• عدد المراجعات :
  • 4524
  • 7/27/2009
  • تاريخ :

السهروردي و فكره الفلسفي الإشراقي

سهروردی

السهروردي من كبار مفكري الفلسفة الإشراقية ، و لايعني (الإشراق) هنا الذوق و الكشف فقط ، و إنما استعمله السهروردي استعمالاً خاصاً ، فقد ذهب إلى أن " الله نور الأنوار " ، و من نوره خرجت أنوار أخرى هي عماد العالمَين المادي و الروحي ،

اليونان هم الآباء الحقيقيون للفلسفة بمعناها الدقيق ، تلك حقيقة لاريب فيها ، و قد جمعت فلسفة سقراط (469 – 399 ق.م) بين المثالية و المادية ، في حين طغت المثالية على فلسفة تلميذه أفلاطون (427 – 347 ق.م) ، و طغت المادية (المشّائية ) على فلسفة أرسطو ( 384  – 321 ق.م ) تلميذ أفلاطون .

و ترجع الفلسفة الإشراقية إلى الفيلسوف اليوناني أفلاطون ، و قد يكون أفلاطون في إشراقيته متأثراً بالزردشتية في عهدها المتأخر، و تتخذ الإشراقية عند أفلاطون صيغة فيض العالم عن العقل الأول ( العقل الفعال ). أما في صورتها الإسلامية ، فإنها تعود إلى حكمة المشارقة أهل فارس ، و هي تعني ( الكشف ) ، و بعبارة أخرى ، الإشراقية الإسلامية تعني الوصول إلى المعرفة الحقيقية عن طريق الذوق و الكشف ، و ليس عن طريق البحث و البرهان العقليين.

الفلسفة الاشراقية في صورتها الإسلامية ، فإنها تعود إلى حكمة المشارقة أهل فارس ، و هي تعني ( الكشف ) ، و بعبارة أخرى ، الإشراقية الإسلامية تعني الوصول إلى المعرفة الحقيقية عن طريق الذوق و الكشف ، و ليس عن طريق البحث و البرهان العقليين .

قال قطب الدين الشيرازي في مقدمة كتاب ( حكمة الإشراق للسهروردي ) : " إنها الحكمة المؤسسة على الإشراق الذي هو الكشف ، أو حكمة المشارقة الذين من أهل فارس ، و هو أيضاً يرجع إلى الأول ، لأن حكمتهم كشفية ذوقية ، فنُسبت إلى الإشراق الذي هو ظهور الأنوار العقلية و لمعانها و فيضانها بالإشراقات على النفوس عند تجردها ، و كان اعتماد الفارسيين في الحكمة على الذوق و الكشف ، و كذا كان قدماء يونان ، خلا أرسطو و شيعته ، فإن اعتمادهم كان على البحث و البرهان لاغير ".

و يرى الإشراقيون أن المعرفة ، لاتقوم على تجريد الصور، كما يقرر المشّاؤون (أتباع فلسفة أرسطو) ، بل هي معرفة تقوم على الحدس الذي يربط الذات العارفة بالجواهر النورانية صعوداً كان أم نزولاً.

و السهروردي من كبار مفكري الفلسفة الإشراقية ، و لايعني (الإشراق) هنا الذوق و الكشف فقط ، و إنما استعمله السهروردي استعمالاً خاصاً ، فقد ذهب إلى أن " الله نور الأنوار " ، و من نوره خرجت أنوار أخرى هي عماد العالمَين المادي و الروحي .

و أضاف السهروردي : ( أن ( النور الإبداعي الأول ) فاض عن ( الأول ) الذي هو ( الله/نور الأنوار ) ، وتصدر عن النور الإبداعي الأول أنوار طولية سماها ( القواهر العالية ) ، و تصدر عن هذه القواهر أنوار عرضية سماها ( أرباب الأنواع ) ، تدير شؤون العالم الحس ) .

و ابتدع السهروردي عاملاً أوسط بين العالمين العقلي ( نور الأنوار ) و العالم المادي ، سماه ( عالم البرزخ ) و ( عالم المُثُل )، و هذا يذكّرن ا- و لاريب  - بعالم المُثُل في فلسفة أفلاطون . و يعدّ السهروردي أول من تصدّى للفلسفة المشائية في القرن السادس الهجري ، فقد أعرب في مؤلفاته عن تبرّمه بها ، و نزوعه إلى الفلسفة الإشراقية ، و هذا يعني أنه كان صوفياً أكثر من كونه فيلسوفاً ، على أنه يضع الفلسفة و التصوف في علاقة خاصة لا توجد عند غيره ،

و يرى الإشراقيون أن المعرفة ، لاتقوم على تجريد الصور، كما يقرر المشّاؤون (أتباع فلسفة أرسطو) ، بل هي معرفة تقوم على الحدس الذي يربط الذات العارفة بالجواهر النورانية صعوداً كان أم نزولاً.

و هو يميّز بين نوعين من الحكمة :

- الحكمة البحثية : و هي تعتمد على التحليل و التركيب و الاستدلال البرهاني ، و هي حكمة الفلاسفة .

- الحكمة الذوقية : و هي ثمرة مجاهدات روحية ، و يحياها الإنسان لكنه لايستطيع التعبير عنها ، و هي حكمة الإشراقيين .

و لايرى السهروردي تعارضاً بين الحكمتين ، فالإشراقي الحقيقي هو الذي يتقن الحكمة البحثية ، و ينفذ في الوقت نفسه إلى أسرار الحكمة الذوقية . و يرى السهروردي أن الفكر الإنساني غير قادر وحده على امتلاك المعرفة التامة ، و لابد أن يستعين بالتجربة الداخلية و الذوق الباطني ، كما أن الاختبار الروحي لايزدهر ، و يثمر إلا إذا تأسس على العلم و الفلسفة . إن رؤية السهروردي هذه جعلته موسوعي النزعة ، لايقنع بكتاب ، و لايقتصر على شيخ ، و لايتقيد بفلسفة ، و قد جمع بين حكمة الفرس  واليونان وك هنة مصر و براهمة الهند ، و آخى بين أفلاطون و زردشت و بين فيثاغورس و هرمس.

--------------------------------------

المصدر:

1. الدكتور إبراهيم مدكور (مشرف): الكتاب التذكاري شيخ الإشراق شهاب الدين السهروردي في الذكرى المئوية الثامنة لوفاته .


شيخ الاشراق شهاب الدين السُّهْرَوَرْدي (ح.545 هـ - 586 هـ)

الرازي الطبيب العالم

ابن سينا: الطبيب الفيلسوف والعالم الوسوعي

البيروني شهد له التاريخ بالنبوغ

الخوارزمي و اللغه العربيه

جلال آل احمد

مناظرات السهروردي

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)