• عدد المراجعات :
  • 1737
  • 8/9/2009
  • تاريخ :

الشاعر سفيان العبدي الكوفي ( رحمه الله )

الورد

اسمه و نسبه :

هو سفيان بن مصعب العبدي الكوفي ، ويُ لقَّب بـ ( أبي محمد ) ، و ( العبدي ) نسبة إلى عبد القيس ابن ربيعة بن نزار .

و لاؤه لأهل البيت ( عليهم السلام ) :

كان سفيان الكوفي من شعراء أهل البيت ( عليهم السلام ) في القرن الثاني ، و كان من المتمسكين بهم ( علهيم السلام ) بولائه و شعره ، و المقبولين عندهم لصدق نيته و انقطاعه إليهم .

و قد ضمَّن شعره مناقب و مدائح آل البيت ( عليهم السلام ) ، و تفجَّع على مصائبهم و رثاهم ، ولم نجد في غير آل البيت ( عليهم السلام ) له شعراً .

عدَّه الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، و ذلك لولائه المطلق الخالص ، و إيمانه الذي لايشوبه شائبة ، فهو ثقة ، عدل ، ممدوح ، معتمد ، حتى أمر الإمام ( عليه السلام ) شيعته بتعليم شعره أولادهم .

فقال ( عليه السلام ) : ( يا معشر الشيعة ، علِّموا أولادكم شعر العبدي ، فإنَّه على دين الله ) ، فشعره يغرس الولاء و المحبَّة لأهل البيت ( عليهم السلام ) في النفوس . و كان يأخذ الحديث عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) في مناقب العترة الطاهرة ، فينظمه شعراً في الحال ثم يعرضه على الإمام ( عليه السلام ) . و مثال ذلك سؤال سفيان للإمام ( عليه السلام ) : ما تقول في قوله تعالى : ( وَ عَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يعرفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُم  ) ، ( الأعراف : 46 ) .

قال ( عليه السلام ) : ( هم الأوصياء من آل محمد ، الإثني عشر ، لايعرف الله إلا من عرفهم و عرفوه ) ، فقال سفيان : فما الأعراف ، جُعلت فداك ؟

قال ( عليه السلام ) : ( كَثَائِبٌ من مِسك ، عليها رسول الله و الأوصياء ( عليهم السلام ) يعرفون كلاً بسيماهم ) ، فقال سفيان : أفلا أقول في ذلك شيئاً ..

فقال من قصيدة :

وأنتم وُلاة الحَشر والنَّشرِ والجَزَا
 وأنتم ليـوم المفـزع الهـولِِ مفزعُ
وأنتم عَلى الأعرَافِ وَهيَ كثائبٌ
 مِنَ المَـسِّ ريَّاهَـا بكـم يَتَضَـوَّعُ
ثَمَانِيَـة بالعَـرشِ إِذْ يَحمِلُونَـهُ
وَمِن بَعدِهِم فِي الأَرضِ هَادُونَ أَربَعُ

 

نبوغه في الأدب و الحديث :

 

نبغ سفيان في الشعر و الأدب ، فشعره من الجودة ، و الجزالة ، و السهولة ، و العذوبة ، و الفخامة ، و الحلاوة ، و المتانة ، و كل هذا شاهدٌ على تَضَلُّعِهِ في فنونه ، وي عترف له بالتقدم و البروز . و استنشده الإمام الصادق ( عليه السلام ) و قال : ( قولوا لأم فروة تجيء فتسمع ما صُنع بجدِّها ( عليها السلام )) ، فجاءت فقعدت خلف الستر ) . فقال ( عليه السلام ) للعبدي : ( أنشد ) ، فقال العبدي : ( فـَرْوَ جُودِي بِدَمعِكِ المَسكُوبِ .. فصاحت أم فروة وصِحْنَ النساء .

و استنشد شعره الإمام ( عليه السلام ) أبا عمارة المنشد ، فقال ( عليه السلام ) : ( يا أبا عمارة أنشدني للعبدي في الحسين ( عليه السلام ) ) ، فأنشد فبكى ، ثم أنشده فبكى فما زال ينشده ، و يبكي حتى سمع بكاء من في الدار . إضافة إلى ذلك فإن ثناء الحميري سيد الشعراء عليه دليل آخر على نبوغه في الشعر . فقد اجتمع السيد الحميري و شاعرنا العبدي الكوفي ، فأنشد السيد الحميري :

 

إِنِّي أدِينُ بِما دَانَ الوَصيُّ بِهِ
يومَ الخَرِيبَةِ مِن قَتلِ المُحِلِّينَا
وَبالَّذِي دَان يَومَ النَّهرَوَان بِهِ
 وَشَـارَكَتْ كَفُّه كَفِّي بِصِفِّينَا

 

فقال له العبدي : أخطأت ، لو شاركت كفُّك كنت مثله ، ولكن قل : تابعت كفه ، لتكون تابعاً لاشريكاً ، فكان السيد الحميري بعد ذلك يقول : أنا أشعر الناس إلا العبدي ، و كان العبدي من رواة الحديث أيضاً ، فقد روى كثيراً من الروايات بشعرٍ عذب و سلس .

 

ولادته و وفاته :

 

لم نعثر على تاريخ ولادة و وفاة سفيان العبدي ( رحمه الله ) ، إلاّ أنّه قد عاصر الشاعر السيد الحميري ( رحمه الله ) المولود سنة ( 105 هـ ) و المتوفّى سنة ( 173 هـ ) .

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)