• عدد المراجعات :
  • 1545
  • 8/9/2011
  • تاريخ :

الامام الحسن عليه السلام  و علمه للغيب

امام الحسن

• قال الطبريّ: حدّثنا أبو محمّد عبدالله بن محمّد البلويّ قال: حدّثنا عمّار بن زيد المدنيّ، حدّثني إبراهيم بن سعيد ومحمّد بن مسعر كلاهما عن محمّد بن إسحاق صاحب ( المغازي )، عن عطاء بن يسار، عن عبدالله بن عبّاس قال: مرّت بالحسن بن عليّ ( عليه السّلام ) بقرة، فقال: هذه حُبلى بعِجْلةٍ أُنثى، لها غرّة في جبهتها ورأس ذَنَبِها أبيض. فانطلقنا مع القصّاب، فلمّا ذبحها وجدنا العجلة كما وصف على صورتها، فقلنا له: أوَ ليس الله عزّوجلّ يقول: « ويعلم ما في الأرحام » ؟ فكيف علمتَ هذا ؟! فقال: إنّا نعلم المكنون المخزون المكتوم الذي لم يطّلع عليه مَلَك مقرَّب ولا نبيّ مرسل غيرَ محمّدٍ وذريّته عليهم السّلام.

• روى أبو أُسامة زيد الشحّام عن أبي عبدالله الصادق عليه السّلام قال:

خرج الحسن بن عليّ عليهما السّلام إلى مكّة سنةً من السنين حاجّاً حافياً، فورمَتْ قدماه، فقال له بعضُ مَواليه: لو ركبتَ لَسَكن عنك بعضُ هذا الورم الذي برِجْلَيك. قال: كلاّ، ولكنْ إذا أتيتَ المنزل فإنّه لَيستقبلك أسْودُ معه دُهْن لِهذا الداء، فاشترِ منه ولا تُماكِسْه. فقال له مولاه: بأبي أنت وأمّي، ما قُدّامَنا منزل فيه أحدٌ يبيع هذا الدواء، فقال: بلى، إنّه أمامك دون المنزل.

فسار ميلاً فإذا هو بالأسود، فقال الحسن عليه السّلام لمولاه: دونَك الرجل، فخُذْ منه الدُّهن وأعطه الثمن، فقال الأسود للمولى: يا غلام، لمَن أردتَ هذا الدهن ؟ فقال: للحسن بن عليّ، فقال: انطلقْ بي إليه. فانطلق به فأدخله إليه، فقال له: بأبي أنت وأمّي، لم أعلم أنّك تحتاج إليه ولا أنّه دواء لك، ولستُ آخذُ له ثمناً، إنّما أنا مولاك، ولكنِ ادعُ اللهَ أن يرزقني ذَكَراً سَوِيّاً يُحبّكم أهلَ البيت؛ فإنّي خلّفتُ امرأتي وقد أخذها الطلق. قال: انطلقْ إلى منزلك؛ فإنّ الله تبارك وتعالى قد وهب لك ذَكَراً سويّاً، وهو لنا شيعة.

فرجع الأسود فورَه، فإذا أهلُه قد وضعت غلاماً سويّاً، فعاد إلى الحسن فأخبره بذلك، ودعا له وقال له خيراً. ومسح الحسن رجلَيه بذلك الدهن، فما برح مِن مجلسه حتّى سكن ما به ومشى على رِجلَيه.

ورُويَ أنّ ذلك المولود هو السيّد إسماعيل بن محمّد الحِمْيريّ شاعر أهل البيت عليهم السّلام (1).

• وروى ابن شهرآشوب بإسناده عن الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين عليه السّلام أنّه قال: كان الحسن بن عليّ جالساً فأتاه آتٍ فقال: يا ابن رسول الله، قد احترقتْ دارُك! قال: لا، ما احترقت. إذ أتاه آتٍ فقال: يا ابنَ رسول الله، وقد وقعت النار في دارٍ إلى جَنْب دارك حتّى ما شككنا أنّها ستُحرِق دارك، ثمّ إنّ الله صرفها عنها (2).

• عن المفضَّل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه عن جَدّه عليهم السّلام، أنّ الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهما السّلام دخل يوماً إلى أخيه الحسن عليه السّلام، فلمّا نظر إليه بكى، فقال له: ما يُبكيك يا أبا عبدالله ؟ فقال: أبكي لما يُصنَع بك. فقال له الحسن عليه السّلام:

إنّ الذي يُؤتى إليّ سُمٌّ يُدَسّ إليَّ فأُقتل به، ولكنْ لا يوم كيومِك يا أبا عبدالله! يَزدلف إليك ثلاثون ألفَ رجلٍ يَدّعون أنّهم مِن أُمّة جَدِّنا محمّد صلّى الله عليه وآله، وينتحلون دِينَ الإسلام، فيجتمعون على قتلك وسفك دمك، وانتهاكِ حرمتك، وسَبْي ذراريك ونسائك، وأخذِ ثِقْلك، فعندها تحلّ ببني أُميّة اللعنة، وتمطرُ السماءُ رماداً ودماً، ويبكي عليك كلُّ شيء.. حتّى الوحوش في الفلوات، والحِيتانُ في البحار (3).

• عن الحسن بن علاء، عن جعفر بن محمّد الصادق عليه السّلام: إنّ الحسن عليه السّلام قال لأهل بيته: أنا أموت بالسمّ كما مات رسول الله صلّى الله عليه وآله، قالوا: ومَن يفعل ذلك بك، قال: امراتي جعدة بنت الأشعث بن قيس ( وفي رواية: جاريتي أو امرأتي )، فإنّ معاوية يدسّ إليها ويأمرها بذلك، فقالوا: أخرِجْها مِن منزلك، وباعِدْها عن نفسك، قال: كيف أُخرجها ولم تفعل بعدُ شيئاً ؟! ولو أخرجتُها ما قتلني غيرها، وكان لها عذرٌ عند الناس. ( وفي رواية: هيهاتَ مِن إخراجها ومَنيّتي على يدها! ما لي منها مَحيص، ولو أخرجتُها ما يقتلني غيرها، كان قضاءً مقضيّاً وأمراً واجباً من الله ).

فما ذهبت الأيّام حتّى بعث إليها معاوية مالاً جسيماً يُمنّيها أن يُعطيها مائةَ ألفِ درهم أيضاً وضياعاً، ويزوّجها من يزيد. وحمل شربة سمّ لتسقيها الحسنَ عليه السّلام.

ففي بعض الأيّام انصرف إلى منزل وهو صائم، وكان يوماً حارّاً، فأخرجتْ له وقت الإفطار شربةَ لبن وقد ألقَتْ فيها ذلك السمّ، فشربها، وقال: يا عدوّةَ الله! قتلتيني قَتَلكِ الله، واللهِ لا تُبصرين خيراً، ولقد غرّكِ وسخر بك، واللهُ يخزيكِ ويُخزيه!

فمكث عليه السّلام يومينِ ثمّ مضى، فغدر معاوية بها فلم يَفِ لها بما عاهد عليه (4).

• وروى الشيخ المفيد عن عبدالله بن إبراهيم، عن زياد المخارقيّ قال:

لمّا حضرتِ الحسنَ عليه السّلام الوفاةُ استدعى الحسين عليه السّلام وقال: يا أخي، إنّي مُفارقك ولاحقٌ بربّي عزّوجلّ، وقد سُقيتُ السمَّ ورَميتُ بكَبِدي في الطشت، وإنّي العارف بمَن سقاني السمّ ومِن أين دُهيت، وأنا أُخاصمه إلى الله عزّوجلّ... فإذا قضيتُ فغمّضني وغسّلْني وكفّنّي، واحملني على سريري إلى قبر جدّي رسول الله صلّى الله عليه وآله؛ لأُجدّد به عهداً، ثمّ رُدّني إلى قبر جدّتي فاطمة بنتِ أسد رضي الله عنها، فادفنّي هناك. وستعلم ـ يا ابن أمّ ـ أنّ القوم يظنّون أنّكم تريدون دفني عند رسول الله صلّى الله عليه وآله، فيجلبون في ذلك ويمنعونكم منه، وباللهِ أُقسم عليك أن تُهْريقَ في أمري مِحْجَمةَ دم.. ( وجرى كلُّ ذلك فيما بعد)  (5).

المصادر:

1- دلائل الامامة للطبري

2- مناقب ال ابي طالب لابن شهر اشوب

3- امالي للشيخ الصدوق

4- اثبات الهداة بالنصوص و المعجزات

5- الارشاد للشيخ المفيد


خطبة الإمام الحسن ( عليه السلام ) في التوحيد

طبة الإمام الحسن ( عليه السلام ) في الكوفة يحث فيها على الجهاد

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)