• عدد المراجعات :
  • 1029
  • 6/15/2011
  • تاريخ :

التمثيل بالصدق

الورد

إننا قد نرى الفعل الخلقي غير خلقي، ونرى الفعل غير الخلقي خلقياً، مثلاً الصدق جيد من جهة أنه صدق، ولابد من قوله، والكذب من جهة أنه تحريف يكون قبيحاً، ولكن هل يمكن أن يقال: الصدق واجب في كل الأحوال، والكذب يحرم قوله في جميع الأحوال؟ في بعض الأحيان يجب ارتكاب الكذب قطعاً، والشيء العجيب هو أن بعضهم أخذ يهاجم سعدي، إذ يقول: الكذب الذي تكون فيه مصلحة أولى من الصدق الذي يشعل الفتن، إنه كلام صحيح جداً، ولكن هناك من يقول: إن الذي يكذب لابد أنه يقصد مصلحة ما، كلا إن الكذب الذي فيه منفعة يختلف عن الكذب الذي فيه تحايل ومكر بالآخرين، لماذا يريد الإنسان أن يقول الصدق؟ إن في الصدق مصلحة المجتمع، ولذا يكون مراداً، فلو كان الكذب أحياناً محققاً لمصلحة المجتمع والفرد، فمن البديهي أنه يكون مطلوباً أيضاً.

إن في الصدق مصلحة المجتمع، ولذا يكون مراداً، فلو كان الكذب أحياناً محققاً لمصلحة المجتمع والفرد، فمن البديهي أنه يكون مطلوباً أيضاً.

كتب محيط الطباطبائي مقالة جاء فيها: عندما دخل الانگليز الهند وكانت اللغة الفارسية معمولاً بها هناك في وقت ما كان من جملة الكتب التي منعوا دراستها في المدارس وأيدهم الزرادشتيون في ذلك كتاب (كلستان سعدي)، لأنه يفسد اذهان الأطفال، لأنه يقول:(الكذب الذي فيه مصلحة أولى من الصدق الذي يشعل الفتن) وأضاف بعد ذلك، أن أولئك المحتالين كانوا يعلمون أن لهذا العمل سبباً آخر، وهو أنه يوجد في بداية الكتاب كلام آخر وهو:

يا كريما تأكل من خزانة العنب وتعمل لمصلحة الزرادشتيين والنصارى

لماذا تحرم الأصدقاء مما في أيديهم وتهتم بالأعداء وتجد في خدمتهم

يلقن الطفل من البداية أن النصارى والزرادشتيين أعداء الله، فلأجل أن لا تقال تلك الجملة، تذرعوا بذريعة أخرى، وإلا فأي عاقل في الدنيا يفهم معنى الصدق والكذب، ولا يفهم أنه أحياناً يكون الصدق أخطر مائة مرة من كل جريمة؟ طبعاً في المواضيع التي يجوز فيها الكذب يجب الاكتفاء منه بالقدر الضروري، وينبغي أن يكون على شكل التورية، كقصة أبي ذر حيث يقال: انه حمل الرسول على ظهره والقى عليه رداءه، فمر به على الكفار، فقالوا له: ماذا تحمل يا أبا ذر؟ فقال: محمد، وكان هذا كلام صادق لا يتوقعونه، وإلا لو كان أبو ذر يعلم أنهم سوف يصدقونه لحرم عليه قوله، وكان أشد حرمة من كل حرام، بلا شك إن الإنسان لا مانع له من أن يكذب في بعض الموارد كإصلاح ذات البين، ولدينا في الفقه موارد يجوز فيها الكذب، كمصالحة عدوين وانقاذ بريء بكذبة، وان قصة سعدي تصب في هذا المورد، ففي مثل هذه الظروف يكون الكذب حسناً قطعاً.الغرض هو أ نه ينبغي أن نضع فرقاً بين الفعل الخلقي والأخلاق نفسها، إن كون الفعل الخلقي متغيراً ينسجم مع الإسلام أيضاً، مثلاً يسأل شخص: هل السرقة حرام؟ نقول: نعم، فإن سأل: هل تجوز السرقة في بعض الموارد؟ فالجواب: نعم، تجوز في بعض الموارد، بل ربما تجب.


الوجدان وتعديل الهوى

نموذج آخر لمخالفة الوجدان

جزاء مخالفة الوجدان

عبادة الهوى

الوجدان الأخلاقي

عوامل التربية

فلتات اللسان

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)