• عدد المراجعات :
  • 2357
  • 7/29/2008
  • تاريخ :

 بكتيريا قرحة المعدة تؤرخ لهجرات الشعوب
قرحة المعدة

البنية الوراثية: Genotype

البنية الوراثية  --شبكة الحياة

علم الوراثة الإنجابي والإرشاد الوراثي من المنظرين العلمي والأخلاقي

أكدت دراسة جديدة فى علم الأحياء ، أجراها فريق من العلماء الدوليين أن التغيرات الوراثية في البكتيريا المستوطنة في المعدة يمكن أن تعطينا تصورات حول التغييرات التي عاشها الإنسان من خلال هجراته المختلفة إلى مختلف المناطق فى العالم . ومن المعروف أن البكتيريا المعدية، وخصوصا أنواع "الهيليكوبكتر بايلوري"، تغيرت تركيبتها الجينية كثيرا وخصوصا بالترابط مع تغير البيئة. و كان هذا السؤال قد طرح من قبل على العلماء، و استطاع فريق البحث الدولى أن يجيب على هذا السؤال من خلال الدراسات الجينية المعمقة على التغييرات الوراثية المتعددة التي تركت آثارها على البكتيريا المعدية المسببة للقرحة.

ويرى العلماء أن نتائج هذه الدراسة ستعزز النجاح المتحقق حتى الآن في الوقاية وعلاج الحالات الناجمة عن الإصابة ببكتيريا هيليكوبكتر بايلوري، فالأنواع المختلفة جينيا من البكتيريا تبدي مقاومة مختلفة للمضادات الحيوية ، كما أن إعادة رسم خريطتها الوراثية الأصلية قد يفيد العلماء في البحث عن مضاد حيوي موحد لمكافحتها.

ويقول فريق دولي من علماء قسم البكتيريولوجي في معهد ماكس بلانك الألماني الشهير، أنه عثر على تغييرات وراثية في تركيبة "هيليكوبكتر بايلوري" تشي بالهجرات السابقة التي نفذتها مختلف الشعوب، وتعكس تغير عادات معيشة وثقافات هذه الشعوب. وذكر الباحث الكندي مارك اختمان رئيس فريق العمل، أن العلماء توصلوا إلى هذه النتائج بعد دراسة على البنية الوراثية وسلاسل النيوكليوتيد في 370 نوعا من أنواع هيليكوبكتر بايلوري، لدى 27 مجموعة مختلفة من المجاميع البشرية.

وأضاف الباحث أنه نشأت سبع مجاميع مختلفة من البكتيريا عاشت في معدة مختلف المجاميع البشرية "المضيفين Hosts" طوال آلاف السنين. وتمكن العلماء باستخدام طريقة رياضية معينة من إعادة بناء الخريطة الوراثية لمجاميع البكتيريا السابقة التي نشأت عنها المجاميع "الحديثة".

واتضح من ذلك أن مجاميع البكتيريا الحديثة تحدرت من أفريقيا ومنطقة المتوسط ووسط وشرق آسيا. وتوصل العلماء من خلال مقارنة التغيرات التي طرأت على خريطة "هيليكوبكتر بايلوري" الوراثية إلى رسم خريطة هجرة البكتيريا، وهي داخل معدة الإنسان، عبر مناطق الكرة الأرضية. 

 

ويقول اختمان أن مجموعة البكتيريا في أوروبا كانت النتيجة الحتمية لاندماج المجاميع البشرية التي انتقلت بشكل منفصل عن بعضها من الشرق ووسط آسيا واستقرت في القارة الأوروبية.

ونجح العلماء في حالة "الهنود الحمر" أن يفصلوا بكتيريا "هيليكوبكتر بايلوري" نشأت في شرق آسيا، و يبدو أن المجاميع البشرية هناك نقلتها معها في هجرتها إلى أميركا قبل نحو 12 ألف سنة.

وليس هذا كل شيء، لأن دراسة التغيرات الجينية على "هيليكوباكتر بايلوري" كشف لعلماء معهد ماكس بلانك بعض التغيرات الديموغرافية التي لم ينجح العلم حتى الآن سوى بإثباتها عن طريق اللغة والتغيرات الجينية على الإنسان. وكمثل فقد أثبتت البكتيريا الآن صحة التكهنات حول هجرة شعوب البانتو الأفريقية من موطنها الأصلي في وسط القارة إلى جنوب أفريقيا. كما نجح علماء الميكروبيولوجيا على أساس التغييرات الوراثية البكتيرية في الكشف عن الهجرات الحديثة نسبيا والتي تمت على أساس هجرة الأوروبيين إلى أفريقيا وغيرها بفعل الحركة الاستعمارية وحركة الهجرة القسرية من أفريقيا إلى أوروبا بفعل تجارة الرق المقيتة.

واعتمد العلماء في أبحاثهم على عينات مجهرية من أنسجة بشرية تم تكثير بكتيريا "هيليكوبكتر" فيها بطريقة الاستنبات المختبري. ويعتبر العلماء هذا النوع من البكتيريا ملائما جدا لدراسة هجرات الشعوب السابقة لأنها تصيب الناس بشكل عائلي وبشكل مجاميع بشرية، ولأن تنويعاتها الجينية تتفوق 50 مرة على تنويعات الجينات البشرية.

ويبلغ طول هيليكوبكتر بايلوري حوالي ثلاثة أجزاء من ألف جزء من الملليميتر وتستقر عميقا في بطانة المعدة. ويقدر علماء البكتيريا أنها تصيب معدات أكثر من نصف سكان الأرض وتطلق من مكامنها في المعدة غاز الامونياك. وتنتقل البكتيريا في البلدان ذات المستوى المنخفض صحيا عبر الفم والخروج ، إلا أن انتشارها في البلدان الصناعية المتقدمة ليس بالقليل. وتقدر وزارة الصحة الألمانية أن هيليكوبكتر بايلوري تستقر في معدات 35% من الألمان. ويمكن لهذه البكتيريا، في حالة إهمال علاجها بواسطة المضادات الحيوية، أن تؤدي إلى إصابة الإنسان بالقرحة المعدية وأن تزيد مخاطر تحول هذه القرحة إلى سرطان خبيث.

 

المصدر : موقع جورداتا في الصحة والثقافة


طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)