• عدد المراجعات :
  • 1425
  • 9/8/2009
  • تاريخ :

اللّيلة الواحدة و العِشرون – ليلة القدر الثانية

الدعاء

و فضلها أعظم من اللّيلة التّاسعة عشرة ، و ينبغي أن يؤدّى فيها الاعمال العامّة لليالي القدر من الغسل و الاحياء و الزّيارة و الصّلاة ذات التّوحيد سبع مرّات ، و وضع المصحف على الرّأس و دعاء الجوشن الكبير ، و غير ذلك ، و قد أكّدت الاحاديث استحباب الغُسل و الاحياء و الجدّ في العبادة في هذه اللّيلة و اللّيلة الثّالثة و العشرين ، و انّ ليلة القدر هي احدهما ، وقد سُئل المعصوم (عليه السلام) في عدّة أحاديث عن ليلة القدر أي اللّيلتين هي ؟ فلم يعيّن ،

بل قال:  " ما أيسَر ليلتين فيما تطلبُ "  ،

أو قال:  " ما عَليْكَ اَنْ تَفعَلَ خيراً في لَيلَتَيْنِ  " ، و نحو ذلك ،

و قال شيخنا الصّدوق فيما أملى على المشايخ في مجلس واحد من مذهب الاماميّة : " و من أحيى هاتين اللّيلتين بمذاكرة العلم فهو أفضل " ،

ومنها ما رواه في الكافي مسنداً و في المقنعة و المصباح مرسلاً ، تقول أوّل ليلة منه أي في اللّيلة الحادية و العشرين:

" يا مُولِجَ اللَّيْلِ فِي النَّهارِ، وَ مُولِجَ النَّهارِ فِي اللَّيْلِ ، وَ مُخْرِجَ الْحَيِّ مِنَ الْمَيِّتِ ، وَ مُخْرِجَ الْمَيِّتِ مِنْ الْحَيِّ ، يا رازِقَ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِساب ، يا اَللهُ يا رَحْمـنُ ، يا اَللهُ يا رَحيمُ ، يا اَللهُ يا اَللهُ يا اَللهُ لَكَ الاَسْماءُ الْحُسْنى ، وَ الاَمْثالُ الْعُلْيا ، وَ الْكِبْرِياءُ وَ الالاءُ ، اَسْاَلُكَ اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَ آلِ مُحَمَّد ، وَ اَنْ تَجْعَلَ اسْمي في هذِهِ اللَّيْلَةِ فِي السُّعَداءِ ، وَ رُوحي مَعَ الشُّهَداءِ ، وَ اِحْساني في عِلِّيّينَ ، وَ اِساءَتي مَغْفُورَةً ، وَ اَنْ تَهَبَ لي يَقينَاً تُباشِرُ بِهِ قَلْبي ، وَ اِيماناً يُذْهِبُ الشَّكَّ عَنّي ، وَ تُرْضِيَني بِما قَسَمْتَ لي ، وَ آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَ فِي الاخِرَةِ حَسَنَةً ، وَ قِنا عَذابَ النّارِ الْحَريقِ ، وَ ارْزُقْني فيها ذِكْرَكَ وَ شُكْرَكَ ، وَ الرَّغْبَةَ اِلَيْكَ وَ الاِنابَهَ وَ التَّوْفيقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً و آلَ مُحَمَّداً عَلَيْهِ وَ عَلَيْهِمُ السَّلامُ " .

روى الكفعمي عن السّيّد ابن باقي ، يقول في اللّيلةِ الحادية و العشرين :

" اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد ، وَ آلِ مُحَمَّد وَ اقْسِمْ لي حِلْماً يَسُدُّ عَنّي بابَ الْجَهْلِ ، وَ هُدىً تَمُنُّ بِهِ عَلَيَّ مِنْ كُلِّ ضَلالَة ، وَ غِنىً تَسُدُّ بِهِ عَنّي بابَ كُلِّ فَقْر ، وَ قُوَّةً تَرُدُّ بِها عَنّي كُلَّ ضَعْف ، وَ عِزّاً تُكْرِمُني بِهِ عَنْ كُلِّ ذُلٍّ ، وَ رِفْعَةً تَرْفَعُني بِها عَنْ كُلِّ ضَعَة ، وَ اَمْناً تَرُدُّ بِهِ عَنّي كُلَّ خَوْف ، وَ عافِيَةً تَسْتُرُني بِها عَنْ كُلِّ بَلاء ، وَ عِلْماً تَفْتَحُ لي بِهِ كُلَّ يَقين ، وَ يَقيناً تُذْهِبُ بِهِ عَنّي كُلَّ شَكٍّ ، وَ دُعاءً تَبْسُطُ لي بِهِ الاِجابَةَ في هذِهِ اللَّيْلَةِ ، وَ في هذِهِ السّاعَةِ ، السّاعَةَ السّاعَةَ السّاعَةَ يا كَريمُ ، وَ خَوْفاً تَنْشُرُ لي بِهِ كُلَّ رَحْمَة ، و َعِصْمَةً تَحُولُ بِها بَيْني وَ بَيْنَ الذُّنُوبِ ، حَتّى اُفْلِحَ بِها عِنْدَ الْمَعْصُومُينَ عِنْدَكَ ، بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ " .

و روي عن حماد بن عثمان قال : " دخلت على الصّادق (عليه السلام) ليلة احدى و عشرين من شهر رمضان فقال لي : يا حماد اغتسلت ، فقلت : نعم جعلت فداك، فدعا بحصير ثمّ قال : اليّ لزقي فصلّ فلم يزل يصلّي و أنا اُصلّي الى لزقه حتّى فرغنا من جميع صلواتنا ، ثمّ أخذ يدعو وأنا اُءَمِّن على دعائه الى أن اعترض الفجر ، فأذّن وأقام ودعا بعض غلمانه فقمنا خلفه ، فتقدّم فصلّى بنا الغداة، فقرأ بفاتحة الكتابِ وَ اِنّا اَنْزَلناهُ في لَيلَةِ الْقَدْرِ في الاُولى ، و في الرّكعة الثّانية بفاتحة الكتاب و قُل هُوَ اللهُ اَحَدٌ ، فلمّا فرغنا من التّسبيح و التّحميد و التّقديس و الثّناء على الله تعالى و الصّلاة على رسول الله (صلى الله عليه و آله وسلم) و الدّعاء لجميع المؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات خرّ ساجداً لا أسمع منه الّا النّفس ساعة طويلة ، ثمّ سمعته يقول لا اِلـهَ إلاّ اَنْتَ مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ وَ الاَبْصارِ ، الى آخر الدّعاء المروي في الاقبال " .

و روى الكليني انّه كان الباقر (عليه السلام) ، اذا كانت ليلة احدى و عشرين و ثلاث وعشرين أخذ في الدّعاء حتّى يزول اللّيل (ينتصف) فاذا زال اللّيل صلّى . و روى انّ النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يغتسل في كلّ ليلة من هذا العشر ، و يستحبّ الاعتكاف في هذا العشر و له فضل كثير ، و هو أفضل الاوقات للاعتكاف ، و روي انّه يعدل حجّتين و عمرتين ، و كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) اذا كان العشر الاواخر اعتكف في المسجد و ضُرِبت له قُبّة من شعر و شمّر المئزَر و طَوى فِراشه و اعلم انّ هذه ليلة تتجدّد فيها أحزان آل محمّد و أشياعهم ففيها في سنة أربعين من الهجرة ، كانت شهادة مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه .

و روى انّه ما رفع حجر عن حجر في تلك اللّيلة الّا ، و كان تحته دماً عبيطاً كما كان ليلة شهادة الحسين (عليه السلام) ، و قال المفيد (رحمه الله) : " ينبغي الاكثار في هذه اللّيلة من الصّلاة على محمّد وآل محمّد والجدّ في اللّعن على ظالمي آل محمّد (عليهم السلام)واللّعن على قاتل امير المؤمنين (عليه السلام) " .

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)