• عدد المراجعات :
  • 934
  • 6/9/2009
  • تاريخ :

الشاعر أبو الأسود الدؤلي

الفراش

ينظم موعظة

 

حسـدوا الفتى إذ لم ينالـوا سـعيه
فالقوم أعداءٌ لـه وخصـومُ
كضـرائرِ الحسـناءِ قلن لوجههـا
حَسَـداً وبَغيـاً انـه لدَمِيـمُ
والوَجْه يَشـرق في الظـلام كأنـه
بَدرٌ مُنيـرٌ والسـماء نجومُ
فاتـركْ مُجـاراة الســفيهِ فإنـها
ندمٌ وغبٌ بعـدَ ذاكَ وخيـمُ
وإذا عتبـتَ على السـفيهِ ولمتَـه
في مثلِ ما يأتي فأنتَ ظلـومُ
يا أيّـها الرجـلُ المعلــمُ غيـره
هَلا لنفسِـكَ كانَ ذا التعليـمُ
لا تَنْـه عن خُلُـقٍ وتأتـي مثلـه
عارٌ عليكَ إذا فعلـتَ عظيمُ
ابدَأ بِنَفسِـك وانْهَهـا عَـنْ غيّهـا
فإذا انتهت عنه فأنـت حكيمُ
فهناكَ يقبـل ما وعظـت ويقتـدي
بالرأي منك وينفـع التعليـمُ
تصـف الدواء وأنت أولـى بالدوا
وتعالجُ المرضى وأنتَ سقيمُ
وكـذاك تلقـحُ بالرشـادِ عقولنـا
أبداً وأنت من الرشـادِ عَقيمُ
ويلُ الشـجيّ مـن الخلـيّ فإنـه
نصب الغواة بشـجوه مغمومُ
وترى الخليَّ قريـر عيـن لاهيـاً
وعلى الشـجيّ كآبة وهمومُ
ويقـول مالـك لا تقـول مقالتـي
ولسـان ذا طلق وذا مكطومُ
لا تكلمنْ عرض ابن عمّـك ظالماً
فإذا فعلت فعرضـك المكلومُ
وحريمه أيضـاً حريمـك فاحمـه
كيلا يباح لديك منـه حريـمُ
وإذا اقتضضت من ابن عمك كلمة
فكلامـه لك إن فعلت كلـومُ
وإذا طلبت إلـى كَريـم ٍ حاجَـة
فلقـاؤه يكفيــكَ والتسـليمُ
فـإذا رآك مُسَـلِماً ذكَـرَ الـذي
حَمّلْتـــه فكأنّـه مَحْتُـومُ
فارج الكريـم وإن رأيـتَ جَفاءه
فالعتـب منـه والفعال كريمُ
وعجبتُ للدنيـا ورغبـةِ أهلهـا
والرزقُ فيما بينهم مَقسـومُ
والأحمقُ المرزوق أحمق من أرى
من أهلها والعاقـلُ المحرومُ
ثم انقضـى عَجَبـي لِعِلمـي أنه
قـدر مُوافٍ وقتـه مَعلـومُ


الشاعر أبو الأسود الدؤلي ( رحمه الله )

الشاعر إبراهيم الحاريصي ( رحمه الله )

الشاعر إبراهيم القفطان ( رحمه الله )

الشاعر أبو تمام الطائي ( رحمه الله )

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)