حیاة امیرالمؤمنین علی(علیه السلام) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حیاة امیرالمؤمنین علی(علیه السلام) - نسخه متنی

سید اصغر ناظم زاده قمی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


اعتراضه على عمر لأنّه كنّاه و لم يكنِّ خصمه


روى الموفق بن أحمد الخوارزمي بالاسناد عن عبداللَّه بن عباس، قال: استعدى رجل على عليّ بن أبي طالب عليه السلام إلى عمر بن الخطاب، و كان علي جالساً في مجلس عمر بن الخطاب، فالتفت عمر إلى علي عليه السلام فقال: قُم يا أبالحسن، فاجلس مع خصمك. فقام علي عليه السلام فجلس مع خصمه فتناظرا، و انصرف الرجل و رجع علي عليه السلام إلى مجلسه فجلس فيه، فتبيّن عمر التغيّر في وجهه، فقال له: يا أبا الحسن، مالي أراك متغيّراً، أكرهت ما كان؟ قال: نعم، قال: و لم ذاك؟ قال: لأنك كنّيتني بحضرة خصمي، فألا قلت: قم يا علي فاجلس مع خصمك؟ فأخذ عمر رأس علي عليه السلام فقبّل بين عينيه، ثم قال: بأبي أنتم، بكم هدانا اللَّه، و بكم أخرجنا من الظلمات إلى النور. [ المناقب: الفصل السابع، ص 98، ح 99. ]

و رواه ابن أبي الحديد في شرح النهج. [ شرح ابن أبي الحديد، ج 17، ص 65. ]

سيرته في بيت المال


لمّا بايع الناس علياً بالخلافة، أعلن شرح ابن أبي الحديد، ج 17، ص 65. ما يمكن أن نُسمّيه في عصرنا الحاضر بالثورة الشاملة ضِد الأوضاع الاجتماعية التي كانت على عهد عثمان، و عزمه الأكيد على تغيير الأوضاع الجديدة التي حيزت فيها الأموال بغير حق، و العودة إلى نظام المساواة الذي قرّره الإسلام، و طبّقه رسول الإسلام صلى الله عليه و آله، و من كلماته الشهيرة التي تُعبّر عن عزمه على ذلك قبل قوله:

'لَو قد اسْتَوَتْ [ استوت قدماي: كناية عن تثبيت حكومته و دفع مخالفيه. ]قَدَمَاي مِن هَذِهِ المَدَاحِضِ [ المداحض: المزالق الّتي لا تثبت عليها القدم. ] لَغَيَّرْتُ أشياءَ'. [ نهج البلاغة، قصار الحكم 264. ]

هذه واحدة من كلماته عليه السلام الملتهبة بالأسف على الإسلام و المسلمين حيث حرّفوا مجرى أحكام الدين، و غيّروا الحقائق باتّباعِ الهوى، أو بسبب الجهل بها، و هو يتحرّق لهذا الانحراف و الانعطاف الجاهلي الّذي يَرجع بالإسلام القهقرى، و يوقف سيره نحو الدّرجات العلى، فما لبث رويداً حتّى ظهر بأسهم بينهم، و تفرّقوا مذاهب شتّى.
و في موقف آخر يبدي سخطه عليه السلام لاحتكار بني اُميّة الثروة الإسلامية و يتوعّدهم قائلاً حين منعه سعيد بن العاص حقّه: 'إنّ بني اُميّة لَيُفَوِّقُونَني
[ ليفوقونني: يعطونني من المال قليلاً كفواق الناقة، و هو الحلبة الواحدة من لبنها. ] تُراثَ مُحمَّدٍ صلى الله عليه و آله تَفويقاً، و اللَّه لَئن بَقيتُ لَهُم لأنْفضَنَّهُمْ نَفْض اللَّحّام الوذامَ [ الوذام: و هي الحزة و القطعة من الكرش، أو الكبد تقع في التراب فتنفض. ] التَّربَة'. [ نهج البلاغه، الخطبة 76. ]

لقد كانت قطائع و أراضي جعلها عمر ملكاً خاصّاً لبيت المال، ثمَّ جاء عثمان فأقطعها لأوليائه و أعوانه و ولاته و أهل بيته، فلمّا جاء عليّ عليه السلام ألغى تصرفات عثمان هذه، و قرّر ردّها إلى ملكيّة الدّولة الاسلامية و حوزة بيت المال، و قال: 'و اللَّه لو وجدته- المال- قد تُزوّج به النساء، و ملك به الإماء لرددتُه، فإنّ في العدل سعة، و من ضاق عليه العدل فالجور عليه أضيق'.
[ المصدر السابق، الخطبة 15. ]

و في العطاء أحدث عليه السلام تغييراً ثوريّاً، لعلّه كان من أخطر التغييرات الثوريّة الّتي قرّرها، و التي أراد بها العودة بالمجتمع إلى روح التجربة الثورية الاسلامية الاُولى، و العطاء هو نظام قسمة الأموال العامّة بين النّاس جنوداً كانوا أم غيرهم، و سواء كانوا من أصل عربيّ أو كانوا من الموالي، أو غير ذلك.

و لمّا جاء عمر بن الخطاب ألغى نظام التسوية بين النّاس في العطاء، ثمَّ كان عهد عثمان الّذي أقرّ القانون السابق، ثمَّ سار على دربه أشواطاً و أشواطاً، حتّى أصبح الاختلاف الطبقي نظاماً بشعاً، بلغت بشاعته حدّاً جعل النّاس يثورون على عثمان، ثمَّ انتهت ثورتهم بقتله و تولية أميرالمؤمنين عليّ عليه السلام خليفةً للمسلمين.

و من هنا كان قرار عليّ عليه السلام بالعدول عن تمييز النّاس في العطاء و العودة إلى نظام المساواة قراراً من أخطر قراراته الثورية، و لذا اعترضوا على موقف عليّ عليه السلام.
و كان أوّل من اعترض عليه عليه السلام طلحةُ بن عبيداللَّه، و الزبير بنُ العوّام، و عبداللَّه بن عمر، و سعيد بن العاص، و مروان بن الحكم، و رجال من قريش و غيرها، و لقد بلغوا في معارضتهم لقرار التسوية هذا حدّ نقض بيعتهم لعليّ عليه السلام، و إعلان الحرب عليه تحت ستار الطلب بدم عثمان، مع أنّهم هم الذين تقدّموا النّاس في الثورة على عثمان؟!.

لكن عليّ عليه السلام ثبت على موقفه و لم يغيّر ما عزم عليه، و لذا لمّا عاتبه بعض أصحابه على التسوية في العطاء و طلبوا تمييزاً للبعض ارضاءً للخصوم، قال عليه السلام: 'أتأمروني أن أطلب النصر بالجور فيمن وليّتُ عليه؟! و اللَّه لا أطورُ به [ أي لا أقربه و لا أفعله. ] ما سمر سميرٌ و ما أمّ نجمٌ في السماء نجماً، و لو كان المال لي لسوّيتُ بينهم، فكيف و إنّما المالُ مالُ اللَّه؟!'.

ثمّ قال عليه السلام: 'ألا و إنّ إعطاء المال في غير حقّه تبذيرٌو إسرافُ، و هو يَرفع صاحبَهُ في الدّنيا، و يَضَعُهُ في الآخرة، و يُكرِمُه في النّاس، و يُهينُهُ عندَ اللَّه، و لم يَضَع امرؤٌ مالَهُ في غير حَقِّه، و عند غيرِ أهلهِ، إلّا حَرَمَهُ اللَّه شُكْرَهُمْ، و كان لِغَيرهِ وُدُّهم، فإن زَلَّتْ بِه النَّعلُ يوماً فاحتاجَ إلى مَعُونَتِهم فشرُّ خَدينٍ و ألأم خليلٍ'. [ نهج البلاغة، الخطبة126 و هذا البحث مستفاد من "دائرة المعارف الإسلامية الشيعية" للسيد حسن الأمين، ج 1، ص 136. ]

صور من سيرته في حفظ بيت المال


و قد ورد في الحديث و الأثر بعض الأقوال عن سيرة عليّ عليه السلام في حفظ بيت المال، و حرصه على صيانته، نذكر نماذج منها تكميلاً للبحث.

اذا اُورد عليه مال، لم يبق منه شيئاً إلّا قسّمه


في الاستيعاب لابن عبد البرّ المالكي: و إذا أورد عليه مال لم يبق منه شيئاً إلّا قسّمه، و لا يترك في بيت المال منه إلّا ما يعجز عن قسمته في يومه ذلك، و يقول: 'يا دنيا غُرّي غيري'.

و لم يكن يستأثر من الفي ء بشي ء، و لا يخصُّ به حَميماً و لا قريباً، و لا يخصّ بالولايات إلّا أهل الدّيانات و الأمانات.

و إذا بلغه عن أحدهم خيانة كتب إليه: '' قد جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِن ربّكُم [ يونس، 57. ] فأوفُوا الْكَيْلَ و المِيزانِ بالقِسْطِ [ الانعام، 152. ] وَ لاَ تَبْخَسُوا النّاس أشَيْاءهم وَ لا تَعْثوا في الأرْضِ مُفْسِدينَ بَقيَّةُ اللَّه خيرٌ لَكُم إنْ كُنْتُم مؤمنين وَ مَا أَنَا عَلَيكُم بحفِيظ' [ هود، 85 و 86. ]، إذا أتاك كتابي فاحتفظ بما في يدك من أعمالنا حتّى نبعث إليك من يتسلَّمُه'، ثمّ يرفع طرفه إلى السماء فيقول: 'أللّهمّ إنّك تعلم أنّي لم آمرهم بظلم خلقك و لا بترك حقّك'. [ الإستيعاب بهامش الإصابة، ج 3، ص 48. ]

عليه خَلَقُ قطيفة في فصل الشتاء


و في الكامل في التأريخ، عن هارون بن عنترة، عن أبيه، قال: دخلتُ على عليّ بن أبي طالب عليه السلام بالخورنق و هو فصل شتاء و عليه خَلَقُ قطيفة، و هو يرعد فيه، فقلت: يا أميرالمؤمنين، إنّ اللَّه قد جعل لك و لأهلك في هذا المال نصيباً، و أنتَ تفعل هذا بنفسك؟
فقال: 'و اللَّه ما أرزؤكم شيئاً، و ما هي إلّا قطيفتي الّتي أخرجتها من المدينة'. [ الكامل لابن الاثير، ج 2، ص 442؛ تذكرة الخواص، ص 108؛. ]

بيعه سيفه ليشتري إزاراً


و في "تذكرة الخواص": خرج عليّ عليه السلام يوماً و معه سيفه ليبيعه، فقال عليه السلام: 'مَن يشتري منّي هذا السيف، فو الذي فلَق الحبّة لطالما كشفت به الكرب عن وجه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، و لو كان عندي ثمن إزارٍ لما بعته'. [ تذكرة الخواص، ص 109. ]

و في الاستيعاب لابن عبدالبرّ المالكي، روى الحديث بعينه عن أبي حيان التيمي، عن أبيه، ثمّ زاد في آخره: فقام إليه رجل فقال: نسلفك عن إزار، قال عبدالرّزاق: و كانت بيده الدّنيا كلّها، إلّا ما كان من الشام. [ الإستيعاب بهامش الاصابة، ج 3، ص 50. ]

اذا أتاه مال يقسّمه و يقول: يا صفراء...


روى المحبّ الطبري، عن علي بن أبي ربيعة: أن علي بن أبي طالب جاءه ابن التياح، فقال: يا أميرالمؤمنين، امتلأ بيت المال من صفراء و بيضاء. قال: اللَّه أكبر! فقام متوكّئاً على ابن التياح حتى قام على بيت المال، فنودي في الناس، فأعطى جميع ما في بيت المال للمسلمين، و هو يقول: يا صفراء يا بيضاء، غرّي غيري، هاوها، حتى ما بقي منه دينار و لا درهم، ثم أمر بنضحه، فصلّى فيه ركعتين. قال: أخرجه أحمد في المناقب، و المُلّأ و صاحب الصفوة. [ ذخائر العقبى، ص 101؛ الرياض النضرة، ج 3 و 4، ص 211. ]

اذا أتاه مال يكنس بيت المال و...


و في شرح ابن أبي الحديد، قال: و هو "عليّ عليه السلام" الّذي كان يكنس بيوت الأموال و يصلّي فيها، و هو الّذي قال: 'يا صفراء و يا بيضاء غُرّي غيري' و هو الّذي لم يخلّف ميراثاً، و كانت الدّنيا كلّها بيده إلّا ما كان من الشام.

[ شرح ابن أبي الحديد، ج 1، ص 22. ]

قسّم رغيفاً سبعَ كسر بين المستحقين


و في "الاستيعاب" لابن عبدالبرّ، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، قال: أتى عليّاً عليه السلام مال من أصفهان، فقسّمه سبعة أسباع، و وجد فيه رغيفاً فقسّمه سبع كسر، فجعل على كلّ جزء منه كسرة، ثمّ أقرع بينهم أيّهم يعطى أوّلاً، و كانت الكوفة يومئذ أسباعاً. [ الإستيعاب بهامش الإصابة، ج 3، ص 49؛ الغارات، ج 1، ص 51؛ الكامل لابن الاثير، ج 3، ص 399 و لفظ الحديث من الاستيعاب. ]

و قال ابن عبد البرّ: و أخباره في مثل هذا من سيرته لا يحاط بها.

سيرته مع معارضيه في الحكومة


كان عليّ عليه السلام يمثّل نموذجاً حيّاً لحكومة العدل الإلهي، في كلّ المجالات، و على كلّ الأصعدة و الجبهات، إذ أنّ مراعاة العدالة لا تنحصر لديه عليه السلام في تقسيم أموال بيت المال و حسب، كما لا تنحصر مع الأصدقاء دون غيرهم من النّاس، بل إنّه كان في الحرب و السلم، مع العدوّ و الصديق يسير بسيرة الرّسول صلى الله عليه و آله العادلة.

لم يكن عليّ عليه السلام مستعداً لتجنّب مسير الحق لأجل هذه الدنيا الفانية حتّى مع ألدّ أعدائه و خصومه، فإنّه كان يقدّم رضا اللَّه جلّ و علا على كلّ شي ء، و يعمل وفقاً للموازين الإلهية العادلة، و كان في تعامله مع معارضيه و أعدائه يأخذ بنظر الاعتبار بقاء الإسلام و ديمومته لا بقاءه هو و حسب، و لو كان يريد البقاء لتعامل مع معارضيه كما تعاملوا هم معه و مع ذرّيته و أولاده عليهم السلام، و لو كان يريد البقاء لاستأصلهم و استخدم أقصى أساليب القمع و الإرهاب ضدّهم من نفي و طرد و إبعاد و سجن، و لخنق أصواتهم أو لأمالهم إليه بالمال و الترغيب... أبى عليه السلام أن يعمل ذلك أو غيره، و ما تعامل معهم إلّا بما أملته عليه مبادى ء الإسلام، و لم ينحرف عن صراطه المستقيم قيد أنملة.
في هذا الفصل سنتطرّق إلى موقفه عليه السلام مع معارضيه و أعداء حكومته عليه السلام، ذلك الموقف الّذي نوّر صفحات التاريخ و وجه الإسلام، و إذا كان ثمّة سرّ لبقاء عليّ عليه السلام على طول التاريخ فهو هذا الموقف، مضافاً إلى أنّه عليه السلام ضحّى بنفسه من أجل الإسلام و العدل و الحقّ دون أن يحوز شيئاً لمنفعته و مصلحته.

إنّه عليه السلام قبل أن تشرع حرب الجمل أبدى النصيحة لمخالفي حكومته، و حين لم تنفع معهم لم يبدأ الحرب حتّى بدؤوه بالقتال، و حين انتصر عليهم عفا عنهم و عن أموالهم، و سيرّ عائشة معزّزة مكرّمة إلى المدينة.

و مرّة اُخرى تبرز عظمة عليّ عليه السلام في موقفه مع أعدائه في صفّين حين ملك الماء عليهم و ما حرمهم منه، في الوقت الّذي كان قادراً على ذلك، و رغم أنّهم حرموه منه قريباً.

و تظهر عظمته عليه السلام مرّة اُخرى في موقفه الرجولي مع أهل النهروان، إذ دعاهم إلى الكوفة مراراً، و أبلغ و جاهد في النصيحة لهم، رغم أنّهم قد قتلوا أصحابه ظلماً و عدواناً، كما أنّه لم يقطع عطاءهم من بيت المال، و حينما يواجهونه بالإهانة في مسجد الكوفة كان يبالغ في النصيحة.

و حينما تواقفوا للحرب لم يشرع في حربهم حتّى شرعوا في حربه عليه السلام، و أمثال هذه المواقف كثيرة لا يبلغها الإحصاء.

فداك نفسي و أبي و أمّي و ولدي يا أبا الحسن... أين نجد مثلك في العدل و الإحسان و الحقّ؟ بل ليت الحكومات الإسلامية تطبق و لو ذرّة من أُسلوبك في الحكومة، ولم يسوّدوا وجه الإسلام الناصع بأعمالهم الشنيعة المخالفة لمبادئه الحقّة.

ما روي في سيرته مع معارضيه


على رغم المحاولات الشتّى المبذولة من قبل أعداء عليّ عليه السلام لطمس فضائله و مناقبه، و عدم السماح بتناقلها، ممّا أحال دون وصولها إلى أسماع النّاس، فبمجرّد إلقاء نظرة- و لو سريعة- على ما دوّنه المؤرخون و العلماء، سواء الموالي منهم أو المخالف، فإنّنا سنلاحظ فضائله و مناقبه ساطعة جليّة لا يغطّيها غبار النواصب الحاقدين.

و في هذا الباب سيبدو لنا عليّ عليه السلام في سيرته مع مخالفيه بشكل لم يشهده عالم اليوم و لا في المستقبل، فلنسمع ذلك من أفواه المخالفين و رواياتهم لنطّلع على عظمة عليّ عليه السلام:

قول الجاحظ


نقل ابن أبي الحديد في شرحه عن الجاحظ أنّه قال: كان عليّ عليه السلام لا يستعمل في حربه إلّا ما وافق الكتاب و السنّة، و كان معاوية يستعمل خلاف الكتاب و السنّة كما يستعمل الكتاب و السنّة، و يستعمل جميع المكائد حلالها و حرامها، يسير في الحرب بسيرة ملك الهند إذا لاقى كسرى، و خاقان اذا لاقى رتبيل، [ رتبيل: صاحب الترك. ] و عليّ عليه السلام يقول: 'لا تبدؤوهم بالقتال حتّى يبدؤوكم، و لا تتبعوا مدبراً، و لا تُجهزوا على جريح، و لا تفتحوا باباً مغلقاً' هذه سيرته في ذي الكلاع، و في أبي الأعور السُلّمي، و في عمرو بن العاص، و حبيب بن مسلمة، و في جميع الرؤساء، كسيرته في الحاشية و الحشو و الأتباع و السفلة و أصحاب الحروب. إلى أن قال: فعليٌّ عليه السلام كان مُلجماً بالوَرع عن جميع القول إلّا ما هو للَّه عزّوجلّ رضاً، و ممنوع اليدين من

/ 74