الا سلام و مكافحة التصحر
وكما حث الإسلام على الزرع فقد نهى عن الفعل المعاكس أي القلع وقطع الأشجار فقد ورد عن الإمام أبي عبد اللَّه عليه السلام: "لا تقطعوا الثمار (أي الأشجار المثمرة) فيصبّ الله عليكم العذاب صباً"1.
بل ورد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي عليه السلام: "أخرج يا علي فقل عن اللَّه لا عن الرسول: لعن اللَّه من يقطع السدر"2.
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من نبت إلا ويحفّه ملك موكّل به حتى يحصده فأيما امرئ وطئ ذلك النبت يلعنه ذلك الملك"3.
كما وأكدت بعض الروايات على عدم قطع بعض أنواع الأشجار التي كانت موجودة بندرة في بعض الأماكن وما ذلك إلا للحفاظ على الثروة النباتية ولا سيما في المناطق الصحراوية التي تكافح الدول اليوم لجعلها مناطق خضراء وارفة ففي الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام: "إنما يكره قطع السدر بالبادية لأنَّه بها قليل"4.
بل كانت الأوامر الصريحة تصدر من النبي لقواده وجيشه تنهاهم عن قطع الأشجار أو تدميرها وضرورة المحافظة عليها "ولا تقطعوا شجراً إلا أن تضطروا إليها"، ونتيجة إغفال الإنسان لهذه التوجيهات وإفراطه في بناء مدنيته على حساب الموجودات الطبيعية لهذه العناصر الضرورية للحياة ازداد التلوث ونسبة ثاني أوكسيد الكربون الذي يقول العلماء إن تزايده لا يرجع فقط إلى استهلاك مصادر الوقود (الفحم، النفط) وإنما جاءت نتيجة التدهور الذي أصاب الغطاء النباتي المستهلك الرئيسي لثاني أوكسيد الكربون، ما سبب إخلالاً في مكوّنات الهواء.
---------------------------------------------------------------------
الهوامش:
1- وسائل الشيعة، ج19، ص39.
2- ميزان الحكمة، ج2، ص1410.
3- - ميزان الحكمة، ج2، ص1410.
4- ميزان الحكمة، الحديث 9150.
الفكر الأصيل- التبليغ والإعلام في الإسلام (1)
الفكر الأصيل- الحكومة الإسلامية في ظل ولاية الفقيه (1)
الفكر الأصيل - حقوق الإنسان في الإسلام (1)
الفكر الأصيل _ الحكومَة الإسلاميّة (1)