• عدد المراجعات :
  • 784
  • 8/13/2011
  • تاريخ :

الثورة الاسلامية، التصدير والتأثيرات الاقليمية والعالمية (1)

الثوره السلاميه

تعد الثورة الاسلامية في ايران من الأحداث المذهلة في القرن العشرين ، ويعود ذلك في جانب كبير منه إلى انّها فاجأت الجميع وأخذتهم على حين غرة . والواقع انّه لا الثورة الايرانية كانت متوقعة ولا طبيعتها الدينية ، بيد أنّ الأمور سارت في هذا الاتجاه . لقد فضح حدوث الثورة الاسلامية مرة أخرى قصور العلوم الاجتماعية عن معرفة الوقائع الاجتماعية بنحو دقيق ، لذا أعيدت صياغة العديد من تنظيريات للثورة عموماً ، والآراء الفكرية حول خصائص المجتمع الايراني والايرانيين على وجه التحديد . بالنظر للتصلب السائد على النظام الدولي ، ووجود نظام القطبين ، فقد كان اندلاع ثورة شعبية اجتماعية دينية بمثابة زلزال هز بشكل عنيف جميع كيانات القوى والنماذج والقناعات المؤازرة للنظام العالمي . حتى إنّ القوى المعارضة للثورة راحت إلى فترة معينة بعد الانتصار تهتم بعضها بالتدخل في الثورة والتخطيط لها . غير أن مضي الوقت برهن على شعبية واستقلالية هذه الثورة ، الأمر الذي دفع الأعداء شيئاً فشيئاً صوب الاتحاد ، وتغيير اصطفافاتهم الدارجة قبل الثورة ، وتخندق القوى الكبرى ضدّ الثورة الايرانية . كانت التحالفات والائتلافات الجديد تتشكل ، والتحولات المتسارعة ذات الصلة بانتصار الثورة الاسلامية تظهر إلى النور واحداً تلو الآخر . على أن ما حظي بالأهمية الأولى هو وقوع الثورة الاسلامية . وإذن فالمساعي مهما كانت ، فقد عملت لا ارادياً على تكريس الطابع العالمي لهذه الحقيقة . وحيث إن أعداء الثورة أصحاب قدرات إعلامية فائقة ، فقد سافر هذا الحدث الكبير إلى كل أرجاء المعمورة ، رغم أن تفاصيله كانت تعالج من قبل تلك الوسائل الدعائية بمنحى سلبي في الغالب .

أسباب الفزع من الثورة الاسلامية :

بما أن ايران هي الأخرى كانت قبل الثورة أسيرة ألاعيب المعسكرين الشرقي والغربي ، وخاضعة لاشراف وحماية العالم الغربي ، فقد كانت تبادر إلى تخطيطات وخطوات يمكن بسهولة مشاهدة نظائر لها في بلدان أخرى ، لا سيما بلدان الجوار والمنطقة . وعليه فمن الطبيعي أن يثير انتصار الثورة في ايران القلق الشديد من حدوث ثورة مماثلة في بلدان لها نفس الظروف والمشكلات التي كانت لايران . ولم يقتصر هذا الفزع على احتمال اندلاع ثورة أخرى ، بل امتد ليشمل الخوف من الايديولوجيا الدينية (الاسلامية) أيضاً ، لأنها تفرز وعياً هائلاً للذات يستند إلى الاسلام وقد يسفر عن صحوة المسلمين وحضهم على الانعتاق من هيمنة القوى الكبرى وتحقيق الحرية والاستقلال لأنفسهم .

انتصار الثورة الاسلامية نقطة عطف في الحركات المعارضة :

الذي حصل بالفعل هو نقطة عطف في حركات المعارضة والثورة الاسلامية المناهضة للانسياق والسلوكيات السلطوية التي تبديها القوى الحامية للنظام الدولي السائد . النقطة المهمة في هذا الخضم هي أنّ الثورة الاسلامية وقعت ضمن وحدة الشعب ـ الحكومة بوصفها وحدة سياسية مقبولة في النظام الدولي وصانعة له . وبسبب شعبيتها ، فقد كانت الكلمات والشعارات المطروحة تدعم وتتابع من قبل الشعب والحكومة على السواء ، والنظر إلى الشعب والحكومة في ايران الثورة باهتمام وجدية من قبل الأعداء والأصدقاء ، وتعذر صرف النظر عن الأحداث الجارية في هذا البلد . وبنظرة داخلية أيضاً كانت الثورة ذات صبغة دينية (اسلامية) وهي مكلفة بالتحرك والبرمجة للنهوض برسالتها الثورية ، وعلى هذا الأساس اثير موضوع تصدير الثورة .

الظاهرة الطبيعية التي سميت تصدير الثورة ، والناجمة عن تماثل الظروف بين ايران وبعض بلدان المنطقة من جهة ، وانغلاق الوضع السائد على النظام العالمي بما لا يسمح بقبول واستساغة الواقع الجديد من جهة ثانية ، خلق معنيين لتصدير الثورة . في الداخل ومن وجهة نظر الثوريين الايرانيين تبدى تصدير الثورة عبارة عن ايصال رسالة الحرية والاستقلال والعزة الاسلامية إلى أسماع المسلمين والانسانية كافة . ومن وجهة نظر الأجانب على الثورة كان معناه توسيع رقعة العنف وزيادة مقرات المجابهة والمقاومة إزاء النظام العالمي السائد ، وخلق قدرات فكرية وبث الثقة بالنفس للصمود حيال المشاريع المفروضة من قبل القوى الاستكبارية . قال الامام الخميني بتاريخ 22/ 11 / 1358 (11 / 2 / 1980م) : إنّنا نصدر ثورتنا للعالم كله ، فثورتنا اسلامية ، وما لم يدو شعار لا إله إلاّ الله محمد رسول الله في كل أرجاء العالم ، تواصل الكفاح ، وما دام الكفاح متواصلاً في اي منطقة من العالم ضد المستكبرين ، فنحن موجودون([1]) . وقد أكّد (رض) مراراً : حينما نقول إن ثورتنا يجب أن تصدّر إلى كل أنحاء العالم . لا يفهم من ذلك على نحو خاطئ إنّنا نريد فتح البلدان . إنّنا نعتبر كل بلدان المسلمين منّا . يجب أن تبقى كل البلدان في مكانها ... معنى تصدير الثورة هو أن تستيقظ كل الشعوب ، وتستيقظ كل الحكومات ...([2]) وكان الشهيد الدكتور محمد جواد باهنر قد قال في هذا الصدد : تصور الآخرون إن معنى تصدير الثورة هو تصدير العدوان وتصدير الحرب ، أو أن مرادنا من تصدير ثورتنا الطمع في أراضي الآخرين ، أي إنّنا نريد توسيع سلطتنا واضافة ثروات الآخرين إلى ثرواتنا ، وهذه بالضبط تلك الثقافة التي فسّر بها السلطويون تصدير الثورة ... لم يكونوا عارفين اطلاقاً بثقافة الشعارات لدينا ، إنّهم لم يفهموا معايير ثورتنا([3]) .

الهوامش:

[1] ـ معاونية الأبحاث في مؤسسة تنظيم آثار الامام الخميني ونشرها ، تصدير الثورة من وجهة نظر الامام الخميني ، مؤسسة تنظيم آثار الامام الخميني ونشرها ، ط2 ، 1997 ، ص34 .

[2] ـ م س ، ص59 .

[3] ـ د. محمدجواد باهنر ، بحوث حول ثقافة الثورة الاسلامية ، مكتب اشاعة الثقافة الاسلامية ، ط1 ، 1992 ، ص364 .

 


التدين بعد الثورة الاسلامية (1)

مذكرات معاق- الحركة

بينوکيو و التماسيح البعثية

الجنون حتي القيامة

مذکرات الاحرار-نحن منافق

مذکرات -الجسر

مذکرات الاحرار- القرد الكبير

 

 

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)