• عدد المراجعات :
  • 2270
  • 9/26/2004
  • تاريخ :

 الأكبر يشبه الرسول

علی الاکبر

إن أخلاق صاحب الدعوة الإلهية ، التي خصه المهيمن سبحانه بها من دون العالم ، أجمع وامتاز فيها على

الأنبياء و الرسل، و استكبرها المولى تعالى ، فوصفها بالعظمة إذ يقول فيها:« وإنك لعلى خلق عظيم»،(14).

لم ينص المؤرخون على مشابهة

آل النبي (صلى الله عليه وآله) له في جميع الصفات إلا ولده الأكبر.

يحدث السروي عن

جابر الأنصاري ، إن فاطمة الزهراء ، تشبه أباها في المشية ، فإنها تميل على الجانب الأيمن مرة ، و على الأيسر أخرى(15).

و رواية

الصدوق ، تشهد بأن الحسن ، شابه جده في الهيبة و السؤدد ، و الحسين في الجود و الشجاعة(16).

و أخرج الحاكم

النيسابوري عن علي (عليه السلام) ، إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، قال لجعفر الطيّار ، أشبهت خَلقي وخُلقي(17).

و يحدث الشيخ الجليل ،الشيخ

فخر الدين الطريحي في المنتخب ، إن الحسين قال في حق الرضيع: «اللهم أنت الشاهد على قوم ، قتلوا أشبه الناس برسولك محمد (صلى الله عليه وآله)».

و هذه الشواهد كلها ، لا تدل على مشابهة

العترة الطاهرة للرسول في جميع الصفات الكريمة.

لكن كلمة الحسين الذهبية في حق ولده الأكبر:

اللهم إشهد، إنه برز إليهم أشبه الناس خَلقاً و خُلقاً و منطقاً برسولك ، و كنا إذا اشتقنا إلى نبيّك نظرنا إليه(18).

ترشدنا إلى أن فقيد بيت النبوة ، كان في وقته مرآة الجمال النبوي ، و مثال كماله الأسمى ، و أنموذجاً من منطقه البليغ الرائع ، حتى إن أباه (عليه السلام) ، إذا اشتاق إلى رؤية ذلك المحيا الأبهج ، الذي يقول فيه حسان مصرحاً بالحقيقة غير مبالغ:

وأحســن مـنـك لـم تـر قـط عـيـني
وأجمل مـنـك لـم تـلـد الـنــسـاء
خـلـقـت مـبـرءاً عـن كــــل عــيـب
كـأنـك قـد خـلـقـت كـمـا تـشـاء

عطف نظره إليه، أو أراد سماع ذلك الصوت المبهج ، الذي ترك نغمات

داود، خاضعة للطفه أصاخ إلى قيله، أو راقه تجديد العهد ، بتلكم الخلائق الكريمة ، التي مدحها الله تعالى بقوله:« وإنك لعلى خلق عظيم»، توجه بكله إليه.

و أنت تعلم ، أن جامع هذا الخلق الممدوح ، يشمل ما كان يتحلى به رسول الله من ورع و إخلاص و شجاعة و كرم و حلم و بشاشة في العشرة ، و دماثة في الخلق ، و لين الجانب ، و خشونة في ذات الله ، و تجنب عن الدنايا ، و الرذائل سواء في ذلك ، ما حضرته الشريعة أو زجرت عنه الإنسانية الكاملة إلى غيرها ، مما حق له أن يعد عظيماً عند الله تعالى.

إن الآثار،  و إن أفادت مشابهة أفذاذ من البشر لشخصية الرسالة ، لكن (الأكبر) هو المثل الأعلى ، لتلك

الذات القدسية الكاملة المعصومة عن كل خطأ ، المنزهة عن أي عيب ، المحلاة بالجمال القدسي الإلهي ، فلا يعدوه ، أن يكون معصوماً كالذوات الطاهرة من الأئمة المعصومين ، و إن احتاج إلى إمام يركن.

و ليس ببعيد من فضل الباري جل شأنه ، أن يوجد ذاتاً كاملة منزهة عن كل عيب مبرأة عن أي شين وعار ، و إن كلمة

سيد الشهداء ، تلفتنا إلى تحقق تلك الشخصية القدسية ، بما حوته من فضائل و محامد في ولده علي الأكبر (عليه السلام).

أضف إلى ذلك ما جاء في زيارته المخصوصة في أول رجب من قول الإمام (عليه السلام).

كما منَّ عليك من قبل وجعلك من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.

و إذهاب الرجس،  معنى العصمة ، فهي متحققة فيه ، و إن لم تكن واجبة كوجوبها في الإمام المطلق الحجة على الخلق.


عبد الله الرضيع ( عليه السلام )

السيدة فاطمة الكبرى بنت الإمام الحسين ( عليه السلام )

القاسم ( عليه السلام )

 

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)