غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 7

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 7

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


صدقوا ما عاهدو الله عليه الآية. الاحزاب: 23.

___________________________________

راجع ما مر في الجزء الثانى ص 51 ط 2.

ولما نزل في علي أميرالمؤمنين قوله تعالى: هوالذي أيدك بنصره وبالمؤمنين 'سورة الانفال: 62' ولما ورد فيها ما ورد عن النبي الاعظم مما أسلفناه

___________________________________

راجع ما اسلفناه في الجزء الثانى صفحة 61 -59 ط 2. في الجزء الثاني ص 51 -46.

ولما خص لمولانا علي قوله: ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله 'سورة البقرة: 207' كما ذكره القرطبي في تفسيره 21:3 وفصلنا القول فيه في الجزء الثاني ص 49 -47 ط 2.

وكان حقا على رضوان منادي الله يوم بدر بقوله:

لا سيف إلا ذو الفقار++

ولا فتى إلا علي

ان ينوه باسم أبي بكر وبسيفه المشهور على رأس رسول الله صلى الله عليه وآله ثم هل تنحصر مغازي النبي الاعظم وحروبه الدامية ببدر؟ وهل العريش كان في البدر فحسب دون ساير الغزوات؟ وهل سيد العريش النبي الاعظم كان يلازم عريشه ولم يحضر قط في ميادين القتال؟ أو كان ينزل بالمعارك ويستخلف صاحبه على العريش؟

ما أعوز النبي الاعظم يوم خيبر مجاهد كرار غير فرار لا يولي الدبر، و كان معه الخليفة الاشجع؟ أكان فرارا غير كرار؟ ومن المعني في قول المورخين من أن النبي صلى الله عليه وسلم دفع لواءه لرجل من المهاجرين فرجع ولم يصنع شيئا؟

___________________________________

الامتاع للمقريزى ص 313، السيرة الحلبية 3 ص 39. أهذا الرجل وصاحبه نكرتان لا يعرفان؟ لا ها الله.

وأين كان الاشجع؟ يوم خرجت كتائب اليهود يقدمهم ياسر فكشف الانصار حتى انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله في موقفه، فاشتد ذلك على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم و أمسى مهموما.

___________________________________

الامتاع للمقريزى ص 314، السيرة الحلبية 3 ص 39.

ولماذا بعث صلى الله عليه وآله يوم ذاك- وكان الاشجع معه- سلمة بن الاكوع إلى علي؟

وكان قد تخلف بالمدينة لرمد عينيه، وكان لا يبصر موضع قدمه فذهب اليه سلمة وأخذ بيده يقوده

___________________________________

صحيح مسلم 102:2، سنن البيهقى 131:9، الرياض النضرة 186:2، السيرة الحلبية 41:3، شرح المواهب للزرقانى 322:2. وملا المسامع قوله صلى الله عليه وآله لاعطين الراية إلى رجل كرار غير فرار.

أكان الاشجع في العريش يوم خيبر؟ لما قاتل المصطفى بنفسه يومه ذلك أشد القتال وعليه درعان وبيضة مغفر، وهو على فرس يقال له: الظرب

___________________________________

من اشهر خيله صلى الله عليه وآله وأعرفها، سمى بذلك لكبره أو لسمنه أو لقوته وصلابته تشبيها له بالجبل. قالوا: أهداه له صلى الله عليه وآله وسلم فروة ابن عمرو الجذامى. أو: ربيعة بن ابى البراء. أو: جنادة بن المعلى. وفي يده قناة وترس كما في السيرة الحلبية 3 ص 39.

أكان الاشجع في العريش يوم أحد يوم بلاء وتمحيص؟ حتى خلص العدو إلى رسول الله فدث بالحجارة حتى وقع لشقه فاصيبت رباعيته، وشج في وجهه، وكلمت شفته، فجعل الدم يسيل على وجهه، وجعل يمسح الدم ويقول: كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم.

___________________________________

سيرة ابن هشام 27:3، طبقات ابن سعد رقم التسلسل 549، تاريخ ابن كثير 23:4 و 29، امتاع المقريزى ص 135، شرح المواهب للزرقانى 37:2.

أكان الاشجع في العريش؟ يوم قال فيه علي: لماتخلى الناس عن رسول الله صلى الله عليه وآله يوم أحد نظرت في القتلى فلم أر رسول الله صلى الله عليه وآله فقلت: والله ما كان ليفر وما أراه في القتلى، ولكن الله غضب علينا بما صنعنا، فرفع نبيه، فما في خير من أن أقاتل حتى أقتل، فكسرت جفن سيفي ثم حملت على القوم فأفرجوا لي فإذا برسول الله بينهم. وقد أصابت عليا يوم ذالك ستة عشر ضربة كل ضربة تلزمه الارض فما كان يرفعه إلا جبريل.

'اسد الغابة 20:4'

أكان الاشجع في العريش يوم وقع رسول الله في حفرة من الحفر التي عمل أبوعامر ليقع فيها المسلمون وهم لا يعلمون؟ فأخذ علي بن أبي طالب بيده صلى الله عليه وآله واحتضنه ورفعه طلحة حتى استوى قائما.

___________________________________

سيرة ابن هشام 27:3، الامتاع المقريزى ص 135، تاريخ ابن كثير 4 ص 24، عيون الاثر 12:2.

أكان الاشجع في العريش يوم رأي رسول الله في ميدان النزال وهو لابس درعين: درعه ذات الفضول ودرعه فضة، أو يوم حنين وله درعان: درعه ذات الفضول والسعدية.

'شرح المواهب للزرقاني 24:2'

أكان الاشجع في العريش يوم ضرب وجه النبي بالسيف سبعين ضربة وقاه الله شرها كلها؟

'المواهب اللدنية 124:1'

أكان الاشجع في العريش يوم بايع رسول الله على الموت ثمانية؟ هم: علي، والزبير، وطلحة،، وأبودجانة، والحارث بن الصمة، وحباب بن المنذر، وعاصم بن ثابت، وسهل بن حنيف، ورسول الله يدعوهم في أخراهم.'الامتاع للمقريزي ص 132'

أكان الاشجع في العريش يوم كان علي يذب عن رسول الله من ناحية، وأبو دجانة مالك بن خرشة من ناحية، وسعد بن أبي وقاص يذب طائفة، والحباب بن المنذر يحوش المشركين كما تحاش الغنم؟

'الامتاع للمقريزي ص 143'

أكان الاشجع في العريش يوم حمى الوطيس، وجلس رسول الله صلى الله عليه وآله تحت راية الانصار؟ وأرسل إلى علي أن قدم فقدم علي وهو يقول: أنا أبوالقصم

___________________________________

سيرة ابن هشام 19:3، شرح المواهب للزرقانى 31:2.

أكان الاشجع في العريش يوم انتهى رسول الله إلى أهله ناول سيفه ابنته فاطمة فقال: اغسلي عن هذا دمه يا بنية فوالله صدقني اليوم؟ يوم ملا علي درقته ماء من المهراس فجاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ليشرب منه، وغسل عن وجهه الدم وصب على رأسه، و أخذت فاطمة "سلام الله عليها" قطعة حصير فاحرقته فألصقته عليه فاستمسك الدم.

___________________________________

طبقات ابن سعد 90:3 رقم التسلسل 252، سيرة ابن هشام 34:3 و 51، الامتاع ص 138، تاريخ ابن كثير 35:4، عيون الاثر 15:2، المواهب اللدنية 125:1، شرح الزرقانى 56:2.

أكان الاشجع في العريش لما ملا الفضاء نداء جبرئيل؟

لا سيف إلا ذو الفقار++

ولا فتى إلا علي

أكان الاشجع في العريش يوم نظم حسان بن ثابت

جبريل نادى معلنا++

والنقع ليس بمنجلي

والمسلمون قد أحدقوا++

حول النبي المرسل

لا سيف إلا ذو الفقار++

ولا فتى إلا علي

___________________________________

راجع ما مر في الجزء الثانى صفحة 61 -59 ط 2.

أكان الاشجع في العريش يوم حمراء الاسد؟ وقد خرج صلى الله عليه وآله وهو مجروح في وجهه، مشجوج في جبهته، ورباعيته قد شظيت، وشفته السفلى قد كلمت في باطنها، وهو متوهن منكبه الايمن من ضربة ابن قميئة، وركبتاه مجحوشتان." طبقات ابن سعد رقم التسلسل 553".

أكان الاشجع في العريش يوم حنين؟ لما حمى الوطيس وفر الناس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يبق معه إلا أربعة: ثلاثة من بني هاشم ورجل من غيرهم: علي ابن أبي طالب والعباس وهما بين يديه، وأبوسفيان بن الحارث آخذ بالعنان، وابن مسعود من جانبه الايسر، ولا يقبل أحد من المشركين جهته صلى الله عليه وآله وسلم إلا قتل. "السيرة الحلبية 123:3".

أكان الاشجع في العريش يوم الاحزاب؟ وكان رسول الله صلى الله عليه وآله ينقل مع صحبه من تراب الخندق وقد وارى التراب بياض بطنه ويقول:

لاهم لولا أنت ما اهتدينا++

ولا تصدقنا ولا صلينا

فأنزلن سكينة علينا++

وثبت الاقدام إن لا قينا

إن الاولى لقد بغوا علينا++

إذا أرادوا فتنة أبينا

"طبقات ابن سعد رقم التسلسل 575، تاريخ ابن كثير 96:4".

أكان الاشجع في العريش يوم قال صلى الله عليه وآله وسلم: لضربة علي خير من عبادة الثقلين وفي لفظ: قتل علي لعمرو أفضل من عبادة الثقلين. وفي لفظ: لمبارزة علي لعمرو بن ود أفضل من أعمال أمتي إلى يوم القيامة؟

___________________________________

مستدرك الحاكم 32:3، المواقف للقاضى الايجى 276:3، كنز العمال 158:6، السيرة الحلبية 349:2 وهناك كلمة ردا على ابن تيمية في رده على هذا الحديث،هداية المرتاب في فضايل الاصحاب ص 148.

نعم: للرجل موقف يوم أحد لما طلع يومئذ عبدالرحمن بن أبي بكر "وكان من المشركين" فقال: من يبارز وارتجز يقول:

لم يبق إلا شكة ويعبوب++

وصارم يقتل ضلال الشيب

فنهض إليه أبوبكر رضي الله عنه وهو يقول: أنا ذلك الاشيب ثم ارتجز فقال

لم يبق إلا حسبي وديني++

وصارم تقضي به يميني

فقال له عبدالرحمن: لولا أنك أبي لم أنصرف. الامتاع ص 144

حجاج بالعريش


قال المحاملي: كنت عند أبي الحسن بن عبدون وهو يكتب لبدر، وعند جمع فيهم أبوبكر الداودي واحمد بن خالد المادرائي- فذكر قصة مناظرته مع الداودي في التفصيل إلى أن قال-: فقال الداودي: والله ما نقدر نذكر مقامات علي مع هذه العامة. قلت: أنا والله أعرفها مقامه ببدر، واحد، الخندق، ويوم حنين، ويوم خيبر. قال: فإن عرفتها ينفعني أن تقدمه علي أبي بكر وعمر، قلت: قد عرفتها ومنه قدمت أبابكر وعمر عليه. قال: من أين؟ قلت: أبوبكر كان مع النبي صلى الله عليه وسلم على العريش يوم بدر مقامه مقام الرئيس، والرئيس ينهزم به الجيش، وعلي مقامه مقام مبارز، والمبارز لا ينهزم به الجيش. ذكره الخطيب في تاريخه 21:8، وابن الجوزي في المنتظم 327:6، وأحسب أن مبتدع هذه الباكورة، ومؤسس فكرة العريش والاستدلال بها في التفضيل هو الجاحظ قال في خلاصة كتاب العثمانية ص 10: والحجة العظمى للقائلين بتفضيل علي قتله الاقران وخوضه الحروب، وليس له في ذلك كبير فضيلة، لان كثرة القتل و المشي بالسيف إلى الاقران لو كان من أشد المحن وأعظم الفضائل وكان دليلا على الرياسة والتقدم، لوجب أن يكون للزبير وأبي دجانة ومحمد بن مسلمة وابن عفراء و البراء بن مالك من الفضل ما ليس لرسول الله صلى الله عليه وسلم لانه لم يقتل إلا رجلا واحدا ولم يحضر الحرب يوم بدر ولا خالط الصفوف، وإنما كان معتزلا عنهم في العريش و معه أبوبكر. وأنت ترى الرجل الشجاع قد يقتل الاقران، ويجندل الابطال، وفوقه من العسكر من لا يقتل ولا يبارز وهو الرئيس، أو ذو الرأي والمستشاري في الحرب، لان للرؤساء من الاكتراث والاهتمام وسعل البال والعناية والتفقد ما ليس لغيرهم، ولان الرئيس هو المخصوص بالمطالبة وعليه مدار الامور، وبه يستبصر المقاتل ويستنصر، وباسمه ينهزم العدو، ولو لم يكن له إلا أن الجيش لو ثبت وفر هو لم يغن ثبوت الجيش كله وكانت الدبرة

عليه، ولو ضيع القوم جميعا وحفظ هو لانتصر وكانت الدولة له، ولهذا لا يضاف النصر، والهزيمة إلا إليه. ففضل أبي بكر بمقامه في العريش مع رسول الله يوم بدر أعظم من جهاد علي ذلك اليوم وقتله أبطال قريش. ا ه.

قال الاميني: نحن لا ننبس في الجواب عن هذه الاساطير المشمرجة ببنت شفه، وإنما نقتصر فيه بما أجاب به عنها أبوجعفر الاسكافي المعتزلي البغدادي المتوفى240 قال في الرد عليها:

___________________________________

رسائل الجاحظ ص 54، شرح ابن ابى الحديد 3 ص 275.

لقد اعطي أبوعثمان مقولا وحرم معقولا، إن كان يقول هذا على اعتقاد و جد، ولم يذهب به مذهب اللعب واللهو، أو على طريق التفاصح والتشادق وإظهار القوة والسلاطة وذلاقة اللسان وحدة الخاطر والقوة على جدال الخصوم. ألم يعلم أبوعثمان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أشجع البشر وأنه خاض الحروب وثبت في المواقف التي طاشت فيها الالباب، وبلغت القلوب الحناجر؟ فمنها يوم أحد ووقوفه بعد أن فر المسلمون بأجمعهم ولم يبق معه إلا أربعة: علي. والزبير. وطلحة. وأبودجانة، فقاتل ورمي بالنبل حتى فنيت نبله وانكسرت سية قوسه، وانقطع وتره، فأمر عكاشة بن محصن أن يوترها فقال: يا رسول الله لا يبلغ الوتر، فقال: أو تر ما بلغ. قال عكاشة: فو الذي بعثه بالحق لقد أوترت حتى بلغ وطويت منه شبرا على سية القوس، ثم أخذها فما زال يرميهم حتى نظرت إلى قوسه قد تحطمت، وبارز ابي بن خلف فقال له أصحابه: إن شئت عطف عليه بعضنا؟ فأبي وتناول الحربة من الحارث بن السمت ثم إنتفض باصحابه كما ينتفض البعير قالوا: فتطايرنا عنه تطاير الشعارين فطعنه بالحربة فجعل يخور كما يخور الثور، ولو لم يدل على ثباته حين انهزم أصحابه وتركوه إلا قوله: 'إذ تصعدون ولا تلون على أحد والرسول يدعوكم في اخراكم' فكونه صلى الله عليه وسلم في اخراهم وهم يصعدون ولايلون هاربين دليل على أنه ثبت ولم يفر. وثبت يوم حنين في تسعة من أهله ورهطه الادنين، وقد فر المسلمون كلهم والنفر التسعة محدقون به، العباس آخذ بحكمة بغلته، وعلي بين يديه مصلت سيفه، والباقون حول بغلته يمنة ويسرة، وقد انهزم المهاجرون والانصار، وكلما فروا أقدم هو صلى الله عليه وسلم وصمم مستقدما يلقي السيوف والنبال بنحره

وصدره، ثم أخذ كفا من البطحاء وحصب المشركين وقال: شاهت الوجوه. والخبر المشهور عن علي وهو أشجع البشر: كنا إذا اشتد البأس وحمى الوطيس إتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم ولذنا به. فيكف يقول الجاحظ: إنه ما خاض الحروب ولا خالط الصفوف؟ وأي فرية أعظم ومن فرية من نسب رسول الله صلى الله وسلم إلى الاحجام والاعتزال الحرب؟ ثم أي مناسبة بين أبي بكر ورسول الله في هذا المعنى؟ ليقيسه وينسبه إلى رسول الله صاحب الجيش والدعوة ورئيس الاسلام والملة، والملحوظ بين أصحابه واعدائه بالسيادة، وإليه الايماء والاشارة، وهو الذي أحنق قريشا والعرب، وورى أكبادهم بالبراءة من آلهتهم و عيب دينهم وتضليل أسلافهم، ثم وترهم فيما بعد بقتل رؤسائهم وأكابرهم، وحق لمثله إذا تنحى عن الحرب واعتزلها أن يتنحى ويعتزل، لان ذلك شأن الملوك والرؤساء إذ كان الجيش منوطا بهم وببقائهم، فمتى هلك الملك هلك الجيش، ومتى سلم الملك أمكن أن يبقى عليه ملكه، وإن عطب جيشه بأن يستجد جيشا آخر، ولذلك نهى الحكماء أن يباشر الملك الحرب بنفسه، وخطأوا الاسكندر لما بارز فور ملك الهند ونسبوه إلى مجانبة الحكمة ومفارقة الصواب والحزم، فليقل لنا الجاحظ: أي مدخل لابي بكر في هذا المعنى؟ ومن الذي كان يعرفه من أعداء الاسلام ليقصده بالقتل؟ وهل هو إلا واحد من عرض المهاجرين حكمه حكم عبدالرحمن بن عوف وعثمان بن عفان وغيرهما؟ بل كان عثمان أكثر منه صيتا، وأشرف منه مركبا، والعيون إليه طمح، والعدو عليه أحنق وأكلب. ولو قتل أبوبكر في بعض تلك المعارك هل كان يؤثر قتله في الاسلام ضعفا؟ أو يحدث وهنا؟ أو يخاف على الملة لو قتل أبوبكر في بعض تلك الحروب أن تندرس و تعفى آثارها وتنطمس منارها؟ ليقول الجاحظ: إن ابابكر كان حكمه حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجانبة الحروب واعتزالها. نعوذ بالله من الخذلان. وقد علم العقلاء كلهم ممن له بالسير معرفة وبالآثار والاخبار ممارسة حال حروب رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف كانت، وحاله عليه الصلاة والسلام فيها كيف كان، ووقوفه حيث وقف وحربه حيث حارب، و جلوسه في العريش يوم جلس، وأن وقوفه صلى الله عليه وسلم وقوف رئاسة وتدبير، ووقوف ظهر وسند، يتعرف امور أصحابه ويحرس صغيرهم وكبيرهم بوقوفه من ورائهم وتخلفه عن التقدم في أوائلهم، لانهم متى علموا أنه في اخراهم إطمأنت قلوبهم ولم تتعلق

بأمره نفوسهم، فيشتغلوا بالاهتمام به عن عدوهم، ولا يكون لهم فئة يلجئون إليها و ظهرا يرجعون إليه، ويعلمون أنه متى كان خلفهم تفقد أمورهم وعلم مواقفهم وآوى كل انسان مكانه في الحماية والنكاية وعند النازلة في الكر والحملة، فكان وقوفه حيث وقف أصلح لامرهم، وأحمي وأحرس لبيضتهم، ولانه المطلوب من بينهم، إذ هو مدبر امورهم ووالي جماعتهم، ألا ترون أم موقف صاحب اللواء موقف شريف؟ وأن صلاح الحرب في وقوفه، وأن فضيلته في ترك التقدم في أكثر حالاته، فللرئيس حالات: الاولى حالة يتخلف ويقف آخرا ليكون سندا وقوة ورداءا وعدة، وليتولى تدبير الحرب و يعرف مواضع الخلل. والحالة الثانية: يتقدم فيها في وسط الصف ليقوى الضعيف ويشجع الناكس: وحالة ثالثة: وهي إذا اصطدم الفيلقان، وتكافح السيفان، إعتمد ما يقتضيه الحال ومن الوقوف حيث يستصلح، أو من مباشرة الحرب بنفسه فانها آخر المنازل وفيها تظهر شجاعة الشجاع النجد، وفسالة الجبان المموه. فأين مقام الرئاسة العظمى لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وأين منزلة أبي بكر ليسوى بين المنزلتين، ويناسب بين الحالتين؟ ولو كان أبوبكر شريكا لرسول الله في الرسالة وممنوحا من الله بفضيلة النبوة، وكانت قريش والعرب تطلبه كما تطلب محمدا صلى الله عليه وسلم؟لكان للجاحظ أن يقول ذلك، فأما وحاله حاله وهو أضعف المسلمين جنانا وأقلهم عند العرب ترة لم يرم قط بسهم، ولا سل سيفا، ولا أراق دما، وهو أحد الاتباع غير مشهور ولا معروف ولا طالب ولا مطلوب، فكيف يجوز أن يجعل مقامه ومنزلته مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنزلته؟ ولقد خرج ابنه عبدالرحمن مع المشركين يوم أحد فرآه أبوبكر فقام مغيظا على فسل من السيف مقدار إصبع يروم البروز إليه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبابكر شم سيفك وامتعنا بنفسك. ولم يقل له "وامتعنا بنفسك" إلا لعلمه بأنه ليس أهلا للحرب وملاقاة الرجال وأنه لو بارز لقتل.

وكيف يقول الجاحظ: لا فضيلة لمباشرة الحروب ولقاء الاقران وقتل أبطال الشرك؟وهل قامت عمد الاسلام إلا على ذلك؟ وهل ثبت الدين واستقر إلا بذلك؟ أتراه لم يسمع قول الله تعالى 'إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص'؟

والمحبة من الله تعالى هي إرادة الثواب، فكل من كان أشد ثبوتا في هذا الصف وأعظم

قتالا كان أحب إلى الله، ومعنى الافضل هو الاكثر ثوابا، فعلي عليه السلام إذا هو أحب المسلمين إلى الله لانهم أثبتهم قدما في الصف المرصوص، لم يفر قط باجماع الامة، ولا بارزه قرن إلا قتله، أو تراه لم يسمع. قول الله تعالى:'وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما'؟ وقوله 'إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل والقرآن ثم قال سبحانه: مؤكدا لهذا البيع والشراء 'ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هوالفوز العظيم' وقال الله تعالى: 'ذلك بأنهم لا يصيبهم ظلمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطؤن موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح' فمواقف الناس في الجهاد على أحوال، وبعضهم في ذلك أفضل من بعض، فمن دلف إلى الاقران وأستقبل السيوف والاسنة كان أثقل على أكتاف الاعداء لشدة نكابته فيهم ممن وقف في المعركة وأعان ولم يقدم، وكذلك من وقف في المعركة وأعان ولم يقدم إلا انه بحيث تناله السهام والنبل أعظم عناء وأفضل ممن وقف حيث لا يناله ذلك، ولو كان الضعيف والجبان يستحقان الرئاسة بقلة بسط الكف وترك الحرب وإن ذلك يشاكل فعل النبي صلى الله عليه وسلم، لكان أوفر الناس حظا في الرئاسة وأشدهم لها استحقاقا حسان بن ثابت، وإن بطل فضل علي في الجهاد لان النبي صلى الله عليه وسلم كان أقلهم قتالا- كما زعم الجاحظ- ليبطلن على هذا القياس فضل أبي بكر في الانفاق، لان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أقلهم مالا، وأنت إذا تأملت أمر العرب وقريش ونظرت السير وقرأت الاخبار عرفت أنها تطلب محمدا صلى الله عليه وسلم وتقصد قصده وتروم قتله، فان أعجزها وفاتها طلبت عليا وأرادت قتله، لانه كان أشبهم بالرسول حالا، وأقربهم منه قربا، وأشدهم عنه دفعا، وإنهم متى قصدوا عليا فقتلوه أضعفوا أمر محمد صلى الله عليه وسلم وكسروا شوكته، إذ كان أعلى من ينصره في البأس والقوة والشجاعة والنجدة والاقدام والبسالة. ألا ترى إلى قوله عتبة ربيعة يوم بدر- وقد خرج هو وأخوه شيبة وإبنه الوليد بن عتبة فأخرج إليهم الرسول نفرا من الانصار فاستنسبوهم فانتسبوا لهم فقالوا: إرجعوا إلى قومكم، ثم نادوا: يا محمد- أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم لاهله الادنين: قوموا يا بني هاشم فانصروا حقكم الذي آتاكم الله على باطل

هؤلاء، قم يا علي قم يا حمزة قم يا عبيدة ألا ترى ما جعلت هند بنت عتبة لمن قتله يوم أحد لانه اشترك هو وحمزة في قتل أبيها يوم بدر؟ ألم تسمع قول هند ترثي أهلها:

ما كان لي من عتبة من صبر++

أبي وعمي وشقيق صدري

أخي الذي كان كضوء البدر++

بهم كسرت يا علي ظهري

وذلك لانه قتل أخاها الوليد بن عتبة وشرك في قتل أبيها عتبة، وأما عمها شيبة فان حمزة تفرد بقتله. وقال جبير بن مطعم لوحشي مولاه يوم أحد: إن قتلت محمدا فأنت حر، وإن قتلت عليا فأنت حر، وإن قتلت حمزة فأنت حر، فقال أما محمد فسيمنعه أصحابه، وأما علي فرجل حذر كثير الالتفات في الحرب، ولكني سأقتل حمزة. فقعد له وزرقه بالحربة فقتله.

ولما قلنا من مقاربة حال علي في هذا الباب لحال رسول الله صلى الله عليه وسلم ومناسبتها إياه ما وجدناه في السيرة والاخبار من إشفاق رسول الله صلى الله عليه وسلم وحذره على ودعائه له بالحفظ والسلامة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق وقد برز علي إلى عمرو ورفع يديه إلى السماء بمحضر من أصحابه: اللهم إنك أخذت مني حمزة يوم أحد، و عبيدة يوم بدر، فاحفظ اليوم علي عليا، رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين. و لذلك ضن به عن مبارزة عمرو حين دعا عمرو الناس إلى نفسه مرارا في كلها يحجمون ويقدم علي فيسأل الاذن له في البراز حتى قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه عمرو فقال: وأنا علي. فأدناه وقبله وعممه بعمامته وخرج معه خطوات كالمودع له، القلق لحاله، المنتظر لما يكون منه. ثم لم يزل صلى الله عليه وسلم رافعا يده إلى السماء مستقبلا لها بوجهه و المسلمون صموت حوله كأنما على رؤسهم الطير حتى ثارت الغبرة وسمعوا التكبير من تحتها فعلموا أن عليا قتل عمرا. فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبر المسلمون تكبيرة سمعها من وراء الخندق من عساكر المشركين. ولذلك قال حذيفة بن اليمان: لو قسمت فضيلة علي بقتل عمرو يوم الخندق بين المسلمين بأجمعهم لوسعتهم. وقال ابن عباس: في قوله تعالى' وكفى الله المؤمنين القتال 'قال: بعلي بن أبي طالب. ا ه.

/ 42