التنمية الإنسانية - السيدة رباب الصدر (2)
التنمية الإنسانية - السيدة رباب الصدر (1)
6- من خلاصات تقرير التنمية البشرية التأكيد على أن مسألة التنمية في العالم العربي ، أصبحت من التعقيد بحيث أنه لم يعد بالامكان إغفال اي جانب من جوانب الحياة البشرية عند طرحها .. فالاجتماعي اصبح متداخلاً بالسياسي و الكل متشابك بالبعد الاقتصادي….
هي عملية تغييرية نهضوية إصلاحية متعددة الابعاد ، تحكمها رؤية شاملة تهدف إلى الارتقاء بالانسان ، و تمكينه من مواجهة التحديات التي تعترض طريقه نحو المستقبل ، المستقبل الذي يختاره بناء على معطيات البيئة المحيطة بكل أبعادها .. الاجتماعية و السياسية الاقتصادية و الثقافية والإنسانية ...
و تغدو ملحة مسألة التنمية عندما تواجه المجتمع تحديات متعددة الابعاد تطال حتى وجوده .. ففي عصر العولمة و ثورة المعلومات و الاتصالات ، و تقلص الحدود السياسية و السيادية للدول بالمعنى الذي كان متداولاً في القرن السابق ، اصبحت قدرة المجتمعات غير النامية على الاستمرار بطمأنينتها المألوفة محدودة ، إن وجدت.
7- لكن في ظل أنظمة شمولية ، انتخب رؤساؤها بدون منافسة ، و لعقود ليس باستطاعة ، حتى العرّافين ، تحديد أمدها… حيث لاتتوافر أقنية " مدنية " ، تعبّر بها و عبرها الشعوب عن قلقها ، مطالبها و مصالحها ، حيث لا قدسية الا للزعيم الواحد الملهم و عائلته مع بعض المنتفعين هنا و هناك ، و حيث الاستبداد و السجون و المعتقلات و القتل و المقابر الجماعية و الاخفاءات القسرية ، حيث الشح و الفقر و الحرمان بكل أشكاله و الفساد بكل تجلياته ، حيث لا شيء حراً لا لجنة و لا هيئة و لا مجلس و لا صحافة و لا قضاء…حيث كل هذا والقائمة تطول و تطول….
اي تغيير يرتجى؟
خاطب احد المسؤولين في افتتاح مؤتمر دبي 2004 إخوانه العرب في السلطة بقوله : " اذا لم تتغيروا ، فسيتم تغييركم ".
قلقنا ، ان تصدق نبوءة " المسؤول العربي الذي في السلطة " ، فيعيد التاريخ نفسه حيث مضمون الخيارين اللذين يضعهما امامنا واحدا و يعود الاستعمار بوجهيه ، مقنعاً او مباشراً. و هل أبلغ من الديكتاتور عميد الزعماء العرب الذي لم يُبْقِ أخضر في ليبيا الا تجديفاته و العراق المحتل اليوم كأمثلة على صدق النبوءة ؟
هذا قلقنا ، اما قناعتنا ان خيارات الشعوب ، كل الشعوب المقهورة ، و بتناغم أكاد أقول تآمري ما بين مطرقة الاستبداد الداخلي و سندان هيمنة القطب الواحد بنزعته الامبراطورية ، هي و إن كانت محدودة إلا أنها و بالاستناد الى التجربة واعدة.
اسمها اليوم كما بالامس وغداً "المقاومة .. ثورة الحق الذي ينبلج كالفجر الصادق قليلا و ضعيفاً ، فينمو و ينتشر على ظلام الليل الكبير فيحول العالم الى ضياء و امل و حركة… " ، كما عبّر مطلقها الامام السيد موسى الصدر.
" وعد الله الذين آمنوا و عملوا الصالحات ليستخلفنّهم في الارض " ، صدق الله العظيم (النور/ 55) .
و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
التنمية و الدين
الإمام الصدر في استقبال شهر رمضان