• عدد المراجعات :
  • 1888
  • 7/29/2008
  • تاريخ :

سفره (صلى الله عليه وآله) إلى الطائف
محمد رسول الله (ص)

 

 

  توفيت السيدة خديجة (عليها السلام) بعد وفاة أبي طالب، بشهر وخمسة أيّام، في السنة العاشرة من البعثة وهي التي سمّاها الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) عام الحداد أو الحزن. ومنذ هذا الوقت واجه (صلى الله عليه وآله وسلم) ظروفاً صعبة قاسية قلّما واجهها من قبل. فقد اصطدم منذ بداية السنة الحادية عشرة بأحوال قاسية مفعَمة بالعداء والحقد والأخطار التي هدّدت حياته الشريفة، بل افتقاد إمكانية نشر الدعوة. فلمّا توفي أبو طالب، نالت قريش من رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) من الاَذى ما لم تكن تطمع به في حياة أبي طالب، حتى اعترضه سفيهٌ من سفهاء قريش فنثر على رأسه تراباً. وفي البيت عندما بكت ابنته على وضعه هذا قال: (ما نالت منّي قريش شيئاً أكرهه حتى مات أبو طالب)..

وقد دفع هذا الاَمر المتردّي،

أن يبحث الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) عن بيئة أُخرى أفضل من بيئته لنشر الدعوة فيها، فاختار الطائف التي كانت تعتبر مركزاً هاماً آنذاك، فقرر السفر إليها وحيداً لمقابلة زعماء ثقيف، لعلّه يكسب نجاحاً في مهمته أو أنصاراً جدداً.

 إلاّ أنّ عرضه لم يؤثر فيهم، بل إنّهم ردّوا عليه بصبيانية أوضحت تملّصهم من قبول الدعوة أو اعتناق الدين، بل أنّهم تمادوا في سلوكهم العدواني فأحاط به جمعٌ كبير منهم يسبّونه ويصيحون به، فالتجأ إلى بستان (عتبة وشيبة ابني ربيعة) للتخلّص من هوَلاء السفهاء، وعمد إلى ظل جلس فيه وهو يتصبب عرقاً، فقد ألحقوا الاَذى بمواضع عديدة من بدنه الشريف، كما أنّ رجليه سالت منهما الدماء، ولما دعا اللّه سبحانه وتعالى أن يعينه على هوَلاء الاَشرار، فقد تقدّم إليه ابنا ربيعة ـ اللّذان كانا ينظران إليه و يريان ما لقي من سفهاء أهل الطائف ـ بطبق من عنب قدمه إليه (صلى الله عليه وآله وسلم) غلام لهما اسمه (عداس النصراني) من أهل نينوى، فلمّا رأى ما يعلمه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) من علوم عن المسيح (عليه السلام) أسلم على يديه.

ولم يتمكن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من الرجوع إلى مكّة بسهولة، حيث خاف أذى المشركين، ممّا جعله يترك (نخلة) وهي واد بين الطائف ومكة، إلى حراء، فالتقى رجلاً من بني خزاعة طلب منه أن يخبر (المطعم بن عدي) بحالته، ويسأله أن يجير رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى يدخل مكة في أمان.

ورغم أنّ المطعم كان وثنياً، إلاّ أنّه قبل أن يجيره (صلى الله عليه وآله وسلم) فدخل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) مكة ليلاً، ونزل في بيت مطعم و بات فيه، ثمّ دخل في الصباح مع أهل بيته إلى المسجد الحرام ثمّ إلى منزله.

ولم ينس الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) عمله الطيب هذا، بل تذكّره حتى بعد وفاة المطعم، إذ أنّه أعلن في معركة بدر عن استعداده للاِفراج عن جميع الاَسرى لو كان حيّاً، تقديراً لما قام به من إجارة وخدمة كبيرة له.


مواجهة الرسول لقريش

أوائل المؤمنين بالنبي(صلى الله عليه وآله) ورسالته السماوية

موقف رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في فتح خيبر

كتبه ورسائله (صلى لله عليه وآله)

دعوة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى الله تعالى

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)