• عدد المراجعات :
  • 1681
  • 6/23/2009
  • تاريخ :

أهل السنة ينفون التحريف

القرآن

 إنّ المعروف من مذهب أهل السنة ، هو تنزيه القرآن الكريم عن الخطأ و النقصان ، و صيانته عن التحريف ، و بذلك صرّحوا في تفاسيرهم ، و في كتب علوم القرآن ، إلاّ أنّه رويت في صحاحهم أحاديث ة، يدلّ ظاهرها على التحريف ، تمسّك بها الحشوية منهم ، فذهبوا إلى وقوع التحريف في القران تغييراً أو نقصاناً ، كما أشار إلى ذلك الطبرسي في مقدمة تفسيره (مجمع البيان) ، (1) ، و قد تقدّم قوله في تصريحات أعلام الاِمامية .

 و لا شكّ أنّ ما كان ضعيفاً من هذه الاَحاديث ، فهو خارج عن دائرة البحث ، و أمّا التي صحّت عندهم سنداً ، فهي أخبار آحاد ، و لايثبت القرآن بخبر الواحد ، على أنّ بعضها محمولٌ على التفسير ، أو الدعاء ، أو السُنّة ، أو الحديث القدسي ، أو اختلاف القراءة ، و أمّا مالا يمكن تأويله على بعض الوجوه ، فقد حمله بعضهم على نسخ التلاوة ، أي قالوا بنسخه لفظاً و بقائه حكماً ، و هذا الحمل باطلٌ ، و هو تكريسٌ للقول بالتحريف ، و قد نفاه أغلب محققيهم و علمائهم على ما سيأتي بيانه في محلّه إن شاء الله تعالى ، و ذهبوا إلى تكذيب ، و بطلان هذه الاَحاديث لاستلزامها للباطل ، إذ إنّ القول بها يفضي إلى القدح في تواتر القرآن العظيم .

 يقول عبد الرحمن الجزيري : « أمّا الاَخبار التي فيها أنّ بعض القران المتواتر ليس منه ، أو أنّ بعضاً منه قد حُذِف ، فالواجب على كلِّ مسلم  تكذيبها بتاتاً ، و الدعاء على راويها بسوء المصير» ، ( 21).

 و يقول ابن الخطيب : « على أنّ هذه الاَحاديث و أمثالها ، سواء صحّ سندها أو لم يصحّ ، فهي على ضعفها و ظهور بطلانها ، قلّة لا يعتدّ بها ، مادام إلى جانبها إجماع الاَُمّة ، و تظاهر الاَحاديث الصحيحة التي تدمغها و تظهر أغراض الدين و المشرّع بأجلى مظاهرها » ، (3).

 و جماعة منهم قالوا بوضع هذه الاَحاديث و اختلاقها من قبل أعداء الاِسلام و المتربصّين به ، يقول الحكيم الترمذي : « ما أرى مثل هذه الروايات إلاّ من كيد الزنادقة » .

 و يقول الدكتور مصطفى زيد : « و أمّا الآثار التي يحتجّون بها .. ، فمعظمها مروي عن عمر و عائشة ، و نحن نستبعد صدور مثل هذه الآثار بالرغم من ورودها في الكتب الصحاح ، و في بعض هذه الروايات جاءت العبارات التي لاتتّفق و مكانة عمر و عائشة، ممّا يجعلنا نطمئنّ إلى اختلاقها و دسّها على المسلمين » ، (4).

 إذن ، فهم موافقون للشيعة الاِمامية في القول بنفي التحريف ، فيكون ذلك ممّا اتّفقت عليه كلمة المسلمين جميعاً ، يقول الدكتور محمّد التيجاني : « إنّ علماء السنة و علماء الشيعة من المحقّقين ، قد أبطلوا مثل هذه الروايات ، و اعتبروها شاذّة ، و أثبتوا بالاَدلّة المقنعة بأنّ القرآن الذي بأيدينا ، هو نفس القرآن الذي أُنزل على نبيّنا محمّد صلى الله عليه و آله و سلم ، و ليس فيه زيادةٌ ، و لانقصان ، و لاتبديل ، و لاتغيير» ، (5).

----------------------------

(1) مجمع البيان 1 : 83 .

(2) الفقه على المذاهب الاَربعة 4 : 260 .

(3) الفرقان : 163 .

(4) النسخ في القرآن 1 : 283 .

(5) لاَكون مع الصادقين : 168 ـ 176


تحريف القرآن (  المقدِّمة )

حقيقتان مهمّتان في تحريف القران

أدلّة جمع القرآن في زمان الرسول  (ص)

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)