• عدد المراجعات :
  • 568
  • 6/20/2011
  • تاريخ :

الخوف عامل للحد من التمرد

الخوف

لابد هنا من توضيح مسألة عامل الإخافة والإرعاب سواء في تربية الطفل الفردية أو على صعيد تربية مجتمع الكبار، فهل أن الإخافة والإرعاب هما عامل للتربية (بمفهوم التنمية)؟ وهل يمكن للخوف أن يكون عاملاً لإنماء روح الإنسان؟ كلا فليس من خصائص الخوف أن يكون عامل نماء.

وثمة بحث آخر وهو هل أن الخوف جزء من العوامل التي ينبغي أن يستفاد منها من أجل تربية الطفل أو المجتمع أم لا؟ الجواب: نعم ولكن ليس من أجل الإنماء وتربية القابليات، بل من أجل منع روح الطفل أو الكبير من بعض التمردات، أي أن الخوف هو عامل إخماد وليس عاملاً لتنمية وتربية القابليات الخلاقة، وإنما هو عامل حدّ (من نمو) القابليات المنحطة والمتدنية وعامل حد من التمرد.

ينبغي استخدام عامل الخوف في بعض الموارد، وإننا مع اعتقادنا بأن الخوف ليس عاملاً مربياً ومنمياً إلا اننا نعتقد بلزومه،

 

ضرورة معرفة الطفل لأسباب التشجيع والتوبيخ

ينبغي استخدام عامل الخوف في بعض الموارد، وإننا مع اعتقادنا بأن الخوف ليس عاملاً مربياً ومنمياً إلا اننا نعتقد بلزومه، ولابد من الالتفات إلى أنه ينبغي أن يعلم الطفل بشكل كامل لماذا يشجع ولماذا يوبخ؟ فإن لم يفهم الطفل لماذا شجع وبالأخص لماذا وبخ ستضطرب روحه، وقد أصبح معلوماً أن أكثر الأمراض النفسية ناتجة من أثر التخويف أو الضرب والإرعاب بلا سبب.

أنقل لكم مثالاً يوجد نظيره في الحديث، لنفرض أن أمّاً في مجلس ما، جلس طفلها في حجر صديقتها، والطفل لا يفهم أنه لا ينبغي عليه أن يبول، فإن عملية الإدرار عنده كشرب الماء فلا فرق لديه سواء بال في حجر والدته أو في حجر صديقتها، فعندما يبلل صديقتها تغضب الوالدة وتقوم بضربه، وبديهي أن الصبي لا يلتفت إلى ان هذا الضرب كان سببه بوله في هذا المكان، فتكون النتيجة أنه كلما تحصل له حالة الإدرار تبدو عليه حالة من الاضطراب، ويدخل الخوف روحه، ويغدو بعد ذلك خائفاً من فعله الطبيعي، هذا ومن الممكن أن يؤدي إلى أعراض روحية وجسمية، لأن فعل الأم من وجهة نظر الطفل يعد إخافة غير منطقية، وإن كان من وجهة نظر الأم له منطق.

ولذلك نرى في أحاديث كثيرة أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كانوا أحياناً يأتوه بطفل ليقرأ دعاءً في أذنه مثلاً وفي تلك الحال بال في حجره الشريف، فغضب أبواه، فقال الرسول: لا ترزموه أي لا تقطعوا بوله، وكذلك بالنسبة إلى أبنائه حيث قال: لا ترزموا ولدي، نعم علموه أولاً عن طريق الملاطفة أن فعله هذا خطأ، وأن التبول على الفراش مثلاً أمر غير صحيح، وبعد أن يفهم هذا المعنى لو تبول عن عمد تكون هذه حالة تمرد وخبث سريرة، ومن الممكن أن تؤثر الخشونة في صنعه، ولكن مع عدم وصول الأمر إلى هذا الحد، فمن المسلم أن الخشونة لا تكون عاملاً إيجابياً.

أن أساس التربية في الإنسان ينبغي أن يبنى على تفتح الروح، ولكن هل تختلف الأعمار في هذه النظرة أم لا؟ الفرق مسلّم، فبعض الأدوار لها ظرف أكثر مناسبة وملائمة للتفتح،

وفي المجتمع الكبير يكون عامل الخشونة أمراً لازماً، ففي الموارد التي يعلم فيها الفرد الكبير أنه لا ينبغي أن يفعل شيئاً معيناً، ومع ذلك يخرج على القوانين ويتمرد فلا مانع من استخدام عامل الخشونة في هذه المواقع، لأجل الحد من التمرد، وعلى هذا فمع قولنا بعدم كون الخوف والإرعاب والخشونة عاملاً للتنمية، إلاّ أنّه عامل لابد منه لكبح التمرد.

 

أثر تفتح الروح

المطلب الآخر هنا هو أن أساس التربية في الإنسان ينبغي أن يبنى على تفتح الروح، ولكن هل تختلف الأعمار في هذه النظرة أم لا؟ الفرق مسلّم، فبعض الأدوار لها ظرف أكثر مناسبة وملائمة للتفتح، وهي دورة ما بعد السبع سنين التي اعتنت بها الأحاديث ليلتفت فيها إلى تربية الطفل- هي المدة من سبع سنين إلى ثلاثين سنة- دورة مناسبة جداً لتفتح الروح بالنسبة إلى أنواع القابليات: القابلية العلمية، القابلية الدينية، والقابلية الأخلاقية، ولذا نرى أن أفضل أدوار عمر الإنسان هي فترة دراسته، لأنها أوان تفتح روحه، وهو فيها يستقر في محيط تزداد فيه معلوماته وأفكاره وتنمو عواطفه وذوقه، وبالنسبة للطلبة تكون هذه الفترة ذكرى جيدة جداً، إن الذين قضوا عدة سنوات في الدراسة يذكرونها إلى آخر حياتهم، مع أنهم في تلك الآونة لم يكونوا في وضع جيد من الناحية المادية وهم في أواخر عمرهم في وضع أفضل، ولو ظل الإنسان في هذه الفترة محروماً من الناحية العلمية والمعنوية، فسيكون مفتقراً إلى شيء لا يمكن جبرانه في سن الشيخوخة.

والمطلب الآخر وهو مطلب أساسي هو أنه ما الذي ينبغي تربيته في الإنسان من وجهة النظر الإسلامية؟ إن لدى الإنسان جسماً وسلسلة من القوى الجسمانية وله روح وسلسلة من القوى الروحية. حسب مصطلحات علم النفس تكون القابليات الجسدية أيضاً سلسلة من القابليات، والقابليات النفسية سلسلة من القابليات الأخرى.


الخوف عند الأطفال

ساعدى طفلك على مواجهة مخاوفه

مم تخاف المرأة؟

أنواع القلق

العلماء يضعون أيديهم على مواطن الخوف في مخ الإنسان

الخوف يفقد الإنسان السيطرة على نفسه

 

 

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)