• عدد المراجعات :
  • 1347
  • 12/7/2011
  • تاريخ :

خط النستعليق نشأته وتطوره

خط النستعليق نشأته وتطوره

رغم ان خط النسخ تم تحويره من صورته العربيه على يد الايرانيين بما يتوافق و الذوق الايراني، الى ان الذهنيه الايرانيه المبدعه لم تكتف بذلك بل ابتكرت نوعاً من الخط يختلف تماماً عن الخطوط السابقه. حيث تمكن مير علي التبريزي، في النصف الثاني من القرن الثامن الهجري، الذي كان يعرف بـ «مير مطلق»، نظراً لتبحره في فن الخط، من ابتكار خط جديد عبر الدمج و المزاوجه بين كل من خطي النسخ و التعليق، الذي اصبح يعرف فيما بعد باسم «النسختعليق». و بمرور الوقت حظي هذا النوع من الخط بالاعجاب و التقدير و اصبح له عشاق كثيرون، علموا علي تطويره و فصله تماماً عن الخط الام «النسخ و التعليق»، و منحوه شخصيته المستقله.

و يبدو ان خط النستعليق كان محل اهتمام و استفاده خطاطي العصر الصفوي كثيراً، حتي انهم اقتصروا الكتابه علي هذا النوع من الخطوط. و من الخطاطين الكبار الذين اشتهروا بخط النستعليق في العصر الصفوي يمكن ذكر الاساتذه اظهر التبريزي و سلطان علي المشهدي، و مير علي الهروي. و يقف في طليعه هؤلاء كلهم استاذ خط النستعليق بلا منازع، ميرعماد سيفي القزويني –قتل في 1024 هـ -، الذي تزامن وجوده مع عصر شاه عباس الصفوي.

و علي حد قول الاستاذ زمانيان، سما ميرعماد القزويني في مدارج فن خط النستعليق الي درجه متقدمه من الكمال، و مهما قيل و كتب عن دور الاستاذ ميرعماد في هذا المجال فإنه لم يعط حقه، و يكفي ان نقول انهم اطلقوا علي خط النستعليق في زمانه بأنه عروس الخطوط الاسلاميه للروعه الجماليه التي تجلت في خطوطه، و لامتلاك هذا النوع من الخط اقواساً و مدات ناعمه و لطيفه و مساحات من الاسود و الابيض جذابه جداً، و ان تركيبه حروفه و كلماته تشبه الخطوط علي وجه العروس، لاتصافها بالتعادل، و بعيده عن اي افراط او تفريط.

سما ميرعماد القزويني في مدارج فن خط النستعليق الي درجه متقدمه من الكمال، و مهما قيل و كتب عن دور الاستاذ ميرعماد في هذا المجال فإنه لم يعط حقه، و يكفي ان نقول انهم اطلقوا علي خط النستعليق في زمانه بأنه عروس الخطوط الاسلاميه

و يستند خط النستعليق الي قاعدتين عامتين كانت محل اهتمام الخطاطين منذ عصر «ابن مقله» و حتي الآن. و هاتان القاعدتان معروفتان بـ «حسن التشكيل»، و «حسن الوضع». فحسن التشكيل يتناول جوانب من قبيل الحجم و استفاده الحرف من الخطوط الهندسيه، و من «السطح و الدور»، و «الطول و القصر»، و «الرفع و السمك». اما حسن الوضع فيعني بصوره العلاقه بين الحروف المتصله، و طريقه وضع الحروف المنفصله الى جوار بعض، و بشكل عام ترتيب السطور مع بعضها.

لقد تناول خطاطون من امثال سلطان علي مشهدي (م. 926ق)، و بابا شاه اصفهاني (م. 996ق)، و كلاهما من خطاطي النستعليق المشهورين، في كتاباتهم هاتين القاعدتين العامتين و طريقه الاستفاده منهما في طريقة كتابة خطوط النستعليق بالشرح و التوضيح. و فيما ذكروه ان للخط ثمانيه الي اثنتي عشره قاعده، و هي عباره عن: القوه و الضعف و السطح و الدور و الصعود و النزول و النسبه و التركيب و الكرسي و الاصول و الصفا و الشأن. و ان كل من قاعده الصفا و الشأن لا علاقه لهما بالاصول الهندسيه، بل هما يختصان بعنصر الكيفيه و يوضحان جوانب اخري، مثلما ان الضعف و القوه يرتبطان بحجم الكتابه، و الصعود و النزول يرتبطان بارتفاع الحروف او خفضها، و كذلك السطح و الدور اللذين ينظران الي شكلين من اشكال الحروف المسطحه و المدوره.

هذا و قد برز اساتذه كثر مع مرور الزمان، اضاف كل وحد منهم بدوره ابداعاً و جماليه الي خط النستعليق، و خطا به علي طريق تكامله. حتي نصل الي زمن القاجاريين، حيث نتعرف علي الاستاذ الاجل ميرزا كلهر، الذي استطاع بفضل ما اوتي من نبوغ ذاتي و مؤهلات عاليه، ان يبدع اسلوباً و طريقه جديده اهلته ليكون في طليعه خطاطي عصره، كما يقول ان ميرزا كلهر و اصل اسلوب ميرعماد و طريقته، الا انه من خلال الاضافات و الكلمات، طبع بصماته الذاتيه على المسيره الابداعيه لهذا الخط ليظهر بكيفيه خاصه.

ترجمة واعداد : سيد مرتضى محمدي

القسم العربي - تبيان


وقفة عند غزليات حافظ الشيرازي

ملخص الشاهنامه

هوية الشعرالايراني

نظرة في الشعر الايراني الحديث

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)