس في فرج المهموم في عداد منجّمي الشيعة(3) .


وهذه نماذج من علماء الشيعة في الطبيعيات والفلكيات، وأمّا المتأخّرون، فحدّث عنهم ولا حرج، وقد أتى بقسم كبير منهم الشيخ عبداللّه نعمة في كتابه «فلاسفة الشيعة» فمن أراد فليرجع، غير أنّا نذكر هنا المحقق الطوسي الّذي له حقّ على الاُمّة جمعاء تقول في حقّه المستشرقة الألمانية:


«وحصل نصير الدين الطوسي على مرصده، فكان معهداً لأبحاث لا مثيل له، وزوّده بالآلات الفلكية الّتي زادت في شهرة المعهد، ورفعت مكانته... ويحكى أنّ


1 . محمّد باقر الخونساري: روضات الجنات 1 / 254 .


2 . فلاسفة الشيعة 1 / 57 .


3 . فرج المهموم .



زائراً قصد ابن الفلكي نصير الدين في مرصده في مراغه فلمّا رأى الآلات الفلكية المتنوعّة ذهل، وقد زاد دهشة حين رأى «المحلقة» ذات الخمس حلقات والدوائر من النحاس: اولاها تمثّل خطّ الطول الّذي كان مركّزاً في الأسفل، وثانيتها خطّ الاستواء، وثالثتها الخطّ الاهليلجي، ورابعتها دائرة خطّ الأرض، وخامستها دائرة الانقلاب الصيفي والشتوي، وشاهد أيضاً دائرة السمت الّتي يمكن للمرء بواسطتها أن يُحدّد سمت النجوم، أي الزاوية الناتجة على خطّ اُفقىّ ثابت وخطّ اُفقي آخر صادر عن كوكب في السماء .


وتقول أيضاً: إنّ نصير الدين أحضر إلى مكتبة المعهد أربعمائة ألف مجلّد كانت قد سرقت من مكتبات بغداد وسوريا وبلاد بابل، وقد استدعى علماء ذوي شهرة طائرة من اسبانيا ودمشق وتفليس والموصل إلى مدينة مراغة لكي يعملوا على وضع الازياج بأسرع وقت يمكن»(1) .


ويناسب في المقام ذكر اجمالي عمّا قدموا من الخدمة في مجال الجغرافية وعلم البلدان فنقول:


الجغرافية وتقويم البلدان:



نذكر في المقام، رحّالتين طافا في البلاد الإسلامية وكتبا ما يرجع إلى جغرافية البلدان، وقد صار كتاباهما أساساً للآخرين:


1- أحمد بن أبي يعقوب بن واضح المعروف باليعقوبي المتوفّى في أواخر القرن الثالث، فهو أوّل جغرافي بين العرب، وصف الممالك معتمداً على ملاحظاته


1 . السيدة زيغريد هونكه: شمس العرب تسطع على الغرب 133 والصحيح أن يسمى: شمس الإسلام...



الخاصة، ومتوخّياً قصد ما أراد من وصف البلد وخصائصها وهو يقول عن نفسه: انّه عنى في عنفوان شبابه، وحدّة ذهنه بعلم أخبار البلدان ومسافة ما بين كل بلد وبلد، لأنّه سافر حديث السن واتّصلت أسفاره ودام تغرّبه، وقد طاف في بلاد المملكة الإسلامية كلّها، فنزل أرمينية وورد خراسان وأقام بمصر والمغرب بل سافر إلى الهند، وكان متى لقى رجلا سأله عن وطنه ومصره وعن زرعه ما هو؟ وساكنيه منهم؟ عرب أو عجم؟ وعن شرب أهله ولباسهم ودياناتهم ومقالاتهم من غير أن يلحقه من ذلك ملال ولا فتور، وقد وصف المملكة الإسلامية مبتدئاً ببغداد وصفاً منظّماً مع اصابة جديرة بالثقة والاعجاب(1) .


2- أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي (ت 346) فقد ألّف في ذلك المضمار كتابه «مروج الذهب ومعادن الجوهر» وكتابه الآخر «التاريخ في أخبار الاُمم من العرب والعجم» وكتابه الثالث «التنبيه والاشراف» فقد اشتمل وراء التاريخ على الجغرافية وتقويم البلدان، وقد جرّه حُبّه للاستطاع إلى بلاد بعيدة، فكتب ما رآه وشاهده .


1 . آدم متز: الحضارة الإسلامية 2 / 34 وكتاب اليعقوبي في الجغرافية هو كتاب «البلدان» المنتشر.





الفصل الثالث عشر



في بلدان الشيعة وجامعاتهم العلمية







قد عرفت الخطوط العريضة في التشيّع وأنّه ليس شيئاً سوى الإسلام على أساس كون القيادة والخلافة ـ بعد رحلة النبي ـ لعلي ـ عليه السلام ـ وأهل بيته، كما تعرّفت على حياة الأئمّة الاثني عشر، وعلى عمالقة الفكر والعلم والفلسفة، والأدب والشعر، من شيعتهم، الذين شاركوا المسلمين في بناء حضارة قامت على العلم، والثقافة.


ولكن ـ اكمالا للبحث ـ نذكر بلدان الشيعة أوّلا، والجوامع والمعاهد العلمية الّتي أنشأوها ثانياً ودورهم ثالثاً وعددهم رابعاً. حتّى يتم التعرّف عليهم، على القدر المستطاع .


1- بلدان الشيعة:



تتواجد الشيعة في جميع أنحاء العالم بنسب مختلفة وربّما يعدّ بعض البلدان معقل الشيعة ومزدحمها ويكون المذهب السائد عليه هو التشيّع. وإليك أسماء بعضها وهي إيران، والعراق، والحجاز، والشامات، وتركيا، وأفغانستان، والباكستان، والهند، واليمن، ومصر، والامارات المتّحدة العربية، والبحرين، والاحساء، والقطيف، والكويت، ومسقط، وعمان، والتبت، والصين،



وجمهورية آذربايجان، وطاجيكستان والجمهوريات المتحرّرة بانحلال الاتحاد السوفيتي، وماليزيا، وأندونيسيا، وسيلان، وتايلند، وسنغافورة، والأفريقية الشمالية، والصومال، والأرجنتين، وبريطانيا، وألمانيا، وفرنسا، وألبانيا، والولايات المتّحدة، وكندا وغيرها ممّا يعسر عدّها .


ولا بأس بالإيعاز إلى خصوصيات بعض البلدان إذ فيه تسليط لبعض الضوء للتعرّف على ماضي التشيّع وما لاقه أتباعه من العدوان والويلات والمصائب .


التشيّع حجازي المحتد والمولد:



التشيّع حجازي المحتد والمولد، إذ فيه نشأ، وفي تربته غرست شجرته ثمّ نمت وكبرت، فصارت شجرة طيّبة ذات أغصان متّسقة وثمار يانعة. وفيه حثّ النبيّ الأكرم على ولاء الإمام وسمّى أولياءه شيعة، وحدّث بحديث الثقلين وجعل أئمة أهل البيت قرناء الكتاب في العصمة ولزوم الاقتفاء والطاعة، وفيه رقى النبىّ المنبر الّذي صنعوه من رحال الابل وأخذ بيد وصيّه وولي عهده عليّ المرتضى وحمداللّه وأثنى عليه وقال: «ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟» فقالوا: اللّهمّ بلى، ولمّا أخذ من الجمع المحتشد، الاقرار بأولويته على النفس والنفيس عرّف علياً خليفة عنه وقال: «من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه» ونزل من المنبر ثمّ نزلت آيات، وتبودلت التهاني والتحيّات بين الامام والصحابة(1) .


وقد أشار إلى بعض ما ذكر مؤلّف خطط الشام وقال: «إنّ النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ هو الّذي حثّ على ولاء علي وأهل بيته ـ عليهم السلام ـ


1 . لاحظ الفصل الثالث من هذا الجزء .



وهو أوّل من سمّى أولياءه بالشيعة وفي عهده ظهر التشيّع وسمّى جماعة بالشيعة(1) .


ولمّا ارتحل النبي الأكرم إلى دار البقاء تناسى اُولوا القوة والمنعة من الصحابة عهد النبي الأكرم فحالوا بين النبي واُمنيته كما حالوا بين اُمّته وإمامها، فتداولوا كرة الخلافة بينهم، وأخذوا بمقاليد الحكم واحداً بعد آخر، والإمام منعزل عن الحكم، لا عمل له إلاّ هداية الاُمّة وارشادها بلسانه وبيانه وقلمه وبنانه .


إنّ الّذي دعا عليّاً إلى السكوت والانحياز، هو مشاهدة ظاهرة الردّة، الطارئة على المجتمع الاسلامي عن طريق مسيلمة الكذاب، وطليحة بن خويلد الأفّاك، وسجاح بنت الحرث الدجّالة، واصحابهم الهمج الرعاع فكانوا مهتمّين بمحق الإسلام وسحق المسلمين. ويحدّث عنه الامام في رسالته إلى أهل مصر الّتي أرسلها مع مالك الأشتر يقول: «فأمسكت يدي حتّى رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام يدعون إلى محق دين محمّد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله أن أرى فيه ثلماً أو هدماً تكون المصيبة به عليّ أعظم»(2) .


رأى الامام أنّ صيانة الإسلام وردّ عادية الأعداء تتوقّفان على المسالمة والموادعة فألقى حبل الخلافة على غاربها، تقديماً للأهم على المهمّ، وتبعته شيعته صابرين على مضض الحياة ومرّها .


بقي الامام منعزلا عن الحكم قرابة ربع قرن إلى أن قتل عثمان في عقر داره وانثال الناس إلى دار علي من كلّ جانب مجتمعين حوله كربيضة الغنم، يطلبون منه القيام بالأمر وأخذ مقاليد الحكم، وفيهم شيعته المخلصون الأوفياء، فلم ير بدّاً من


1 . محمد كرد علي: خطط الشام 5 / 251 .


2 . الرضي: نهج البلاغة قسم الكتب برقم 62 .



قبول دعوتهم لقيام الحجة بوجود الناصر(1) .


ولمّا نكث الناكثون البيعة، وقادوا حبيسة رسول اللّه «عائشة»، معهم إلى البصرة، ارتحل الإمام بأنصاره وشيعته إلى العراق إلاّ قليلا بقوا في الحجاز لقلع مادة الفساد قبل أن تستفحل، ولمّا قلع عين الفتنة، استوطن الإمام الكوفة واستوطنها معه شيعته وصارت الكوفة عاصمة التشيّع، ومعقله، وفيها نما وأينع وأثمر ومنها انحدر إلى سائر البلدان، بعدما كان الحجاز مهبط التشيّع ومغرسه ومحتده. فكان حجازي المحتد والمغرس عراقي النشوء والنمو. ولم يكن يوم ذاك يتظلّل في ظلال التشيّع، إلاّ عربي صميم، من عدنانيّ وقحطانيّ ولم يكن بينهم فارسىّ المحتدّ ولا بربرىّ الأصل ولا شعوبىّ العقيدة .


ومضت على التشيّع في مغرسه (الحجاز) قرون ومرّت به أجواء قاسية، وظروف رهيبة كادت تقضي على الشيعة ـ مع ذلك ـ نرى اليوم تواجدهم في مكة والمدينة وحضرموت ونجران، الحدود اليمنية، وقبائل الأطراف رغم العدوانية السائدة في هذه الآونة الأخيرة ضدّهم ورغم سيادة السيف والوحشية الكاسرة فيها، فبنو جهم، وبنو علي، وبعض بني عوف، ونخاولة المدينة والفلاحون في رساتيقاها كلّهم شيعة .


وأمّا المنطقة الشرقية كالاحساء والقطيف والدمّام، فالأكثرية الساحقة فيها هي الشيعة، ولأجل سحق هذه الأكثرية عمدت السلطة الوهابية بزرع السنّة في بلادهم باستيطان بعض القبائل والموظفين فيها واللّه من وراء القصد .


1 . إشار إلى قوله ـ عليه السلام ـ : «أما والّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة، لولا حضور الحاضر وقيام الحجّة بوجود الناصر... لأقيت حبلها على غاربها» نهج البلاغة، الخطبة 3 .



/ 23