• عدد المراجعات :
  • 5409
  • 4/14/2013
  • تاريخ :

الـــمــســلــمــون بين مسۆولية حمل الرسالة وشراسة الهجمة عليها

 المسلمون

 في زمن تناوشت فيه المحن والنكبات المسلمين من كل جانب فبين هجمات مغرضة تستهدف مسخ هوية المسلمين والتشكيك في الفكر الإسلامي ووصمه بالإرهاب تارة وبالتخلف أخرى بالهمجية ثالثة. وبين الاعتداء السافر على رموزه وشخوصه المقدسة بدءاً بشخص الرسول الأعظم المصطفى محمد (ص) إلى تدنيس القرآن الكريم وانتهاك حرمته جهاراً نهاراً. وكان للإعلام الغربي المتبني للفكر العلماني بشتى صوره دوراً بارزاً وجلياً في تلك الهجمات على الإسلام، ففي الوقت الذي تدعو فيه بعض المۆسسات الفكرية والمعرفية الغربية إلى حوار الحضارات وتعايش الأديان يتحدث الواقع المعاش عن النقيض من تلك الدعوة أو تنقلب رأساً على عقب إلى دعوة مضادة إلى صدام الحضارات والأديان واختلاف الرۆى والأفكار و احتدام هذا الخلاف بشكل عملي إلى الاعتداء على الحقوق الدينية التي تكفلها جميع الشرائع السماوية والوضعية، وكمثال على ذلك تعرض الجاليات المسلمة في الغرب وفي أكثر من بلد إلى التدخل المباشر في التضيق من نشاطاتها العبادية ومنعها من تأدية طقوسها الدينية بحرية إلى منع الحجاب وشرعنة ذلك من قبل بعض السلطات التشريعية (البرلمانات) في دول غربية كان من أبرزها (فرنسا) راعية الحرية ودولة الحضارة والفكر وتعايش الأديان كما تدعي هي ذلك!!! مروراً بمنع بناء المساجد ودور العبادة والمدارس الإسلامية للجاليات المسلمة التي تعيش في بعض بلدان الغرب وعرقلة ذلك بذرائع مختلفة تنم عن مدى العداء الدفين للإسلام فكراً ومنهجاً، وازدواجية الفكر الغربي وتشدقه بحرية الأديان ووضوح التمييز العنصري والديني الذي فاحت روائحه التي تزكم الأنوف.

 وفي خضم هذه الهجمة الشرسة نرى وبوضوح لا تعتريه شائبة ارتماء بعض أنصاف المثقفين في أحضان الفكر الغربي بدعوى عصرنته وتمدنه، وللأسف نجد أن هكذا دعاوى تأخذ رواجاً بين أوساط بعض شبابنا مغتنمة الانتكاسة الحضارية والإحباط النفسي والفراغ الفكري الذي تعانيه الأمة، إذا لا زالت مقومات حضارتها هدفاً تاريخياً لأعدائها الذين لم يتركوا وسيلة تحط من شأن الأمة إلا وتوسلوا بها سعياً منهم إلى تركيعها والقضاء عليها لذا يقع على علماء الأمة ومفكريها وحملة الرسالة فيها أمر التصدي لهذه المۆامرات والمكائد فهم أمل الأجيال المتطلعة والمقصد الواثق للخطى المتعثرة.

مسلمين

 ويمكن ذلك من خلال إبراز الفكر الإسلامي ونظرياته العلمية والمعرفية في شتى مجالات الحياة بشكل موضوعي، وطرحٍ ناضج متفهم يوضّح مدى سماحة الشريعة الإسلامية وعلو مقاصدها وسموها وكمالية مناهجها ومسالكها مستمدة من الإرث الفكري الضخم المتمثل بالقرآن الكريم والسنة الشريفة وسيرة الرسول الأعظم (ص) وأهل بيته الأطهار (ع) والصحابة المنتجبين. وإيصالها إلى الآخر (المجتمع الغربي بتنوع دياناته ومتبنياته العقائدية والفكرية). وتفعيل دور الحوار الفكري البناء والبعيد عن الأفق الضيق، والتعصب المرفوض والتحيّز على حساب الحقيقة مصداقاً لقوله تعالى (قل هاتوا برهانكم أن كنتم صادقين) ودراسة التعددية الدينية والتنوع العقائدي والإيدلوجي ومحاولة التعايش السلمي بين أبناء الديانات المختلفة واحترام العقائد الدينية والفكرية للإنسان وعدم التعدي عليها وجرح مشاعر الملايين من أتباعها تحت طائل الحرية المزعومة، واعتبارها خطوطاً حمراء لا يمكن تجاوزها بحالٍ من الأحوال. وفيما يخص الثقافة الإسلامية فبإمكان المتتبع للتأريخ الإسلامي أن يلحظ الكثير من النصوص والوثائق التأريخية التي تكشف عن هذا التعايش في تأريخها الحضاري والمناخ الهادئ والسلمي المسيطر على حياة أبناء الأديان المختلفة. ولابد من إيضاح دعوة الإسلام للسلام وحرصه على حرمة دم الإنسان الذي يُعدّ في أدبياته وفكره اشرف مخلوق والمحافظة عليه وصيانته واجبة والتعدي عليه بالقتل والإيذاء من أشد المحرمات، وأن ما يقوم به البعض ممن يحسبون على الإسلام وهو منهم براء لا تمت إليه بصلة، وأن هۆلاء الإرهابيين التكفيريين لا يتبعون إلا أهوائهم وان غطّوا جرائمهم بالإسلام ولا يخفى على من ألقى السمع وهو شهيد أن هۆلاء زمر ضالة ذات عقائد فاسدة، دموية الفكر والمنهج، بعيدة كل البعد عن روح الإسلام العظيم وسماحته ويسره، فهم يستبيحون دماء المسلمين فضلاً عن غيرهم بدعوى الكفر والتضليل تارة والخيانة والعمالة تارة أخرى، وبذلك حاولوا جاهدين تشويه صورة الإسلام في الأذهان بأعمالهم المشينة التي يحسبها السذج والبسطاء أو الناقمين والأعداء على الإسلام وهي لا متم إليه بصلة بحالٍ من الأحوال من هنا كانت المسۆولية كبيرة والعبء ثقيل على أبناء الإسلام في إيضاح أفكاره ومناهجه من خلال سلوكهم وتعاملهم ليرهنوا وبالأرقام مدى عظمة الإسلام كدينٍ وعقيدة وفكر ومنهج. والوقوف بوجه من يريد إطفاء أنواره بكل ما أوتي من قوة وتحريف وتخريب أهم حصونه المنيعة وهو بناۆه العقائدي وكيانه الروحي، وإن كان قد أفلح يوماً ما في أبعاد شرائح الأمة عن مسار حركتها الرائدة إلى متاهات الضياع والتيه فأنه سيفشل حتماً في سعيه، وستنهار كل محاولاته الرامية إلى صرف الأمة عن خطها الأصيل الذي ابتدأه الرسول الأعظم محمد5 وأكمله الأئمة الهادون من أهل بيته (ع) (والله متم نوره ولو كره المشركون).


 

الاساءة الجديدة للإسلام... استفزاز سياسي؟

العالم الاسلامي و تحديات الوحدة

الإسلام والحياد

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)