• عدد المراجعات :
  • 1564
  • 6/23/2009
  • تاريخ :

رسالة إمام الأمة (ره) حول استشهاد السيد بهشتي مع جمع من رجالات الثورة

 

الشهيد بهشتي

بسم الله الرحمن الرحيم

إنّا لله وإنّا إليه راجعون

 

إنّ الشعب الثائر الذي التزم بأحكام القرآن ، و قطع يد القوى الكبرى المجرمة لنيل الحرية و الاستقلال ، و أعد نفسه لتقديم المزيد من الشهداء ، لن يهاب أبداً عندما تخرج اليد المجرمة للقوى الكبرى من كُمِّ حفنة جناة محترفين ، لتحصد أرواح نخبة من خيرة أبنائه البررة..

أليست الشهادة ميراثاً ورثها شعبنا ، الذي أنجب الشهداء من أولياء الله ، الذين كانت حياتهم عقيدة و جهاداً ، و بذلوا دماء خيرة شبابهم في سبيل الرسالة الإسلاميّة؟

أليس العيش في الحياة بعزّ و شرف من المعايير الإنسانيّة ، التي نذر حماة هذه الرسالة الأوائل حياتهم في سبيل الحفاظ عليها و حراستها ؟ ، ألسنا من أنصار تلك الصفوة ، وقد نذرنا حياتنا في سبيل أهدافنا ، و لايأخذنا أدنى خوف من استشهاد أعزائنا ؟.

هل العدو قادر بهذه الجرائم على تجريدنا من المعايير الإنسانيّة و مكارم شهدائنا الأعزاء ؟ ، هل يستطيع أعداء الفضيلة ، أن يعملوا شيئاً سوى سلب هذه الحياة الفانيّة من أحبّاء الله و روّاد الحقيقة ؟ ، دع هؤلاء الأشقياء ، الذين لا يفكّرون بغير الأنا ، و يأكلون كما تأكل الأنعام ، دعوهم بأعمالهم هذه ، ليحرّروا أنصار طريق الحق من قيود هذه الحياة الفانيّة ، و يلحقونهم بجوار الله.

الخزي لكم أيتها الحثالات الشيطانيّة ، و العار لكم يا من بعتم أنفسكم إلى الجناة الدوليين ، و زحفتم إلى أوكاركم ، تقومون بهذه الأعمال التخريبية مقابل شعب انتفض بوجه القوى الكبرى.. ، إنّ العيب الكبير فيكم و في أنصاركم ، هو أنكم تجهلون الإسلام و قوته المعنويّة ، كما تجهلون قدرة الشعب المسلم و روحه التضحويّة .

 إنّكم لم تعرفوا بعد هذا الشعب ، الذي قدّم العشرات من شبابه قرابين على طبق الإخلاص ، من أجل التحرر من أسر الشيطان الأكبر  والإطاحة بالنظام البهلوي الجائر، و صمد بشجاعة لا مثيل لها دون أن يشكو شيئاً.

إنّكم لم تعرفوا بعد هذا الشعب ، الذي يتمنّى المعوقون من أبنائه الشهادة ، و هم على أسرّة المرض ، و يدعون أصدقاءهم إلى استقبال الشهادة . هل تريدون يا من حجبت قلوبكم بغشاوة من العمى ، أن تخرجوا هذا الشعب المضحّي من الساحة بحصد أرواح عدد من أعزائه ، رغم أنكم شاهدتم كيف تتراص صفوف المضحين على طريق الإسلام ، و يترسّخ عزمهم أكثر كلما اغتيلت شخصية معروفة.

لقد وجهتم ما استطعتم من التهم و الافتراءات إلى أبناء الإسلام من أمثال الشهيد بهشتي ، و الشهداء الأعزاء من أعضاء مجلس الشورى الإسلامي ، و الحكومة في محاولة جبانة لعزلهم عن الشعب . و الآن ، و بعد أن أخفقتم في ذلك ، و افتضح أمركم للجميع زحفتم إلى أوكاركم ، و أقدمتم على جرائم حمقاء ظناً منكم ، بأنكم تستطيعون إرعاب هذا الشعب المضحّي و المنجب للشهداء بأعمالكم الوحشية هذه ، و أنتم لاتعلمون بأنّه لامعنى للخوف في قاموس الشهادة.

إنّ الإسلام ليفخر ، الآن بهؤلاء الشهداء و يدعو مرفوع الرأس جميع الشعب إلى الصمود ، و إنّنا قد عقدنا العزم على ملاقاة ربنا يوماً ما مضحين بأرواحنا التي منحنا إيّاها في سبيله..

لقد خسر الشعب الإيراني في هذه الفاجعة الكبرى (72) بريئاً أي بعدد شهداء كربلاء .. ، و يعتز الشعب الإيراني ، بأن يقدم للمجتمع رجالاً ، نذروا أنفسهم لخدمة الإسلام والمسلمين.

إنّ أعداء الشعب ضرّجوا بالدماء مجموعة ، كانت قد اجتمعت للتشاور من أجل مصلحة البلد.

أيّها الشعب العزيز ، إنّ هؤلاء ذوي القلوب العمياء ، الذين يدّعون الجهاد من أجل الشعب ، سلبوا من الشعب مجموعة ، كانت تخدم الشعب بجد و إخلاص .. ، و لنفرض أنّكم كنتم تضمرون عداءً شديداً للشهيد بهشتي ، الذي عاش مظلوماً ، و مات مظلوماً ، و كان شوكة في أعين أعداء الإسلام ، و في أعينكم بصفة خاصة ، ولكن ما هو عداؤكم لأكثر من سبعين بريئاً كان معظمهم من خيرة العاملين في خدمة الشعب .. ، و المعارضين لأعداء الوطن و الشعب .. ، فما أنتم الذين تنتحلون لأنفسكم اسم الشعب سوى أعداء الشعب الممهدين للّصوص و الطامعين الشرقيين و الغربيين .. ، إننا و إن كنا قد فقدنا أصدقاء ، و أعزاء أوفياء لنا كان كل واحد منهم دعامة قوية جداً و رصيداً قيماً لهذا الشعب المضطهد .. ، إننا و إن كنا قد فقدنا أخوة ملتزمين للغاية ، كانوا أشداء على الكفار رحماء بينهم ، و كانوا بمثابة سد منيع و شجرة مثمرة لهذا الشعب و المراكز الثوريّة ، غير أنّ سيل الشعب الهادر و أمواجه المحطمة ، ستعوضان باتّحادهما و بالاتكال على الخالق الكبير عن أيّة نقيصة.

إنّ الشعب الإيراني اعتمد على قدرة الله سبحانه و تعالى الأزلية ، و هو سائر إلى الأمام كالبحر المائج.. ، و صامد بصفوفه المتراصّة بوجه القوى الكبرى و حثالاتها ، و سيرسلكم أنتم العجزة ، الذين زحفتم إلى الححور ، و تلفضون أنفاسكم الأخيرة إلى جهنم.

رعى الله سبحانه و تعالى هذا البلد و هذا الشعب.

وإ نّني لأبارك ، و أعزي مرة أخرى بقية الله أرواحنا له الفداء و الشعوب المظلومة في العالم و الشعب الإيراني المجاهد. إني أشارك الأعزة ذوي هؤلاء الشهداء في مصيبتهم و عزائهم ، و أسأل الله سبحانه و تعالى الرحمة الواسعة لهؤلاء المظلومين و الصبر و السلوان لذويهم المحترمين . رحمة الله وتحيات الشعب اللامتناهية لشهداء الثورة منذ الخامس عشر من شهر خرداد سنة 1342 هــ ش لغاية السابع من شهر تير سنة 1360 هــ ش، والسلام و التحية لمظلومي العالم و المظلومين في إيران على امتداد التاريخ.

روح الله الموسوي الخميني  


الشهيد السيد محمد الحسيني البهشتي ( قدس سره )

نشاطات الدکتر بهشتي و مؤلفاته

أبعاد شخصية الشهيد بهشْتي في كلام قائد الثورة

الصفات القيادية للشهيد بهشتي

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)