• عدد المراجعات :
  • 873
  • 8/16/2010
  • تاريخ :

الفكر الأصيل- التبليغ والإعلام في الإسلام (7)

الورد

وإننا اليوم - على الصعيد العالمي - نواجه عين هذه المخاوفوالإحتياطات والمجاملات والمساومات والخشية من غير الله فالكثير من العلماء والمفكرين والمثقفين يعلمون الحقائق المتعلقة بالإسلام، ويدركون ملابسات القضايا الراهنة في العالم الإسلامي، لكنهم يكتمونها، بينما يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم «وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيِّنُنّه للناس ولا تكتمونه» ، (آل عمران، 187).

في الكثير من الأقطار الإسلامية لا يجري العمل بهذه الآية في الوقت الحاضرفمسؤولو هذه البلدان لا يصرحون بما يعلمون ويكتمون الحقائق.

إذاً، فأحد الشروط الأصلية للدعوة والتبليغ - بل الشرط الأصلي لهما - هو عدم الخشية مما سوى الله.

أما الشرط الآخر من شروط التبليغ والمبلّغ فهو تناسب المقال مع مقتضى الحال؛ وسوف أقوم بتسليط الضوء على هذه النقطة بعض الشيء.

لقد تعلّمنا في دراستنا للأدب العربي واللغة العربية أن البلاغة هي انسجام المقال مع مقتضى الحال ومطابقته، فإذا لم يتحلَّ الكلام بهذه الصفة فقد خرج عن البلاغة، ولا يعتبر بليغاً ولا مبيّناً، ولا يَنفذ الى قلب المستمع أو يتغلغل في فكره وعقلههذا هو سبب تفسيرهم البلاغة بمطابقة مقتضى الحال، وإلا فإن البلاغة هي البلاغة وحسب، وهي من البلاغ والبلوغ، إن المطابقة مع مقتضى الحال هي - في الحقيقة - الميزة الرئيسية للكلام البليغ وشرطه الأساسي، الذي بفقدانه تنعدم صفة البلاغة عنه. إن المضمون الأساسي لحقيقة البلاغة والبلوغ ينبغي أن يكون المطابقة مع مقتضى الحال.

إذا شئنا أن نمارس التبليغ الجيد في العالم فينبغي أن ندرك ما هو القسم الذي يحتاج العالم بيانه من بين أقسام الإسلام؟!

أريد أن أقول إذا أردنا اليوم تحقيق المطابقة مع مقتضى الحال فماذا يجب أن نفعل؟ ماذا يوجد في العالم الآن كي ما نعمل طبقاً لمقتضاه؟

إذا شئنا أن نمارس التبليغ الجيد في العالم فينبغي أن ندرك ما هو القسم الذي يحتاج العالم بيانه من بين أقسام الإسلام؟! في بعض الأحيان تُطرح أمور الغرض منها التبليغ للإسلام على الصعيد العالمي، لكنها ليست إجابات كافية عن تساؤلات العالم. ينبغي أن نرى ما هي تساؤلات العالم منا حول الإسلام لنوضحها لهم. وهكذا الأمر على صعيد المجتمعات الإسلامية، فينبغي أولاً أن ننظر ما هي الأولويات؟ وما هي المتطلباتوالإحتياجات؟ ومن أجل أن نعلم ما هي الإحتياجات الموجودة الآن ينبغي أن نعلم ما الذي يقال عن الإسلام في هذه الأيام؟!

إنني أوصي الإخوة العاملين في مجال الإعلام، وخصوصاً الإعلام على الصعيد العالمي، وحتى في ميدان الإعلام الداخلي المحلي، والمشرفين على شؤون الإعلام، وأؤكد عليهم، بأن يجتمعوا ليحددوا المحاور الرئيسية لهجمات عالم الكفر والجاهلية وغير المسلمين، ضد الإسلام وليرَوا من أي الجوانب تُشن الهجمات ضد الإسلام وضد أي الجوانب من الإسلام تتركز تلك الهجمات، وما هي السموم التي يبثها أعداء الإسلام ضده، وما هي الأكاذيب التي يلفقونها لتشويه صورته؟!

علينا أن نعرف ذلك أولاً لنقوم بمعالجته، فما لم يتم تشخيص المرض فلن يتسنى وصف الدواء له ومعالجته؛ وفي ساحة المعركة ما لم تُعرف خطة العدو فإن الدفاع لن يتم بصورة صحيحة، وما لم نعرف من أين سيشن العدو هجومه لا يمكننا أن نشن الهجوم المضاد والمناسب.

آية الله العظمى السيد علي الخامنئي


الفكر الأصيل- التبليغ والإعلام في الإسلام (6)

الفكر الأصيل- التبليغ والإعلام في الإسلام (5)

الفكر الأصيل- التبليغ والإعلام في الإسلام (4)

الفكر الأصيل- التبليغ والإعلام في الإسلام (3)

الفكر الأصيل- التبليغ والإعلام في الإسلام (2)

الفكر الأصيل- التبليغ والإعلام في الإسلام (1)

 

 

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)