• عدد المراجعات :
  • 2102
  • 2/8/2011
  • تاريخ :

الإمامة في رؤية الأئمة الأطهار- شرائط الإمامة ومواصفاتها

الورد

نصل من مجموع ما مر معنا إلى منطق إذا قبلناه فهو يقوم على أساس ومبانٍ، وإذا افترضنا أن أحداً رفضه ولم يرض به، فذلك كلام آخر(يحتاج إلى بحث مسـتأنف).

مكونات هذا المنطق - في الإمامة - هي غير تلك المسائل السطحية التي لا أهمية لها، من قبيل ما يردده أغلب المتكلمين من قولهم إن أبا بكر أضحى الخليفة الأول بعد أن قُبض النبي صلى الله عليه وآله وسلم و عليٌّ الرابع، فهل كان يجب أن يكون عليٌّ الأول، أم الرابع، وهل توفرت شروط الإمامة في أبي بكر وتجمعت فيه أم لا؟

إن هذا المنحنى من البحث (الكلامي) يفسر شرائط الإمامة ومواصفاتها، على أساس أن تكون شرائط الحكم والحاكم الذي يتولى أمور المسلمين.

إن أهل السنة أساسا لا يعتقدون بمثل هذا المقام، وخلاصة رأيهم في هذا المجال أن ما أراده الله من الأبعاد الغيبية التي تتخطى ما وراء طبيعة الإنسان قد أنزله (سبحانه) على آدم وإبراهيم وبقية الرسل، حتى أغلقت الدائرة برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

طبيعي أن قضية شروط الحكم ومواصفات الحاكم، هي قضية أساسية، وللشيعة مؤاخذات في محلّها لما يقوله الفريق الآخر في هذا المجال - ونقدٌ في مكانه. ولكن من غير الصحيح أساسا - منهجيا ومبنائيا  أن تدرج قضية الإمامة وتختزل تحت عنوان: هل توفرت شرائط الإمامة في أبي بكر وجمعت له أم لا؟

إن أهل السنة أساسا لا يعتقدون بمثل هذا المقام، وخلاصة رأيهم في هذا المجال أن ما أراده الله من الأبعاد الغيبية التي تتخطى ما وراء طبيعة الإنسان قد أنزله (سبحانه) على آدم وإبراهيم وبقية الرسل، حتى أغلقت الدائرة برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

أما العهد الذي تلا قبض رسول الله، فالبشر فيه عاديون، ليس فيهم  شخصية استثنائية من طراز الإمام - بل هناك فقط العلماء، وهؤلاء حصلوا على معارفهم من خلال التعلّم والكسب، وهم يخطئون تارة ويصيبون تارة أخرى، وإلى جوار العلماء هناك الحكّام، وهؤلاء فيهم العادل وفيهم الفاسق.

وفي ضوء ذلك، لا يعتقد التصور السني لمرحلة ما بعد الرسول، بوجود حجج لله، لهم اتصال بعالم ما وراء الطبيعة، كما نعتقد نحن، بل يعتقدون أن هذا الباب قد أُغلق تماما بقبض النبي.

جوابنا نحن الشيعة، أن ما انتهى بعد الرسول هو الرسالة والنبوة، فلن يأتي - بعد النبي الخاتم - إنسان يحمل للبشرية شريعة جديدة ودينا آخر. فليس هناك غير دين واحد هو الإسلام. وبنبي الإسلام خُتمت الرسالة والنبوة.

أما الحجّة والإنسان الكامل  حيث كان الكائن البشري الأول إنساناً كاملا، وكذا ينبغي أن يكون الإنسان الأخير في خط الخليقة على الأرض فهذا خطٌّ لم يغلق أبدا بين أفراد النوع البشري.

أجل، هناك فئة واحدة بين أهل السنة، هم المتصوفة، تقبل هذه المسألة، وإن كانت تعبر عنها بأسماء أخرى، وهذا ما يفسر لنا قبول متصوفة أهل السنة للإمامة في بعض كلماتهم بمثل ما تقول به الشيعة في هذا المضمار، رغم تصوفهم.

خذوا الأندلس على سبيل المثال، وهي بلاد لم يكن أهلها سنّة وحسب، بل كانوا معاندين للشيعة تُشم منهم رائحة النصب. وسبب هذه الحال أن الأمويين هم أول من فتح تلك البلاد، وقد خضعت لحكمهم سنين متمادية، وقد كان الأمويون في موقع العداء لأهل البيت.

وفي ضوء ذلك، لا يعتقد التصور السني لمرحلة ما بعد الرسول، بوجود حجج لله، لهم اتصال بعالم ما وراء الطبيعة، كما نعتقد نحن، بل يعتقدون أن هذا الباب قد أُغلق تماما بقبض النبي.

ولهذا السبب يوجد أندلسيون من بين النواصب من علماء أهل السنّة، وربما لم يكن هناك شيعة في الأندلس، وإذا كانوا فهم قلة قليلة جدا.

ومع ذاك، نجد أن محيي الدين بن عربي يعتقد رغم كونه أندلسيا بأن الأرض لا يمكن أن تخلو من الوليّ والحجّة، وهو يؤمن بالمعتقد الشيعي في هذا المضمار، ويذكر أسماء الأئمة عليهم السلام حتى يذكر بشأن الإمام الثاني عشر، أنه رأى محمد بن الحسن العسكري في مكان من الأمكنة، بعد سنة ستمائة للهجرة بعدة سنوات. ومرد هذا المعتقد لديه، مشربه العرفاني.

طبيعي أن لابن عربي كلمات تضاد هذا الكلام وتشي بكونه سنيا متعصبا، بيدَ أن ذوقه العرفاني يوجب عليه في الوقت نفسه، الاعتقاد بعدم خلوّ الأرض من ولي بحسب تعبيرهم، وحجة بحسب نص أئمتنا، بل هو يتجاوز الإيمان بذلك للقول بالمشاهدة، حيث يذكر أنه التقى محمد بن الحسن العسكري (الإمام المهدي(عليه السلام) وزاره في مخفاه، وقد كان عمر الإمام ثلاثمائة وعدة سنين.

*الامامة،الشيخ مرتضى مطهري، المترجم:جواد علي كسّار


الإمامة في رؤية الأئمة الأطهار- حديثان عن الإمام الصادق

الإمامة في القرآن - اليوم أكملت لكم دينكم

 

 

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)