• عدد المراجعات :
  • 745
  • 6/22/2011
  • تاريخ :

تاثيرإنهيار الأسر الشريفة على الأولاد 

نهيار الأسرة

تستطيع أسرة شريفة أن تربي في حجرها أولاداً أبراراً متى كان الرجال والنساء في تلك الأسرة غير منحرفين أو منحطين، بل كانوا محافظين على الرصيد المعنوي الذي ورثوه عائلياً، ليسلموه إلى من يخلفهم جيلاً بعد جيل، أما إذا وجد الاجرام والفساد والذنب طريقه إلى تلك الأسرة فستخلي الفضائل والمثل الحميدة مكانها للرذائل، وتتبدل الأسرة الأصيلة التي اعتادت الشرف والمجد عدة مئات من السنين إلى أسرة منحطة خلال قرن أو نصف قرن.

ولقد اهتم علماء الغرب بهذا الموضوع، وتحدثوا كثيراً عن عيوب الأسر وتلوث الآباء والأمهات في بلدانهم. وانتقدوا الأوضاع بشدة، وهم يبدون قلقهم على مستقبل بلدانهم من تربية أولادهم الفاسدة وإيجاد الجيل المجرم المنحل. أما في بلادنا حيث المستوى الثقافي العام أوطأ منه في الغرب وحيث الانحطاط الخلقي ينتشر بسرعة أكثر في الأسر والعوائل وبين الشباب فإن الأمر يدعو إلى القلق أكثر.

فضعف الأسس الدينية والخلقية من جهة، والإفراط الشديد في العلاقات غير الشرعية بين الشبان والفتيات من جهة أخرى، قد أخذا ينخران في أجساد بعض الأسر العريقة كداء السرطان ، ويعملان بأشد ما يمكن لاقتلاع جذور الفضائل واحدة بعد الأخرى.

فضعف الأسس الدينية والخلقية من جهة، والإفراط الشديد في العلاقات غير الشرعية بين الشبان والفتيات من جهة أخرى، قد أخذا ينخران في أجساد بعض الأسر العريقة كداء السرطان

بالأمس كان بعض الآباء يملكون أرواحاً قوية بفضل الرصيد الايماني والمعنوي، ولم يكونوا ليقتربوا في سلوكهم من الدنس والاجرام، وكانوا مستقيمين في معاملاتهم، ويتغلبون على مشاكل الحياة بقوة الايمان والثبات... واليوم نجد أبناءهم ذوي نفسيات ضعيفة جداً وذلك لا بتعادهم عن الإيمان والإهمال في الواجب، ونجدهم مصابين بأنواع الجرائم، ولا يستطيعون الوقوف أمام مصاعب الحياة أبداً، بل ان الملجأ الأخير لهم هو الانتحار !!

بالأمس كان أولئك الآباء يجالسون الفضلاء والأشراف في المجالس العلمية ومجالس الترفيه والتسلية... واليوم أصبح أبناؤهم يجالسون المنحرفين والنساء الباغيات اللاهيات في مراكز الفساد !!.

بالأمس كان أولئك الآباء يقضون ساعات فراغهم في جو الأسرة المليء بالدفء والحنان والسكينة، مع أعصاب هادئة وروح مطمئنة... أما اليوم فان أبناءهم يقضون أوقاتهم الثمينة في محلات القمار بأعصاب محطمة وأرواح مضطربة !!.

ما أكثر الأمهات العفيفات اللائي كن بالأمس ينظمن شؤون عوائلهن ويربين في أحضانهن أحسن الأولاد وأليقهم وأسعدهم... واليوم نجد بناتهن اللاهيات قد تركن البيت والأسرة، ورأين سعادتهن في الاجهاض وإقامة العلاقات اللامشروعة مع الشبان المنحرفين وعباد الشهوة في دور السينما ومراكز الفساد الأخرى !!

لقد اختفى الايمان والتوحيد، الصلاة والعبادة، صفاء القلب والمناجاة في السحر، التقوى والورع، مساعدة الضعفاء وخدمة الناس، في بعض الأسر تماماً، وأخذ الفتيان والفتيات لا يفكرون بغير الشهوة واللذة ولسوء الحظ لا يجدون لذتهم إلا في ذلك السم الزعاف... الخمرة والحشيشة. لقد تحولت موائد الاحسان والاطعام في بعض العوائل إلى موائد القمار، وتبدلت مجالس الفضيلة والموعظة إلى مجالس اللهو والطرب... لم يبق للقيم الانسانية والمثل العليا إسم ولا رسم، وقد تركت الشجاعة وعزة النفس مكانها إلى الذلة والانحطاط والحقارة، وحل التملق محل الشخصية وعلو الهمة... ولقد ضرب الحقد والحسد، الأنانية والاثرة، التهمة والخيانة وعشرات العادات الرذيلة الأخرى التي يعد كل منها داء خطير في نفسه بجذورها في أعماق القلوب، وتعمل على إحراق القلوب والأجساد باستمرار !.

إن الآباء والأمهات المصابين بالانحرافات، والساقطين في هوة الرذيلة لا يستطيعون أبداً أن يربوا في أحضانهم أولاداً شرفاء، إن الأطفال الذين يتلقون تربيتهم في أمثال هذه الأسر المنحطة يكونون بلا شك عناصر خبيثة في المجتمع

والخلاصة: أن أخلاف بعض الأسر العريقة والشريفة نجدهم بصور رجال ونساء ضعيفي العقول، عليلي الأمزجة، منحرفين وسيئي الأخلاق، قد عملت العادات الخطيرة في إضعاف أجسادهم، وعملت الأفكار الهدامة والسيئات الخلقية على انحراف نفوسهم فهم يقدمون على كل رذيلة، لا يتهيبون الكذب والتملق، ولا يقيمون وزناً للسرقة والارتشاء، الافساد وإيجاد الفتن، الغيبة والتهمة، بل إن ذلك كله أمور إعتيادية في نظرهم !.

إن الآباء والأمهات المصابين بهذه الانحرافات، والساقطين في هوة الرذيلة لا يستطيعون أبداً أن يربوا في أحضانهم أولاداً شرفاء، إن الأطفال الذين يتلقون تربيتهم في أمثال هذه الأسر المنحطة يكونون بلا شك عناصر خبيثة في المجتمع.

فبديهي حينئذ أن روضة أطفال منظمة تملك مشرفين مهذبين شاعرين بالمسؤولية، تفوق هذه الأسر بكثير. ذلك أنها إن لم تستطع إحياء الخصائص الفردية للطفل، فلا أقل من أنها لا تعلمه على الكذب والدجل والاجرام والسباب، وإن لم تقدر على تلقينه دروساً في الشهامة والتضحية فلا أقل من أنها لا تمد أمامه موائد الخمر والقمار، ولا تفتح عينيه على الرذائل والذنوب الكبيرة.

ومن المؤسف أن هذه الانحرافات لم تقتصر على تلويث أذيال بعض الأسر المنحطة وإسداء ضربة قاصمة إلى الأمة وروح الوطنية فيها بذلك فقط بل أنها شملت حتى الأجواء الساذجة في الأرياف... وانتشر الاجرام والانحطاط في كل مكان كداء الطاعون... لكن الذي يبعث على الأمل هو أن الفرصة لم تفت بعد، ولم ينقض وقت الكفاح، فلا يزال يوجد في هذه البلاد أسر شريفة كثيرة ورجال ونساء مؤمنون ومسلمون يتحصنون بالايمان ضد الانحراف... يجب أن نستغل هذه الفرصة ونتخذ التدابير اللازمة لمكافحة المآسي في مجتمعنا.


القرآن وتنظيم الأسرة

حقوق الزوج في القوانين الآلهية

خصائص الأسرة المسلمة

مخاطر تواجه الأسرة المسلمة

واجب الوالدين تجاه الأبناء

مشكلة الأسرة المعاصرة

مزايا الأسرة النموذجية

 

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)