• عدد المراجعات :
  • 1108
  • 6/23/2009
  • تاريخ :

الجانب العلمي للشهيد بهشْتي في كلام قائد الثورة

شهيد بهشْتي
أما عن الجوانب العلمية للشهيد بهشتي ، فقد كان شخصاً بارزاً في الفقه ، و له نصيب وافر من الدراسات العليا في قم.

أنتم على معرفة بأنّ درس المرحوم الداماد في الفقه كان يحضره الفقهاء الممتازون ــ رغم قلة العدد ــ طبعاً كان بعضهم مختص بدرسه ، و البعض الآخر كان يحضر درسه ، و يحضر دروس اساتذة آخرين كدرس الإمام الخميني . إلاّ أنّ درس المرحوم الداماد ، كان يضم نخبة ذات مستويً علمي رفيع . و كان من أبرز تلاميذ المرحوم الداماد في درس الفقه ، هو الشهيد بهشتي .

فأنا عندما وفدت إلى قم عام 1958، كان الشهيد بهشتي أحد الفضلاء المعروفين فيها ، إذ كان حينها مدرساً لمرحلة “ السطوح ” ، و يبدو أنه كان يحاضر في مرحلة السطوح العليا . و أنا أعرف بعض طلبة العلوم الدينية ، الذين كانوا يحضرون درسه ؛ من جملتهم بعض أبناء المرحوم الداماد ، أي ان بهشتي كان يربّي أبناء استاذه.

هذا على الصعيد الفقهي ، حيث يفهم من هذا انه كان شخصية ممتازة فيه. ثم صرنا نلاحظ في ما بعد خلال الأحداث و القضايا المختلفة ، و عبر النقاشات ، التي كانت تجري طوال فترة الجهاد ضد الحكم الطاغوتي ، و حيثما تشعب الحديث إلى تناول القضايا الفقهية ، كنا نلمس تأثير ذلك الفكر العميق و المتفتح للشهيد بهشتي . فكان يتعامل مع الأمور بعقل ناضج مع انه ، لم يكن منصرفاً إلى الشؤون الفقهية ، و لم يكن مختصاً بالفقه كشخص منهمك بالفقه و بمطالعة الكتب الفقهية ــ أي كان كما نصطلح عليه نحن طلاب العلوم الدينية تاركاً للفقه ــ إلاّ أنه في الوقت نفسه كان حاذقاً و بارعاً في عموم القضايا . و كان فكره العميق و الوضاء ، يؤدي دوره في حل بعض المعضلات.

هكذا كان شأنه في مجال الفلسفة أيضاً . ففي السنة الأولى أو الثانية علمت ، ان المرحوم العلاّمة الطباطبائي ، كانت له محاضرات في ليالي الخميس ، يحضرها عدد من الفضلاء ، و يعرض فيها العلاّمة بعض البحوث الفلسفية العليا . و هي المحاضرات ، التي انتهت إلى تدوين كاتب أصول الفلسفة ، و التي كانت قد بدأت منذ عام 1955. أما الموضوع الذي أتحدث عنه ، فيتعلق بعام 1960 ، حيث كنت أحضر تلك الدروس آنذاك.

في تلك الأعوام ، أصبحت لي صلة بتلك الحلقة الدراسية عن طريق الصدفة ، و صارت لي معرفة بها . و كان الشخص الذي يتناقش مع الاستاذ خلالها ، هو المرحوم بهشتي . أي ان تلك الحلقة ، التي كانت تحضرها شخصيات معروفة اليوم على صعيد الفلسفة ، كان المتحدث الأول فيها ، و الأكثر مناقشةً ، هو السيد بهشتي . و نحن الطلاب نعلم ، بأنَّ أصحاب الاشكالات غالباً ما يكونون هم الفضلاء و ذوي الذهنيات العميقة ، وكان السيد بهشتي أكثر من يورد الاشكالات ، و هو أكثر المتكلمين ، و كان كثير النقاش مع الاستاذ . و كان الاستاذ بدوره يوليه كل الرعاية و الاهتمام . ثم اتضح بشكل جلي في ما بعد ان المرحوم بهشتي شخصية بارزة في مجال المباحث الفلسفية . غاية ما في الأمر ان النشاطات الجذرية و العميقة ، التي دأب عليها طوال السنوات التي اعقبت عام 1963 ، طغت على مجمل اهتماماته الفقهية و الفلسفية أو العلوم الدينية و الفلسفية بوجه عام.

و على كلّ حال ، كان المرحوم الشهيد متبحراً في علوم الفقه و الفلسفة. و قد أثبت تبحّره طوال سنوات المواجهة باسلوب آخر و من خلال استثمار المعارف و العلوم ، التي درسها في الحوزة . و أنا على ثقة لو أنه بقي في الحوزة العلمية لغدا من مراجع التقليد في زمنه.

المصدر: دار الولاية للثقافة و الاعلام


البوم صور شهيد بهشتي

الشهيد السيد محمد الحسيني البهشتي ( قدس سره )

 

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)