• عدد المراجعات :
  • 1443
  • 8/16/2009
  • تاريخ :

التمثيل السابع و الخمسون : لقمان الحکيم

القرآن

( أَمَّنْ هذا الّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَه بَل لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ* أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً على وَجْههِ أَهْدى أَمَّن يَمْشِي سَوِيّاً عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيم ) . (1)

 

تفسير الآيات

 "لجّ " : من اللجاج ، التمادي و العناد في تعاطي الفعل المزجور عنه.

" عُتُوّ ": التمرّد.

" النفور ": التباعد عن الحقّ .

" مكب ": من الكبو ، و هو إسقاط الشيء على وجهه ، قال سبحانه : ( فَكُبَّتْ وُجُوهُهُم فِي النّار ) . و منه قوله : " إنّ الجواد قد يكبو " أي قد يسقط ، و المراد هنا بقرينة مقابله ( يمشي سوياً ) ، أي من يمشي و وجهه إلى الاَرض لاالساقط . و قال الطبرسي : أي منكساً رأسه إلى الاَرض ، فهو لا يبصر الطريق و لا من يستقبله.

و أمّا الآيات فقد جاءت بصيغة السوَال بين الضالين الذين لجّوا في عتو و نفور و ظلّوا متمسّكين بالاَوثان و الاَصنام ، و بين المهتدين الذين يمشون في جادة التوحيد و لايعبدون إلاّ الله القادر على كلّ شيء.

فمثل هوَلاء مثل من يمشي على أرض متعرجة غير مستوية يكثر فيها العثار ، و بالتالى يسقط الماشي مكباً على وجهه ، و من يمشي على جادة مستوية مستقيمة ليس فيها عثرات ، فيصل إلى هدفه بسهولة.

فالاختلاف بين هاتين الطائفتين ليس في كيفية المشي ، و إنّما الاختلاف في طريقهم حيث إنّ طرق الكفّار ملتوية متعرجة فيها عقبات كثيرة ، و طريق المهتدين مستقيمة لااعوجاج فيها ، فعاقبة المشي في الطريق الاَُوّل هو الانكباب على الاَرض ، و عاقبة المشى في الطريق الثاني هو الوصول إلى الهدف ،

فتأويل الآية : أفمن يمشي على طريق غير مستقيم بل متعرج ملتوٍ مكبّاً على وجهه أهدى أم من يمشي على صراط مستقيم بقامة مستقيمة.

قال العلاّمة الطباطبائي و المراد أنّهم بلجاجهم في عتوّ عجيب و نفور من الحقّ ، كمن يسلك سبيلاً و هو مكب على وجه لايرى ما في الطريق من ارتفاع و انخفاض و مزالق و معاثر ، فليس هذا السائر كمن يمشي سوياً على صراط مستقيم ، فيرى موضع قدمه و ما يواجهه من الطريق على استقامة ، و ما يقصده من الغاية ، و هوَلاء الكفّار سائرون سبيل الحياة و هم يعاندون الحقّ على علم به، فيغمضون عن معرفة ما عليهم أن يعرفوه و العمل بما عليهم أن يعملوا به، و لايخضعون للحق حتى يكونوا على بصيرة من الاَمر و يسلكوا سبيل الحياة و هم مستوون على صراط مستقيم فيأمنوا الهلاك ، (2)

 

-------------------------------------------------------------------------------------------------------

الهوامش

1 ـ الملك:21ـ22.

2ـ الميزان:19|360ـ 361.


التمثيل السادس و الخمسون : لقمان الحکيم

التمثيل الخامس و الخمسون : لقمان الحکيم

التمثيل الرابع و الخمسون : لقمان الحکيم

التمثيل الثالث و الخمسون : لقمان الحکيم

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)